المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شهاب الدين ابن الخيمي - فوات الوفيات - جـ ٣

[ابن شاكر الكتبي]

فهرس الكتاب

- ‌المكتفي بالله

- ‌الحريري شيخ الطائفة

- ‌المسعودي صاحب التاريخ

- ‌ابن هندو

- ‌الشريف العقيلي

- ‌نجم الدين القحفازي

- ‌ابن ظافر الأزدي

- ‌تقي الدين ابن المغربي

- ‌الاربلي الشاعر

- ‌عفيف الدين ابن عدلان

- ‌ابن الزقاق البلنسي

- ‌سيف الدين المشد

- ‌دبيران

- ‌المنشئ الإربلي

- ‌أبو القاسم التنوخي

- ‌القليوبي الكاتب

- ‌علاء الدين الباجي

- ‌الصاحب بهاء الدين ابن حنا

- ‌علاء الدين ابن غانم

- ‌ابن خروف النحوي

- ‌مجد العرب

- ‌ابن الأعمى

- ‌ابن بسام البغدادي

- ‌علاء الدين ابن الكلاس

- ‌علاء الدين الشاعر المنجم

- ‌علاء الدين الوداعي

- ‌ابن سعيد المغربي

- ‌صاحب شذور الذهب

- ‌ابن عصفور

- ‌ابن ماكولا

- ‌نجم الدين الحلي

- ‌ ابن الذروي

- ‌ ابن القفطي

- ‌ابن الصفار المارديني

- ‌علية بنت المهدي

- ‌كمال الدين ابن العديم

- ‌رشيد الدين الفارقي

- ‌ابن الحسام الذهبي

- ‌أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز

- ‌أبو حفص الشطرنجي

- ‌قطب الدين الشارعي

- ‌مجير الدين ابن اللمطي

- ‌السراج الوراق

- ‌السراج المحار

- ‌رشيد الدين الفهري

- ‌ملك بطليوس

- ‌ زين الدين ابن الوردي

- ‌ عمر الأشدق

- ‌ عوف بن ملحم الخزاعي

- ‌ النقاش البغدادي

- ‌المكتفي بالله

- ‌المكتفي بالله

- ‌حرف الغين

- ‌أبو الهندي الشاعر

- ‌الغضنفر أبو تغلب

- ‌المكتفي بالله

- ‌المكتفي بالله

- ‌المكتفي بالله

- ‌حرفُ الفَاء

- ‌الفتح بن خاقان

- ‌المسترشد بالله

- ‌الرقاشي الشاعر

- ‌فضل الشاعرة

- ‌المكتفي بالله

- ‌حرف القاف

- ‌المكتفي بالله

- ‌ابن الطوابيقي

- ‌قاسم الواسطي

- ‌علم الدين البرزالي

- ‌صاحب الموصل

- ‌المظفر قطز

- ‌المنصور قلاوون

- ‌قيس ابن ذريح

- ‌مجنون ليلى

- ‌المكتفي بالله

- ‌حَرفُ الكاف

- ‌المكتفي بالله

- ‌ ظهير الدين البادرائي

- ‌ كتبغا المنصوري

- ‌العتابي

- ‌المكتفي بالله

- ‌حَرف اللام

- ‌المكتفي بالله

- ‌أبو مخنف

- ‌ليلى الأخيلية

- ‌حَرف المِيم

- ‌المكتفي بالله

- ‌ صاحب الرحبة

- ‌ مالك بن نويرة

- ‌مجاهد الخياط

- ‌ابن مواهب البغدادي

- ‌القاضي نجم الدين الطبري

- ‌الوأواء الدمشقي

- ‌محيي الدين ابن سراقة

- ‌نصير الدين الطوسي

- ‌مؤيد الدين ابن العلقمي

- ‌تاج الدين ابن حنا

- ‌الأثير ابن بنان

- ‌ابن عروس الكاتب

- ‌أبو الحسن البصروي

- ‌ابن الجنان الشاطبي

- ‌سعد الدين ابن عربي

- ‌النور الإسعردي

- ‌شهاب الدين ابن تمرداش

- ‌ابن الحداد الأندلسي

- ‌ابن الصابوني الإشبيلي

- ‌أبو نصر الأواني

- ‌فتح الدين ابن سيد الناس

- ‌أبو اليسر ابن الصايغ

- ‌الشيخ بهاء الدين ابن النحاس الحلبي

- ‌البدر ابن جماعة

- ‌أبو العبر

- ‌الشيخ مجد الدين ابن الظهير الإربلي

- ‌قطب الدين القسطلاني

- ‌قاضي القضاة الخويي

- ‌الشيخ محمد ابن تمام

- ‌الحافظ شمس الدين الذهبي

- ‌المنتصر بالله

- ‌المعتز بالله

- ‌الراضي بالله

- ‌ابن حمدون صاحب التذكرة

- ‌ابن الأردخل

- ‌الشمس الصايغ

- ‌شمس الدين ابن دانيال الحكيم

- ‌أبو علي بن الشبل

- ‌ابن فروجة

- ‌أبو طاهر البغدادي

- ‌السابق المعري

- ‌السنبسي الشاعر

- ‌الشيخ محمد الأكال

- ‌ابن الخمسي

- ‌ابن الجراح الكاتب

- ‌الشريف الناسخ

- ‌زين الدين ابن الرعاد

- ‌شمس الدين المقدسي

- ‌ابن شرف القيرواني

- ‌شرف الدين البوصيري

- ‌ابن قتلمش الحاجب

- ‌ابن أبي الربيع الهواري

- ‌شمس الدين ابن العفيف التلمساني

- ‌ابن النقيب المفسر

- ‌شرف الدين ابن الوحيد

- ‌العلوي

- ‌عماد الدين الدنيسري

- ‌بدر الدين ابن الفويرة

- ‌شهاب الدين الباجربقي

- ‌شمس الدين الرسعني

- ‌أمير المؤمنين المهدي

- ‌أبو الشيص الشاعر

- ‌محمد ابن طاهر

- ‌أبو عبد الله ابن الأبار

- ‌الشيخ جمال الدين ابن مالك

- ‌حافي رأسه النحوي

- ‌ابن حواري الحنفي

- ‌شهاب الدين ابن الخيمي

- ‌صريع الدلاء

- ‌الحافظ ضياء الدين المقدسي

- ‌شمس الدين الحنبلي

- ‌ابن أبي كدية

- ‌ابن حسول الهمذاني

- ‌ابن حباب الصوري

- ‌أبو بكر القصار المؤدب

- ‌أبو سعد الكاتب الكرماني

- ‌الشيخ محيي الدين ابن عربي

- ‌مهذب الدين ابن الخيمي

- ‌الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد

الفصل: ‌شهاب الدين ابن الخيمي

هب أنها إيوان كسرى رفعة

أو ما بجودك كان أصل قرارها

فاكتب بأني لا أعارض كاتب

عصب يضن علي في إنكارها (1)

فالنص جاء عن النبي محمد ال

هادي: " أقروا الطير في أوكارها " وقال أيضاً ذوبيت:

أقسمت برشق المقلة النباله

قلبي وبلين القامة العساله

ما ألبسني حلة وضنى

يا هذه سوى جفونك القتاله 475 (2)

‌شهاب الدين ابن الخيمي

محمد بن عبد المنعم بن محمد، شهاب الدين " ابن " الخيمي الأنصاري، اليمني الأصل، المصري الدار؛ حدث بجامع الترمذي عن ابن البناء المكي، وحدث بكثير من مروياته، روى عن الصقلي (3) وابن منير وابن الظاهري، وكان هو المقدم على شعراء عصره مع المشاركة في كثير من العلوم، وشعره في الذروة، وكان يعاني الخدم الديوانية، وباشر وقف مدرسة الشافعي ومشهد الحسين، وفيه أمانة ومعرفة، وكان معروفاً بالأجوبة المسكتة، ولم يعرف عنه غضب، عاش اثنتين وثمانين سنة، وكانت وفاته بالقاهرة سنة خمس وثمانين وستمائة.

(1) في المطبوعة: فاكتب فإني لا أعارض، فكتب:

(2)

الوافي 4: 50 والزركشي: 291 والبدر السافر: 129 والشذرات 5: 393 وعبر الذهبي 5: 354 والنجوم الزاهرة 7: 339 وابن الفرات 8: 42 وحسن المحاضرة 1: 569 وانظر ابن خلكان 2: 106.

(3)

في الوافي: الدمياطي.

ص: 413

اتفق أن نجم الدين ابن إسرائيل حج، فرأى ورقة ملقاة فيها القصيدة التي لابن الخيمي البائية المشهورة فادعاها. قال قطب الدين اليونيني في تاريخه: إن ابن إسرائيل وابن الخيمي اجتمعا بعد ذلك بحضرة جماعة من الأدباء، وجرى الحديث، فتحاكما إلى شرف الدين ابن الفارض فقال: ينبغي لكل واحد منكما أن ينظم أبياتاً على هذا الوزن والروي، فنظم ابن الخيمي:

لله قوم بجرعاء الحمى غيب

القصيدة

ونظم ابن إسرائيل:

لم يقض من حقكم بعض الذي يجب

القصيدة

فلما وقف عليهما ابن الفارض قال لابن إسرائيل:

لقد حكيت ولكن فاتك الشنب

وحكم بالقصيدة لابن الخيمي، واستجاد بعض الحاضرين أبيات ابن إسرائيل وقال: من ينظم مثل هذا ما الحامل له على (1) ادعاء ما ليس له؟ فابتدر ابن الخيمي وقال: هذه سرقة عادة لا سرقة حاجة، وانفصل المجلس وسافر ابن إسرائيل لوقته من الديار المصرية، وطلب ابن خلكان وهو نائب الحكم بالقاهرة الأبيات من ابن الخيمي، فكتبها له وذيل في آخرها أبياتاً، وسأله الحكم بينه وبين من ادعاها:

والقصيدة المدعاة هي هذه:

يا مطلباً ليس لي في غيره أرب

إليك التقصي وانتهى الطلب

" وما طمحت لمرأى أو لمستمع

إلا المعنى إلى علياك ينتسب "

وما أراني أهلاً أن توصلني

حسبي علواً بأني فيك مكتئب

لكن ينازع شوقي تارة أدبي

فأطلب الوصل لما يضعف الأدب

(1) المطبوعة: الحاجة

إلى.

ص: 414

ولست أبرح في الحالين ذا قلق

نام وشوق له في أضلعي لهب

ومدمع كلما كفكفت صيبه (1)

صوناً لذكراك يعصيني وينسكب

ويدعي في الهوى دمعي مقاسمتي

وجدي وحزني ويجري وهو مختضب

كالطرف يزعم توحيد الحبيب ولا

يزال في ليلة للنجم يرتقب

يا صاحبي قد عدمت المسعدين فسا

عدني على وصبي لا مسك الوصب

بالله إن جزت كثباناً بذي سلم

قف بي عليها وقل لي هذه الكثب

ليقضي الخد من أجراعها وطراً

في تربها ويؤدي بعض ما يجب

ومل إلى البان من شرقي كاظمة

فلي إلى البان من شرقيها أرب (2)

وخذ يميناً لمغنى تهتدي بشذا

نسيمه الرطب إن ضلت بك النجب

حيث الهضاب (3) وبطحاها يروضها

دمع المحبين لا الأنداء والسحب

أكرم به منزلاً تحميه هيبته

عني وأنواره لا السمر والقضب

دعني أعلل نفساً عز مطلبها

فيه وقلباً لغدر ليس ينقلب

ففيه عانيت قدماً حسن من حسنت

به الملاحة واعتزت به الرتب

أحيا إذا مت من شوق لرؤيته

بأنني لهواه فيه منتسب

ولست أعجب من جسمي وصحته

في حبه إنما سقمي هو العجب

والهف نفسي لو أجدي تلهفها

غوثاً وواحربا لو ينفع الحرب

يمضي الزمان وأشواقي مضاعفة

يا للرجال ولا وصل ولا سبب

يا بارقاً بأعالي الرقمتين بدا

لقد حكيت ولكن فاتك الشنب

ويا نسيماً سرى من حي كاظمة

بالله قل لي كيف البان والعذب

وكيف جيرة ذاك الحي (4) هل حفظوا

عهداً أراعيه إن شطوا إن قربوا

(1) الوافي: أدمعه.

(2)

الوافي: طرب.

(3)

المطبوعة: الرضاب.

(4)

الوافي: الجو.

ص: 415

أم ضيعوا ومرادي منك ذكرهم

هم الأحبة إن أعطوا وإن سلبوا

إن كان يرضيهم إبعاد عبدهم

فالعبد منهم بذاك البعد مقترب

والهجر إن كان يرضيهم بلا سبب

فإنه من لذيذ الوصل محتسب

وإن هم احتجبوا عني فإن لهم

في القلب مشهود وحسن ليس يحتجب

قد نزه اللطف والإشراق بهجته

عن أن تمنعها الأستار والحجب

ما ينتهي نظري منهم إلى رتب

في الحسن إلا ولاحت فوقها رتب

وكلما لاح معنى من جمالهم

لباه شوق إلى معناه منتسب

أظل دهري ولي من حبهم طرب

ومن أليم اشتياقي نحوهم حرب وكان الذي نظمه ابن إسرائيل:

لم يقض في حبكم بعض الذي يجب

صب متى ما جرت ذكراكم يجب

أحبابنا والمنى تدني زيارتكم

وربما حال من دون المنى الأدب

قاطعتمون فأحزاني مواصلة

وحلتم فحلا لي فيكم التعب

ما رابكم من حياتي بعد بعدكم

وليس لي في حياة بعدكم أرب

رحتم بقلبي وما كادت لتسلبه

لولا قدودكم الخطية السلب

يا بارقاً ببريق الحزن لاح لنا

أأنت أم أسلمت أقمارها النقب

ويا نسيماً سرى والعطر يصحبه

أجزت حيث مشين الخرد العرب

أقسمت بالمقسمات الزهر تحجبها

سمر العوالي والهندية القضب

لكدت تشبه برقاً من ثغورهم

يا در دمعي لولا الظلم والشنب والقصيدة التي نظمها ابن الخيمي ثانياً مع ابن إسرائيل:

لله قوم بجرعاء الحمى غيب

جنوا علي ولما أن جنوا عتبوا

يا رب هم أخذوا قلبي فلم سخطوا

وإنهم غصبوا عيشي فلم غضبوا

هم العريب بنجد مذ عرفتهم

لم يبق لي معهم مال ولا نشب

شاكون للحرب لكن من قدودهم

وفاترات اللحاظ السمر والقضب

ص: 416

فما ألموا بحي أو ألم بهم

إلا وغادروا على الأبيات وانتهبوا

عهدت في دمن البطحاء عهد الهوى

إليهم وتمادت بيننا حقب

فما أضاعوا قديم العهد بل حفظوا

لكن لغيري ذاك العهد قد نسبوا

من منصفي من لطيف منهم غنج

لدن القوام لإسرائيل ينتسب

مبدل القوم ظلماً لا يفي بموا

عيد الوصال ومنه الذنب والغضب

تبين لثغته بالراء نسبته

والمين منه بزور الوعد والكذب

موحد فيرى كل الوجود له

ملكاً ويبطل ما يأتي به النسب

فعن عجائبه حدث ولا حرج

ما ينتهي في المليح المطلق العجب

بدر ولكن هلالاً لاح إذ هو بال

وردي من شفق الخدين منتقب

في كل كأس مبسمه من حلو ريقته

خمر ودر ثناياه لها حبب

فلفظه أبداً سكران يسمعنا

من معرب اللحن ما ينسى به الأدب

تجني لواحظه فينا ومنطقه

جناية يجتنى من مرها الضرب

حلو الأحاديث والألحاظ ساحرها

تلقى (1) إذا نطق الألواح والكتب

لم تبق (2) ألفاظه معنى يرق لنا

لقد شكت ظلمه الأشعار والخطب

فداؤه ما جرى في الدمع من مهج

وما جرى في سبيل الحب محتسب

ويح المتيم شام البرق من إضم

فهزه كاهتزاز البارق الحرب

وأسكن البرق من وجد ومن كلف

في قلبه فهو في أحشائه لهب

وكلما لاح منه بارق بعثت

ماء المدامع من أجفانه سحب

وما أعادت نسيمات الغوير له

أخبار ذي الأثل إلا هزه الطرب

واهاً له أعرض الأحباب عنه وما

أجدت رسائله الحسنى ولا القرب ونظم الشيخ عفيف الدين التلمساني:

لولا الحمى وظباء بالحمى عرب

ما كان في البارق النجدي لي أرب

(1) الوافي: تلغى.

(2)

المطبوعة: لم تنف.

ص: 417

حلت عقود اصطباري دونه حلل

خفوقها كارتياحاتي لها تجب

وفي رياض بيوت الحي من إضم

ورد جني ومن أكمامه النقب

يسقي الأقاحي منها قرقف فإذا

لاح الحباب عليها فاسمه الشهب (1)

يقضي بها لعيون الناظرين على

كل القلوب قضاء ما له سبب

إلا تمارض أجفان إذا سلبت (2)

فمقتضى همها المسلوب لا السلب

وبي لدى الحلة الفيحاء غصن نقاً

يهفو فيجذبه حقف فينجذب

لا تقدر الحجب أن تخفي محاسنه

وإنما في سناه الحجب تنحجب

أعاهد الراح أني لا أفارقها

من أجل أن الثنايا شبهها الحبب

وأرقب البرق لا سقياه من أربي

لكنه مثل خديه له لهب

يا سالماً في الهوى مما أكابده

رفقاً بأحشاء صب شفه الوصب

فالأجر يا أملي إن كنت تكسبه

من كل ذي كبد حراء يكتسب

يا بدر تم تجافى في زيارته

ما آن أن تنجلي عن أفقك السحب

صحا السكارى وسكري دام (3) فيك أما

للسكر لا سبب يروى ولا نسب

قد آيس الصبر والسلوان أيسره

وعاقت الصب عن آماله الوصب

وكلما لاح يا عيني وميض سناً

تهمي وإن هب يا قلبي صباً تجب " وقال العفيف التلمساني أيضاً:

أينكر الوجد أني في الهوى شجب

ودون كل دخان ساطع لهب

وما سلوت كما ظن الوشاة ولا

أسلو كما يترجى الواله الوصب " (4)

فإن بكى لصباباتي عذول الهوى

فلي بما منه يبكي عاذلي طرب

ناشدتك الله يا روحي اذهبي كلفاً

بحب قوم عن الجرعاء قد ذهبوا

(1) المطبوعة: الحبب.

(2)

المطبوعة: سبلت.

(3)

المطبوعة: ومن رام؛ وبه ينكسر الوزن.

(4)

زيادة ضرورية من الوافي.

ص: 418

لا تسأليهم ذماماً في محبتهم

فطالما قد وفى بالذمة العرب

هم أهل ودي وهذا واجب لهم

وإنما ودهم لي فهو لا يجب

هم ألبسوني سقاماً من جفونهم

أصبحت أرفل فيه وهو ينسحب

وصيرت أدمعي حمراً خدودهم

فكيف أجحد ما منوا وما وهبوا

هل السلامة إلا أن أموت بهم

وجداً وإلا فبقيائي هي العطب

إن يسلبوا البعض مني والجميع لهم

فإن أشرف جزأي الذي سلبوا

لو تعلم العذبات المائسات بمن

قد بان عنها إذن ما اخضرت العذب

ولو درى منهل الوادي الذي وردوا

من وارد ماءه لاهتزه الطرب

إني لأكظم أنفاسي إذا ذكروا

كيلا يحرقهم من زفرتي اللهب

أسائل البان عن ميل النسيم بهم

سؤال من ليس يدري فيه ما السبب

وتلك آثار لين في قدودهم

جرت (1) بها الريح فاهتزت بها القضب تصحو السكارى ولا أصحو ظماً بكم ويسكر من بعض الذي شربوا ونظم الشيخ شهاب الدين محمود رحمه الله في هذه المادة:

قضى وهذا الذي في حبهم يجب

في ذمة الوجد تلك الروح تحتسب

ما كان يوم رحيل الحي عن إضم

لروحه في بقاء بعدهم أرب

صب بكى أسفاً والشمل مجتمع

كأنه كان للتفريق يرتقب

نأوا فذابت عليهم روحه كمداً

ما كان إلا النوى في حتفه سبب

لم يدر أن قدود السمر مشبهة

للبيض لو لم يكن أسماءها القضب

وظن كأس الهوى يصحو الشريد بها

إذ أوهمته الثنايا أنها الحبب

طوبى له لم (2) يبدل دين حبهم

بل مات وهو إلى الإخلاص ينتسب

لو لم يمت فيهم ما عاش عندهم

حياته من وفاة الحب تكتسب

(1) الوافي: مرت.

(2)

الوافي: لمن لم.

ص: 419

بانوا وفي الحي ميت ناح بعدهم

له الحمام وسحت دمعها السحب

وشق غصن النقا من أجله حزناً

جيوبه وأديرت حوله العذب

وشاهد الغيث أنفاساً يصعدها

فعاد والبرق في أحشائه لهب

يا بارق الثغر لو لاحت ثغورهم

وشمت بارقها ما فاتك الشنب

ويا حياً جادهم إن لم تكن كلفاً

" ما بال عينك منها الماء ينسكب "(1)

ويا قضيب النقا لو لم تجد خبراً

عند الصبا منهم ما هزك الطرب

بالله يا نسمات الريح أين هم

وهل نأوا أم دموعي دونهم حجب

بالله لما استقوا عن ديارهم

أحنت الدار من شوق أم النجب

وهل وجدت فؤادي في رحالهم

فإنه عندهم من بعض ما سلبوا

نأوا غضاباً وقلبي في إسارهم

يا ليتهم غصبوا روحي وما غضبوا

طوبى لقلب غدا في الركب عندهم

كأنه عندهم ضيف وهم عرب

وإن رجعت إليهم فاذكري خبري

إني شرقت بدمع العين مذ غربوا

ثم اذكري سفح دمعي في معاهدهم

لا يذكر السفح إلا حن مغترب

عساك أن تعطفي نحوي معاطفهم

فالغصن بالريح ينأى ثم يقترب ومن شعر الشيخ شهاب الدين الخيمي (2) :

كلفت ببدر في مبادي الدجى بدا

فعاد لنا ضوء الصباح كما بدا

وحجب عنا حسنه نور حسنه

فمن ذلك الحسن الضلالة والهدى

فيا عاذلي دعني ونار صبابتي

عليه فإني قد وجدت بها (3) هدى

وهاك يدي إني على ترك حبه

مدى الدهر لا أعطيك يا عاذلي يدا

فما العيش إلا أن أبيت مواصلاً

لبدري أو في حب بدري مسهدا

(1) صدر بيت لذي الرمة، وعجزه: كأنه من كل مقربة سرب.

(2)

من هنا حتى آخر الترجمة لم يرد في الوافي.

(3)

المطبوعة: لها؛ وأثبت ما عند الزركشي.

ص: 420

فيا نار قلبي حبذا أنت مصطلى

ويا دمع عيني حبذا أنت موردا

ويا سقمي في الحب أهلاً ومرحباً

ويا صحة السلوان شأنك والعدا وقال أيضاً:

سلام على بعد المزار وقربه

سلام فتى ما زال عن عهد حبه

يعلله إن فاته طيب وصلكم

لذيذ هواكم في سويداء قلبه

ويلقى بخديه النسيم لأنه

بمغناكم قد جر ذيلاً بثوبه (1)

ويعترض الركبان على مبشراً

بقربكم يقضي بتفريج كربه وقال أيضاً:

هل لي إلى برد الثنايا من سبيل

لمشوق ذاب من حر الغليل

أو إلى الوصل وصول خلسة

لمحب بين واش وعذول

تعب الواشي ولو شاء اكتفى

بوشاة من دموعي ونحولي

وبواش من كثير الطيب إن

سمح المحبوب بالوصل القليل

وعذول لج في عذلي إذ

لم ير الخال على الخد الأسيل

لو رأى وجه حبيبي عاذلي

لتفارقنا على وجه جميل

حبذا وجه حبيبي جنة

ذات ظل مد بالصدع ظليل

لم يرق قلبي خليل غيره

إنه خير حبيب وخليل

خده الناظر برد ناره

وسلام إنها نار الخليل

أنا مقتول (2) كما شاء الهوى

بالقوام اللدن والطرف الكحيل

مت بالحب شهيداً فعسى في

جنان الخلد أن يقضى دخولي وقال وهو محموم:

صاح قل للطبيب ما هي حمى

تلك نار اشتياق قلبي إليهم

(1) المطبوعة: بتربه، وأثبت ما عند الزركشي.

(2)

المطبوعة: وأنا المقتول؛ والتصويب عن الزركشي.

ص: 421

وخروج المياه من جسمي المض

نى بكا أعين المسام لديهم

ما شفاني بكاء عيني حتى

ساعدني عيون جسمي عليهم وقال أيضاً:

إني سلوت عن الحبيب ولم يكن

هذا لأني في الهوى غدار

لكنه اختار السلو وقال لي

إني علي من المحب أغار

فأطعته وسلوته إذ بيننا

في العهد أن أختار ما يختار وقال أيضاً:

أيا من سلوا عنا ومالوا إلى الغدر

وما لزموا أخلاق أهل الهوى العذري

وبعد حلاوات التواصل والهوى

جنوا مر طعم الهجر من علقم الصبر

إذا ما رجعتم عن محبتكم لنا

مشاة رجعنا عن محبتكم نجري

وإن كنتم في الجهر عنا صددتم

ففي سرنا عنكم نصد وفي الجهر

سكنتم فؤادي مرة ورحلتم

فأصبح منكم خالياً خالي السر

وقال لي العذال هل أنت راجع

إذا رجعوا عن غدرهم قلت لا أدري وقال أيضاً (1) :

ألام على الخلاعة إذ شبابي

ورونق جدتي ذهبا جميعا

ومن ذهبت بجدته الليالي

فلا عجب إذا أضحى خليعا وقال أيضاً:

رأيت على قد (2) المليح ذؤابة

فعيني غراماً بالذؤابة تهمع

وقال لي الواشون مالك باكياً

فقلت بعيني شعرة فهي تدمع وقال أيضاً:

(1) زاد في الزركشي: ويروي للوراق أو للجزار.

(2)

المطبوعة: خد، وما أثبته متابع للزركشي.

ص: 422

يا صاح يا صاح البدار البدار

فالشرق قد أضحى وصاح الهزار

وهب مسكي نسيم الصبا

فانهض نباكر زمن (1) الابتكار

وقم بنا نحي (2) ابنة الكرم أم

الزهر زوج الماء أخت النهار (3)

ثم اجلها عذراء من ذاتها

صيغت حلاها والحباب النثار

صهباء خمر قرقف سلسل

مدامة وراح سلاف عقار

كوجنة الساقي فلا غرو أن

يخلع إذ تجلى عليها العذار

صفراء لا أملك في حبها

مالاً ولا أملك عنها اصطبار

ولا أخاف النار من شربها

لأنني أشربها وهي نار

وما أضعت المال فيها وقد

بعت لها، وهي النضار، العقار

تملأ أعطافي وسمعي بها

سكراً ووقراً عن حديث الوقار

تشربها قبل فمي مقلتي

شطرففي جفوني قبل سكري انكسار

ما أذهبت عقلي ولكن أطا

رته إلى أفق المعالي فطار

فعاطني يا صاح كاساتها

وسقني واشرب نهاراً جهار

وهات في يمناي من صرفها

كأساً وأخرى هاتها في اليسار

دعني بها أقطع ليلي فما

أطوله بعد الليالي القصار

إذ كان ربع بلوى الجزع لي

داراً وكان الحب في فيه جار

ما كان أحلى ذلك العيش من

عيش وأحلى الدار بالجزع دار وقال لغزاً في الملعقة:

وممدودة كيد المجتدي

بكف على ساعد مسعد

ترى بعضها في فمي كاللسان

وجملتها في يدي كاليد

(1) الزركشي: فانهض لباكر آية؛ وفي المطبوعة: فانهض شكوراً

(2)

المطبوعة: نحو.

(3)

المطبوعة: الهزار.

ص: 423