الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأذكرني ليلات وصل تصرمت
…
بدار حبيب لا بدارة جلجل
شكوت إلى صبري اشتياقاً فقال لي
…
ترفق ولا تهلك أسى وتجمل
فقلت له إني عليك معول
…
وهل عند رسم دارس من معول ومن شعره أيضاً:
ولو أن إنسان يبلغ لوعتي
…
ووجدي وأشجاني إلى ذلك الرشا
لأسكنته عيني ولم أرضها له
…
ولولا لهيب القلب أسكنته الحشا وقال أيضاً:
أأحبابنا إن جادت المزن أرضكم
…
فما هي إلا من دموعي تمطر (1)
وإن لاح برق فهو برق أضالعي
…
وإن ناح ورقعن أنيني (2) يخبر
وإن نسمت ريح الصبا وتأرجت
…
فمن طيب أنفاسي بكم تتعطر
وإن رنحت أغصان دجلة فانثنت
…
فعني بإبلاغ النسيم تخبر (3)
ومن عجب أني أكتم لوعة
…
وأودعها طي الصبا وهي تنشر 468 (4)
أمير المؤمنين المهدي
محمد بن عبد الله، أمير المؤمنين المهدي ابن المنصور، ثالث خلفاء
(1) البدر السافر: تقطر.
(2)
البدر: حنيني.
(3)
البدر: تبشر.
(4)
الوافي 3: 300 والزركشي: 287 والشذرات 1: 266 والروحي: 47 والفخري: 161 وتاريخ الخلفاء: 296 وخلاصة الذهب المسبوك: 90 ودول الإسلام 1: 86 والبدء والتاريخ 6: 95 وتاريخ بغداد 5: 391 وابن الساعي: 23 وانظر المصادر التاريخية الكبرى (كالطبري واليعقوبي والمسعودي وابن الأثير وابن خلدون
…
الخ) .
بني العباس؛ مولده سنة سبع وعشرين ومائة؛ كان جواداً ممدحاً، مليح الشكل محبباً إلى الرعية، قصاباً (1) للزنادقة، وكان ملكه عشر سنين وشهراً ونصفاً، مات في سنة تسع وستين ومائة، وعاش ثلاثاً وأربعين سنة، وصلى عليه ولده هارون الرشيد. ومن شعره:
أرى ماء وبي عطش شديد
…
ولكن لا سبيل إلى الورود
أما يكفيك أنك تملكني
…
وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي
…
لقلت من الرضى أحسنت زيدي وكتب إلى جاريته الخيزران وهو في منتزه له:
نحن في أفضل السرور ولكن
…
ليس إلا بكم يتم السرور
عيب ما نحن فيه يا أهل ودي
…
أنكم غبتم ونحن حضور
فأغذوا المسير بل إن قدرتم
…
أن تطيروا مع النسيم فطيروا دخل ابن الخياط المكي عليه فقبل يده ومدحه، فأمر له بخمسين ألف درهم، فلما قبضها فرقها على الناس وقال:
لمست بكفي كفه أبتغي الغنى
…
ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى
…
أفدت وأعداني فضيعت ما عندي وبلغ المهدي ذلك فأعطاه بكل درهم ديناراً.
وجلس المهدي جلوساً عاماً فدخل عليه رجل وبيده منديل فيه نعل، فقال: يا أمير المؤمنين، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك، فأخذها منه وقبلها ووضعها على عينيه وأعطاه عشرة آلاف درهم، فلما خرج قال لجلسائه: ما ترون؟ إني أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلاً عن أن يكون قد لبسها، ولو كذبناه لقال للناس:
(1) المطبوعة: قصاصاً، وأثبت ما في الوافي والزركشي.