الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
وأمَّا المتحيرةُ:
إذا قال لها: "إنْ حضْتِ فأنْتِ طالقٌ"، فإنَّها لا تَطلُقُ حتى تَمضيَ مُدةٌ يُتحققُ أن فيها حَيضًا مُبتدأً، بِناءً على أنَّ كُلَّ شَهْرٍ لها يَشتمِلُ على حَيضٍ وطُهْرٍ، نَظرًا إلى الغالِبِ، ثُم يَنظرُ إلى اليَقينِ بالنِّسبةِ إلى الشَّهرِ الذي لها، وكذا المَجنونةُ التي هي كالمُتحيِّرةِ، ولَمْ يَذكرُوهُما.
وإنْ كان (1) قال: "إنْ حِضْتِ حَيضةً -بفتحِ جاء حَيضة- فأنْتِ طَالقٌ"، لمْ تَطلُقْ حتَّى تَستقبِلَ الحَيْضَ، وتَمضِيَ لها حَيضةٌ، ثُم تَطهُرَ. . نَصَّ عليه فِي "المختصر المنبه" وشاهدُه من قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تُوطَأُ حائِلٌ (2) حتَّى تَحِيضَ حَيضةً"(3).
(1)"كان" سقط من (ل، ز).
(2)
في (ل): "حامل".
(3)
حديث ضعيف بهذا اللفظ: رواه عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (12903) مرسلًا فقال: عن معمرٍ، عن عمرو بن مُسلمٍ، عن طاوُسٍ قال: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مُناديًا في بعض مغازيه: "لا يقعن رجُلٌ على حاملٍ، ولا حائلٍ حتى تحيض".
ورواه الدارقطني موصولًا وذكر ما فيه من علة الإرسال فقال في "السنن"(4/ 381) برقم 3640: نا أبُو مُحمد بنُ صاعدٍ، نا عبدُ اللَّه بنُ عمران العائذي بمكة، نا سُفيانُ بنُ عُيينة، عن عمرو بن مُسلمٍ الجندي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، قال:"نهى رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تُوطأ حاملٌ حتى تضع، أو حائلٌ حتى تحيض". قال لنا ابنُ صاعدٍ: وما قال لنا في هذا الإسناد أحدٌ عن ابن عباس إلا العائذي.
وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري: رواه أحمد في "المسند"(17/ 326) من طريق شريكٌ، عن قيس بن وهبٍ، وأبي إسحاق، عن أبي الوداك، عن أبي سعيدٍ الخُدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاسٍ:"لا يقعُ على حاملٍ حتى تضع، وغير حاملٍ حتى تحيض حيضةً". وإسناده ضعيف، لضعف شريك، وهو ابن عبد اللَّه النخعي، وهو ضعيف سيء الحفظ. =
[ولو انقطعَ الدمُ بعدَ (1) يومٍ ولَيلةٍ بحَبَلٍ ونحوِه وقعَ الطَّلَاقُ أيضًا.
وفِي المُتحيِّرةِ والمَجنونةِ فِي قوله: "حَيضة"] (2) إنْ كان فِي آخِرِ جُزءِ الطُّهرِ تَطلُقُ إذا انْقضَى الشَّهرُ بعدَه.
وإنْ قال ذلك فِي أثْناءِ الشَّهرِ، فمُقتضَى ما ذكرَه الشَّيخُ أبو حامدٍ وغيرُه فِي عِدَّتِها: أنَّها لا تَطْلُقُ حتى يَمضِيَ شَهْرٌ بَعْدَ الشَّهرِ الذي وقَعَ التعليقُ فِي أثْنائِه، وكان الباقِي خَمسةَ عشرَ يومًا.
وعندِي: أنَّها تَطلُقُ إذا انْقضَى نِصفُ الشَّهرِ الثاني.
وإنْ قال: "حِيضة" بكَسْرِ الحَاءِ فهُو كقَولِه: "إنْ حِضتِ".
ولو (3) قال: "إنْ حِضتِ حَيْضًا فأنْتِ طَالقٌ" فهو كقولِه: "إنْ حِضْتِ"
= وأخرجه أبو داود (2157)، والدارمي (2/ 171)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 195)، والبيهقي في "السنن"(7/ 449)، والبغوي في "شرح السنة"(2394) عن شريك، به، لم يذكر فيه أبا إسحاق السبيعي.
وسيأتي بتوسع في كتاب العدة، ويغني عنه ما رواه مسلم (139/ 1441) عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ أتى بامرأةٍ مُجح على باب فُسطاطٍ، فقال:"لعلهُ يُريدُ أن يُلم بها"، فقالُوا: نعم، فقالمارسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لقد هممتُ أن ألعنهُ لعنًا يدخُلُ معهُ قبرهُ، كيف يُورثُهُ وهُو لا يحل لهُ؟ كيف يستخدمُهُ وهُو لا يحل لهُ؟ ".
(1)
في (ل): "في".
(2)
ما بين المعقوفين سقط من (ل).
(3)
في (ز): "وإن".
ويَحتمِلُ أَنْ يُرجَّحَ أنَّها لا تَطلُقُ هُنا (1) إلا بعْدَ يَومٍ وليلةٍ لِوُجودِ حَقيقةِ الحَيضِ بذلك.
ولو قال لِزَوجتَيهِ: "إنْ حِضْتُما حَيضةً فأنتُما طَالقتانِ"، فصححَ (2) فِي "الروضةِ" (3) تَبَعًا للشرحِ أنه يُلْغَى قولُه:"حَيضة" ويُستعملُ قولُه: "إنْ حِضْتُما" فإذَا ابتدأَ بِهِما الدَّمُ طَلَقَتَا.
ونسَبَه فِي "الشرح" إلى الشَّيخِ أبي (4) حامدٍ، وهو وهْمٌ، فالذي فِي تَعليقِ الشيخِ أبي (5) حامِدٍ ذَكَرَ وجْهَينِ:
1 -
أحدُهما: لا ينعقِدُ هذا التعليقُ.
2 -
والثاني -وقال: إنه الصحيحُ مِن المَذهبِ-: أنَّ الطَّلَاقَ يَقعُ فِي الحالِ كالطَّلَاقِ المُجرَّدِ.
وفِي "الشرح" قالَه صاحِبُ "المهذَّبِ"(6) و"التهذيبِ".
وذلك (7) يَقتضِي أنهما رجَّحاه أو جَزَمَا به، [وليس كذلك، وإنَّما حَكَيَا
(1)"هنا": سقط من (ل).
(2)
في (ل): "وصحح".
(3)
"الروضة"(8/ 153).
(4)
في (أ): "أبو".
(5)
في (أ): "أبو".
(6)
"المهذب"(2/ 90).
(7)
في (ل): "وقد".
وجْهًا] (1)، ولَمْ يُرجِّحاه.
والأصحُّ عندنا: أنَّهما إذا حاضَتْ كُلٌّ مِنهُما حَيضةً، وقَعَ عليهما الطَّلَاقُ.
وفِي "الروضة"(2) أنه احْتِمالٌ رآهُ الإمامُ، وليس كذلك، فإنَّ الإمامَ حكاه وَجهًا، وحكاهُ غَيرُه.
ويُنسَبُ أصلُه إلى المُزَنِي فِي قولِه: "إنْ ولَدْتُما ولدًا فأنتُما طالِقَتانِ"(3) ورجَّحَ جَمْعٌ إلْغاءَ هذا التَّعليقِ، ويُنسَبُ أصلُه إلى الرَّبيعِ فِي "إنْ ولدْتُما"(4).
ولو قال: "أنتِ طالقٌ ما بيْنَ طُهْرَينِ" ولمْ يَنوِ شَيئًا، وَقعَ أوَّلَ ما تَرى الدَّمَ بعْدَ الطُّهرِ الذي حلَفَ فيه، وإنْ كانَتْ (5) حائضًا وقَع مكانَه، نصَّ على ذلك كلِّه فِي "المختصر المنبه".
وإذا علَّقَ طلاقَها على حَيضِها وقالتْ: "حِضتُ" وكذَّبَها الزَّوجُ صُدِّقتْ بِيَمينِها فِي حَقِّها على المَشهورِ (6)، وكذا الحكمُ فيما لا يُعرفُ إلا منها، كقولِه:"إنْ أَضْمرتِ بَعضِي فأنْتِ طالقٌ" فقالتْ: "أَضْمَرْتُه".
(1) ما بين المعقوفين سقط من (ل).
(2)
"روضة الطالبين"(8/ 153).
(3)
في (أ): "طالقان".
(4)
"الروضة"(8/ 153)، و"مغني المحتاج"(3/ 323).
(5)
في (أ): "كان".
(6)
حكاه الغزالي في "الوسيط"(5/ 440) فقال: ومهما قالت "حضْتُ" فالقول قولها مع يمينها.
ولو علَّق الطَّلَاقَ بِزِناهَا فقالتْ: "زَنيْتُ" لمْ تُصدَّقْ على الأصحِّ؛ لأنَّ مَعرفتَه مُمْكنةٌ.
ولو قال: "إنْ حِضتُما فأنتُمَا طالِقانِ" فقالتَا: "حِضْنَا"، وكذَّبَهما الزَّوجُ صُدِّقَ بيَمينِه، وإنْ صدَّقَهُما طَلقَتَا، وإن صَدَّقَ أحدَهما طَلقَتِ المُكذَّبَةُ، ولَمْ تَطلُقِ المصدَّقةُ (1)(2).
* * *
(1) حكاه الغزالي في "الوسيط"(5/ 441).
(2)
"الروضة"(8/ 154)، و"نهاية المحتاج"(7/ 30).
فصل (1) في تفويض الطلاق إلى الزوجة (2)
إذا قال المكلَّفُ لِزَوجتِه المكلَّفةِ: "طلِّقي نفْسَكِ"، أو:"طلِّقي نفْسَكِ إنْ شئْتِ" فهو تمليكٌ للطلاقِ على الجَديدِ، وفِي القديمِ: توكيلٌ. . هذِه طَريقةُ الخُراسانِيِّينَ، وعلَيْها جَرى الرَّافِعي ومَنْ تَبِعَه.
وأمَّا العِراقيونَ (3) فلَمْ يَذكرُوا هذا الخلافَ، وجَزَمُوا بالتَّمليكِ (4).
(1) النظر في هذا الفصل في ثلاثة أطراف:
الأول: في ألفاظه التي ينعقد بها.
الثاني: في حقيقته، وهل هو تفويض أو توكيل.
الثالث: في حكم العدد.
(2)
اختلفوا في حقيقة التفويض على قولين:
أحدهما: أنه تمليك، كأنه ملكها نفسها، وهذا هو الجديد من مذهب الشافعي. راجع "المنهاج"(ص 106)، و"الروضة"(8/ 46)، و"الغاية القصوى"(2/ 789)، و"فتح المعين"(ص 119).
والثاني: أنه توكيل كتوكيل الأجنبي، قال الغزالي في "الوسيط" (5/ 383): ويبتنى عليه أنها لو طلقت نفسها في مجلس آخر -لا على الاتصال- لم يجز إن جعلناه تمليكًا؛ لأن اتصال القبول لا بد منه، وإن جعلناه توكيلًا جاز.
(3)
"الروضة"(8/ 46).
(4)
شرط الغزالي لوقوعه أن ينويا، فقال: ولو قال: "أبيني نفسك" فقالت: "أبنتُ" =
ولَمْ أقِفْ على القَولِ بأنه تَوكيلٌ، وما نُسِبَ إلى الجَديدِ لا يَتأتَّى القَولُ بِظاهِرِه، فإنَّ المرأةَ لا تَملِكُ الطَّلَاقَ أصلًا، ولا يُمكِنُ أَنْ يَكونَ الطَّلَاقُ مِلْكًا للزَّوجِ وللزوجةِ (1)، وجعلُوا تَطليقَها نفْسَها مُتضمنًا للقَبولِ، ولو صرَّحتْ بِقَولِها:"قبلتُ" فلا أثرَ له، وهذه أُمورٌ معضِلةٌ.
فالصوابُ فِي التعبيرِ عن ذلك أنَّه يُشبِهُ التَّمليكَ، أو يَجرِي عليه شيْءٌ مِن أحْكامِ التَّمليكِ.
ومِن جُملةِ ذلكَ اعتِبارُ الفَوْرِ كما فِي قَبولِ التمْلِيكِ، وجَعلُوا القَولَ بالتَّطليقِ ما دَامَا فِي المَجلسِ ضَعيفًا، وهو المَذْهَبُ المَنصوصُ فِي "مختصر المزني"(2)، بلْ فيه ما يَقتضِي أنَّه إجْماعٌ، [ولَفظُه:"لا أعلمُ خِلافًا أنَّها إنْ طَلَّقَتْ نفْسَها قَبْلَ أَنْ يتفرَّقَا مِنَ المَجلسِ، أو يَحدُثُ قَطْعًا لذلك: أنَّ الطَّلَاقَ يَقعُ علَيْها، فيَحتمِلُ أَنْ يُقالَ لهذا المَوضعِ إجْماعٌ"] (3).
ونُصوصُ الشافعيِّ ظَاهرةٌ فِي اعتِبارِ مَجلسِ الخِيارِ الذي يَنقطِعُ بالتفرُّقِ كما فِي البَيعِ، فلا يَجوزُ تركُ هذا النَّصِّ، ويؤوَّلُ بما لا يَصِحُّ.
ويُستثْنَى مِن اعتِبارِ الفَورِ ما إذا صرَّحَ بالتَّراخِي فقال: "طلِّقِي نَفْسَكِ متى شِئْتِ"، فإنَّ لها أَنْ تُطلِّقَ نَفْسَها أيَّ وقْتٍ شاءَتْ، نصَّ عليه، وجَرى عليه مَنِ
= ونويا، وقع، وإن لم ينو أحدهما لم يقع، وقال أبو حنيفة: لا تعتبر نيتهما، بل تكفي الرجل، وقولها يبنى على قولها.
(1)
في (ل): "والزوجة".
(2)
"مختصر المزني"(ص 193).
(3)
ما بين المعقوفين سقط من (ل).
اقْتَصرَ على التَّمليكِ (1)، ومَنْ أثْبتَ القَولَينِ (2).
ولو قال: "وكَّلْتُكِ فِي طلاقِ نَفْسِكِ" تمَحَّضَ (3) حُكْمُ التَّوكيلِ على طَريقِ التَّصريحِ به، وفِي طَريقٍ لَهُم إِثباتُ الخِلافِ، قال القَاضي حُسَينٌ: لأنه يَشوبُه شُعبةُ التَّمليكِ، وإنْ صَرَّحَ بالتَّوكيلِ، وعلى هذا لا يَتمكَّنُ الزَّوجُ مِنْ تَوكيلِها التَّوكيلَ المَحْضَ (4).
ولو قال: "ملكتُكِ طلاقَ نفسِكِ" فهو تَمليكٌ قَطْعًا على طَريقتِهم، ولَمْ أرَ مَن ذَكرَه.
* * *
ولو قال: "طلِّقي نفسَك ثلاثًا إنْ شِئتِ"، فطَلَّقَتْ نفْسَها واحدةً، وَقعَتْ (5).
ولَو قال: "طلِّقِي نفْسَكِ واحدةً إنْ شِئْتِ" فطَلَّقتْ ثلاثًا، وقَعتْ واحدةً.
ولو قَدَّمَ ذِكْرَ المَشيئةِ فِي الصُّورتَينِ بأنْ قال: "طلِّقِي نفْسَكِ إنْ شِئْتِ ثلاثًا" أو قال: "طلِّقي نفْسَكِ إنْ شِئتِ واحدةً" فطَلَّقَتْ (6) في الأُولى واحدةً، وفِي الثانِيةِ ثَلاثًا (7).
قال ابْنُ القاصِّ وسَائرُ الأصْحابِ: "لا يقعُ شيْءٌ"، لأنَّ مَشيئةَ ذلك
(1) في (ل): "التعليل".
(2)
"الروضة"(8/ 146).
(3)
في (أ، ل): "محض".
(4)
"الروضة"(8/ 146).
(5)
"الروضة"(8/ 152).
(6)
في (ل): "وطلقت".
(7)
"الروضة"(8/ 152).
صارتْ شَرْطًا فِي أصْلِ الطَّلَاقِ. كذا فِي "الروضة"(1) تَبَعًا للشرحِ (2)، وفيه: وسَاعَدَه (3) الأصْحابُ، ولَمْ يَتعقَّباهُ (4).
وهُو مَرْدُودٌ، والصوابُ وُقوعُ ما أوقعَتْه، فإنَّ "ثلاثًا" فِي الأُولى و"واحدةً" فِي الثانيةِ ليستْ معمولًا لـ"شِئتِ"، وإنَّما هو مَعمولٌ لِقَولِه:"طَلِّقِي" فإنَّ مَفعولَ الإشاءةِ (5) يُحذَفُ غالبًا، والحَمْلُ على الأغْلبِ هو المُعتمَدُ، وما قدَّرُوه فِي ذلك رَكيكٌ بَعيدٌ، والمَفهومُ المُتعارَفُ أنه لا فَرْقَ بيْنَ تَقديمِ المَشيئةِ وتَأخيرِها (6).
* * *
وصِيغةُ طَلاقِها لِنَفْسِها: "طَلَّقْتُ نفْسِي".
فإنْ قالتْ: "طلقْتُكَ"، فهُو كِنايةٌ يَحتاجُ إلى نِيَّةِ الطَّلَاق، ولو قالتْ:"أبنْتُ نفْسِي" ونَوَتْ؛ وَقَع.
وليس للمفوَّضِ إليها طَلاقُ نفْسِها إنْ تَعَلَّقَ طَلاقُها، ولَو فَوَّضَ إلَيْها التَعليقَ، كذا قالُوه، والأصحُّ صِحتُه فيما ليس بِحَلِفٍ، وقدْ سَبقَ فِي الوَكالةِ.
(1)"الروضة"(8/ 53).
(2)
وإذا قال: "طلَّقي نفسكِ"، ونوى ثلاثًا، فإن طلقت ونوتْ مثله: نفذ ثلاثًا، وإن لم تنو لم يقع الثلاث؛ وإنما يقع واحدًا، وفيه وجه أنه يقع؛ لأن البناء في العدد أقرب من البناء في أصل النية.
(3)
في (أ): "وما عده".
(4)
في (ل): "يتعقبه".
(5)
في (ل): "الإشارة".
(6)
في (ل): "وتأخرها".
وأمَّا التَّخييرُ (1) فلَه شركةٌ مَع التَّمليكِ فنَذْكُرُه عَقِيبَه، فإذا قال المكلَّفُ لِزَوجتِه المُكلَّفةِ:"اختارِي نَفْسَكِ" ونَوى تَفويضَ الطَّلَاق إليها فقالَتْ: "اخْترْتُ نَفْسِي" ونَوتْ طَلاقَها، وقَعتْ علَيها طَلقةٌ رَجعيةٌ، إلا إذا كان هُناكَ ما يَحصُلُ به البَينونةُ.
ولو قال لها: "اخْتارِي"، ولَمْ يَقُلْ "نفسَكِ"، ونَوى تفويضَ الطلاقِ (2) إليها فقالتْ:"اخْتَرْتُ" ففِي "التَّهذيبِ": لا يَقعُ الطَّلَاقُ حتَّى تَقولَ: "اختَرْتُ نفْسِي"، ويُشعِرُ (3) كلامُه بأنَّه لا يَقَعُ، وإنْ نَوَتْ كذا فِي "الروضة"(4) تَبَعًا للشرحِ، وفِي نصِّ الشافعيِّ ما يُخالفُه، وهو قولُه:"لو (5) قال رَجُلٌ لامرأتِه: اختارِي" لا يكونُ طَلاقًا [إلا أَنْ يُريدَه](6)؛ لأنَّه يَحتمِلُ (7) اختارِي مالًا، وقال: ليس الخِيارُ بِطلَاقٍ حتى تُطلِّقَ المُخيَّرةُ نفْسَها؛ ذكَرَه فِي "المختصر المنبه".
وفيه: أنَّ قولَها: "اخترْتُ" مع نِيَّةِ الطَّلَاقِ كافٍ فِي وُقوعِ الطَّلَاقِ، وهذا هو المُعتمَدُ.
وقدْ ذكرَ فِي "الروضة"(8) تَبَعًا للشرحِ عن إسماعيلَ البوشنجيِّ أنها إذا
(1) في (ل): "المنجز".
(2)
"الطلاق": سقط من (أ) وفي (ل): "التفويض".
(3)
في (ل): "ويشير".
(4)
"الروضة"(8/ 49).
(5)
في (ل): "ولو".
(6)
ما بين المعقوفين سقط من (ل).
(7)
في (أ، ب): "يحتمله".
(8)
"الروضة"(8/ 49).