الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك وشاع المنام إلى أن اتصل بالصاحب بهاء الدين ابن حنا، فبعث إلي وأخذها وحلف أن لا يسمعها إلا قائماً حافياً مكشوف الرأس، وكان يحب سماعها هو وأهل بيته. ثم إنه بعد ذلك أدرك سعد الدين الفارقي الموقع رمد أشرف منه على العمى فرأى في المنام قائلاً يقول له: اذهب إلى الصاحب وخذ البردة واجعلها على عينيك فتعافى بإذن الله عز وجل، فأتى إلى الصاحب وذكر منامه فقال: ما أعرف عندي من أثر النبي صلى الله عليه وسلم بردة، ثم فكر ساعة وقال: لعل المراد قصيدة البردة التي للبوصيري، يا ياقوت افتح الصندوق الذي فيه الآثار وأخرج القصيدة للبوصيري، وأت بها، فأتى بها، فأخذها سعد الدين ووضعها على عينيه فعوفي، ومن ثم سميت البردة، والله أعلم.
457 -
(1)
ابن قتلمش الحاجب
محمد بن سليمان بن قتلمش، أبو منصور السمرقندي، ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وبرع في الأدب، وولي حجبة (2) الباب للخليفة. وتوفي سنة عشرين وستمائة، ودفن في الشونيزية.
ومن شعره:
سئمت تكاليف هذي الحياة
…
وكر الصباح بها والمساء
(1) الوافي 3: 125 والزركشي: 280 وابن الشعار 6: 161 ومعجم الأدباء 18: 205 وبغية الوعاة: 47 والشذرات 5: 93.
(2)
الوافي: حجب.
وقد صرت كالطفل في عقله
…
قليل الصواب كثير الهذاء (1)
أنام كنت في مجلس
…
وأسهر عند دخول الغناء (2)
وقصر خطوي قيد المشيب
…
وطال على ما عناني عنائي
وما جر ذلك غير البقا
…
فكيف ترى سوء فعل البقاء وقال أيضاً:
تقول حليلتي لما رأتني
…
وقد أزمعت عن وطني غدوا
أقم واطلب مرامك من صديق
…
فقلت لها يصير إذاً عدوا وقال أيضاً:
لا والذي سخر قلبي لها
…
عبداً كما سخر لي قلبها
ما فرحي في حبها غير أن
…
تبيح لي من هجرها قلبها وقال أيضاً:
ومهفهف غض الشباب أنيقه
…
كالبدر غصني (3) الشباب وريقه
نازعته مشمولة فأدارها
…
من وجنتيه ومقلتيه وريقه وقال أيضاً:
يا قوم ما بي مرض واحد
…
لكن بي عدة أمراض
ولست أدري بعد ذا كله
…
أساخط مولاي أم راضي وقال أيضاً:
ومقرطق وجدي عليه كردفه
…
وتجلدي والصبر عنه كخصره
نادمته في ليلة من شعره
…
أجلو محاسنه بشمعة ثغره
(1) الوافي: الهراء.
(2)
المطبوعة: الفناء؛ وهو خطأ.
(3)
المطبوعة: غضي.