الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خيل الصبا بركضي
…
تجري مع الغواه
في سنتي وفرضي
…
ما أبتغي سواه
وحجتي لعرضي
…
ما تنقل الرواه
عن عاقل لبيب
…
أفتاني أن الهوى مباح
والرشف من شنيب
…
ريان ما فيه من جناح 396 (1)
علم الدين البرزالي
القاسم بن محمد بن يوسف، الشيخ الإمام الحافظ المحدث المؤرخ، علم الدين أبو محمد ابن العدل بهاء الدين ابن الحافظ زكي الدين البرزالي الإشبيلي ثم الدمشقي الشافعي؛ ولد في جمادى الأولى سنة خمس وستين وستمائة، وحفظ القرآن " والتنبيه " ومقدمة ابن الحاجب، وسمع سنة ثلاث وسبعين من أبيه ومن القاضي عز الدين ابن الصائغ، ولما سمع " صحيح البخاري " من الإربلي بعثه والده فسمعه سنة سبع، وأحب الحديث ونسخ الأجزاء ودار على الشيوخ، وسمع من ابن أبي الخير وابن أبي عمر وابن علان وابن شيبان والمقداد والفخر، وجد في الطلب، وذهب إلى بعلبك، وارتحل إلى حلب سنة خمس وثمانين، وفيها ارتحل إلى مصر، وأكثر عن العز الحراني وطبقته، وكتب بخطه الصحيح المليح كثيراً وخرج لنفسه
(1) طبقات السبكي 6: 246 والأسنوي 1: 292 والدرر الكامنة 3: 321 والدارس 1: 112 والبداية والنهاية 14: 185 والنجوم الزاهرة 9: 319 والشذرات 6: 122 وتاريخ ابن الوردي 2: 327والبدر الطالع 2: 51 والذيل على طبقات الحفاظ: 18 وذيل عبر الذهبي: 209 والزركشي: 248 والرد الوافر: 119؛ ووردت الترجمة في ر.
وللشيوخ شيئا ًكثيراً، وجلس في شبيبته مدة مع أعيان الشهود، وتقدم في معرفة الشروط، ثم اقتصر على جهات تقوم به، وورث من أبيه جملة، وحصل كتباً جيدة وأجزاء في أربع خزائن، وبلغ ثبته أربعاً وعشرين مجلداً، وأثبت فيه من كان يسمع معه، وله تاريخ بدأ فيه من عام مولده الذي توفي فيه الإمام أبو شامة فجعله صلة لتاريخ أبي شامة في خمس مجلدات، وله مجاميع وتعاليق كثيرة، وعمل في فن الرواية عملاً قل من يبلغ إليه، وبلغ عدد مشايخه بالسماع أثر من ألفين، وبالإجازة أكثر من ألف، رتب كل ذلك وترجمهم في مسودات متقنة، وكان رأساً في صدق اللهجة والأمانة، صاحب سنة واتباع ولزم الفرائض، خيراً متواضعاً حسن البشر عديم الشر، فصيح القراءة مع عدم اللحن، قرأ ما لا يوصف كثرة وروى، وكان عالماً بالأسماء والألفاظ، وكان فيه حلم وصبر وتودد ولا يتكثر بفضائله ولا يتنقص بفاضل بل يوفيه فوق حقه، يلاطف الناس وله ود في القلوب وحب في الصدور. احتسب عدة أولاد: منهم محمد، تلا بالسبع وحفظ كتباً، وعاش ثمان عشرة (1) سنة، ومنهم فاطمة، عاشت نيفاً وعشرين سنة، وكتبت صحيح البخاري وأحكام مجد الدين وأشياء.
وللشيخ علم الدين إجازات عالية عام مولده من ابن عبد الدايم وإسماعيل ابن عزون والنجيب، وحدث في أيام شيخه ابن البخاري، وكان حلو المحاضرة قوي المذاكرة عارفاً بالرجال، لا سيما أهل زمانه وشيوخهم، لم يخلف بعده مثله.
حج سنة ثمان وثمانين وأخذ عن مشيخة الحرمين، ثم حج أربعاً بعد ذلك، وكان باذلاً لكتبه وأجزائه سمحاً في كل أموره، مؤثراً متصدقاً.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي: وهو الذي حبب إلي طلب الحديث،
(1) ر: ثمانية عشر.