الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمَّا إذا لَمْ ينتَظِمْ ما أتى به نحوُ أَنْ يقولَ: "أنتِ طالق طلاقًا لا يقعُ عليكِ" أو "أنتِ طالِقٌ إلا أنتِ أو ثلاثًا إلا ثلاثًا" فلا ينفعُه ذلك ظاهرًا عند التلفُّظِ، ولا يُدَيَّنُ عند إرادتِهِ قَطْعًا (1).
*
وأما الكِناياتُ
(2): فلا يقعُ بواحدٍ (3) منها طلاقٌ إلَّا أن ينويَ به التَّطليقَ المَفهومَ مِن الصَّريحِ السَّابِقِ، ويُعتبَرُ كونُ النيةِ مقرونَةً مِنْ أوَّلِ اللَّفظِ إلى آخِرِهِ على الأصَحِّ خِلافًا لِما فِي "الحاوي"(4) مِنَ الاكتِفَاءِ بأوَّلِهِ، ولِما (5) فِي "الروضة"(6) مِنَ الاكتفاءِ بآخِرِهِ أيضًا (7).
*
وضابطُ الكناياتِ:
أن يكونَ اللفظُ إشعارَ قُرْبٍ (8) بالفُرْقةِ، وقد أشار إلى ذلك الشافعيُّ رضي الله عنه فِي "الأم"(9) وغيرُهُ، وذَكَرَ أشياءَ من ألفاظ الكنايات، فقال: وَمَا تَكَلَّمَ بِهِ مِمَّا يُشْبِهُ الطَّلَاقَ سِوَى هَؤُلَاءِ (10) الْكَلِمَاتِ -
(1)"روضة الطالبين"(8/ 19).
(2)
ذكر المَحَامِلِي أن الكناية في ثلاثة أنواع: الإارة والكتابة والكلام الذي يشبه الطَّلَاق. راجع: "الإقناع"(ص 147) للماوردي، و"المهذب"(2/ 81)، و"كفاية الأخيار"(2/ 53)، و"السراج الوهاج"(ص 409)، و"تحرير ألفاظ التنبيه"(ص 263 - 264).
(3)
"بواحد" مكررة بـ (ب)، وفي (ل):"بواحدة".
(4)
.
(5)
في (ل): "وما".
(6)
"الروضة"(8/ 49).
(7)
"أيضًا" سقط من (ل).
(8)
في (ل): "قريب".
(9)
"كتاب الأم"(5/ 276).
(10)
في (ل): "هذه".
يعني: الصرائح- فَلَيْسَ بِطَلَاقٍ حَتَّى يَقُولَ: كَانَ مَخْرَجُ كَلَامِي بِهِ عَلَى أَنِّي نَوَيْتُ بِهِ طَلَاقًا، وَذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِ لِامْرَأَتِهِ:
"أنتِ خليَّةٌ"(1) أو: "خلوتِ مني"(2) أو: "أنتِ (3) بريَّةٌ"(4) أو: "برئْتِ مني"(5) أو: "بائنٌ" أو: "بِنْتِ منِّي"(6) أو: "اذهَبِي" أو: "اعزُبِي"[أو: "اغرُبِي" (7)](8) أو: "تَقنَّعِي" أو: "اخرُجِي"، أو:"لا حاجةَ لي فيكِ"، أو:"شأنكِ بمنزلِ أهلِكِ" أو: "الزَمِي الطَّريقَ خارجةً"، أو:"ودعتُكِ" أو: "قد ودعتِينِي"(9) أو: "اعتدِّي"(10) أو: "أنتِ بتَّةٌ"(11) أو: "اسرِي"(12) أو:
(1) يقال: خلت المرأة من مانع النكاح خلوًا فهي خلية، ويقال: ناقة خلية أي مطلقة من عقالها، وكان الرجل في الجاهلية إذا أراد طلاق امرأته قال لها: أنت خلية. انظر "طلبة الطلبة"(ص 120).
(2)
في "الأم": "خلوت منك".
(3)
"أنت" سقط من (ل).
(4)
برية: اسم مفعول على وزن فعيلة بمعنى مفعولة، يقال بارأ المرأة. يعني صالحها على الفراق. راجع "المطلع على أبواب المقنع"(ص 335).
(5)
في "الأم": "أو برئت مني أو برئت منك".
(6)
في "الأم": "أو بنت مني أو بنت منك".
(7)
في (ل): "أو اغتربي أو اغربي".
(8)
ما بين المعقوفين ليس في "الأم".
(9)
في (ب): "ودعتني"، وفي (ل):"أو قد ودعتك أو ودعتك".
(10)
إلى هنا كلام الشافعي في "الأم".
(11)
البت: القطع، يقال بن الرجل طلاق زوجته فهي مبتوتة، وطلقها بتة إذا قطعها عن الرجعة. انظر "طلبة الطلبة"(ص 120).
(12)
"أو اسري" سقط من (ل).