الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الرضاع
هو بِفَتحِ الرَّاءِ وكَسرِها، ورضِعَ بكَسْرِ الضَّادِ، يَرْضَعُ بِفَتحِ الياءِ والضَّادِ، وبِفَتحِ ضَادِ المَاضِي وكَسرِها في المُضارعِ، وامرأةٌ مُرْضِعٌ؛ أي: لها ولَدٌ تُرْضِعُه، فإنْ وَصفْتَها بإِرضَاعِه قُلتَ: مُرْضِعَةٌ.
وهُو لُغَةً: اسمٌ لِمَصِّ الثَّدْيِ لِشُربِ اللَّبَنِ، وما تصرَّفَ منه رَاجعٌ إلى هذا المعنى، ورَضُعَ الرَّجلُ -بالضمِّ- كأنَّه كالشيءِ يطبعُ عليه.
وشَرْعًا: وُصولُ لَبَنِ آدَميةٍ، يُمْكِنُ بُلوغُها، انفَصلَ منها في حَياتِها،
وحَصَلَ في جَوفِ آدميٍّ حيٍّ قبْلَ الحَولَينِ (1) على وجْهٍ مَخصوصٍ.
وهو مِمَّا ثَبتَ (2) حُكْمُهُ شَرعًا، وإنْ تقدَّمَ الرَّضاعُ البعثةَ المُحمديةَ لِمَا صحَّ مِن قَولِه صلى الله عليه وسلم في بنتِ أَبي سَلمةَ:"إنَّها لَو لَمْ تَكنْ (3) رَبيبتِي في حَجْرِي ما (4) حلَّتْ لِي أرْضعَتْيي وأبَاهَا ثُوَيْبةُ"(5).
وقال رسولُ اللَّه (6) صلى الله عليه وسلم في ابنةِ حمزةَ: "إِنَّهَا لا تَحِلُّ لِي، إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ"(7).
فَظهرَ (8) بذلك تَرتيبُ الحُكمِ الشَّرعيِّ لِما سَبقَ مِن الرَّضاعِ قَبْل البعثةِ.
[وقولُه تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ
(1)"قبل الحولين": سقط من (ل).
(2)
في (ل): "يثبت".
(3)
"تكن" سقط من (ب، ل).
(4)
في (ل): "لما".
(5)
"صحيح البخاري"(4813) عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: يَا رسول اللَّه، انكح أختي بنت أبي سفيان فقال:"أو تحبين ذلك؟ "فقلت: نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في خير أختي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ذلك لا يحل لي" قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة قال: "بنت أم سلمة؟ " قلت: نعم. فقال: "لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن".
(6)
"رسول اللَّه" زيادة من (ل).
(7)
"صحيح البخاري"(4251)، و"صحيح مسلم"(11/ 1446) من حديث علي رضي الله عنه.
(8)
في (ل): "وظهر".