الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المضارع في لغة العوام
قد أنهينا الكلام عن الماضي من الثلاثي المجرد ولنتكلم هنا عن المضارع فنقول: الفعل المضارع هو ما دل على حدث مقترن بزمان الحال أو الاستقبال.
ويصاغ المضارع من الماضي وذلك بان يزاد في أول الماضي أحد حروف (أتين) المسماة بحروف المضارعة لأن الماضي بها يصير مضارعاً فإذا زدت في أول (ضرب) مثلاً ياء أو تاء أو نونا أو ألفاً صار يضرب وتضرب ونضرب وأضرب وهو المضارع.
والياء من أحرف المضارعة إنما تكون في أول المضارع المسند إلى الغائب والتاء تكون في أول المضارع المسند إلى المخاطب أو الغائبة. والألف تكون في أول المضارع المسند إلى المتكلم، والنون في أول المضارع المسند إلى جمع المتكلم.
حركة حروف المضارعة
الألف مفتوحة في أول كل مضارع ثلاثياً كان أو رباعياً. مجرداً أو مزيداً، أما بقية أحرف المضارعة وهي الياء والتاء والنون في مكسورة مطلقاً أي في كل مضارع ثلاثي كان أو رباعياً مجرداً أو مزيداً، إلا أن كسرتها تكون ضئيلة في بعض المواضع وذلك إذا وليها حرف متحرك كما في الأجوف نحو يشوف والمضاعف نحو يمد والرباعي المجرد نحو يكرس فإن حرف المضارعة في هذه الأفعال مكسور كسرة ضئيلة.
قلنا في الألف من أحرف المضارعة إنها مفتوحة مطلقاً وفي غيرها من الحروف الأخرى إنها مكسورة مطلقاً، وهذا هو الأصل الشائع في كلامهم وما خالف ذلك عدد من النادر القليل كما يضم بعضهم حرف المضارعة من المضارع الثلاثي المضموم العين فيقول يكفر ونكنس.
تنبيه - المراد بالمضارع المضموم العين هو المضموم العين في كلام العامة فيجوز ضم حرف المضارعة من يصبر لأنه مضموم العين في كلامهم ولا يجوز ضمه من يكتب
لأنه مكسور العين في كلامهم. وربما استعملوا بعض الأفعال مضموم العين ومكسورها كما في يضرب فإن أهل البادية يكسرون عينه وأهل الأمصار يضمونها فيجوز على لغة ضم العين أن يقال يضرب بضم حرف المضارعة.
عين المضارع
إن عين المضارع الثلاثي في كلام العامة لا تخلو من أن تكون مضمومة كينصر أو مفتوحة كيركب أو مكسورة كيحسب، وهذه الحركة أعني حركة عين المضارع إنما تعرف بالسماع.
وقد علمت مما سبق أن الفعل الماضي لا يكون في كلام العامة إلا مفتوح العين لا غير فالأبواب الستة التي تتحصل للثلاثي المجرد من كل اختلاف الحركات في عيني الماضي والمضارع معدومة في كلام العامة وإنما يوجد منها في كلامهم ثلاثة أبواب باختلاف الحركة في عين المضارع فقط.
الباب الأول ما كان مفتوح العين في الماضي ومضمومها في المضارع نِصَرْ يِنْصُرْ.
الباب الثاني ما كان مفتوح العين فيهما نحو رِكَبْ يِرْكَبْ.
الباب الثالث ما كان مفتوح العين ومكسورها في المضارع نحو حِسَبْ يحْسِبْ.
آخر المضارع
لما كان الإعراب معدوما في كلام العامة كان المضارع أيضاً كالماضي غير معرب، والأصل في آخره هو السكون.
ويلحق آخر المضارع من الضمائر المرفوعة ضمير المفرد الغائب نحو يضرب وضمير المفردة الغائبة نحو تضرب، وضمير المفرد المخاطب نحو تضرب، وضمير المتكلم نحو اضرب، وضمير جمع المتكلم نحو نضرب، وهذه الضمائر الخمسة لا تكون إلا مستترة وتقديرها (هو) في الغائب و (هي) في الغائبة
و (أِنتَ) في المخاطب و (أنا) في المتكلم و (أحْنَ) في جمع المتكلم.
وأما الضمائر البارزة التي تلحق آخره فهي (1) ضمير جمع الغائب. (2) ضمير جمع المخاطب وهذان الضميران عبارة عن واو بعدها نون ساكنة نحو (يِضِرْبوُن) لجمع الغائب و (تِضْرُبون) لجمع المخاطب وآخر الفعل مع هذين الضميرين يكون مضموماً. (3) ضمير جمع الغائبة. (4) ضمير جمع المخاطبة وهما عبارة عن نون ساكنة نحو (يِضِرْبَنْ) لجمع الغائبة و (تِضِرْبَن) لجمع المخاطبة. وآخر الفعل مع هذين الضميرين يكون مفتوحاً.
(5)
ضمير المفردة المخاطبة وهو عبارة عن ياء بعدها نون ساكنة نحو (تِضرْبِين) وآخر المضارع مع هذا الضمير يكون مكسوراً أما عين المضارع فتكون ساكنة مع جميع الضمائر البارزة.
الأفعال الثلاثة
إن ما ذكره النحويون من الأفعال الخمسة في اللغة الفصحى لا يوجد منها في كلام العامة إلا ثلاثة أفعال وهي يفعلون وتفعلون وتفعلين. وذلك لأنه ليس للاثنين ضمير في كلامهم بل هم يعتبرون ما زاد على الواحد جمعاً فيستعملون ضمير الجمع في مقام ضمير الاثنين أيضاً كما تقدم بيانه في بحث الضمائر ولذا سقط في كلامهم من الأفعال الخمسة فعلان وهما يفعلان وتفعلان وبقي ثلاثة أفعال وهي يفعلون وتفعلون وتفعلين.
وهذه النون التي في آخر الأفعال الثلاثة ليست من علامات الإعراب لأن الإعراب معدوم في كلامهم وليست هي جزءاً من الضمير لأنها لو كانت جزءاً منه لما جاز حذفها مع أنهم يحذفونها أحيانا.
وحذفها يقع في كلامهم على وجهين واجب وجائز. أما وجوب حذفها فإذا أتصل بالفعل من الضمائر المنصوبة ضمير المتكلم مفرداً كان أو جمعاً نحو يضربوني ويضربونا وتضربيني وتضربينا. وأما جواز حذفها فإذا أتصل به من
الضمائر المنصوبة ما سوى ضمير المتكلم نحو يضربوه ويضربونه ويضربوك ويضربونك الخ. . .
وتثبت هذه النون فيما عدا هذين الموضعين حتى النهي فإنهم يثبتون النون فيه فيقولون (لا تْضِرْبوُنْ ولَا تْضِرْبِيْنْ).
والفعل المضارع مع فاعله قد يقع في كلامهم موقع المصدر فاعلاً أو مفعولاً بدون حرف مصدري لأن الحروف المصدرية معدومة في كلامهم فمن وقوعه فاعلاً قولهم (مَا يْجوز لَكْ تِعْمَلْ هَا الْعمل) أي ما يجوز لك أن تعمل هذا العمل. ومن وقوعه مفعولاً قولهم (أَرِيد أروح إلى فلان) أي أريد أن أروح إلى فلان.
ولنذكر لك تصريف الفعل المضارع من الثلاثي المجرد من الأقسام السبعة التي مر ذكرها في تصريف الفعل الماضي.
معروف الرصافي
فنجر عينيه
من لغة عوام الشام ومصر قولهم: فلان فنجر عينيه أي حملق. وفي محيط المحيط حملق بهما. وهو خطأ لأنه لا يقال: حملق بعينيه بل حملق فقط. وفنجر، مشتقة من بنجرة الفارسية (وهي بباء مثلثة فارسية تقلب فاء عند التعريب) ومعناها النافذة، كأنه فتحهما كالنافذة بعد أن كانتا مطبقتين أو كالطبقتين.
وذكر البستاني في المادة المذكورة: الفناجرة: الخيالة الحاذقون في ركوب الخيل. ولم يذكرها بهذا المعنى سوى فريتغ نقلاً عن كتاب المستفيد في مدينة زبيد في عدة مواطن منه. ونقلها عن البستاني الشرتوني في معجمه ولم يعزها.