الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسَئلةٌ وَأجْوبةٌ
إلى السائلين
تأتينا أسئلة كثيرة من بغداد ومن الخارج، بيد أننا لا نجيب إلَاّ عن الأسئلة الواردة من المشتركين. أما لغيرهم فلا جواب عندنا. ولما كانت الأسئلة التي عندنا هي المئات، فالمرجو من السائلين أن يتريثوا ولا يعجلوا علينا بتكرار ما يطلبون لأن المجلة لا تدرج إلَاّ ما يتيسر لها وتبقي التتمة إلى الأجزاء المقبلة.
الموسيقى أو الموسيقي
س - أبو شهر (إيران) م. ن - كان حضرة الدكتور أبي شادي الشاعر العصري المشهور ذكر في لغة العرب (5: 298) أن الموسيقى (بالألف) أخف من الموسيقي (بالياء المشددة) وبين أن أدباء القرن الماضي اختاروا فتح القاف تعريباً للكلمة من اللاتينية لا من اليونانية فهل وجدتم لذلك أثراً في كتبنا؟
ج - جاء في القاموس في مادة ر ب ب: (وممدود بن عبد الله الواسطي الربابي يضرب به المثل في معرفة الموسيقي (والياء مضبوطة بالشد والكسر) بالرباب. اهـ فعلق على هذا الكلام نصر الهوريني (وهو من أدباء مصر ولغوييهم. توفي سنة 1291هـ - 1874م) ما هذا حرفه: (قوله الموسيقي) هكذا في النسخ بسكر القاف، وهو اشتباه سببه رسم الكلمة بالياء وصوابه فتح القاف كما هو في اللغة الرومية والعامل بتلك الآلة يقال له موسيقار وبزيادة راء في الآخر كأن هذه الزيادة عندهم كالنسب في جمال وحمار. اه
قلنا في كلام الهوريني عدة أغلاط منها:
1 -
إن نسخ القاموس المطبوعة في الهند وإيران ومصر من قديمة وحديثة تروي الموسيقي بكسر القاف وتشديد الياء المثناة المكسورة، بحيث لا يمكن أن يقال الخلاف.
2 -
عندنا ثلاث نسخ خطية قديمة من القاموس وكلها تروي الموسيقي بالضبط المذكور بلا أدنى شبهة.
3 -
إن الكلمة الدخيلة قد تروي في اللغة الأجنبية بوجه وتعرب بوجه آخر فوجودها
بصورة في لغة الإعراب لا يوجب على العرب أن يتخذوها بتلك الصورة الدخيلة والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى.
4 -
قد ذكرنا للقراء أن صحيح ضبط الكلمة هو بكسر القاف لا بفتحها (5: 43) وقد استشهدنا ببيت من الشهر للأقدمين فلم يبق ريب في هذا الضبط والواهم هو المخطئ نفسه.
أما الموسيقى في الرومية فأن أراد بالرومية اللاتينية فكلامه صحيح فهي عندهم بالألف في الآخر، وأما إذا أراد بالرومية اللغة اليونانية فالرجل مخطئ لأنها في لسانهم بالأمانة والإمالة الكبرى بحيث ترى أكثرهم يلفظها بالياء إلى عهدنا هذا.
6 -
الحقيقة أننا لم نفهم ما أراده بالرومية فأنه يقول أن العامل بتلك الآلة (وهو لم يذكر الآلة إذ الموسيقي هو فن لا آلة وهذا وهم شنيع وليس الكلام هنا عن الرباب الآلة المذكورة بل عن الموسيقي الذي هو فن، لكن تأثر العوام في مصطلحهم وهم يسمون آلة اللهو موسيقى فقال ما قال.) يسمى موسيقار، فموسيقار لفظة ليست لاتينية ولا يونانية ولا إفرنجية فكيف قال إن العامل بالموسيقى (أو الأصح عارف الموسيقي) يقال له الموسيقار؟ فهذا وهم على وهم.
7 -
الصحيح إن الموسيقار ليست رومية بل أرميه وهي مركبة من موسيقى اللاتينية ومن (كار) الفارسية أي مهنة. ومحصل معناها، من مهنته الموسيقي. قلنا، ولما نحتها الآرميون ركبوها من موسيق (المحذوفة الآخر) ومن كار ليتيسر النحت وليس من موسيقى بالآلف في الآخر.
8 -
تأويل الزيادة المذيلة لموسيقار لا يوافق رأي الآرميين. فأنظر كم غلطاً في كلام نصر الهوريني وهو لغوي القرن الماضي.
هذا من جهة عبارة نصر الهوريني وأما عبارة الفيروز أبادي فهي لا تخلوا أيضاً من غرابة، فقد قال (في معرفة الموسيقي بالرباب)، فلو قال مثلاً: (في معرفة