الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ محمد رضا الخزاعي
-
1 -
نسبه
هو ابن الشيخ إدريس بن محمد بن جفال بن خنجر بن محمد بن حمود الخزاعي نسبه إلى (خزاعة) القبيلة المعروفة الشهيرة المتفرعة منها بطون كثيرة وطرائف تقطن الفرات في أرض الشامية.
2 -
نشأته
الخزاعي عالم فاضل وأديب شاعر وكاتب ناثر. كثير الورع شديد التقوى له شعر يروق ويروع، ونثر يضيء ويضوع، حلو المفاكهة لطيف الحاضرة حسن البديهة سيال القريحة، ولد في (النجف) دار العلم والعرفان سنة 1298 هـ ونشأ بها مشغوفا من صغره بحب العلوم العربية وآدابها. وقد ازدلف إلى فريق من أدباء آل طريح وتتلمذ على يدهم. وأخذ يستقي من بحر آدابهم العربية الصافية ويحضر نواديهم التي كانت تنعقد بين آونة وأخرى. لأجل المذكرات الأدبية، وبقي ملازما لتلك النوادي حتى نال بسببها من الأدب الحظ الأوفر، وصارت له مكانة سامية في عالمه.
وقد نظم في أكثر أبواب الشعر ومواضيعه، وساجل شعراء عصره وطارح أكثر أقرانه في هذا الفن. كالشيخ صالح حجي. والشيخ محمد زاهد والشيخ محمد حسين الحلي، والشيخ حسن الطريحي وغيرهم. وكان السابق عليهم في هذه الحلبة. ولم يجمع شعره في مجموعة خاصة شأن أكثر أدباء النجف. بل تركه مبعثرا في المجاميع الخطية، والدفاتر والأوراق.
توفي في النجف سنة 1331 هـ بعد داء عضل لازمه برهة من الزمن. ودفن فيها عن عمر يناهز الثلاثين. وقدرناه أكثر شعراء عصره ومحبيه بقصائد جمة لا محل لذكرها هنا.
3 -
من شعره
ومن شعره الذي عثرنا عليه قوله من قصيدة يهنئ بها أحد أقرانه باقترانه:
ألا قد حلا نشر التهاني فغن لي
…
بلحن طوى ذكرى القريض ابتكاره
ونوه بذكر الخرد الغيد وأسقني
…
مداما كريق الغانيات عقاره
يطوف به ظبي من الأنس أهيف
…
يجول بمستن الوشاح أزاره
عزيز إذا يرنو فصارم لحظة
…
يفل حدود الماضيات غراره
فقد غردت ورق المسرة بالهنا
…
وأصبح روض الأنس غضا نواره
وهبت لنا من ذلك الروض نفحة
…
تضوع منها شيحة وعرارة
وقوله من قصيدة يرثي بها الإمام الحسين عليه السلام:
يا منزل الأحباب والمعهدا
…
حياك وكاف الحيا مرعدا
وأنهل منك الروض عن ناظر
…
إن ظل يبكي يضحك المعهدا
وأفتر ثغر الروض واسترجعت
…
فيك ليالي الملتقى عودا
إني وسلمى قربت للنوى
…
عيسا وللتوديع مدت يدا
ما بالها لا روعت روعت
…
قلبي لدى المسرى برجع الحدا
بانت فما ألفيت في عهدها
…
إلا فتيت المسك والمرودا
هلا رعت عهد الصبا وأرعوت
…
كيلا تجوب البيد والفدفدا
صدت وظني أنها أنكرت
…
مني بياض الشيب لما بدا
لم تدر أن الشيب في مفرقي
…
قد بان مذ بانت بنو أحمدا
بانوا ولي قلب أقام الجوى
…
فيه وجنبي جانب المرقدا
كم أعقبوا لي يوم ترحالهم
…
وجدا بألوان الحشا موقدا
إن لم أمت حزنا فلي مدمع
…
يحيي الثري أولم أكن مكمدا
وقوله منها يصف شجاعة الهاشميين وبسالتهم حين نزلوا الحرب وأشتبك القتال بين الطرفين:
قامت لدفع الضيم في موقف
…
كادت الأبطال أن تقعدا
شبوا لظى الهيجاء في قضبهم
…
لما تداعوا أصيدا أصيدا
يمشون في ظل القنا للوغى
…
نبها متى طير الفنا غردا
من كل غطريف له نجدة
…
يدعو بمن يلقاه لا منجدا
يختال نشوانا كأن القنا
…
هيف تعاطيه الدما صرخدا
رهط حجازيون قد أعرقوا
…
إذ غار كل منهم أنجدا
سلوا الظبا بيضا وقد راودوا
…
فيها المنايا السود لا الخردا
حتى قضوا نهب القنا والظبا
…
ما بين كهل أو فتى أمرد
أفدي جسوما بالظبا وزعت
…
تحكي نجوما في الثرى ركدا
أفديهم صرعى وأشلاءهم
…
للبيض والسمر غدت مسجدا
فالسمر فيها تنحني ركعا
…
والبيض تهوي فوقها سجدا
وأنصاع فرد الدين من بعدهم
…
يسطو على جمع العدى مفردا
يستقبل الأقران في مرهف
…
ماض بغير إلهام لن يغمدا
أضحت رجال الحرب من بعده
…
تروي حديثا في الطلى مسندا
لا يرهب الأبطال في موكب
…
كلا ولم يعبأ بصرف الردى
ما بارح الهيجاء حتى قضى
…
فيها نقي الثوب غمر الردى
وقوله أيضا:
فؤادي تارة مغزى بحزوى
…
وطورا مغرم في وادي طور
أخا العلياء لا تحزن عليه
…
بقيت الدهر مجلاب السرور
وخذ من مقولي درا نضيدا
…
حكى عقد الغواني في النحور
فلم أفخر به بل قلت حقا
…
(فداني كل مختال فخور)
وقد حثه يوما إخوانه أن يكتب إلى صديقه السيد مرتضى سادن (الروضة المطهرة العباسية) في كربلاء عن لسان حال (النرقيلة) حيث وعد السيد الكليتدار السادن صاحب الترجمة (برأس نرقيلة) فأخلف فكتب إليه الخزاعي محمد رضا كتابا يعاتبه على ذلك، وقال آخر الكتاب ما نصه:
بينما أنا أوشح الكتاب، ببديع الخطاب، و (النرقيلة) في يدي وعليها رأس يزدي، إذ خالستني المقال، وأنشأت تقول ارتجال:
أبلغ سلامي مرتضى الجد
…
من حل في دائرة المجد
وأكتب إليه أبتغي رأسها
…
كيف ترخي منجز الوعد