الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
412 -
(1)
الوأواء الدمشقي
محمد بن أحمد - وقيل هو ابن محمد - أبو الفرج الوأواء الغساني الدمشقي؛ شاعر مطبوع منسجم العبارة حسن جيد التشبيه، بنى الحريري مقامة (2) على قوله:
وأمرت لؤلؤاً من نرجس وسقت
…
ورداً وعضت على العناب بالبرد ومن شعره (3) :
وليل كفكري في صدود معذبي
…
وإلا كأنفاسي عليه من الوجد
وإلا كعمر الهجر فيه لأنه
…
إذا قسته بالوصل كان بلا حد وقال أيضاً (4) :
اسقياني ذبيحة الماء في الكأ
…
س وكفا عن شرب ما تسقياني
إنني قد أمنت بالأمس إذ م
…
ت بها أن أموت موتاً ثاني
قهوة تطرد الهموم إذا ما
…
سكنت في (5) مواطن الأحزان
نثرت راحة المزاج عليها
…
حدقاً ما تدور في الأجفان
فهي تجري من اللطافة في الأر
…
واح مجرى الأرواح في الأبدان
(1) اليتيمة 1: 272 والوافي 2: 52 والزركشي: 250 والمحمدون: 54 وانظر مقدمة ديوانه؛ وقد نشر ديوانه بتحقيق الدكتور سامي الدهان (دمشق 1950) .
(2)
هي المقامة الثانية.
(3)
ديوانه: 87.
(4)
الديوان: 241.
(5)
الديوان: مكنت من.
يتهادى بكأسها من هدايا
…
هـ إلينا طرائف الأشجان
ما رأينا ورداً كورد بخدي
…
هـ بدا طالعاً على غصن بان
زارني والصباح في ساعد الأف
…
ق كبحر (1) في نصفه نصف جان
وغدا والهلال في شرك الفج
…
ر شريكي في قبضة الارتهان
ويمين الجوزاء تبسط باعاً
…
لعناق الدجى بغير بنان
وكأن الإكليل (2) إذ رمي الغر
…
ب به شعله من النيران
وكأن النجوم أحداق روم
…
ركبت في محاجر السودان
رشأ تشره النفوس إلى ما
…
في ثناياه من رحيق اللسان
لا وما احمر من تورد خدي
…
هـ وما اصفر من شموس الدنان
لأطيل (3) السجود في قبلة الكأ
…
س بتسبيح ألسن العيدان
كم صلاة على فتى مات سكراً
…
قد أقيمت فينا بغير أذان
أيها الرائح الذي راحتاه
…
بخضاب الكؤوس مخضوبتان
عج بضحك الأقداح في رهج القص
…
ف إذا ما بكت عليها القناني
واسقني القهوة التي تنبت الور
…
د إذا شئت في خدود الغواني
لا تدغدغ صدر المدام بأيدي ال
…
مزج ما دغدغت صدور المثاني
كتبتها أيدي السحاب بأقلا
…
م دموع على طروس المغاني
ألفات مؤلفات ولاما
…
ت تكون من ضمير المعاني
في رياض تريك بالليل منها
…
سرجاً من شقائق النعمان انظر إلى ما في هذه القصيدة من جودة التشبيه وصحته ولطف الاستعارات ورشاقة ألفاظها؛ ومن شعره (4) :
(1) الوافي: كنحر.
(2)
الديوان: المريخ، وكذلك في الوافي.
(3)
الوافي: لأطلت؛ الديوان: سأطيل.
(4)
الديوان: 203.
وجلا الثريا في ملا
…
ءة نوره البدر التمام
فكأنها كأس ليش
…
ربها (1) الدجى والبدر جام
وكأن زرق نجومها
…
حدق مفتحة نيام وقال أيضاً (2) :
سقياً ليوم غدا الغمام به
…
والشمس مشرقة والبرق خلاس
كأنه قوس رام والبروق له
…
رشق السهام وعين الشمس برجاس وقال أيضاً (3) :
والبدر أول ما بدا متلثماً
…
يبدي الضياء لنا بخد مسفر
وكأنما هو خوذة من فضة
…
قد ركبت في هامة من عنبر وله أيضاً (4) :
لست أنسى قلبي وقد راح نهباً
…
بين بين مبرح وصدود
وسماء العيون إذ ذاك تسقي
…
بسحاب الدموع (5) روض الخدود وقال، وهو لطيف عذب (6) :
بالله ربكما عوجا على سكني
…
وعاتباه لعل العتب يعطفه
وعرضاه بي وقولا في حديثكما
…
ما بال عبدك بالهجران تتلفه؟
فإن تبسم قولا في ملاطفة
…
ما ضر بوصال منك تسعفه؟
وإن بدا لكما في وجهه غضب
…
فغالطاه وقولا ليس نعرفه
(1) الديوان: يدير بها.
(2)
الديوان: 131.
(3)
الديوان: 108.
(4)
الديوان: 82.
(5)
الديوان: الجفون.
(6)
الديوان: 146.
وقال آخر في المعنى (1) :
ألا يا نسيم الريح بلغ رسالتي
…
سليمى وعرض بي كأنك مازح
فإن أعرضت عني فموه مغالطاً
…
بغيري وقل ناحت بذاك النوائح أخذه القائل فنظمه ذوبيت:
باللطف إذا لقيت من أهواه
…
عاتبه وقل له الذي ألقاه
إن أغضبه الوصال غالطه به
…
أو رق فقل عبدك لا تنساه وقال الآخر موالياً:
بحرمة العهد إن جزت النقا يا سعد
…
أبصرت ذاك المحيا والأثيث الجعد
عرض بذكري وغالطها وقل يا دعد
…
إذ لم تجودي بوصلك فاسمحي بالوعد وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي من أبيات:
ويا رسولي إليهم صف لهم أرقي
…
وأن طرفي لطيف الضيف مرتقب
واسأل مواهبهم للعين بعض كرى
…
لعل أن يهبوا لي بعض ما نهبوا
ولطف القول لا تسأم مراجعة
…
عند الهوى والنوى قد ينجح الطلب
عرض بذكري فإن قالوا أتعرفه
…
فاسأل لي الوصل وانكرني إذا غضبوا ومن قول الوأواء الدمشقي في سيف الدولة (2) :
من قاس جدواك بالغمام فما
…
أنصف في الحكم بين اثنين
أنت إذا جدت ضاحك أبداً
…
وهو إذا جاد دامع (3) العين وقال أيضاً (4) :
أيا ملزمي ذنب الدموع وقد جرت
…
فأبدت من الأسرار كل مصون
(1) وردت هي وما بعدها من قطع في الوافي.
(2)
الديوان: 222.
(3)
الديوان: 236.
(4)
المطبوعة: باكي.
أعني على تأديب دمعي فإنه
…
يتوب إذا ما كنت أنت معيني وقال أيضاً وهو لطيف جداً (1) :
إذا اشتد ما ألقى جلست حذاءه
…
ونار الهوى قد أضرمت بين أوصالي
أقبل من فيه نسيم كلامه
…
إذا مر بي صفحاً بأفواه آمالي وقال أيضاً (2) :
يا من بزرقة سيف اللحظ طل دمي
…
والسيف ما فخره إلى بزرقته
علمت إنسان عيني أن يعوم فقد
…
جادت سباحته في ماء مقلته (3) وقال أيضاً (4) :
ولما وقفنا ساعة البين لم نطق (5)
…
كلاماً تناجينا بكسر الحواجب
نناجي بإضمار الهوى ظاهر الهوى
…
بأطيب من نجوى الأماني الكواذب وقال أيضاً (6) :
رعى الله من لم يرع لي حق صحبتي
…
وإن كان في كف المنية مودعي
فيا أسفي زدني عليه تأسفاً
…
ويا كبدي وجداً عليه تقطعي
وإني لمشتاق إلى من أحبه
…
فلا معه شوقي ولا صبره معي وقال أيضاً (7) :
تنفست الغداة وقد تولت
…
ركائبهم معارضة طريقي
(1) الديوان: 183.
(2)
الديوان: 65.
(3)
الديوان: دمغته.
(4)
الديوان: 25.
(5)
المطبوعة: ننادي.
(6)
الديوان: 142.
(7)
الديوان: 162 مع اختلاف في الرواية.