الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال:
إن أسرع العارض في وجنته
…
فأسرعت تعيبه اللوائم
فما نبات خده أول من
…
قد دخل الجنة وهو ظالم وقال:
هيهات ما أنا بالمفيق من الهوى
…
ما دام يسكرني بحسن فائق
متناسب في حسنه متجانس
…
برشيق قامته وطرف راشق
سقياً لوادي النيربين فكم لنا
…
من صابح فيه الغداة وغابق
أيام ليس لنا عدو أزرق
…
غير البنفسج والخزامى العابق
كلا ولا للغانيات مشاقق
…
في حمرة الوجنات غير شقائق
والغصن يلحفنا (1) بظل ساكن
…
والنهر يلقانا بقلب خافق 363 (2)
ابن سعيد المغربي
علي بن موسى بن سعيد المغربي الغماري الأديب نور الدين، ينتهي نسبه إلى عمار بن ياسر؛ ورد من الغرب وجال في الديار المصرية والعراق والشام، وجمع وصنف ونظم، وهو صاحب كتاب " المغرب في أخبار المغرب " و " المشرق في أخبار المشرق " و " المرقص والمطرب "
(1) الزركشي: يلحظنا.
(2)
المغرب 2: 178 واختصار القدح: 1 والديباج المذهب: 208 وتاريخ السلامي: 145 وبغية الوعاة: 357 ومسالك الأبصار 8: 382 والذيل والتكلمة 5: 411 والنفح 2: 262 والزركشي: 228 والبدر السافر: 35؛ وهذه الترجمة وردت في ر.
و " ملوك الشعر "؛ توفي بدمشق في شعبان سنة ثلاث وسبعين وستمائة (1) .
حكي أنه كان يوماً في جماعة " من " شعراء عصره المصريين، وفيهم أبو الحسين الجزار، فمروا في طريقهم بمليح نائم تحت الشجرة، وقد هب الهوا فكشف ثيابه عنه فقالوا: قفوا بنا لينظم كل منا في هذا شيئاً، فابتدر الأديب نور الدين فقال:
الريح أقود ما يكون لأنها (2)
…
تبدي خفايا الردف (3) والأعكان
وتميل الأغصان عند هبوبها
…
حتى تقبل أوجه الغدران
فلذلك العشاق يتخذونها
…
رسلاً (5)، إلى الأحباب والأوطان فقال أبو الحسين: ما بقي أحد منا يأتي بمثل هذا. وقال:
لله من أقطار جلق روضة
…
راقت لنا حيث السحاب يراق
وتلونت أزهارها فكأنما (5)
…
نزلت بها الأحباب والعشاق وقال:
أنا من علمت بشوقه ذكر الحمى
…
وتساق روحي والركاب تساق
أخلصت في حبي وكم من عاشق
…
في ما ادعاه من الغرام نفاق
يدعو الحمام وترقص الأغصان من
…
طرب بهم وتصفق الأوراق
وحدي جمعت من الهوى مثل الذي
…
جمعوا كذاك تقسم الأرزاق وقال أيضاً:
في جلق نزلوا حيث النعيم غدا
…
مطولاً وهو في الآفاق مختصر
(1) الأرجح أن وفاة ابن سعيد تأخرت عن هذا التاريخ، وإنها كانت في حدود 685، فقد ترجم له ابن رشيد في رحلته (الورقة 169 من نسخة الاسكوريال رقم 1737) وذكر أنه لقب بتونس؛ وهذا يجعل وفاته متأخرة عن التاريخ الذي ذكره المؤلف.
(2)
الزركشي: رأيت فإنها.
(3)
الزركشي: الصدر.
(5)
ر: فكأنها.
(5)
ر: فكأنها.
فكل واد به موسى يفجره
…
وكل روض على حافاته الخضر وقال:
يا غصن روض سقته أدمعي مطراً
…
وليس لي منه لا ظل ولا ثمر
طال انتظاري لوعد لا وفاء له
…
وإن صبرت فقد لا يصبر العمر وقال في جزيرة مصر (1) :
تأمل لحسن الصالحية إذ بدت
…
وأبراجها مثل النجوم تلالا
ووافى إليها النيل من بعد غاية
…
كما زار مشغوف يروم وصالا
وعانقها من فرط شوق محبها
…
فمد يميناً نحوها وشمالا وقال:
إن للجبهة في قلبي هوى
…
لم يكن عندي للوجه الجميل
يرقص الماء بها من طرب
…
ويميل الغصن للظل الظليل
وتود الشمس لو باتت بها
…
فلذا تصفر أوقات الأصيل وقال:
إذا الغصون غدت خفاقة العذب
…
فاسجد هديت إلى الكاسات واقترب
وطارح الورق في أوراقها طرباً
…
ومل إذا مالت الغصون من طرب
وانهض إلى أم أنس بنت دسكرة
…
تجلى عليك بإكليل من الذهب
وانظر إلى زينة الدنيا وزخرفها
…
في روضة رقمتها أنمل السحب
وللأزاهر أحداق محدقة
…
قد كحلتها يمين الشمس بالذهب وقال أيضاً:
أسكان مصر جاور النيل أرضكم
…
فأكسبكم تلك الحلاوة في الشعر
وكان بتلك الأرض سحر وما بقي
…
سوى أثر يبدو على النظم والنثر
(1) النفح 2: 269.