الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أيا جنة الحسن الذي (1) غادر الحشا
…
بفرط التجافي والصدود جهنما
جريت على رسم من الجور واضح
…
أما آن يوماً أن ترق وترحما
أمالك رقي كيف حللت جفوتي
…
وعدت لقتلي بالبعاد متمما
وحرمت من حلو الوصال محللا
…
وحللت من مر الجفاء محرما
بحسن التثني رق لي من صبابة
…
أسلت بها دمعي على وجنتي دما
ورفقاً بمن غادرته غرض الردى
…
إذا زار عن شحط بلادك سلما
كلفت بساجي الطرف أحوى مهفهف
…
يميس فينسيك القضيب المنعما
يفوق الظبا والغصن طرفاً وقامة
…
وبدر الدجى والبرق وجهاً ومبسما
فناظره في قصتي ليس ناظراً
…
وحاجبه في قتلتي قد تحكما
ومشرف صدغ ظل في الحكم جائراً
…
وعامل قد بات أعدى وأظلما
وعارضه لم يرث لي من شكاية
…
فنمت دموعي حين لاح منمنما 348 (2)
أبو القاسم التنوخي
علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم، أبو القاسم التنوخي؛ ولد يوم الثلاثاء نصف شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وتوفي في شهور سنة سبع وأربعين وأربعمائة؛ وكان شيعياً معتزلياً، وكان ساكناً وقوراً، وكان يدخله من نيابة القضاء ودار الضرب وغيرهما كل شهر مائتا (3)
(1) ر والزركشي: التي.
(2)
الزركشي: 220 وابن خلكان 4: 162 وتاريخ بغداد 12: 115 وشروح السقط 1593؛ ووردت الترجمة في ر.
(3)
ر: مائتين.
دينار فيمر الشهر وليس معه شيء، كان ينفق على أصحاب الحديث، وكان الخطيب والصولي (1) وغيرهما يبيتون عنده، وكان ثقة في الحديث متحفظاً (2) في الشهادة، محتاطاً صدوقاً، وتقلد قضاء عدة نواح منه المدائن وأعمالها وأذربيجان والبردان وقرميسين.
وكان ظريفاً نبيلاً جيد النادرة، اجتاز يوماَ في بعض الدروب فسمع امرأة تقول لأخرى: كم عمر بنتك يا أختي؟ فقالت: رزقتها يوم صفع القاضي وضرب السياط، فرفع رأسه إليها وقال: يا بظراء صار صفعي تاريخك، ما وجدت تاريخاً غيره! !
وكان أعمش العينين لا تهدأ جفونه من الانخفاض والارتفاع والتغميض والانفتاح، وفيه يقول ابن بابك:
إذا التنوخي انتشى
…
وغاص ثم انتعشا
أخفى عليه إن مشي
…
ت وهو يخفى إن مشى
فلا أراه قلة
…
ولا يراني عمشا ودفع إليه رجل رقعة وهو راكب، فلما فضها وجد فيها:
إن التنوخي به أبنة
…
كأنه يسجد للفيش
له غلامان ينيكانه
…
بعلة الترويح في الخيش فقال: ردوا زوج القحبة، فردوه فقال له: يا كشخان يا قرنان يا زوج ألف قحبة، هات زوجتك وأختك وأمك إلى داري وانظر ما يكون مني، وبعد ذلك احكم بما يكون مني، قفاه!! فصفعوه.
وكان يوماً نائماً، فاجتاز واحد غث وأزعجه مما يصيح: شراك النعال
(1) ر: والصوري.
(2)
ر: محتفظاً.