الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4) فصل فِي الصيغة
(1)
لا يَنعقِدُ النكاحُ عندَ الشافعيِّ رضي الله عنه: بِغَيْرِ لَفْظِ التَّزويجِ أو الإنكاحِ (2).
ولا يَنعقِدُ بِهذَينِ (3) اللَّفظينِ لِمَن ابتدأَ مِن الوَليِّ أو الزَّوجِ إلا بِصيغَةِ المَاضي قَطْعًا، أو (4) الأمرِ على الأصحِّ، دُونَ المُضارعِ على ما ذَكَرُوهُ، والقياسُ فيه الصِّحةُ؛ إذا انسَلخَ عنْ معنَى (5) الوَعدِ.
ولَم يَتعرضُوا لاسْمِ الفاعلِ واسْمِ المفْعُولِ، والأقربُ فيهما الصِّحةُ عِنْدَ الانسلاخِ المَذكورِ.
فإنِ ابتدأ الوليُّ أو نائبُه قال: "زوجتُكَ" أو "أنكحتُكَ فُلانةً" أو "تزوَّجْ" أو
(1) وهي الإيجاب والقبول الدالان على جزم الرضا دلالة صريحة قاطعة.
(2)
"الأم"(5/ 40) و"الإقناع"(ص 135) للماوردي و"الروضة"(7/ 36) و"المنهاج"(ص 95 - 96). وعللوا ذلك بأنهما لفظان صريحان، قال الغزالي في "الوسيط" (5/ 44): فلا يقوم لفظ مقامهما لأن النكاح يشتمل على أحكام غريبة لا يحيط بجميعها لفظ من حيث اللغة فيتعين اللفظ المحيط بها شرعا ولذلك لا نزيد أيضًا في صرائح الطلاق على ما ورد في القرآن.
(3)
في (ل): "هذين".
(4)
في (ل): "و".
(5)
في (أ): "معين".
"أَنْكِحْ فُلانةً" خِلافًا لِمَا جَزمَ بِه الماوَرْديُّ.
وفِي المُضارعِ على القِياسِ: "أزوِّجُكَ (1) الآنَ فُلانةً".
وفِي اسْمِ الفَاعلِ: "أنَا مزوِّجُكَ فُلانةً الآنَ".
وفِي اسْم المَفْعُولِ: "أنْتَ (2) مُزوَّج فُلانةً الآنَ".
ويقولُ الزَّوجُ: "تَزوجتُها" أوْ "نكحتُها" أوْ "قَبِلتُ نِكاحَها" أو "تَزويجَها" أو "قَبِلتُ هذا النكاحَ" أو "التزويجَ"(3).
ولا تَتعيَّنُ (4) لَفظةُ "قَبِلتُ" فلَو قال: "رَضيتُ نِكاحَها" صَحَّ.
وإنْ قالَ: "قَبِلتُ النِّكاحَ" فالأرْجَحُ الصِّحةُ دُونَ "قَبِلْتُها".
وأما "قَبِلتُ" وحدَه فلا يَنعقدُ على الأظْهَرِ.
وإنِ ابتدَأَ الزَّوجُ قال: "تَزوَّجتُ فُلانةً" أو "نَكحْتُها" أوْ "زوِّجْنِي" أو "أنْكِحْنِي فُلانةً" وفِي المُضارعِ واسمِ الفاعلِ: "أتزوَّجُ فُلانةً الآنَ"[أو "أنَا نَاكحُها الآنَ"](5)، ويقولُ له الوَليُّ:"أنكحْتُكها" أوْ "زوجتكها".
ويُقاسُ البَواقِي (6) على ما سبقَ.
(1) في (أ): "أو زوجتك".
(2)
في (ب): "أنا".
(3)
في (ل): "التزوج".
(4)
"ولا يتعين" مكررة بـ (أ).
(5)
ما بين المعقوفين سقط من (ل).
(6)
في (ل): "الباقي".
ولو قال الخاطِبُ: "زوَّجْتُ نفسِي بِنْتَكَ" انعقَدَ على الأرْجحِ، ويقولُ القَائِمُ عن (1) الزَّوجِ:"قَبِلتُ تَزْويجَها لِفُلانٍ" ويُقاسُ الباقِي على ما سَبقَ (2).
ويَنعقِدُ النِّكاحُ بترجمتهِ (3) بِسَائِرِ اللُّغاتِ، وإنْ أَحسنَ (4) العَربيَّةَ علَى الأصَحِّ، بِشرْطِ أن يَعرِفَ العَاقِدانِ والشاهِدانِ تِلْكَ التَّرْجمةَ (5).
ولا يَنعقِدُ بالكِتابَةِ معَ النِّيةِ قَطْعًا، ولا بالخَطِّ على الأصَحِّ (6).
* * *
* ولا يَصِحُّ مُؤقتًا، وهو نكاحُ المُتْعةِ، وهو مَنهِيٌّ عنه، وسواءُ عُلمَتِ المُدةُ أو جُهِلَتْ (7).
* ولا (8) مُعَلَّقًا (9)، ولَو بُشِّرَ بِأُنْثَى فقال:"إنْ صَدقَ المُخْبِرُ فَقدْ زَوَّجْتكها"
(1) في (أ، ب): "على".
(2)
"الروضة"(7/ 36 - 37).
(3)
في (أ، ب): "ترجمته" وفي (ل): "بتزوجه".
(4)
في (ل): "أحسنا".
(5)
"الروضة"(7/ 36).
(6)
"الروضة"(7/ 37).
(7)
"الأم"(5/ 85 - 86) و"الوسيط"(5/ 49) و"جواهر العقود"(2/ 28). وقال النووي في "الروضة"(7/ 42 - 43): وإذا وطئ في نكاح المتعة جاهلا بفساده فلا حدَّ، وإن علم فلا حدَّ أيضًا على المذهب، وحيث لا حدَّ: يجب المهر والعدة ويثبت النسب.
(8)
في (أ): "ولو".
(9)
"الوسيط"(5/ 47) و"الروضة"(7/ 40). وصورته أن يقول: إذا جاء رأس الشهر فقد زوجتك.
صَحَّ، ولَيْسَ بِتَعليقٍ بَلْ هُو تَحقِيقٌ (1).
* ولا يَصِحُّ نِكاحُ الشِّغارِ (2)، وهُو منهيٌّ عنه.
وسَبَبُ البُطْلانِ فيه إِصْداقُ (3) البُضْعِ على الأصحِّ (4).
فلو قال: "زوَّجتُكَ بِنْتِي على أن تُزوِّجَنَي ابنتَك (5)، ويكون بُضْعُ كلِّ واحدةٍ مِنهما صَداقًا لِلأُخْرى" بَطَلَ ولو سمَّيا معه مَالًا.
وإنْ لَمْ يَجْعَلَا (6) البُضْعَ صَدَاقًا صَحَّ، وإنْ لَمْ يُسمِّيَا (7) مالًا (8).
(1) هذا نص كلام البغوي كما في "الروضة"(7/ 40): قال البغوي: ولو بُشر ببنتٍ، فقال: إن صدق المُخبرُ فقد زوجتُكها، صح، ولا يكُونُ ذلك تعليقًا، بل هُو تحقيق، كقوله إن كُنت زوجتي فأنت طالقٌ، وتكُونُ "إن" بمعنى "إذ". قال: وكذا لو أُخبر من لهُ أربعُ نسوةٍ بموت إحداهُن، فقال لرجُلٍ: إن صدق المُخبرُ فقد تزوجتُ بنتك، فقال ذلك الرجُلُ: زوجتُكها، صح، وهذا الذي قالهُ البغوي، يجبُ أن يكُون مفرُوضًا فيما إذا تيقن صدق المُخبر، وإلا، فلفظُ "إن" للتعليق. .
(2)
"الأم"(5/ 187) و"المهذب"(2/ 46) و"الوسيط"(5/ 48 - 49) و"الروضة"(7/ 40 - 41) و"نهاية المحتاج"(6/ 215).
(3)
في (ل): "صداق".
(4)
قال في "الروضة"(7/ 41): وهو باطل للحديث الصحيح، ولمعنى الاشتراك في البضع، وقال القفال للتعليق والتوقف.
(5)
في (ل): "بنتك".
(6)
في (أ، ب): "يجعل".
(7)
في (ل): "صح وإن سَمَّيا".
(8)
ونكاح الشغار أن يقول: "زوجني ابنتك على أن أزوجك ابنتي"، على أن يكون مهر كل واحدة منهما بضع الأخرى، فالنكاح فاسد. ولو سمى لهما أو لإحداهما صداقًا فليس بشغار، ويكون المهر فاسدًا. راجع:"الأم" 5/ 187، و"مختصر المزني"(ص 276) =
* وشَرْطُ الخِيارِ فِي النِّكاحِ يَبْطُلُ بِه النِّكاحُ، وكذا كُلُّ شَرْطٍ يُخِلُّ بِمَقصودِ (1) النِّكاحِ، كشَرْطِ أن يُطلِّقَها، أوْ شَرَطَ عليه أن لا يَطَأَها.
* ولا بُدَّ فِي جَانِبَي الإيجابِ والقَبولِ فِي حقِّ الأمَةِ مِن شَخصَينِ: مُوجِبٌ وقابِلٌ، إلا فِي صورةٍ واحدةٍ على الأصَحِّ (2)، وهو (3) الجَدُّ فِي تَزويجِ بِنْتِ ابْنِه مِن ابْنِ ابْنِه، فَإنَّه يَتولَّى الطَّرَفَيْنِ.
ومَن منعناهُ تولِّي (4) الطَّرَفَيْنِ لا (5) يُوكِّلُ بِأَحدِهِما ويَتولَّى الآخَرَ (6).
ولا يُوكِّلُ بِهما وكِيلَيْنِ إلا الحاكمُ يزوِّجُ المَجْنونَ المُحتاجَ مِمَّنْ (7) لا ولِيَّ لَها إلا الحاكمُ، فإنه ينصِبُ مَن يقبَلُ عنه، ويزوِّجُها مِنه، أو بالعكسِ.
= و"الزاهر" 338، "المهذب" 2/ 46، "شرح صحيح مسلم" 9/ 200، "نهاية المحتاج" 6/ 215، "الإشراف" 4/ 58.
(1)
في (أ): "لمقصود".
(2)
وهو اختيار ابن الحداد والقفال وابن الصباغ، ومنعه صاحب التلخيص وجماعة من المتأخرين، قال النووي: قال الرافعي: رجح المعتبرون الجواز. . انتهى من الروضة (7/ 70).
(3)
في (ب): "وهي".
(4)
في (ل): "ومن في منعناه يتولى".
(5)
في (ل): "و".
(6)
ذكره النووي في "الروضة"(7/ 70 - 71) بأطول وأوضح مما هنا فقال: من منعناه تولي الطرفين، فوكل في أحدهما، أو وكل شخصين فيهما، لم يصح على الأصح، لأن فعل الوكيل فعل الموكل. وقيل: يصح، لوجود العدد. وقيل: يجوز للجد، لتمام ولايته من الطرفين. ولو وكل الولي رجلًا، ووكله الخاطب، أو وكله في تزويجه لنفسه، فتولى الطرفين، لم يصح على الصحيح.
(7)
في (ل): "لمن".
* ويُستحبُّ قَبْلَ الصِّيغةِ الخُطبةُ (1) مِن جِهَةِ المُبتدِئ، وفيها أخْبَارٌ وآثارٌ وهي:
إنَّ الحَمْدَ للَّهِ، نَحْمَدُه، ونَستعينُه، ونَستغفرُه، ونَعوذُ باللَّهِ مِنْ شُرورِ أنفُسِنا، ومِن سَيِّئاتِ أعْمالِنا، مَنْ يَهْدِي (2) اللَّهُ فلَا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلَا هَادِيَ لَى، وأَشْهد أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحدَه لَا شَريكَ لَه، وأَشْهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه، أرسَلَهُ بالحقِّ بَشيرًا ونَذيرًا بَيْنَ يَدَيِ الساعةِ، صلَّى اللَّهُ علَيه وعلَى آلِه وصَحْبِه (3) وسلَّم تَسْليمًا كَثيرًا، مَنْ يُطِعِ اللَّهَ ورسولَه فقدْ رَشَدَ، ومَن يَعصِ اللَّهَ ورسولَه فإنَّه لا يَضرُّ إلا نفسَهُ ولَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيئًا.
ويَتْلو آياتِ اللَّهِ (4) أولَ (5) سورةِ النِّساءِ، و {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} و {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)} ، وإنْ تَلَا إلى آخِرِ السورةِ كانَ حَسَنًا، وَوَقَعَ فِي رِوايةِ أبي دَاوُدَ {يأيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه الذي تساءلون به} (6).
ويقولُ الوليُّ على سَبيلِ الوَعْظِ كما قال ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: أزوِّجُكَ على ما
(1)"روضة الطالبين"(7/ 34 - 35).
(2)
في (ل): "يهده".
(3)
"وصحبه" سقط من (ل).
(4)
"اللَّه" زيادة من (ل).
(5)
في (أ): "من أول".
(6)
كذا في (ب)، وهو الذي في "سنن أبي داود"، وفي (أ):"وفي رواية أبي داود واتقوا اللَّه الذي تساءلون به".
أمَرَ اللَّهُ بِه مِنْ إمْسَاكٍ بمَعْرُوفٍ أوْ تَسريحٍ بإِحْسانٍ، ثُم (1) يَذْكُرُ (2) الصِّيغةَ السابقةَ (3).
ولَوِ ابْتَدأَ الوَليُّ والزَّوجُ بالخُطْبةِ قَبْلَ العَقْدِ كانَ حَسَنًا، ومُختصَرُ الخُطبةِ: الحمدُ للَّهِ والصلاةُ على رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
* ولَا يُستحَبُّ التَّخَلُّلُ (4)، وإنْ طَالَ الفَصْلُ بَطَلَ العَقْدُ، لِأنَّ الفَوْرَ فيه مُشترَطٌ، واليَسيرُ لا يُبطِلُهُ إلا ما أشْعرَ بالإعراضِ مِن كَلامٍ أجْنَبيٍّ (5).
* * *
(1) في (أ): "لم".
(2)
في (ل): "يدرك".
(3)
"الروضة"(7/ 35).
(4)
يعني: لا يستحب أن يتخلل الخطبةَ أمرٌ خارج عنها، ولا يُشتغل عنها بأمر أجنبي. راجع:"الروضة"(7/ 35).
(5)
"من كلام أجنبي": سقط من (ب).