الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لم ينسنيك سرور لا ولا حزن
…
وكيف لا كيف ينسى (1) وجهك الحسن
ولا خلا منك قلبي ولا جسدي
…
كلي بكلك مشغول ومرتهن
وحيدة الحسن مالي منك مذ كلفت
…
نفسي بحبك إلا الهم والحزن
نور تولد من شمس ومن قمر
…
حتى تكامل فيه (2) الروح والبدن فما سمعت مثل ما سمعت منهما قط، وأعلم أني لا أسمع مثله أبداً.
ولدت سنة ستين ومائة وتوفيت سنة عشر ومائتين، رحمها الله تعالى.
372 -
(3)
كمال الدين ابن العديم
عمر بن أحمد بن هبة الله ابن أبي جرادة، الصاحب العلامة رئيس الشام، كمال الدين العقيلي الحلبي المعروف بابن العديم؛ ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة ست وستين وستمائة، وسمع من أبيه ومن عمه أبي غانم محمد وابن طبرزد والافتخار والكندي والحرستاني، وسمع جماعة كثيرة بدمشق وحلب والقدس والحجاز والعراق، وكان محدثاً حافظاً مؤرخاً صادقاً فقيهاً مفتياً منشئاً بليغاً كاتباً مجوداً، درس وأفتى وصنف، وترسل عن الملوك، وكان رأساً في الخط المنسوب لا سيما النسخ الحواشي. أطنب الحافظ شرف الدين الدمياطي في وصفه وقال: ولي قضاء حلب خمسة من آبائه متتالية، وله الخط
(1) ر: ننسى.
(2)
ر: فيها.
(3)
البدر السافر: 37 والزركشي: 237 ومعجم الأدباء 16: 5 والجواهر المضية 1: 386 والنجوم الزاهرة 7: 208 ومرآة الجنان 4: 158 والشذرات 5: 303 وتاريخ ابن الوردي 2: 215؛ واكثر المصادر على أن وفاته كانت سنة 660؛ والترجمة ثابتة في ر.
البديع والحظ الرفيع، والتصانيف الرائقة منها " تاريخ حلب " أدركته المنية قبل إكمال تبييضه، روى عنه الدواداري وغيره ودفن بسفح المقطم بالقاهرة؛ انتهى.
قال ياقوت (1) : سألته لم سميتم ببني العديم؟ فقال: سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه، وقال: هو اسم محدث، ولم يكن في آبائي القدماء من يعرف به، ولا أحسب إلا أن جدي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى ابن زهير بن " أبي " جرادة - مع ثروة واسعة ونعمة شاملة - كان يكثر في شعره من ذكر العدم وشكوى الزمان، فسمي بذلك، فإن لم يكن هذا سببه فما أدري ما سببه.
ولكمال الدين من المصنفات كتاب " الدراري في ذكر الذراري (2) " صنفه للملك الظاهر غازي وقدمه له يوم ولده الملك العزيز، وكتاب " ضوء الصباح في الحث على السماح " صنفه للملك الأشرف، وكتاب " الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة ". كتاب في الخط وعلومه وآدابه ووصف طروسه وأقلامه، وكتاب " دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري " وكتاب " تبريد حرارة الأكباد في محفة تشد له بين بغلين ويجلس فيها ويكتب، وقدم إلى مصر رسولاً وإلى بغداد، وكان إذا قدم إلى مصر يلازمه أبو الحسين الجزار، فقال فيه بعض أهل العصر:
يا ابن العديم عدمت كل فضيلة
…
وغدوت تحمل راية الإدبار
ما إن رأيت ولا سمعت بمثلها
…
تيس يلوذ بصحبة الجزار ومن شعر الصاحب كمال الدين (3) :
(1) معجم الأدباء 16: 6.
(2)
ر: الدراري.
(3)
معجم الأدباء 16: 51.
وأهيف معسول المراشف خلته
…
وفي وجنتيه للمدامة عاصر
يسيل إلى فيه اللذيذ مدامة
…
رحيقاً وقد مرت عليه الأعاصر
فيسكر منه عند ذاك قوامه
…
فيهتز تيهاً والعيون فواتر
كأن أمير النوم يهوى جفونه
…
إذا هم رفعاً خالفته المحاجر
خلوت به من بعد ما نام أهله
…
وقد غارت الجوزاء والليل ساتر
فوسدته كفي وبات معانقي
…
إلى أن بدا ضوء من الصبح سافر
فقام يجر البرد منه على تقى (1)
…
وقمت ولم تحلل لإثم مآزر
كذلك أحلى الحب ما كان فرجه
…
عفيفاً ووصلاً (2) لم تشبه الجرائر وقال:
فواعجباً من ريقه (3) وهو طاهر
…
حلال وقد أضحى علي محرما
هو الخمر لكن أين للخمر طعمه
…
ولذته مع أنني لم أذقها وقال:
بدا يسحر الألباب بالحسن والحسنى
…
هلم إليه إنه المقصد الأسنى
وزر بين (4) أزرار القميص ترائباً
…
وضم إليك الدعص والغصن اللدنا وقال، وكتب بها إلى نور الدين ابن سعيد:
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر
…
إلى شهادة مثلي مع توحده
إن كان خطي كسا خطاً كتبت له
…
إلي حسناً بدا في لون أسوده
فقد أتت منك أبيات (5) تعلمني
…
نظم القريض الذي يحلو لمنشده
(1) ر: نقا.
(2)
ياقوت: ووصل.
(3)
ياقوت: ريقها.
(4)
الزركشي: وزر من.
(5)
ر: أبياتاً.