الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهم خزائن كتب إيران
من قديمة وحديثة
نهض في أواخر المائة التاسعة عشرة كتبة شرقيون وغربيون ووصفوا بعض خزائن الكتب الشرقية. وذكروا بعض ما تحوي من الدفائن أن في ديار االغرب وأن في ديار العرب. وقد وضع أبناء الإفرنج فهارس مبوبة لما حوت بلادهم من نفائس المخطوطات ولا سيما ما كان منها في روما وباريس ولندن ولننغراد والاسكوريال وليدن وفينة وغيرها من الحواضر، أما أبناء العرب الأغنياء بمثل تلك الاعلاق فأنهم لم يفهرسوا منها إلا بعض الشيء فبقيت مؤلفات السلف في غيابات النسيان.
أما خزائن فارس أو إيران فلم يتعرض لها أحج من الغربيين أو الشرقيين اللهم إلا ما كتبه حضرة صديقنا الشيخ أبي عبد الله الزنجاني ونشرناه في هذه المجلة (5: 33 وما يليها) والآن قد بعث إلينا حضرة الشيخ عبد العزيز صاحب الجواهر النجفي بمقالة تذكر ما لم يرد في مقالة الشيخ أبي عبد الله الزنجاني فجاءت المقالتان تتكاملان واليك مقالة الجواهري:
(لغة العرب)
تمهيد
كانت في إيران مكتبات مهمة حوت نفائس الكتب الثمينة وقد تبعثرت في زوايا الخمول بواسطة التغييرات الكونية والانقلابات السياسية ولم يعرفنا التاريخ اليوم سوى أسمائها، منها خزانة الوزير الصاحب بن عباد في أصبهان، قال من كلام له في وصف كتاب الأغاني:
(وقد اشتملت خزانتي على مائة ألف وسبعة عشر ألف مجلد ما فيها سميري غيري) آه
ومنها الخزانة التي أوقفها أبو نصر سابور بن اردشير بن بهاء الدولة واحترقت (ذكرها ياقوت في صفحة 343 من الجزء 2 من معجم البلدان)
ومنها الخزانة التي كانت في همذان في عصر ابن سينا الفيلسوف وقد حوت اعلاق الكتب
في غرر العلوم غير أنها احترقت ونسب إحراقها إلى ابن سينا نفسه كي لا يقف على علومها غيره.
ومنها الخزانة الفريدة في هراة وقد تعرض لوصفها ياقوت وذكر أنه اقتبس منها غالب فوائد كتابه معجم البلدان.
(في عصر الصفوية)
أنشئت عدة خزائن في مراكز علوم الشيعة الإمامية في إيران: كقم، وخراسان، ونيسابور، وقزوين، وأصبهان، وشيراز. وكانت قد اشتملت على نوادر الكتب في أنواع العلوم ومن مهماتها:
خزانة السيد محمد باقر المجلسي
كما هو ظاهر من مصادر كتابة بحار الأنوار المذكورة في مقدمته وكان السلطان شاه حسين الصفوي عضده في تحصيل نوادرها بالمال والجاه. قال السيد محمد ابن نور الدين الجزائري في كتاب إجازاته: (لما تأهب المجلسي لتأليف بحار الأنوار وكأن يفحص عن الكتب القديمة ويسعى في تحصيلها، بلغه أن كتاب مدينة العلم للصدوق المعروف بابن بأبويه القمي يوجد في بعض بلاد اليمن فأنهى ذلك إلى سلطان العصر (أراد به الشاه حسين الصفوي) فوجه السلطان أميرا من أركان الدولة سفيرا إلى ملك اليمن بهدايا وتحف كثيرة طالباً منه كتاب (مدينة العلم) المذكور) آه
وقد تلفت كتب هذه الخزانة وبقيت متفرقات منها في خزانة السيد محمد باقر الخونساري
مؤلف كتاب (روضات الجنات) المتوفى في أوائل القرن الرابع عشر ومنها:
خزانة الرضا ثامن الأئمة الأثني عشر من آل محمد (ع)
عند الشيعة في خراسان وهي موقوفة على عامة القراء منذ عهد الملوك الصفوية حوت آثاراً باقية أكثرها للإمامة وأول من أمر بجمعها الشاه عباس الكبير بمساعدة الشيخ بهاء الدين العاملي المعروف وأضاف إليها نادر شاه افشار عدداً وافراً وقد تشتت قسم منها على يد الازبك والافاغنة عند استيلائهم على خراسان
والباقي اليوم مجموع في قماطر في غرفة شرقي القبة الرضوية تفتح في كل أسبوع يومين ولها موظفون وخدم تجري عليهم الأرزاق
من مصادر وقفية معينة لها وكانت غير مفهرسة أكلت الأرضة والعث جملة من محاسنها وأخر فهرس وضع لها سنة 1312 وكان إحصاء مجلداتها فيه كما ياتي:
113من تفاسير الشيعة 3. من الرجال والأنساب
131من تفاسير أهل السنة 47 من الأخلاق
168 من أخبار الشيعة49 من المعاني والبيان
60 من أخبار الشيعة بضميمة المقاتل 88 من المنطق
والمرائي
3.
من أخبار أهل السنة97 من الطب
345 من فقه الشيعة1. 6 من التاريخ
67 من فقه العامة2. 3 من الأدب
118 من أصول الفقه37 من القراءة
291 من الحكمة الإلهية وأصول232 من النحو والصرف
الدين
68 من اللغة
80 من الرياضيات213 من الأدعية
عدا الخطوط والمرقعات القديمة (المصورات).
وفيها محل خاص بالنسخ المخطوطة النادرة من القرآن المجيد والأدعية المأثورة بالقلم الكوفي والقرآني وبينها عدد يسير تنسب خطوطها إلى أقلام بعض الأئمة الاثني عشر من آل محمد بتصديق في أواخرها من أكابر العلماء على ذلك وقد رأينا بين هاتيك الصحف المكرمة مصحفاً مخروم الأول والآخر بالقلم الكوفي القديم ذكر في آخره أن كاتبه الإمام على بن أبي طالب وصدق ذلك العلامة بهاء الدين العاملي بخطه وتوقيعه في ظهر صفحاته وخط المصحف وورقه يشعران
بذلك أيضاً ومصحفاً آخر بديع الورق والتصاوير عجيب الصنعة جليل الخط مرسومة في خلال سطوره وحواشيه تفاسير ثلاثة. وجميع ورقه من الرق من القطع الكبير أوقفه على هذه الخزانة أمير محمد نصير خان والي ممالك حيدر آباد في 20 رمضان سنة 1258 وكان الفراغ من تحريره وتذهيبه سنة 1245 بقلم
محمد علي البروجردي.
(من محاسن نسخها المخطوطة النادرة) التي رأيناها فيها: كتاب لباب الأنساب في بيان تحقيق الألقاب والإعقاب من أحفاد أولاد الأئمة من ذرية رسول الله (ص) وبيان قبائلهم وأسماء نقباء البلاد من الربع المسكون من مؤلفات السيد النسابة أبي جعفر محمد بن هارون الموسوي النيشابوري وضعه باسم أبي الحسن علي ابن محمد بن يحيى العلوي وكان ابتداء تأليفه سنة 558 رأيت منه المجلد الأول وهو ينطوي على ديباجة في شرف آل محمد ومقدمة في ذكر المؤلفين في علم الأنساب وتحديده وشرفه وعدة فصول أولها في بيان الأنساب والألقاب بترتيب حروف التهجي.
فأول من ذكر الاشج. قال: الاشج لقب هودة محمد بن احمد بن الحسن بن إبراهيم له عقب. وثانيها في ذكر السادة الذين خرجوا وتبعهم الناس وادعوا الأمامية قال وهم أئمة الزيدية. وثالثها في تفضيل بني هاشم على سائر قريش.
ثم ذكر طبقات أولاد الأئمة وأعقابهم وجدولاً بديعاً في مقاتل الطالبين وقاتليهم وتاريخ أعمارهم ومواضع قبورهم، وعقبه بذكر نسب السيد أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى الذي وضع الكتاب باسمه.
وذكر في الفصل الحادي عشر أولاد الإمام علي بن أبي طالب وباقي أولاد الأئمة وأنساب أمراء مكة والمدينة ونقباء البلاد وأسماء النسابين من آل رسول الله (ص).
وفصل منه في مدائن مائة نفر من الافاطسة من أولاد علي بن علي الافطس.
وفصل في أنساب السادة المذكورين في تاريخ نيسابور.
وفصل في آداب النقابة وشرائطها وعلومها.
وفي آخر باب في ذكر من حلق من النقباء رؤوسهم من نواحي غزنة وخوارزم ونيشابور وأبان أن الغرض من ذلك معرفة هؤلاء حتى لا ينسب إليهم أحد.
والنسخة بقطع الربع فيها زهاء ستة عشر ألف بيت بخط قديم، وذكر في ختامها أنه فرغ من تأليف المجلد الأول من هذا الكتاب في رمضان سنة 558 وذكر في مطاوي هذا المجلد أن له مؤلفات آخر منها كتاب وشاح دمية القصر للباخرزي وكتاب أزاهر الرياض الربعية.
(نوادر كتبها في التفسير) كتاب (تأويل القرآن) في مجلد ضخم لبهاء الدين العاملي المعروف تاريخ تحريره سنة 1014 و (كتاب تفسير) المولى محمود المعروف بسر برهنة صدر الدين بن أسد الله الطباطبائي وهو تفسير جليل رأيت منه مجلداً من أول الفاتحة إلى قوله وزادهم الله مرضاً (الآية). وكتاب (جلاء الأذهان) للشيخ أبي المحاسن الحسن بن الحسين الجرجاني رأيت منه المجلد الأول من أول القرآن إلى آخر سورة موسى وفيها المجلد الثاني أيضا. وكتاب (حقائق التأويل) المعروف بتفسير السيد الرضي الشاعر الكبير أخي السيد المرتضى. و (تفسير السيد علي بن الحسن الزواري) المعروف بترجمة الخواص. و (تفسير سورة هل أتى) للمولى قطبشاه. وكتاب (معاني الأخبار) بخط محمد بن الحسن الحر العاملي مؤلف كتاب الوسائل وأمل الأمل وغيرهما. وكتاب (حقائق الحقائق) وكتاب (بهجة الحدائق) وهما شرحان لعلي بن كلستانة على كتاب نهج البلاغة.
(نوادر كتبها في المحكمة وأصول الدين) كتاب (أنوار الملكوت في شرح كتاب الياقوت) للعلامة الحسن بن مظاهر الحلي من مظاهر العلم في القرن السابع للهجرة. وكتاب (شرح الباب الحادي عشر لمحمد بن احمد المعروف بخواجكي. (في معرفة الروح) وكتاب (العروة الوثقى) لعلاء الدولة السمناني. و (رسالة عين الحكمة) للسيد مير قوام الدين (ورسالة في النفس والهيولي) لميرغاث الدين وكتاب (نور العين في شرح حكمة العين) لمحمد بن احمد الحميري. وكتاب (شرح نهج المسترشدين) للعلامة خضر بن محمد بن علي الرازي صاحب كتاب التوضيح
الأنور في رد شبهات الأعور.
(نوادر كتبها في الرياضيات) كتاب (شرح تذكرة البيرجندي) وكتاب (الزيج الايلخاني) وكتاب (كشف الحقائق) الذي هو شرح على الزيج الايلخاني و (الرسالة المجسطية) لغياث الدين جمشيد وكتاب (جوامع الحساب) للخواجة نصير الدين الطوسي وكتاب (شرح تذكرة النظام) النيشابوري وكتاب (زيج الغ بيك) وكتاب (خلاصة الحساب) للخواجة قطب الدين وكتاب (تكملة المجسطي) لمؤلفه مير غياث الدين منصور وكتاب (شرح أعمال الهندسة) وعلى ظهره خط البهائي ومحل خاتمه وكتاب (أبنية إسكندرية وجام جم) لحسين الكاشفي الصوفي المعروف في القرن العاشر.
ونوادرها في كتب الفقه والحديث والأصوليين على مذهب الشيعة اكثر من غيرها.
خزانة الشيخ صفي الدين جد الملوك الصفوية في اردبيل
وكان الشاه عباس الكبير الصفوي قد عني بجمعها وتنظيمها وبقيت مورد استفادة القراء إلى سنة 1828 مسيحية وفيها احتلت جنود الدولة الروسية اردبيل وكان معهم المستشرق سنكوسكي فاطلع على المكتبة المذكورة ووقف على نفائسها فنقلها إلى خزنة بطرسبرج (هي لننغراد اليوم) وهي اليوم موجودة في الخزانة العمومية. وقد صرح بما ذكرناه أيضاً كتاب تاريخ الروابط العلمية بين روسية والشرق وأوربة المؤلف باللغة الروسية المطبوع في لننغراد.
وتوجد اليوم في مخازن مقبرة الشيخ صفي الدين في اردبيل متفرقات من هذه الكتب توازي أربعين أو خمسين مجلد في علوم مختلفة ومن نوادرها ترجمة تفسير محمد بن جرير الطبري إلى الفارسية في ستة مجلدات تاريخ تحرير بعضها أوائل القرن السابع للهجرة ونقل لنا بعض زملائنا أنه رأى هذه المجلدات من ترجمة تفسير الطبري عند السيد الخلخالي في طهران وكان قد حصل عليها من تلك الخزانة ولم تسنح لنا الفرصة للوقوف عليها.
خزانة السادات الجزائرية
وقد كان في خوزستان وتفرقة بعد وفاة مشاهيرهم في أواخر القرن الثاني عشر للهجرة.