الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومَنْ أوْقَعَ عليها الطَّلَاقَ ولَمْ يُصَحِّحْ رَجْعتَها لا يُمكِنُه أَنْ يُصحِّحَ ظِهارَها، إذْ لا سَبيلَ إلى إِعمالِه لِعدَمِ إمْكانِ العَودِ فيه بِخلافِ الرَّجعيةِ (1) وبذلك يَتبيَّنُ الرَّدُّ على مَنْ أوْقَعَ المُعاشرةَ المَذكورةَ بالطَّلَاقِ (2).
* * *
*
ضابطٌ:
ليس لنا امرأةٌ يصحُّ ظِهارُها حيثُ لا تَصحُّ رَجعتُها إلا ثلاثًا، واحدةً على ما رُجِّحَ، وثِنْتَينِ على وجْهٍ:
الواحدةُ المُبهَمةُ في: إحداكما طَالقٌ، لا تَصِحُّ رَجعتُها مع الإبْهامِ، ويَصحُّ ظِهارُها مع الإبهامِ.
والثِّنتانِ (3): الحامِلُ مِن الشُّبهةِ لا تَصِحُّ رَجعتُها على وَجهٍ، ويَصحُّ ظِهارُها (4) قَطْعًا.
وفِي حالةِ الإحْرامِ تَصِحُّ (5) الرَّجعةُ على وَجْهٍ، ويَصِحُّ الظِّهارُ قَطْعًا.
* * *
ويُوقَفُ الظِّهارُ حيثُ يُوقَفُ الطَّلَاقُ في صُورٍ: الإسلامُ، والردةُ وغيرُها.
(1) في (ل): "الرجعة".
(2)
في (ل): "الطلاق".
(3)
في (ل): "والثاني".
(4)
في (ل): "طلاقها".
(5)
في (ل): "تمتنع".
وإذا عَلَّقَه وهو مُكَلَّفٌ فوُجِدَتِ الصِّفةُ، وهو غَيرُ مُكلَّفٍ صَحَّ، وصَريحُه الأصلِيُّ:"أنتِ على كظَهْرِ أُمِّي"(1).
وهو مُشتمِلٌ على مُبتدأ، وخَبَرٍ (2)، وَصِلَةٍ (3)، والمَجرور معها، وكافِ التَّشبيهِ، والظَّهْر (4)، ومُضاف، ومُضاف إليه.
وتَخرُجُ مِن ذلك صُوَرٌ كثيرةٌ مِن جِهَةِ ما يُذكَرُ (5) المُبتدَأُ ونَواسِخُه، والصِّلةُ (6) ومجرُورَاتُها وما يشبَّهُ بِه غَيرُ الكَافِ، وما يُذكَرُ مِنْ غَيرِ الظَّهْرِ، وما يُذكَرُ مِن غَيرِ الأُمِّ مِن المَحارِم (7) نَسَبًا ورَضَاعًا ومُصاهَرَةً، والأب، وغَير ذلك.
وما يُذكَرُ مِن أُمِّ غَيرِه (8) ونحوِ ذلك، فَلا يَتعيَّنُ لِلْمبتدأ "أنتِ" بلْ يقُومُ مَقامَه زَوجَتِي، أو هذه، أو سمَّاهَا، أو قالَ "هِيَ" بعد تقدُّمِ ذِكْرِها، أو قال جُملَتُكِ، أو كُلُّكِ، أو ذاتُكِ، أو جِسمُكِ، أو بِدنُكِ، أو شَخصُكِ، أو مُسَمَّاكِ، أو ذَكرَ جُزءًا شائعًا، أو بعْضًا متَّصلًا غيرَ مُلصَقٍ لَمْ يَصرْ (9) حيًّا بِشَرطِ أَنْ
(1) في (أ): "أبي".
(2)
"وخبر": سقط من (ز).
(3)
في (أ، ب): "وصلته".
(4)
في (ل): "وللظهر".
(5)
في (ل): "يذكروا".
(6)
"والصلة" سقط من (ل).
(7)
في (أ): "المجاز".
(8)
في (ل): "وغيره".
(9)
في (ل): "يغير".
يكونَ ظاهرًا مَحلًّا للاستِمتاعِ لا كقَلبٍ ودُبُرٍ (1)، خِلافًا لِمَنْ لَمْ يَشترطِ الظَّهرَ في ذلك، ويُلحِقُه (2) بالطَّلَاقِ (3).
ومِنَ النَّواسخِ تَخرُجُ صُوَرٌ كَثيرةٌ، وما (4) فيه مُقاربةٌ فلا ظِهارَ فيه، وما فيه إثْباتُ الظِّهارِ فهو صَريحٌ، كـ "ما برحْتِ عليَّ كظَهْرِ أُمِّي"، ونحوِه، ولو قال:"كنتِ عليَّ كظَهْرِ أُمِّي" رُوجعَ فإن قال: "صَدَرَ ذلك منِّي في هذا النِّكاحِ، وعدْتُ وكفَّرتُ" قُبِلَ مِنه.
وكذا لَوْ قالَ: "في نكاحٍ قَبْلَه"، وإنْ أَطلقَ فهُو ظِهارٌ، ولو قال:"عَلِمتُكِ عليَّ كَظَهْرِ أُمِّي" فهذا صَريحٌ، لا "ظَنَنْتُكِ" و"وَجَدْتُكِ" ونحوُه ليس بِصَريحٍ على الأرْجحِ.
والنواسِخُ مِنَ الحُروفِ نحوُ: "إنَّكِ" بالغٌ في الصَّراحةِ لا "كأنَّكِ" و"ليتَكِ" ونحوهما.
(1) في (ل): "ودين".
(2)
في (أ): "يلحق".
(3)
ذكر المَحَامِلِي أن الظهار أن يقول لامرأته "أنت على أو مني أو معي أو عضوًا من أعضائك الظاهرة كظهر أمي".
قال: فإن كان العضو باطنًا كالكبد والقلب لم يكن مظاهرًا، وإن أشبهها بعضو آخر من أعضاء أمه أو امرأة أخرى محرمة عليه على التأبيد، ففيه قولان، أحدهما: يكون مظاهرًا، والثاني: لا.
راجع "الأم"(5/ 295) و"عمدة السالك"(ص 167) و"نهاية المحتاج"(7/ 82) و"فتح المنان"(ص 371).
(4)
في (ل): "فما".
ولو عَدَلَ إلى الجُملةِ الفِعْليةِ نحو: "صَيَّرْتُكِ" أو "جعلتُكِ" فصَريحٌ.
ولو عَدَلَ إلى الابْتداءِ بِنَفسِه (1) نحو: "أنَا مِنْكِ مُظاهر" فإنْ كَسرَ الهاءَ فإقْرارٌ إنْ قَصَدَه، وإلا فكِنايةٌ، كما لو فَتحَها، ولو قال:"أنَا مَنْكِ كظَهْرِ أُمِّي"، فكقولِه:"أنا مِنْكِ طَالقٌ".
وأما الصِّلاتُ فذَكرَ الشافعيُّ منها "علَيَّ" و"مَعِي" و"مِنِّي" وفتح الباب بقولِه: "وما أَشبَه ذلك".
وأعلاها: "على"، ولا خِلافَ في انْعقادِ الظِّهارِ بها، وفيما سِواها خِلافٌ.
وألحقَ بـ "معي" و"مِنِّي"(2): "عندي"(3) و"لي" و"إليَّ" و"قِبلي" و"جِهَتي" و"حكمي" و"حُلي" و"عِصْمتي" و"إباحتي" و"زوجتي" و"حوزتي" و"عُلقتي" و"حَقِّي".
ولو قال: "أنتِ في داري كظَهْرِ أُمِّي" فإنْ أرادَ "في حَوزَتِي" فظِهارٌ، وإنْ لَم يُرِدْ ذلك كان مُؤَقَّتًا بالمَكانِ، ولَمْ يَذكرُوه، والأرْجحُ إلغَاؤُه، ولَمْ يَتعرَّضُوا لإبْداءِ اليَاءِ المَجرورةِ في "عليَّ".
ولو قال: "أنتِ على زَوجِكِ" أو "على فُلانٍ"، وذَكرَ اسمَه، فكقَولِه:"عليَّ"، ولو قال:"على فَرجِي" أو "بعْضِي" أو "يَدِي" فكـ "عليَّ".
ولو أَسقطَ الصِّلةَ فصحَّحَ المُتأخِّرونَ أنَّ الصَّراحةَ باقية، وقال الداركي:
(1) في (ل): "بنصبه".
(2)
في (ل): "بمني ومعي".
(3)
في (ل): "وعندي".
ليس بِصريحٍ، وصحَّحه بعْضُهم، وهو أرْجَحُ كما في "أنتِ عليَّ حرامٌ"، فإنه ليس صريحًا في الكفَّارةِ والفَرقُ عسر (1).
ولا يُقبَلُ مع الصَّريحِ إرادةُ غَيرِ الظِّهارِ إلا في "بعضِكِ" ولو قالَ: "أَردتُ الدُّبُرَ"(2).
ولو عَدَلَ عنِ الكافِ إلى "مِثل" و"شَبه" و"عِدل" و"حُكم" و"نَظير"، فالصراحةُ باقيةٌ.
ولو عَدَلَ عَن الظَّهْرِ إلى ما يَشملُه كـ "بَدن" و"جِسم" و"ذاتٍ" و"شبهها" أو إلى "قُبُلٍ" و"بَطنٍ" أو "صَدرٍ" أو "يدٍ" أو "رِجلٍ" أو "شَعَرٍ" فكالظَّهر على الأظْهرِ (3).
وما يُستعمَلُ لِلْكَرامةِ كـ "أبي" و"مِثل أُمِّي" و"عَيْنها" و"رُوحها" كِنايةٌ، وكذا "رأْسها" عند السَّرخسيِّ، ورُجِّحَ خِلافًا للعِراقيِّينَ (4).
(1) قال الغزالي في "الوسيط"(6/ 30): ولا مناقشة في الصِّلات، فلو قال: أنت مني، أو معي، أو عندي: مثل ظهر أمي، فكل ذلك صريح، وكذا لو ترك الصلة، وقال: أنت كظهر أمي.
(2)
في (ل): "الذين".
(3)
فيه قولان:
القديم: ليس بظهار، اتباعًا لعادة الجاهلية.
الثاني: أنه ظهار، اتباعًا للمعنى؛ لأنه كلمة زور تشعر بالتحريم كالبطن.
راجع "الوسيط"(6/ 30)، و"الوجيز"(2/ 78)، و"الروضة"(8/ 263)، و"مغني المحتاج"(3/ 353).
(4)
ما يذكر في معرض الكرامة كقوله: "أنت مثل أمي"، أو كأمي، أو كروح أمي، فإن أراد الكرامة فليس بظهار، وإن قصد الظهار فهو ظهار وإن أطلق، فوجهان، لتعارض =
ولو عَدَلَ عنِ الأُمِّ إلى "أُنثَى مُحرَّمةٍ" بِنَسبٍ أو رَضاعٍ أو مُصاهرةٍ فظِهارٌ بشَرطِ تَحريمِ الرَّضاعِ أو المُصاهَرةِ قبْلَ وِلادتِه [على ظاهر النَّصِّ، وكلامِهم، بلْ قِيلَ حمله على الأرْجحِ عندِي، ولَمْ يَذكرُوه.
ومَن حَرُمتْ عليه قبْلَ وِلادتِه] (1) بغَيرِ ذلك فلا ظِهارَ بالتشبيهِ بها (2) كما في أُمهاتِ المُؤمنينَ، وكذا من حَرُمَتْ بوَطْءِ شُبهةٍ على الأرْجحِ، وقلَّ (3) مَن ذَكرَها.
ولو شَبَّه بظَهْرِ (4) مَن تحرُمُ بالبَاءِ أوبالتَّاءِ فكِنايةٌ في المُشبَّهِ بِه (5).
فإنْ نَوى الأُنثَى المُحرَّمةَ بنَسبٍ أو رَضاعٍ أو مُصاهرةٍ كما سبَقَ، فظاهِر (6)، وإلا فَلا، أو بِظَهْرِ رَجُلٍ فلَغْوٌ.
* * *
= الاحتمالين، ولو قال "كعين أمي" التفت إلى القديم والجديد؛ لأنه أضاف إلى البعض "الوسيط"(6/ 31).
(1)
ما بين المعقوفين سقط من (ل).
(2)
"بها" زيادة من (ل، ز).
(3)
في (أ): "وقيل".
(4)
في (ل): "ولو شبه بها".
(5)
في (ل): "بها".
(6)
في (ل): "فمظاهر".