الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن الزبير ". كتاب حديث وادي الجماجم ومقتل عبد الرحمن ابن الأشعث ". " كتاب نجدة الحروري ". " كتاب الأزارقة ". " كتاب حديث روستقباذ ". " كتاب شبيب الحروري وصالح بن مسرح ". " كتاب المطرف بن المغيرة ". " كتاب يزيد بن المهلب ومقتله بالعقر ". " كتاب خالد القسري ويوسف بن عمر وموت هشام وولاية الوليد ". " كتاب زيد بن علي ويحيى بن زيد ". " كتاب الضحاك الخارجي ". " كتاب الخوارج والمهلب بن أبي صفرة "، وله غير ذلك من الفتوحات.
406 -
(1)
ليلى الأخيلية
ليلى بنت عبد الله الأخيلية الشاعرة المشهورة؛ كانت من أشهر النساء لا يتقدم عليها إلا الخنساء، توفيت في عشر الثمانين للهجرة. وكان توبة بن الحمير يهواها - وقد نقدم ذكره (2) خطبها فأبى أبوها، فكان يزورها.
قال لها الحجاج: إن شبابك قد مضى واضمحل أمرك وأمر توبة، فأقسم عليك إلا صدقتيني، هل كانت بينكما ريبة قط أو خاطبك في ذلك؟ قالت: لا والله أيها الأمير، إلا أنه قد قال لي ليلة وقد خلونا كلمة ظننت أنه قد خضع فيها لبعض الأمر، فقلت له:
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها
…
فليس إليها ما حييت سبيل
(1) الأغاني 11: 193 والسمط: 119، 281 والخزانة 3: 31 وأمالي القالي 1: 86 وأمالي الزحاجي: 50 وصفحات متفرقة من مصارع العشاق وزهر الآداب، وشرح شواهد المغني: 200 والشعراء والشعر: 359؛ وقد ورد جزء يسير من هذه الترجمة في ر.
(2)
الترجمة رقم: 89.
لنا صاحب لا نبغي أن نخونه
…
وأنت لأخرى صاحب وخليل فلا والله ما سمعت بعدها منه ريبة حتى فرق بيننا، فقال لها الحجاج: فما كان منه بعد ذلك؟ قالت: وجه صاحباً له إلى حاضرنا وقال له: اعل شرفاً واهتف بهذا البيت بين أهله:
عفا الله عنها هل أبيتن ليلة
…
من الدهر لا يسري إلي خيالها فلما فعل ذلك عرفت المعنى، فقلت:
وعنه عفا ربي وأحسن حفظه
…
يعز علينا حاجة لا ينالها وعن محمد بن الحجاج بن يوسف قال: بينما الأمير جالس إذ استؤذن لليلى، فأذن لها فدخلت امرأة طويلة دعجاء العين حسنة المشية حسنة الثغر، فسلمت عليه، فرحب بها الحجاج وقال لها: ما وراءك؟ ضع لها وسادة يا غلام، فجلست، فقال لها: ما أقدمك إلينا؟ فقالت: السلام على الأمير والقضاء لحقه والتعرض لمعروفه، فقال: كيف خلفت قومك؟ قالت: في حال خصب وأمن ودعة؛ أما الخصب ففي الأموال والكلأ، وأما الأمن فقد أمنهم الله عز وجل، وأما الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم، ثم قالت: ألا أنشدك أيها الأمير؟ قال: إن شئت، فقالت:
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما ال
…
منايا بكف الله حيث يراها
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضة
…
تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها
…
غلام إذا هز القناة سقاها
سقاها دماء المارقين وعلها
…
إذا جمحت يوماً وخيف أذاها
أعد لها مصقولة فارسية
…
بأيدي رجال يحلبون صراها
أحجاج لا تعط العداة مناهم
…
أبى الله يعطي للعداة مناها
ولا كل خلاف تقلد بيعة
…
بأعظم عهد الله ثم شراها
فأمر وكيله أن يعطيها خمسمائة درهم ويكسوها خمسة أثواب كسا خز.
وفي خبر آخر أنها وفدت عليه فقال لها: أنشديني بعض شعر في توبة، فأنشدته:
لعمرك ما بالموت عار على الفتى
…
إذا لم تصبه في الحياة المعاير
وما أحد حي وإن عاش سالماً
…
بأخلد ممن غيبته المقابر
ولا الحي مما أحدث الدهر معتب
…
ولا الميت أن لم يصبر الحي ناشر
وكل جديد أو شباب إلى بلى
…
وكل امرئ يوماً إلى الله صائر
قتيل بني عوف فيا لهفتا له
…
وما كنت إياهم عليه أحاذر
ولكنني أخشى عليه قبيلة
…
لها بدروب الشام باد وحاضر فقال الحجاج لحاجبه: اذهب فاقطع عني لسانها، فدعا بالحجام ليقطع لسانها، فقالت: ويحك! إنما قال الأمير: اقطع لسانها بالعطاء والصلة، فارجع إليه فاستأذنه، فرجع إليه فاستأذنه فاستشاط غيظاً، وهم بقطع لسانه، ثم أمر بها فأدخلت عليه، فقالت: كاد وعهد الله يقطع أيها الأمير مقولي، وأنشدته:
حجاج أنت الذي ما فوقه أحد
…
إلا الخليفة والمستعظم الصمد
حجاج أنت شهاب الحرب إذ نهجت
…
وأنت للناس نور في الدجى يقد