الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ذوبيت:
يا ليلة وصلنا سقتك السحب
…
عودي فعسى يقر هذا القلب
إذا طاب عتابنا فيا فوزي لو
…
أكثرت ذنوباً كي يطول العتب وقال أيضاً:
أهوى قمراً تحار منه الحور
…
كالصبح سناً وفرعه ديجور
يزور مقطباً إذا أبصرني (1)
…
كالكأس إذا عاينها المخمور وقال:
قم نشربها فقد أضاء الشرق
…
والصبح فقد بدا لنا ينشق
قم نسلب روح الزق حتى نحيا
…
سكراً ويموت بالفراق الزق 362 (2)
علاء الدين الوداعي
علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمر بن زيد، الأديب البارع المقرئ المحدث الكاتب المنشئ، علاء الدين الكندي المعروف بالوداعي كاتب ابن وداعة؛ ولد سنة أربعين وستمائة تقريباً، وتوفي سنة ست عشرة وسبعمائة.
تلا بالسبع على القاسم الأندلسي، وطلب الحديث ونسخ الأجزاء، وسمع من الخشوعي والكفرطابي والصدر والبكري وعثمان ابن خطيب
(1) ر: انصرني.
(2)
الزركشي: 227 والدرر الكامنة 3: 204 وانجوم الزاهرة 9: 235 والشذرات 6: 39 والبداية والنهاية 14: 78 ولسان الميزان 4: 263 ودول الإسلام 2: 169 وذيل العبر: 87 والدارس 1: 114؛ ووردت الترجمة في ر.
القرافة والنقيب ابن أبي الجن وابن عبد الدايم وغيرهم، ونظر في العربية، وحفظ كثيراً من أشعار العرب، وكتب المنسوب، وخدم موقعاً بالحصون، وتحول إلى دمشق، وهو صاحب " التذكرة الكندية " الموقوفة بالسميساطية في خمسين مجلد (1) بخطه، فيها عدة فنون، وتوفي ببستانه عند قبة المسجف، وكان شيعياً، وكان شاهداً بديوان الجامع الأموي، وولي مشيخة النفيسية (2) وكانت له ذؤابة بيضاء إلى أن مات.
ومن شعره فيها:
يا عائباً مني بقاء ذؤابتي
…
مهلاً فقد أفرطت في تعييبها
قد واصلتني في زمان شبيبتي
…
فعلام أقطعها زمان مشيبها؟ وقال:
من زار بابك لم تبرح جوارحه
…
تروي محاسن ما أوليت من منن
فالعين عن قرة والكف عن صلة
…
والقلب عن جابر والأذن عن حسن وقال:
وذي دلال أحور أهيف
…
أصبح في عقد الهوى شرطي
طاف على القوم بكاساته
…
وقال ساقي قلت في وسطي وقال:
ولم أرد الوادي ولا عدت صادراً
…
مع الركب إلا قلت يا حادي النوق
فديتك عرج بي وعرس هنيهة
…
لعلي أبل الشوق من آبل السوق وقال:
(1) كذا في ر.
(2)
نسبة إلى النفيس إسماعيل بن محمد الحراني وقفها داراً للحديث؛ وقد درس فيها الوداعي عشر سنين إلى أن مات (انظر الدارس 1: 114) .
لا أرى لقط عارضيه قبيحاً
…
يا عذولاً (1) عن حبه ظل ينهى
وجهه روضة وغير عجيب
…
أنه يلقط البنفسج منها وقال أيضاً:
أتيت إلى البلقاء أبغي لقاءكم
…
فلم أركم فازداد شوقي وأشجاني
فقالت لي الأقوام من أنت راصد
…
لرؤياه قلت الشمس قالوا بحسبان وقال:
لنا صاحب قد هذب الشعر طبعه
…
فأصبح عاصيه على فيه طيعا
إذا خمس الناس القصيد لحسنه
…
فحق لشعر قاله أن يسبعا وقال:
قل للذي بالرفض أتهم
…
ني أضل (2) الله قصده
أنا رافضي ألعن
…
الشيخين أباه وجده وقال:
قالوا حبيبك قد دامت ملاحته
…
وما أتاه عذار إن ذا عجب
فقلت خداه تبر والعذار صدا
…
وقد زعمتم بأن لا يصدأ الذهب وقال:
رو بمصر وبسكانها
…
شوقي وجدد عهدي البالي
وصف لي القرط وشنف به
…
سمعي وما العاطل كالحالي
وارو لنا يا سعد عن نيلها
…
حديث صفوان بن عسال
فهو مرادي لا يزيد ولا
…
ثورا وإن رقا وراقا لي وقال في مليح سمين كثير الشعر:
تعشقت فلاحاً بنيرب جلق
…
ففي حسنه لا في الرياض تفرجي
(1) ر: عذول.
(2)
ر: أظل.
وقالوا اسل عنه فهو عبل ومشعر
…
وما هو إلا من جبال البنفسج وقال:
سمعت بأن الكحل للعين قوة
…
فكحلت في عاشور مقلة ناظري
لتقوى على سح الدموع على الذي
…
أذاقوه دون الماء حر البواتر وقال:
سئل الورد عندما استقطروه
…
لم كذا عذبوك بالنيران
قال ما لي جناية غير أنني
…
جئت بعض السنين في رمضان وقال:
لا نال من وصلك ما يسومه
…
إن كان قد أصغى لمن يلومه
حاشا حشاه أن يبيت ليلة
…
مقفرة من الهوى رسومه
واوحشة الصب الذي أنيسه
…
أنينه ودمعه حميمه
النوم لا يلوي على جفونه
…
وصبره يلوي به غريمه
هذا وما يشكو سوى عذوله
…
فكم بما (1) يسوءه يسومه
وكيف يسلو عن غزال دمعه
…
عقيقه ووده صريمه
إن لم يكن في الحسن عن بدر الدجى
…
خليفة فإنه قسيمه
قباؤه سماؤه عذاره
…
هالته أزراره نجومه
كالأقحوان والبروق ثغره
…
أشمه إن شيت أو أشيمه
طوبى بمن يسعده زمانه
…
وذاك في نديه نديمه وقال:
كلما دغدغت أكف الجنوب
…
خصر نهر وعطف غصن رطيب
انثنى الغصن ضاحكاً بالأزاهي
…
ر وزاد الغدير في التقطيب
(1) ر: لما.
وإذا هم أن يقبل خد ال
…
ورد شوقاً ثغر الأقاح الشنيب
خلال أن النيلوفر الغض والنر
…
جس أذن الواشي وعين الرقيب وقال:
ويوم لنا بالنيربين رقيقة
…
حواشيه خال من رقيب يشينه
وقفنا على الوادي نحييه بكرة (1)
…
فردت علينا بالرؤوس غصونه
وقد هب علوي النسيم فلم تزل
…
تغازلنا من كل نهر عيونه
ومالت بنا الجرد العتاق إلى رشاً
…
جديد العذار رائقات فنونه
من الترك تقري الطارقين جفانه
…
وتفري قلوب العاشقين جفونه
يرنحه سكر الدلال فينثني
…
فينهضه من شعره زرجونه
إذا تاهت الأبصار في ليل شعره
…
هداهن من فرق الصباح جبينه وقال:
ليس لي بالصدود منك يدان
…
لا ولا طاقة على السلوان
وإذا ما أردت كتمان وجدي
…
نم دمعي وكان شاني شاني
حر قلبي من برد قلبك عني
…
وسهادي من طرفك الوسنان
وعذولي لما رأى منك إعرا
…
ضاً رثى لي وإن أطلت رثاني
وغرامي هو العذاب وما في
…
ض دموعي إلا حميم آن
ودماء سقت (2) سماء خدودي
…
فغدت وهي وردة كالدهان
فتكرم بعطفة والتفات
…
مثل باقي الغصون والغزلان وقال:
الزهر في الأكمام راح مقطباً
…
والريح قد خطرت عليه بذيلها
وغدت تبشره بإقبال الحيا
…
حتى تبسم ضاحكاً من قولها
(1) الدرر الكامنة: وقفنا فسلمنا على الدوح غدوة.
(2)
ر: شقت.