الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوابد الولادة
بعد أن تلد الحبلى تحمي القابلة (الجدة) قدرا بدرجة تحتمل حرارتها ثم تكفأ القدر فتجلس النفساء عليها.
وبعد مرور ثلاثة أيام على الولادة تأتي القابلة (الجدة) وتأخذ المولود وتضع على وجهه كسفة قطن (قطعة من القماش القطني) مهلهل النسج فتذهب به أولا إلى الجوامع ثم إلى محل السجناء ثم إلى المدبغة (المحل الذي تدبغ فيه الجلود) ثم إلى الثكنة العسكرية ثم إلى الصباغ فتنقده شيئا من الدراهم وقليلا من السكر فيضع الصباغ من جميع ما لديه من الألوان على تلك الكسفة (القطعة القطنية) ثم يؤتى به إلى البيت والنساء يقمن بهذه الأمور لكي لا (ينجبس)(أي لا يكبس أي لا يصاب بما يعاكس نموه أو يؤذيه أو يسبب مرضه).
وإذا حل اليوم العاشر من ولادة المولود وضع الطفل في كفن من ميزان كبير ووضع في الكفة الأخرى طين أحمر (من النوع الذي تستعمله العراقيات لغسل الرأس) وبعد أن يعادل به يرمى الطين في البئر. وهن يعتقدن أن ذلك يورث سمنا للطفل وهو مما يرغب فيه له.
وفي اليوم العشرين يعادل الطفل بالأرز (التمن) ثم يتصدق به على الفقراء وفي اليوم السابع أو العاشر تقصد النفساء الحمام فتكسر في كل عتبة من عتبات أبواب الحمام الثلاث ثلاث بيضات وتوقد الشموع ثم يلطخ وجهها بشيء أحمر يسمى (دم الأخوين) حتى يصبح وجهها أحمر قانئا والنساء يعتقدن أن دم الأخوين يطرد عن النفساء شر الجنية المسماة (أم الآل)(ومعناها أم الأحمر) ومن دأب هذه الجنية أنها تنهب قلب النفساء الذي هو أحمر.
وفي اليوم الأربعين تقصد النفساء الحمام أيضاً فتسكب أربعين طاسا من الماء الحار: عشرون منها على رأسها والعشرتان الباقيتان على كتفيها اليمنى واليسرى ويحظر على النفساء أن تدخل على نفساء أخرى في الحمام لئلا
(تنجبس) أي تكبس.
وإذا قررت النفساء أن تذهب إلى الحمام في اليوم السابع أو العاشر تحتم على أهلها أن يأخذوا سفودا (سيخا) من الحديد يضعون فيه سبع بصلات أو عشرا وفي كل يوم ترمي النفساء بصلة في الطريق.
والقابلة (الجدة) تغسل المولود بالماء الدافئ وتأخذ سحيق الملح وتدلكه به ثم تأخذ الماء
الذي غسل به المولود في طشت ويوضع فيه حذاء خلق ويترك في السطح وذلك لكي لا يحصل للمولود ضرر من صراخ (ألبوم) ثم تأخذ القابلة (الجدة) سيفا وتخط به دائرة حول النفساء فتقول لها مساعدتها في تلك الأثناء (ماذا تخطين)؟ فتجيبها الجدة: (خطة سليمان بن داود) فتسألها: لمن؟ فتجيب الجدة: (لمريم). وكل نفساء تسمى (مريم) ويقصد بها مريم القديسة الطاهرة أم مولانا المسيح عليهما الصلاة والسلام.
ثم تترك المدية التي تقطع بها الجدة (حبل السرة) أربعين يوما تحت وسادة المولود.
أما السرة التي تقع فترمى في (الجامع) أو في (المدرسة) أو في (دار الحكومة). وتلك السرة هي القطعة البارزة من السرة التي تربط بعد قطعها. فتسقط بعد ثلاثة أيام رمزا إلى نشوء الولد متدينا أو عالما أو من رجال الحكومة.
ويحرم على النفساء أن ترمي من رأسها عصابة حمراء حتى يبلغ المولود الأربعين يوما وذلك خوفا من (أم الآل) وهي الجنية التي تخطف قلوب النفساء التي أشرنا إليها قبيل هذا.
وفي اليوم السابع من ولادة الطفل يسهر الأقارب كافة ولا ينامون حتى مطلع الفجر.
المرأة التي لا يعيش لها مولود
تأخذ المرأة التي لا يعيش لها مولود سبعة مسامير من سبعة جسور في البلاد فتصوغ منها حجلا تضعه في رجلها اليمنى مدة عمر الولد الذي مات لها قبل هذا أو أزيد، أياما كانت أو شهرا، وتلبس في يدها اليسرى خرزا من الخزف الأزرق.
ومنهن من تأخذ سرطان نهر ويسمى في العراق (أبو جنيب) فتقتله وبعد أن يخف يوضع في وسادة المولود مع سبع أبر وسبعة خيوط من الدمقس مختلفة الألوان.
ومنهن من (تشهره) والتشهير يكون بفتح ثقب صغير في أذنيه صغير في أذنيه أو أنفه. ومنهن من تستجدي له ثيابا وأسمالا - وأن كانت غنية - فتلبسه إياها.
ومن عاداتهن أن منهن من تستجدي دراهم من أربعين شخصا على أن تكون أسماؤهم لا تخرج عن (محمد أو محمود أو أحمد) ثم تصوغ له بها حلية تسمى (محمدية) وهي من الفضة الخالصة مربعة الشكل ينقش أو يحفر عليها أربعين مرة اسم (محمد).
ومنهن من تلقي المولود على القمامة (المزبلة) على قارعة الطريق فيجيء أحد الناس ويحمله إلى الأم قائلا لها، (أين وجدت هذا الطفل) فتجيبه الأم: هذا (ابني) فينكرون عليها
ذلك فتشتريه بثمن بخس أو وافر ذلك بالنظر إلى ما يملكه الوالدان وبهذا الثمن يشتري طعام ويوزع على المساكين.
ومنهن من تأتي بابنها إلى الأماكن المقدسة والمزارات الشريفة كمزار علي (كرم الله وجهه) وابنه الحسين وسيدنا موسى الكاظم فتسلمه إلى السدنة والخدمة فيتخاطفونه ويتزايدون عليه كالسلعة في السوق ثم تشتريه أمه أو أبوه بدراهم تعطى للسادة عطاء حسنا.
سعال الطفل - حمير الشيجي
إذا أصاب الطفل سعال يجتمع النساء والرجال في حارتهم فيأخذون جريدا من النخل فيلبسون واحدة منها ثياب رجل ويضعون له وجها يتخذونه من الثياب (القماش) على نحو اللعبة (اللعابة) التي تصنع للأطفال ويلبسون جريدة أخرى ثوب امرأة على مثال جريدة الرجل ويمشون بهما في الطرقات ويضربون على (الدنبك)
(هو الدربكة بلسان الشاميين والدريج عند الفصحاء) فتحمل كل متزوجة ابنها الذي أصابه سعال ويقفون في منتصف الطريق حتى تجتمع الناس ثم يمشون ويترنمون بهذه الأنشودة:
يا حمير الشيجي حش وتعال
…
إحنا قتلنا الشيجي راح السعال
وهذا لفظه بالحرف الإفرنجي:
-
-
أي يا أيها المسبب الموت الشديد بالسعال أسرع وتعال، نحن قتلنا مسبب الموت الشديد حتى زال وانقطع السعال.
ويحمل أحد الرجال خنجرا فيصول بين آونة وأخرى على الجريدتين ثم ترمى الجريدتان على الأرض فيمزقهما الرجل بخنجره وعند إياب هذا الجمع إلى موطنه يترنم النساء بهذه الأنشودة:
رحنا بيهم جينا بلياهم
…
بنهر العلقمي إحنا قتلناهم
ولفظه بالحرف الإفرنجي:
-
ومعناه: ذهبنا بمسببات السعال وعدنا الآن بدونها، فلقد رميناها في نهر العلقمي فقتلناها فيه. (ونهر العلقمي من أنهر كربلا القديمة).
وهذه العادة جارية في (كربلا) وقد شاهدتها مرارا بنفسي.
المتزوجة التي لا تحبل
تستصحب المتزوجة التي لا تحبل فتاة غير متزوجة أو متزوجة قد انقطع منها قرأها وتذهب بها إلى القبور، وتأخذ سبع تمرات فتقف الفتاة وراءها وتقف المتزوجة على سبعة قبور فتأكل على كل قبر تمرة: ثم ترمي النواة وراءها فتلتقطها الفتاة مع قليل من التراب، ثم تذهب المرأة إلى المدبغة (المحل الذي تدبغ فيه الجلود) وتنظر في البئر ثم تأخذ منه قليلا من الماء فتذهب إلى الحمام وتقف تلك الفتاة وتسكب على رأسها ذلك الماء بعد أن تضع فيه النواة
والتراب وتصبه ثلاث مرات وفي كل مرة تسأل المتزوجة: (ما أسمك) فيجيبها (اسمي حبسة)، فتقول لها:(انفلت الجبسة) أي الكبسة ثم تسألها: (ما أسمك) فتجيبها اسمي (ناقة)، فتقول لها:(انفلت العاقة) ثم تسألها: (ما اسمك) فتقول لها: (عروس) فتجيبها انفلت (جبسة العروس).
فإن لم تحبل المرأة بعد هذه الأمور ينظر فيما إذا كان قد زارها أحد فإذا كانت امرأة وكانت نفساء تأخذ المتزوجة قليلا من (بولها) وتصبه على رأسها في الحمام.
وهناك طريقة أخرى وهي أن تذهب المرأة التي لم تحبل إلى بيت النفساء التي دخلت عليها فتبول في عتبة الدار وتكسر على العتبة بصلا وتطلب من النفساء قليلا من الملح وقليلا من العجين.
وإذا لم تحبل المرأة بعد هذه السخافات تنتظر هرة في بيتها حتى تحبل الهرة وتلد فإذا ولدت الهرة - ومن عادتها أن تأكل مشيمتها (المعروفة بالجارة عند العراقيين) تسرع إلى أن تأخذ منها تلك الجارة وتضعها في الماء وتسكب منه على رأس المتزوجة.
ماذا تفعل الفتاة التي لم تتزوج حتى تحصل على بعل لها
تقصد الفتاة التي تبغي بعلا أحد المساجد ومعها امرأة أو فتاة فتقصد الفتاة طالبة البعل
المنارة وتبقى الآخرة تحت المنارة فترمي الفتاة عباءتها أعلى المنارة إلى صاحبتها ثم ينظر إلى سقوطها فإذا انفتحت العباءة عند هبوطها قيل لها أنها ستتزوج وإلا ترجع نادمة يائسة إلى أهلها.
وفي بغداد تقصد الفتاة مرقد الشيخ عبد القادر الجيلي (الكيلاني) وتأخذ معها قفلا ومفتاحا فتربط ثوبها بالقفل ثم تضع بجانبها شيئا قليلا من السكر وتحبس في فناء المرقد فيجيء أحد الرجال ويفتح القفل بالمفتاح ثم يأخذهما مع ما لديها من السكر فيكون ذلك علامة لزوال الموانع التي تحول دون الحصول على بعل فتسر بقرب الفرج.
أحمد حامد الصراف