الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأيام في المعتقدات
طبع الإنسان على (الحاجة) وهي وسيلة البقاء وعلة الحياة والحاجة رهينة وقت وزمن؛ لذلك اضطر الإنسان منذ القديم أن يحدد زمنه، فسمى الوقت الذي يجري من طلوع الشمس حتى غروبها يوما، وسمى ذلك اليوم باسم خاص ثم توسعت أعماله وكثرت شؤونه وتوفرت حاجاته فاتخذ السنة رأسا ومبدأ لأعماله وأشغاله، وبها قاس الأعمار وكتب التواريخ، ودون الوثائق.
ثم قسم السنة إلى اثني عشر شهرا وسمى كل شهر باسم خاص وقسم الأشهر إلى أسابيع ثم إلى أيام وهذه إلى ساعات فدقائق. . .
وقد جاء في التوراة وفي سفر الخلق - أن الله جل وعلا خلق العالم في ستة أيام واستراح يوم السبت (الشباث) من عناء العمل. وقد أيد القرآن الكريم التوراة في ذلك فقد جاء فيه انه خلق الأرض والسموات في ستة أيام إلا انه لم يذكر انه استراح يوم السبت. وأسماء الأيام كانت معروفة لدى الشمريين والاكديين ثم لدى الارميين ثم اقتبس اليهود أسماء الأيام والأشهر من هؤلاء وورد ذكرها في شريعتهم.
والتشاؤم من الأيام والشهور قديم جدا ويظهر أن التشاؤم من بعض الأيام والشهور كان شائعا بين عرب الجاهلية. نفهم ذلك من حديثين نقلا عن الرسول صلى الله عليه وسلم الاول (لا تعادوا الأيام فتعاديكم) والثاني (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر) ومن المحتمل أن قد جاءهم هذا التشاؤم والاعتقاد بكثير من الخرافات والأساطير من الأمم التي جاورتهم كالرومان والفرس والأقباط والأحباش وعلى الأخص من اليهود الذين انتشروا في الجزيرة واختلطوا بالعرب وهم اكثر الأمم أساطير واعتقادا بالخرافات و (التلمود) وهو من اكبر كتبهم الدينية حجما مشحون عجائب وغرائب.
أما أسماء الأيام والشهور الشائعة والمتداولة بين المسلمين قاطبة فإنها حدثت أخيرا وذلك بعد صدر الإسلام وأسماء الأيام والأشهر في الجاهلية هي كما يلي:
الأحد. الاثنين. الثلاثاء. الأربعاء. الخميس. الجمعة. السبت
اوهد. أهون. جبار. دبار. مونس. عروبه. شيار
وقد جمعها الشاعر ببيتين:
علمت بان أموت وان موتي
…
باوهد أو باهون أو جبار
أو التالي دبار أو يوافي
…
بمؤنس أو عروبة أو شيار
الأشهر:
المحرم. صفر. ربيع الاول. ربيع الثاني. جمادى الأولى. جمادي الآخرة. مؤتمر. ناجر. جوان. وبصان. ربى. ايدة
رجب. شعبان. رمضان. شوال. ذو القعدة. ذو الحجة
الأصم. عادل. ناتق. واغل. ورنة. برك
والعوام من العراقيين رجالا كانوا أو نساء يتشاءمون من بعض الأيام فيحجمون عن إتيان عمل في بعضها جلبا للخير فتراهم يرغبون في السفر يوم الاثنين ويأخذون الدم (الحجامة) يوم الثلاثاء ويقضون حوائجهم يوم الخميس إلى غير ذلك وحجتهم فيما يزعمون أبيات ينسبونها لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وهي شائعة على أفواه العامة:
لنعم اليوم يوم السبت حقا
…
لصيد أن أدت بلا امتراء
وفي الأحد البناء لان فيه
…
تبدى الله في خلق السماء
وفي الاثنين أن سافرت فيه
…
ستظفر بالنجاح وبالثراء
ومن يرد الحجامة فالثلاثا
…
ففي ساعاته سفك الدماء
وان شرب امرؤ يوم دواء
…
فنعم اليوم يوم الأربعاء
وفي يوم الخميس قضاء حاج
…
ففيه الله يأذن بالدعاء
وفي الجمعات تزويج وعرس
…
ولذات الرجال مع النساء
وهذا العلم لم يعلمه إلا
…
نبي أو وصي الأنبياء
واعرف كثيرين من الناس لا يتعممون وهم قعود ولا يلبسون سراويلهم وهم قيام ولا يأكلون السمك يوم السبت ويعزون ذلك إلى قول ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو:
(ما تسبتسمكت قط ولا تعمقددت قط ولا تسرولقمت قط فمن أين جاءني هذا البلاء.
ومن نظر نظرة لبيب إلى هذه الأبيات الركيكة المتفسخة وهذه الألفاظ المنحوتة من حجر
صم الجبال علم أن عليا وهو إمام الفصاحة لأجل من أن يكلف نفسه نظم أبيات مشلولة المعنى والتركيب مثل التي ذكرناها. وأما الألفاظ فلا اشك إنها من دس الإعجام فإنهم رأوا باب النحت في كتب الأدب فنحتوا وما كفاهم ذلك حتى نسبوها إلى أبلغ وأفصح الناطقين بالعربية بلا مدافع.
السبت
لا يؤكل السمك فيه خشية الفقر والعوز:
والنساء يتشاءمن من الذهاب إلى الحمام فيه إلا (الثيب) فإنها تكون (نفاق) أي انه لا بد وان تتزوج والتي هي ذات (بعل) تكون (طلاق) أي انه لا بد من يطلقها زوجها و (البكر) تكون (عواق) أي أنها لا تحصل على بعل. والصيد فيه محمود.
الأحد
النساء لا يغزلن ليلة الاحد، والمثل السائر على أفواه النساء في منع الغزل ليلة الأحد هو (يا غازلات الأحد ما نهاجن أحد) أي أيتها الغازلات في ليلة الأحد أما نهاكن أحد؟
لا تخاط الأثواب يوم الأحد ومن تجرأ على ذلك أصابه مرض عضال.
يستحسن السفر في مساء الأحد والبناء والتعمير.
الاثنين
يستحسن تقليم الأظافير فيه وقص الشعر وحلق الأذقان وشراء الأثواب
وخياطتها والذهاب إلى الحمام واخذ (الخيرة) أي - الاستخارة - وتكون على شكلين أما بالسبحة أو بفتح المصحف الشريف. ويستحسن فيه الذهاب إلى الطبيب وخطبة العروس والحجامة - أي اخذ الدم والسفر أيضاً.
الثلاثاء
لا يجوز خياطة الأثواب والسراويل وغيرها فيه ومن اقدم على ذلك إصابته إحدى الدواهي الثلاث (حريق أو غريق أو موت) ويستحسن فيه اخذ الدم من الجسد وهو المعروف (بالحجامة)
الأربعاء
لا يعاد المريض يوم الأربعاء في صباحه ولا في مساء اليوم الذي قبله أي مساء الثلاثاء ويعتقدون انهم إذا عادوه يوم الأربعاء ثم مات طالبهم بدمه.
يستحسن أكل السمك يوم الأربعاء ومن واظب على أكله أربعين مرة في كل يوم أربعاء هطلت عليه سحاب النعم وتفتحت في وجهه أبواب الرزق والبركة.
ولا يذهب النساء إلى الحمام يوم الأربعاء كما لا يذهبن يوم السبت ويعتقدن أن التي تذهب إلى الحمام يوم الأربعاء لابد وان تصاب بنزلة في الرأس.
ويستحسن فيه شرب الدواء.
الخميس
لا يستحسن السفر يوم الخميس مساء ولا في صباح الجمعة والحكمة في ذلك هي لئلا تفوت صلاة الجمعة وهي صلاة مقدسة كغيرها وذلك اتباعا للآية الشريفة (وإذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله. . . . الآية. . .) وإذا حل ضيف في بيت أحدهم وأراد السفر ليلة الجمعة يمنعه الذين أضافوه لأنهم يعتقدون أن (الرزق) يأتي من الله في ليلة من ليالي الجمع وربما كانت تلك الليلة هي التي يسافر فيها الضيف فيكون قد اخذ الرزق معه ويستحسن فيه قضاء الحوائج وشراء الأشياء.
الجمعة
السفر مكروه يوم الجمعة لئلا تفوت صلاة الجمعة ويستحب فيه الذهاب إلى الحمام وقص الشعر وتقليم الأظافير وزيارة الأصدقاء والأحبة وقضاء الدين والتزويج وعقد خطبة النكاح وإقامة أفراح العرس.
الأشهر
الأشهر المحترمة والمقدسة عند العوام من المسلمين هي الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان والثالث معظم ومبجل اكثر من كل الشهور لان فيه انزل القرآن الكريم (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. . . الآية) ولان الله فرض فيه الصوم كله على المسلمين. ومن المسلمين المتقشفين من يصوم هذه الأشهر الثلاثة ويلي شهر رمضان حرمة، شهر ذي الحجة (شهر عيد الأضحى) وقد فرض الله فيه على المسلمين المستطيعين الحج إلى بيته
واشام الشهور وانحسها شهر (صفر) ولتشاؤم العرب منه أضافوه إلى الخير فقالوا صفر الخير ليرتفع التطير منه ويعتقد العوام ولاسيما النساء منهم أن كسرت سن النبي فيه وعلله البعض بأنه أول شهر الحل وفيه يرتفع الحرم وقد جرت العادة أن يتصدق العوام على الفقراء في أول يوم من صفر.
المحرم
وهو شهر حزن ومأتم عند المسلمين كافة وفي اليوم العاشر منه حدثت فاجعة الحسين وآله وذويه وفي اليوم السابع عشر منه جرح الإمام علي أمير المؤمنين ويصوم بعض المسلمين في الأيام العشرة الأولى منه.
صفر
هو انحس الشهور في الجاهلية والإسلام والعوام يعتقدون أن الأمراض والعاهات والآلام تنزل فيه وان لابد أن يحدث فيه حادث جلل أو مصاب كبير لذلك تراهم يتسارعون في التصدق على الفقراء في أول يوم منه.
اليوم الثالث عشر من صفر
تعتبر العامة هذا اليوم من الأيام النحسة فيخرج النساء والأطفال وكثير من الرجال إلى الارباض والحدائق والجنان المحيطة بالمدينة ويقضون ذلك اليوم كله في سرور وطرب وهذه العادة جارية في (كربلا) واغلب مدن الفرات.
(جنبرسوري) آخر أربعاء في صفر
جنبر سوري كلمتان فارسيتان اصلهما (جهار شنبة سوء) أي يوم أربعاء السوء وهو آخر أربعاء من شهر صفر وهو يوم شؤم ونحس عند جميع عامة العراق فإذا اصبح الناس في ذلك اليوم خرجوا جميعا إلى البساتين والحدائق رجالا
ونساء وأطفالا وقضوا يومهم بالأنس والحبور ومثله السائر على أفواه النساء (جنبر سوري اخذي ازارج ودوري) أي (جنبر سوري خذي إزارك ودوري)
ليلة أول يوم من ربيع الاول
يودع العوام في هذه الليلة شهر (صفر) المشؤوم وفي مساء تلك الليلة تتطيب النساء ويتزين ويأخذ كل بيت جرة ماء صغيرة (تنكة) فيضعون فيها ملحا وفلسا نحاسيا وقليلا من الماء فيخرج واد من البيت إلى أعلى السطح ويرمي الجرة على قارعة الطريق أو الزقاق وعندما تقع على الأرض وتتحطم يقف النساء والأطفال في البيت ويصفقون قائلين (طلع صفر خش ربيع يا محمد يا شفيع) أي (خرج صفر ودخل ربيع يا محمد يا شفيع) وفي الصباح تهنئ النساء بعضهن بعضا لخروجهن هن وبعولتهن وآلهن من صفر آمنين سالمين. والعرب المجاورون للمدائن يشعلون سعف النخيل ويدورون ويدخلون في الأكواخ في البيوت الحقيرة من الطين ويزعمون انهم بذلك يطردون شهر صفر!
أحمد حامد الصراف
(لغة العرب): - أن لهذا البحث أصولا قديمة عند البابليين تلذ للقراء مقابلتها ببعض هذه الأوابد التي هي لا قوام بائدين من العراق.
البليج
بليج السفينة (والبليج وزان سكين) على ما في محيط المحيط للبستاني: (عود طويل تدفع به. معرب بيله بالفارسية) اهـ. قلنا: لم نجد في ديوان من دواوين اللغة العربية هذا المعنى. أما الكلمة الفارسية التي ذكرها فتعني مقذاف السفينة ولا يمكن أن تنقل بصورة بليج بل بصورة (بيلج) والسلف لم ينطق بها.
أما البليج فقد ذكرها صاحب (عجائب الهند) بمعنى الغرفة في السفينة ومؤلف كتاب عجائب الهند من أبناء المائة العاشرة للميلاد. والكلمة من اللغة الماليزية من (بيلق)(وزان زبرج) بمعنى غرفة أو مسكن أو خيمة. فانظر كيف أن صاحب محيط المحيط يؤول الألفاظ وكيف تنتقل إلى سائر الدواوين اللغوية اعتمادا عليه وعلى هذا الوجه تفسد لغتنا الحسناء. وما ذلك إلا لأنه ينقل عن فريتغ بلا روية.