الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مأتم أمة
رثاء سعد زغلول
سامح شجي مدامعي ونواحي
…
طاحت بموتك دولة الإصلاح!
يا ذاهباً وفي كل نفسٍ بضعة
…
من روحه خلدت في الأرواح!
من كان يبلغ ما بلغت إذا نأى
…
يبكي كما يبكي الغروب الضاحي
والشمس تضحك للدموع ونورها
…
يهتز بين تعاتب وتلاح
نحن الذين نخاف عند مغيبها
…
من عالم الأوهام والأشباح
وهي التي تبقى متوجة السنا
…
والأرض دائرة دوار فلاح
قسماً بقدرك ما رحلت مودعاً
…
لكن ذهبت إلى جديد صباح!
ستعيش في شتى المظاهر واهباً
…
للنور والإلهام والإفصاح
فإذا بكيت فما بكيتك جوهراً
…
لكن بدمع للتخاذل ماح
وإذا توهمت الفضائل يتمها
…
عذراً، فجسمك هيكل الصلاح
ماذا؟. . . أتنعى أنت يا علماً له
…
علم على الحق المسيطر ضاح؟!
أتظن ميتاً والعقول شهيدة
…
بوجودك المتألق الوضاح
ما مات من أحيا كرامة أمة
…
وأعز دولتها بغير سلاح
الواحد الجبار عند رسوخه
…
للحق يطرد جيشه ويلاحي
والدائم النظرات في تعليمه
…
وكأنه سور من (الإصحاح)!
سير يدبجها (الخلود) مناحه
…
وتخط بين جنازة الرواح!
آمال أمتك الحزينة مثلت
…
بصنوف أهليها وبالفلاح
فكل طائفة عرفت مواسياً
…
ودموعها وافتك غير شحاح
في موكب وجم (الزمان) حياله
…
فمضى بحقبته كعصف رياح!
لم يدر فيه الخلق كيف تصرفت
…
ويلاته فمضوا إلى الشراح
يمشون في نسق المنظم سيره
…
وهو العثور برزئه الفداح
وتنكس الأعلام حولك من أسى
…
وهي في حيتك في الأفراح
والناس تلجأ إلى الصموت ولم تكن
…
وترضى بغير تهافت وصياح
وسماع صوتك يا خطيباً عمره
…
خطب سمون بأشرف الأوضاح!
سكتوا، ومن بين الجوانح ناطق
…
سكرى، وفي كل وفائك صاح!
صرعى المصاب، وما تملك حسهم
…
عسف وأسرى في انطلاق سراح
والجند مثل الشعب ليس لصبرهم
…
حكم على شجن لهم مجتاح
تجري الفجيعة في خطوط وجوههم
…
جري الدموع على خدود ملاح
وينوء أبطال دعوك فلم تجب
…
بعظيمة الآلام والأتراح
يمشون كالأسد المكبل صاغراً
…
في ذل أوجاع وعز وكفاح!
لله هذا اليوم!. . . كيف يهزني
…
هزاً، ويسقيني أمر الراح
بتعاسة المحروم من أحلامه
…
وشقاوة المسموم بالأقداح
في موقف المنصور خلف رئيسه
…
والطائر المأسور دون جناح
والشعر يجري في دموع يراعتي
…
جري السواد على ربى وبطاح
ليس عليك اليوم (مصر) حدادها
…
من بطن تربتها إلى الادواح
وأبت شراب (النيل) وهو بحمرة
…
فيها دلالة حزنه السحاح
وأرى الأزهار في ذبول سماتها
…
مثل الوفاء لدى ذهاب سماح
وأرى الجداول في دوام خريرها
…
ترثي البخيل بدرها المسماح
وأرى الطيور على طويل أنينها
…
حيرى لغيبة ربها الصداح
وأرى جميع الطيبات (بطيبة)
…
في مأتم صدفت عن النصاح
أو لست أنت مجمعاً أشتاتها
…
مسترجعاً عهداً كعهد (فتاح)؟!
وأباً لحرياتها وحياتها
…
فنداك محفوظ على الألواح؟!
صبغت به حمر الورود وضرجت
…
بدم بذلت مدامع لاقاح
وتشبعت بجميل حبك غضة
…
فتجاوبت بأريجها الفياح
وطن خصصت به حنانك كله
…
فسرى مشاعاً فيه دون جماح
فعليه مسحة ما أفضت من الهوى
…
ولنا يعود الشوق عود مباح!
تمضي وقد مضت المعارك نصرة
…
للشعب بين تحايل ونطاح
مستسلما للموت لا عن رهبة
…
لكن بحس المنقذ الفتاح
كالقائد الغلاب يضمن يومه
…
لغد فيرقد بعد جهد طماح
والسيد الربان يبلغ شطه
…
فينام نوم الظافر الملاح
يغفي فيحسده دعي لم ينم
…
والنوم رمز تغلب الطماح
تتحدث الأنباء عنه، وليس ما
…
ظنته بعد جلاله بمتاح!
صفحا لمرثاة الوفاء صريعة
…
شعر الوفاء كفجرك المنصاح
خطأ أسميه (الغروب) فانه
…
مبدأ لآمال بزغن صحاح
وكذلك شعري في الرثاء مروعاً
…
مسفوك أحلام وبعض أضاح
إن كنت تجزيه البقاء فهل ترى
…
يبقى الندى في غيبة النفاح؟!
عش رغم الدهر أي مقدس
…
والبث (كجودانيس) والمصباح!
متلمسين على الظلام شعاعه
…
نحو الحقيقة خبئت بصفاح!
نحو المآثر والمفاخر كلها
…
نحو العوارف من رضى المناح
قد كنت تكرم مستعز عواطفي
…
وتسر من أدبي الشريف الساح
ولو استطعت اليوم نشر كريمه
…
براً لجاء طهورة الأرواح
لكن مثلك في صفات خلوده
…
بات الغني غني عن الامداح
(فرعون) أنت بعزمه ومهابة
…
وبجرأة وتسامح (كصلاح)
حتى بموتك فالعيون غضيضة
…
لحجاك مقتولاً بغير جراح
مثل (المسيح) قضى شهيد محبة
…
ليعيش فوق تناول السفاح
وكذاك أنت قضى الزمان قضاءه
…
في الجسم، فأستعلي الجنان الصاحي!
وينازع التاريخ فيك (عظامه)
…
العارفون تناسخ الأرواح!
من كل مفخرة قبست جواهرا
…
فزهت بتاج ذكائك اللماح
وحفظت (للنيل) الفخور مكانة
…
تبقى برغم تتابع النزاح
عشت السخي بكل تضحية له
…
وتموت في الأحياء أي إباحي!
الإسكندرية في 24 أغسطس سنة 1927
أحمد زكي أبو شادي
أسماء مطابع بغداد مرتبة على حروف المعجم
1 -
الاستقلال. 2 - الأوقات البغدادية. 3 - أيتام اللاتين. 4 - الحديثة. 5 - الحكومة. 6 - دار السلام. 7 - دنكور. 8 - السريان. 9 - الصناعة. 10 - العراق. 11 - العسكرية. 12 - الفرات. 13 - الفلاح. 14 - كباي. 15 - النجاح. 16 - الوطنية.