الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المكاتبة والمذاكرة
كلمة أبي طالب في جميع الحالات
أطلعت على السؤال المدرج في (287: 4 - 288) من مجلة لغة العرب الزاهرة فأقول:
قال السيد الجليل والعالم النبيل أحمد بن علي بن الحسين الداودي الحسني المتوفى سنة 828هـ في (ص5 و 6) من كتابه عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب المطبوع بلكنهو (الهند):
أما المقدمة ففي اسم أبي طالب ونسبة، أما أسمه فقيل أنه عمران وهي رواية ضعيفة رواها أبو بكر محمد بن عبد الله العبسي الطرسوسي النسابة وقيل أسمه كنيته ويروي ذلك عن أبي علي محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر الأعرج ابن عبد الله بن جعفر قتيل الحرة ابن أبي القاسم محمد بن علي بن أبي طالب النسابة وله مبسوط في علم النسب وزعم انه رأى خط حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام في آخره وكتب علي بن أبي طالب. وقد كان بالمشهد الشريف الغروي مصحف في ثلاث مجلدات بخط حضرة أمير المؤمنين عليه السلام احترق حين احترق المشهد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة يقال أنه كان في آخره وكتب علي ابن أبي طالب ولكن حدثني السيد النقيب السعيد تاج أبو عبيد الله محمد بن القاسم بن معية الحسني النسابة وجدي لأمي المولى الشيخ العلامة فخر الدين أبو جعفر محمد بن الحسيني بن حديد الأسدي ره أن الذي كان في آخر ذلك المصحف علي بن أبي طالب ولكن الياء مشتبهة بالواو في الخط الكوفي الذي كان يكتبه علي عليه السلام، وقد رأيت أنا مصحفا في مشهد عبيد الله بن علي بخط حضرة أمير المؤمنين عليه السلام في مجلد واحد وفي آخره بعد تمام كتابة القرآن بسم الله الرحمن الرخيم كتبه علي بن أبي طالب. ولكن الواو وتشبيه بالياء
في ذلك الخط كما حكياه لي عن المصحف الذي بالمشهد الغروي وأتصل بي بعد ذلك أن مشهد عبيد الله احترق واحترق المصحف الذي فيه.
هذا ما أردت إيراده لازدياد الاطلاع وفوق كل ذي علم عليم.
سبزوار (إيران)
محمد مهدي العلوي
(لغة العرب) وصلتنا هذه الرسالة قبل سبعة أشهر ولم يتسع المكان لإدراجها إلا الآن
المشيمة أم السخد
-
كان حضرة النطاسي الحكيم حنا خياط استفتانا في عدة ألفاظ طيبة (راجع لغة العرب 215: 4 وما يليها) فكتبنا ما عن لنا بعد أن تتبعنا تحقيقه نقلا عن أهل اللغة والفن (لغة العرب 226: 4 وما يليها) فجاءتنا رسائل من مصر وفلسطين وسورية والهند بل من ديار الإفرنج نفسها تصوب ما ذهبنا إليه ولا فضل لنا في ذلك إذ بسطنا رأي السلف منا لا غير.
وقد قام اليوم أحد الفضلاء وهو الطبيب عبد الرحمن الكيالي وكتب في مجلة المعهد الطبي العربي مقالة في أربع صفحات (301: 4 - 305) يبين فسلون ما ارتأينا، فطلبت حينئذ المجلة أن تقول كلامنا الأخير. كما طلبت إلى سائر بنية الأدباء والعلماء واللغويين رأيهم حسما للنزاع وإثباتا للحق وتوضيحا للمعنى بحيث ينفي الشك نفيا بتاتا. فكتبنا هذه السطور بأخصر عبارة ممكنة فتكون هي الأخيرة في ما نخطه في هذا الشأن، وإن كان يشق علينا أن نعود إلى بحث قد أصبح واضح من الشمس في رائعة النهار. على أننا لا نكره كاتبنا على اتباع رأينا، فكل منا حر في ما يذهب إليه، إلا أننا نكتب لمن يود الوقوف على الحق ولا يريد المماحكة أو المجادلة ليقال عنه أنه عالم بحاثة.
ودونك الآن نص ما شاركنا به حضرة صاحب مجلة المعهد الطبي العربي:
1 -
ذكر حضرة الطبيب عبد الرحمن الكيالي أن المشيمة هي المسماة الفرنسية بلا سنته. واستشهد لذلك بنصوص من كلام الأقدمين كقولهم أن اللواء الفلاني يخرج المشيمة وطبيخ النبات الفلاني يدفعها إلى الخارج إلى غير ذلك. وفي جميعها لم نجد سوى أن المشيمة هي الغرس على شرحها صاحب تاج العروس:
أي كل ما يخرج مع الولد من الأقذار وهي: السخد وحبل السرة والسلى ولم ينص أحد على أنها البلاسنتة وحدها أي السغد فأين وجد حضرته أن المشيمة في ما ذكره من النصوص هي البلاسنتة وحدها دون غير.
2 -
للسخد عدة معان نقلناها عن السلف. وكذلك للمشيمة عدة معان لكننا نرى بين معاني السخد شيئا لم يذكره اللغويون لسائر الألفاظ التي تعود إلى الموضوع: وهذا الشيء هو المسمى عند الإفرنج بالبلاسنتة، فهل وجد مثل هذا المعنى للمشيمة؟ ولهذا يحسن بالمدقق أن يخصص معنى دون آخر إذا لم تتيسر له ألفاظ تفيد مفاد ما يريد فيفرز الفظة مع معناها الجديد عن غيرها فيتسع له المجال في موضوع ويهتدي سريعا إلى الضالة المنشودة في موضوع آخر، فهل وجد حضرة المعترض مثل هذا الأمر في المشيمة؟
3 -
لم يصرح أحد بأن المشيمة هي كعكة كما قال. بل أظهر السيد مرتضى في تاجه أنها الغرس وفسر الغرس بما نصه: (الغرس بالكسر ما يخرج مع الولد كأنه مخاط. وقيل ما يخرج على الوجه. وقال الأزهري: الغرس جلدة رقيقة تخرج مع الولد إذا خرج من بطن أمه. وقال ابن الإعرابي: الغرس المشيمة، أو الغرس جليدة رقيقة تخرج على وجه الفصيل ساعة يولد، فإن تركت عليه قتلته. . . اه ولم نجد أنه قال: الغرس أو المشيمة كعكة. . .!!!
4 -
الدليل القاطع بل القاتل هو ما ذكرناه في تعريب الخوريون (وليس الكوريون كما قال حضرته) أما إن حضرته يشتق الخوريون فلا نوافقه عليه بل الكلمة يونانية ومعناها الجلد أو الجليدة لا الكعك أو الكعكة أو الكعيكة ويقابل اليونانية اللاتينية بالمعنى المذكور.
5 -
قول حضرته: (إن المشيمة لم يرد لفظها مقابلا للطبقة الثانية من العين بل وردت مشيمية بالنسبة) يخالفه دوزي الذي يستشهد بكلام أحد الأقدمين فليراجع هنا في ما ننقله عنه في الرقم 7.
6 -
إن خالف الكاتب رأي صاحب الجوهر فهذا لا ينقض شيئا من حقيقة المشيمة فهذه غير البلاسنتة كما أن هذه غير تلك.
7 -
أزيد على ما تقدم أن لا معنى لهذه المحاولة الفارغة. فإن المحققين قد مرغوا من هذا الأمر ولا فائدة في العودة إلى إعادة النظر فيه. قبل دوزي في ملحقه بالمعاجم العربية ما هذا حرفه في باب مشيم:
- 17
8 -
إن الذي لا يبقى شكا في أن السخد هو البلاستنة أن (السخد) محولة عن (الشهد) على
لغة من يجعل الهاء خاء (راجع المزهر طبع بولاق 225: 1) وأما قلب الشين سينا مهملا فأشهر من أن يذكر وأنت تعلم أن الشهد هو القرص الذي يتخذه النحل في خليته أي حلوى طبيعية بينما أن البلاسنتة حلوى مصنوعة.
وبعد هذا التحقيق إذا أراد أحد أن يصر على رأيه فهو مخير: لكن الحق أحق أن يتبع؛ والسلام على من رأى طريق الهدى فاهتدى.