الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سماقية، فتقدم من يطبخها وأنفذها إلي، فقلت: نعم، وانصرفت، فتقدمت إلى تعجيل ما اقترحه، وعدت إلى منزلي عاجلاً، فوردت علي رقعة من السابق بخطه المليح الفائق: يا سيدي، كانت السماقية ممسكة، فصارت ممسكة، وأظن سماقها ما نبت، والسكين عن ذبح شاتها نبت.
فلا شفى الله من يرجو الشفاء بها
…
ولا علت كف ملقي كفه فيها (1) فكتبت في ظهر الرقعة وأنفذتها قرين السماقية:
بل كل ولا حرج منه عليك ودع
…
عنك التمثل بالأشعار تهديها
ولا تعن لتشقيق الكلام ولا
…
قصد المعاني تنقاها وتبنيها وكانت وفاته بعد الخمسمائة، رحمه الله تعالى.
448 -
(2)
السنبسي الشاعر
محمد بن خليفة بن حسين، أبو عبد الله النميري العراقي الشاعر المعروف بالسنبسي؛ أصله من هيت، أقام بالحلة عند سيف الدولة صدقة بن مزيد،
(1) هذا البيت للبحتري كتبه إلى من وعده بمزورة (اي حساء للمريض) ومطلة ولم يرسلها اليه؛ انظر ديوان البحتري: 2426 وابن خلكان 6: 28.
(2)
الوافي 3: 48 والزركشي: 276 ومختصر ابن الدبيشي 1: 45 والبدر السافر: 92 والمحمدون: 303 والخريدة (قسم العراق) : 4/ 1: 209، وفي المطبوعة: السنبستي، وهو خطأ. وذكر صاحب البدر السافر انه ليس من سنبس، وإنما أم جده الحسين منها ونزل عندهم فلما عاد الى منزله قيل له السنبسي.
وكان شاعره وشاعر ولده دبيس، وروى عنه السلفي؛ توفي سنة خمس عشرة وخمسمائة.
أورد له ابن النجار في تاريخه قوله:
قم فاسقنيها على صوت النواعير
…
حمراء تشرق في ظلماء ديجور
كانت سراج أناس يهتدون بها
…
في أول الدهر قبل النار والنور فأصبحت بعد ما أفنى ذبالتها مر السنين وتكرار الأعاصير
تهتز في الكأس من ضعف ومن كبر
…
كأنها قبس في كف مقرور
ونرجس خضل تحكى نواظره
…
أحداق تبر على أجفان كافور زرق الأسنة في لون وتقدير
وقال أيضاً:
نفض ختاماً عن حديث كأنه
…
وإن مل من أسماعنا لم يردد
فإما لأمر عاجل يستجده
…
وإما لأمر (1) فات أو ذكر موعد وقال أيضاً:
وخمارة من بنات المجوس
…
لا تطعم النوم إلا غرارا
طرقت على عجل والنجوم
…
في الجو معترضات حيارى
وقد برد الليل فاستخرجت
…
لنا في الظلام من الدن نارا وقال أيضاً:
فوالله ما أنسى عشية ودعوا (2)
…
ونحن عجالى بين غاد وراجع
وقد سلمت بالطرف منها فلم يكن
…
من النطق إلا رجعنا بالأصابع
ورحنا وقد روى السلام قلوبنا
…
ولم منا في خروق المسامع
(1) الوافي: لهجر.
(2)
الخريدة: ومن ينس لا أنسى عشية بيننا.