الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي عمر بن عبد العزيز يقول الشريف الرضي (1) :
يا ابن عبد العزيز لو بكت
…
العين فتى من أمية لبكيتك
غير أني أقول إنك قد طبت
…
وإن لم يطب ولم يزك بيتك
أنت نزهتنا عن السب والقذ
…
ف فلو أمكن الجزاء جزيتك
ولو أني رأيت قبرك لاستح
…
ييت من أن أرى وما حييتك
دير سمعان فيك مأوى أبي
…
حفص فودي لو أنني آويتك
أنت بالذكر بين عيني وقلبي
…
إن تدانيت منك أو إن نأيتك
وعجيب أني قليت بني مر
…
وان طراً وأنني ما قليتك
قرب العدل منك لما نأى الجو
…
ر بهم فاجتويتهم واجتبيتك
فلو أني ملكت دفعاً لما نا
…
بك من طارق الردى لافتديتك 376 (2)
أبو حفص الشطرنجي
عمر بن عبد العزيز، أبو حفص الشطرنجي، مولى بني العباس؛ كان أبوه أعجمياً من موالي المنصور، ونشأ عمر في دار المهدي ومع أولاد مواليه فكان كأحدهم، وتأدب، وكان مشغوفاً بالشطرنج ولعبه، ولما مات المهدي انقطع إلى علية وخرج معها لما تزوجت، وعاد معها لما عادت إلى القصر، وكان يقول لها الأشعار فيما تريده من الأمور بينها وبين إخوتها وبني أخيها من الخلفاء فتنتحل بعض ذلك وتترك بعضه.
(1) ديوان الشريف 1: 215.
(2)
الأغاني 22: 50 والسمط: 517 والزركشي: 239؛ ووردت الترجمة في ر.
وقال محمد بن الجهم البرمكي: رأيت أبا حفص الشطرنجي فرأيت إنساناً يلهيك حضوره عن كل غائب، وتسليك مجالسته عن كل الهموم والمصائب، قربه عرس، وحديثه أنس، وجده لعب، ولعبه جد، دين ماجن، إن لبسته على ظاهره لبست موموقاً لا تمله، وإن تتبعه لتنظر خبرته وقفت على مروءة لا تطور (1) الفواحش بجنباتها، وكان من علمته أقل ما فيه الشعر، وهو القائل (2) :
تحبب فإن الحب داعية الحب
…
وكم من بعيد الدار مستوجب القرب
إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى
…
فأين حلاوات الرسائل والكتب
ففكر فإن حدثت أن أخا الهوى
…
نجا سالماً فراج النجاة من الحب
وأطيب أيام الهوى يومك الذي
…
تروع بالهجران (3) فيه وبالعتب ومن شعره:
وقد حسدوني قرب داري منكم
…
وكم من قريب الدار وهو بعيد
دخولك من باب الهوى إن أردته
…
يسير ولكن الخروج شديد وقال له الرشيد: يا حبيبي، لقد أحسنت ما شئت في بيتين قلتهما، فقال: ما هما يا سيدي؟ فمن شرفهما استحسانك، فقال: قولك:
لم ألق ذا شجن يبوح بحبه
…
إلا حسبتك ذلك المحبوبا
حذراً عليك وإنني بك واثق
…
أن لا ينال سواي منك نصيبا فقال: يا أمير المؤمنين ليسا لي، هما للعباس بن الأحنف، فقال: صدقك والله أعجب لي، ولك والله أحسن منهما حيث تقول:
(1) ر: تتطور؛ والتصويب عن الأغاني. تطور: تقرب.
(2)
وردت هذه الأبيات في ترجمة علية.
(3)
الأغاني: بالتحريش.