الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وينساب منها الماء بين شقائق
…
بدت كالغواني في غلائلها الحمر
كما لمعت أسياف يوسف في الوغى
…
مخضبة أطرافها من دم الكفر ومنها في المديح أيضاً:
يشيد بنيان المعالي لمجده
…
ويرفل في ثوب المكارم والفخر
هو البحر يسطو في غدير مفاضة
…
بجدوله الماضي على الجحفل المجر
ويغرس في لباتهم سوسن القنا
…
فينبت ورد الطعن من ساحة الصدر
ولو لم تكن يمناه غيثاً لما بدا
…
بها لامعاً برق المهندة البتر
ولا أورقت بالنضر في موقف الوغى
…
وقد جال أغصان المثقفة السمر
ويا عجباً من كفه كيف أضرمت
…
شرار حروب وهي أندى من البحر
ورقصت في ليل المداد عقيلة
…
تناغي بألفاظ أرق من الخمر
وقد قلدت من بحر علياك جيدها
…
بنظم لآل هذبته يد الفكر
تغالي ملوك الأرض في مهر مثلها
…
وها هي قد جاءت إليك بلا مهر 466 (1)
شهاب الدين الباجربقي
محمد بن عبد الرحيم بن عمر الباجربقي (2) الجزري، الشيخ الزاهد ابن المفتي الكبير جمال الدين؛ تحول جمال الدين بولديه بعد الثمانين
(1) الوافي 3: 249 والدرر الكامنة 4: 130 والشذرات 6: 64 وذيل العبر: 134 ودول الاسلام 2: 177 والنجوم الزاهرة 9: 258 والبداية والنهاية 14: 15.
(2)
المطبوعة: عبد الرحمن بن عمر الباجريقي، وهو خطأ. والباجربقي: نسبة إلى باجريق، قرية من قرى بين النهرين (ياقوت) .
وستمائة إلى دمشق، فسمعهما من ابن البخاري، وجلس للإفادة والإفتاء ودرس ومات وقد شاخ بعد الستمائة، فتزهد ولده محمد المذكور وحصل له حال وكشف، فانقطع فصحبه جماعة من الرذالة، وهون لهم أمر الشرائع وأراهم بوارق شيطانية، وكان له قوة تأثير، فقصده جماعة من الفضلاء قلدوا الشيخ صدر (1) الدين ابن الوكيل في تعظيمه، وكان ممن قصده الشيخ مجد الدين التونسي النحوي، فسلكه على عادته، فجاء إليه في اليوم الذي قال له تعود إلي فيه فقال له: ما رأيت؟ قال: وصلت في سلوكي إلى السماء الرابعة، فقال: هذا مقام موسى بن عمران بلغته في أربعة أيام، فرجع الشيخ مجد الدين إلى نفسه وتوجه إلى القاضي وحكى له ما جرى، وتاب إلى الله تعالى وجدد إسلامه، فطلب الباجربقي وحكم بإراقة دمه فاختفى، وتوجه إلى مصر وانقطع بالجامع الأزهر وتردد إليه جماعة، وكان الشيخ صدر الدين يتردد إليه " وهو بدمشق " ويجلس بين يديه ويحصل له بهت في وجهه، ويضع يده تحت ذقنه ويخلل ذقنه بأصابعه وينشد:
عجب من عجائب البر والبح
…
ر وشكل فرد ونوع غريب وشهد عليه مجد الدين التونسي وخطيب الزنجيلية والشيخ أبو بكر ابن شرف (2) بما أبيح به دمه، وحكي عنه التهاون بالصلاة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم باسمه من غير تعظيم ولا صلاة عليه، حتى يقول: ومن محمد هذا؟ فحكم القاضي جمال الدين الزواوي المالكي بإراقة دمه، فاختفى وسافر إلى العراق، وسعى أخوه بحماية بيبرس العلائي إلى الحنبلي، فشهد نحو العشرين بأن الستة الذين شهدوا عليه بينهم وبينه عداوة، فحقن الحنبلي دمه، فغضب المالكي وجدد الحكم بقتله، وجاء بعد مدة ونزل بالقابون على باب دمشق، ولم
(1) الوافي: نصر الدين.
(2)
الوافي: مشرف.