الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا مثل أهليها أرق شمائلاً
…
وأعذب ألفاظاً وأحلى معانيا
وكم قائل لو كان ودك صادقاً
…
لبغداد لم ترحل وكان جوابيا
" يقيم الرجال الموسرون بأرضهم
…
وترمي النوى بالمقترين المراميا " وأورد له ابن النجار في تاريخه:
يا ظالمي قسماً عليك بحرمة ال
…
إيمان وهي نهاية الأيمان
لا تسفكن دمي فإني خائف
…
جداً عليك عقوبة العدوان
وإذا مررت على زرود فلا تغر
…
بالمشي فيه تمايل الأغصان
بالله واستر ورد خدك فيه لا
…
ينشق قلب شقائق النعمان وأورد له أيضاً:
عجباً لضرسك كيف يشكو علة
…
وبجنبه من ريقك الدرياق
هذا نظير سقام ناظرك الذي
…
عافاك وابتليت به العشاق
أو عقربي صدغيك إذ لدغا الورى
…
وحماك حمتيهما الخلاق 354 (1)
الصاحب بهاء الدين ابن حنا
علي بن محمد بن سليم، الصاحب الوزير الكبير بهاء الدين ابن حنا المصري، أحد رجال الدهر حزماً وعزماً ورأياً ودهاء وتصرفاً، استوزره الظاهر وفوض إليه الأمور، ولم يكن على يده يد، وقام بأعباء المملكة، وكان واسع الصدر عفيفاً نزهاً لا يقبل لأحد شيئاً إلا أن يكون من الصلحاء
(1) تاريخ ابن الفرات 7: 125 وعبر الذهبي 5: 315 والشذرات 5: 358 والسلوك 1: 649؛ والترجمة في ر.
والفقراء، وكان قائلاً بهم: يحسن إليهم ويحترمهم ويدر عليهم الصلات، وقد قصده غير واحد بالأذى فلم يجدوا ما يتعلقون به عليه، ووزر بعد الظاهر لابنه السعيد، وزادت رتبته، وله مدرسة وبر وأوقاف. ابتلي بفقد ولديه: فخر الدين ومحيي الدين فصبر وتجلد، وعاش أربعاً وسبعين سنة، وتوفي سنة سبع وسبعين وستمائة.
وحكي أن من جملة سعادته أول وزارته أنه نزل إلى دار الوزير الفائزي ليتبع ودائعه وذخائره، فوجد ورقة فيها أسماء من أودع عنده أمواله، فعرف الحاضرون كل من سمي في الورقة، وطلب وأخذ المال منه، وكان في جملة الأسماء مكتوب: الشيخ ركن الدين أربعون ألف دينار، فلم يعرف الحاضرون من هو الشيخ ركن الدين، ففكر الصاحب زماناً وقال: احفروا هذا الركن، وأشار إلى ركن الدار، فحفروه فوجدوا الذهب.
وكان ينتبه قبل الأذان للصبح، ويشرب قدحاً فيه ثماني أواق شراب بالمصري، ويأكل طيري دجاج مسلوقة، فإذا أذن صلى الصبح وركب إلى القلعة، وأقام طول نهاره لا يأكل شيئاً في المباشرة ويظن أنه صائم، وهو في الحقيقة صائم لا يحتاج إلى غداء مع ذلك الشراب والدجاج، وكان الملك الظاهر يعظمه ويدعوه يا أبي.
وحكي أن الأمراء الكبار اشتوروا فيما بينهم أنهم يخاطبون الملك الظاهر في عزل الصاحب بهاء الدين، وكانوا قد قرروا أن ابن بركة خان هو الذي يفتح الباب في ذلك، والأمراء يراسلونه، فبلغ السلطان ذلك، وكانوا قد عزموا على مخاطبته في بكرة ذلك النهار في الخدمة، فلما جاءوا ثاني يوم ادعى السلطان أنه أصبح به مغس منعه عن الجلوس للخدمة، فجلس الأمراء إلى أن تعالى النهار ثم خرج إليهم جمدار وقال لهم: باسم الله ادخلوا، فدخلوا يعودون السلطان، فوجدوه متقلق، فجلسوا عنده ساعة، فجاءه خادم وقال: خوند كان مولانا السلطان قد دفع إلي في وقت قعبة صيني