الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد لغوية
لا خلاف بين العلماء واللغويين في اشتراك الفقير والمسكين في اتصافهما بالعدم، عدم القيام بكسب مؤو نته ومؤونة العيال لكنهم اختلفوا في أيهما هو الذي لا مال له أو في أيهما أسوأ حالا فاختالوا على ثلاثة أقوال:
1 -
أن المسكين أسوأ حالا من الفقير لأن الفقير هو الذي له بلغة من العيش والمسكين الذي لاشيء له، وهو قول الفراء وثعلب وابن السكيت وابن دريد ويونس وابن قتيبة وأبي عبيدة وأبي زيد وغيرهم، وبه قال أبو حنيفة، ووافقهم من علماء الشيعة ابن الجنيد وسلار الديلمي والشييخ الطوسي في كتابه النهاية
واستدلوا بالآية الشريفة (أو مسكيناً ذا متربة) وهو المطروح على التراب لشدة الاحتياج. ولأن الشاعر قد اثبت مالا للفقير في قوله:
أما الفقير الذي كانت حلوبته
…
وفق العيال فلم يترك له سبد
وأجابوا عن آية السفينة بأنها كانت مشتركة بين جماعة ولكل واحد منهم الشيء اليسير، وأيضاً يجوز أن يكون سماهم مساكين على وجه الرحمة
كما جاء في الحديث: (مساكين أهل النار) وقال الشاعر:
مساكين أهل الحب حتى قبورهم
…
عليها تراب الذل بين المقابر
وقيل أنهم كانوا يعملون عليها إجارة فأضيفت إليهم.
ومن الذين وافقوا على هذا القول: الشيخ بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول واستدل بما رواه الشيخ الطوسي في كتاب التهذيب عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام (يريد به الإمام جعفر الصادق): قول الله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين؛ قال: الفقير الذي لا يسأل الناس والمسكين اجهد منه والبائس أجهدهم.
2 -
أن الفقير هو الذي لاشيء له، والمسكين الذي بلغة من العيش لا يكفيه. واليه ذهب الشافعي وابن الأنباري والاصمعي والثعالبي ووافقهم من علماء الشيعة ابن إدريس الحلي والشيخ الطوسي في المبسوط والخلاف.
واحتجوا بقوله تعالى (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) ولأن الله تعالى بدأ
بالفقير في آية الزكاة (إنما الصدقات للفقراء) الآية. وهو يدل على الاهتمام بشأنه في الحاجة ولاستعاذة النبي من الفقر مع قوله (اللهم أحيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني مع المساكين) ولأن الفقير مشتق من فقار فكأن الحاجة قد كسرت فقار ظهره.
قالوا: واثبات الشاعر المال للفقير لا يوجب كونه احسن حلا من المسكين فقد اثبت الله عز وجل للمساكين مالا في أية السفينة.
3 -
أنهما صنف واحد وإنما ذكرت الصفتان في آية: (إنما الصدقات الخ) تأكيداً للأمر، وهو قول أبي علي الجبائي، وإليه ذهب أبو يوسف ومحمد فقالا في من قال ثلث مالي للفقراء والمساكين وفلان، أن لفلان نصف الثلث ونصفه الآخر للفقراء والمساكين، ووافقهم على هذا القول ابن الإعرابي فأنه
قال (كما نقل عنه في الصححاح): الفقير الذي لاشيء له والمسكين مثله.
هذا والراجح في نظري القاصر هو القول الأول، ومن ينعم النظر في هذه الأقوال يظهر له صحة قولنا ومن الله التوفيق.
سبزوار إيران: محمد مهدي العلوي
(لغة العرب) الذي عندنا أن الفقير من أنتابه العدم فهاجت أهواؤه عليه حتى يكاد لا يعي شيئاً وهو مشتق من مادة (ف ق ر) المماتة في العربية الحية في اللغات السامية ومعناها كلن وجن وهاج. - أما المسكين فهو من استطاع أن يملك أهواء نفسه في حالة عدمه ولهذا كانت حركة نفسه الإمارة بالسوء ساكنة. هذا هو الفرق على ما وضع كل منهما في وقته؛ لكن لما جاء التساهل والتسامح ونسي أصل الوضع وسببه تجوز الناس في استعمال الواحد في موطن آخر.
وعلى كل حال فالمسكين افضل معنى من الفقير في الماديات والأدبيات والدينيات.
تصحيح السوسكة
نبهنا صديقنا الدكتور داود الجلبي على أن السوسكة الواردة في لغة العرب (191: 5) نقلا عن العراق هي من غلط الطبع والصواب الوسكة (بكاف فارسية) المصحفة عن (الوسقة) ويريد بها العرب (مصادرة صاحب الدين مصادرة إكراه ما يقوم مقام طلبه، ولا عبرة في أن يكون الصادر من قرابة الغريم (المدين) أم لم يكن فيأخذ منه مثلا بعيره أو فرسه أو ما
يسوقه من المال). فنشكر الصديق على تنبيهه