الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعانة كما تطلق على المحل المعلوم تطلق على القطيع من الحمر الوحشية كما يستفاد ذلك من القاموس عند تفسير الكلمات الثلاث فيكون معنى هذا التركيب (أن الحمار حفظ قطيعه) وذلك أن لكل قطيع فحلا يتغلب عليه ويقوم بحمايته من الطوارئ الخارجية.
إلا أن مترجم القاموس التركي ترجم هذه العبارة بما يضحك الثكلى إذ قال (ومركب وسائر حيوان صار قمش آلتني أيجر وجكمك معناسنه مستعملدر يقال حاط الحمار عانته إذا جمها) اه.
وقال مترجم الجوهري (ويحوط خر ذكريني أيجرى جكسه دخي ديرلر تقول الحمار يحوط عانته أي يجمعها) وهي هفوة عجيبة! ولكن ألا يحق لنا أن نبحث عن منشأ هذه الهفوة أهو قصور من المترجمين أم أن لهم مآخذ من الكتب العربية؟
أما شارح القاموس فلم يمط اللثام في هذا المقام بل اكتفى بأن زاد على عبارة المتن قوله - جمعها - فتأمل!
محمود الملاح
(لغة العرب) غوليوس وفريتغ اللذان أوضحا ما في القاموس من مبهم الكلام اعتمدا في شرحهما على الاوقيانوس لعاصم أفندي ووان قلي ناقل الجوهري إلى التركية فوهما وهم هذين الناقلين. وجاء غيرهما من الإفرنج فوقعوا في تلك المهاوي. فلينتبه القارئ.
المفترجات
جاء في مجلة المجمع العلمي العربي (354: 7) شرحا لكلام أحد الأدباء صاحب (رحلة إلى حلب والشام) ما هذا حرفه: (ثم بعد اجتماعي بهؤلاء السادات، فرغت نفسي للتفرج على المفترجات، التي طار ذكرها في الأقطار، ومدحتها الأدباء في النظام والنثار).
فقال حضرة صديقنا العلامة المغربي تعليقا على هذه العبارة: (ثم أخذ يسرد ما قاله الشعراء في وصف دمشق، والظاهر من كلمة المفترجات أنه
يريد بها الأماكن التي تصلح للفرجة عليها، ونسميها اليوم منتزهات أو متنزهات. أما (المفترجات) فلا نعرفها، بل لم نسمعها، وهي مشتقة من مادة (الفرجة وتفرج ولا نعلم إن كان هو الذي اخترع تلك الكلمة أو كان يستعملها أهل زمانه فتابعهم عليها؛ لكنه مع الأسف لم يذكر تلك (المفترجات) التي زارها ولا اعتنى بوصفها لنا). انتهى المطلوب من إيراده.
قلنا: (المفترجات) كلمة وردت في كتب المولدين قبل صاحب (رحلة إلى حلب والشام) بمئات من السنين؛ وذكروها بمعنيين: أحدهما حسن وهو الأول في موضعه بمعنى المتنزهات التي يفرج برويتها عن الغم والهم. - والثاني قبيح بمعنى الماخور أو دار الفجور: لأن بعض أهل المفاسد لا يفرجون همهم إلا في مثل تلك البيوت، ونحن نذكر على ذلك شواهد:
قال الغياثي في تاريخه المسمى (التاريخ الغياثي) وكان المؤلف عائشا في سنة 883 هـ (1478م) في ص277 من مخطوط خزانتنا: كان (الخليفة الناصر) كثير الولع بجمع الذهب وخباءه، لكن جميع ما دفنه استخرجه ولده المستنصر وله قصة طويلة وأخرجه على العمارات والمفترجات وأبواب البر، انتهى. فهذا نص صريح على أن المفترجات وردت بمعنى المتنزه أو المنتزه.
وقال ابن اياس (المتوفى في القرن التاسع للهجرة أو الخامس عشر للميلاد) في تاريخه: (وكانوا يتجاهرون في ذلك اليوم (يوم النيروز في القاهرة) بشرب الخمر وكثرة الفسوق في أماكن المفترجات حتى يخرجوا في (ذلك) اليوم عن الحد. . . فلما تسلطن الظاهر برقوق أمر بإبطال ما كان يعمل في ذلك اليوم. . . وانكفوا عما كانوا يفعلونه. . . في أماكن
المفترجات ونحو ذلك. وهذه الواقعة ذكرها المقريزي من حوادث سنة 787). اهـ فهذا نص آخر واضح لكنه بالمعنى القبيح.
أما اشتقاق اللفظة فلا ينافي وضع الأقدمين وذلك لأن فرج ورد في لغتنا بمعنى فتح فقد قالوا فرج بين الشيئين أي فتح بينهما وكما قالوا افتتح الباب بمعنى فتحة قالوا: افترج الهم بمعنى فرجه أي كشفه وأذهبه. فالمفترجات إذن كاشفات الهم والغم ومذهباته عن صاحبه؛ إذن هي المتنزهات لما فيها من