المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فَوائِد لُغَويَةُ البستان للبستاني - البستان وما أدراك ما البستان؟ البستان: معجم (لغوي) - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٥

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 45

- ‌سنتنا الخامسة

- ‌تصاوير عربية وإسلامية

- ‌صور وأنغام

- ‌الأمثال العامية البغدادية

- ‌خواطر في اسم الآلة

- ‌مشيخة آل سعدون في المنتفق وسبب انحلالها

- ‌كتب في خزائن إيران

- ‌فَوائِد لُغَوِيَّةُ

- ‌باب المُكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلةٌ وأجوبةٌ

- ‌بابُ المُشَارفَة والانتقَادِ

- ‌باب التقريظ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 46

- ‌بسمى أو أدب

- ‌مخطوطة في تراجم علماء الموصل

- ‌الأمثال العامية البغدادية

- ‌مشيخة آل سعدون في المنتفق وسبب انحلالها

- ‌كنوز أور الكلدان

- ‌الفعل المهموز

- ‌فَوائِدْ لُغَوَيَةٌ

- ‌بابُ المكَاتَبَة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌بابُ المُشَارفَةَ وَالانتَقاد

- ‌بابُ التَقْريظِ

- ‌تاريخُ وَقَائع الشَهرِ في العِرَاقِ وَما جَاوَرَهُ

- ‌العدد 47

- ‌الحركات العربية المجهولة

- ‌قشعم في التاريخ

- ‌أصل علامة الاستفهام عند الإفرنج

- ‌بعض مدن البطائح القديمة وقراها

- ‌تسلط الفرس على الهند القديمة

- ‌الفعل المعتل في لغة عوام العراق

- ‌الشيخ محمد رضا الخزاعي

- ‌أصل الحرف الإفرنجي في الرياضيات

- ‌كتاب خط في الحماسة

- ‌كتاب المقامات لابن الألوسي

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارقة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق ولما جاوره

- ‌العدد 48

- ‌علم القوميات العراقية

- ‌بدر القرن العشرين

- ‌راوندوز

- ‌حضوضى

- ‌أهم خزائن كتب إيران

- ‌العمادية

- ‌ابن الجوزي

- ‌ثأر الموت

- ‌سر عمادية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المذاكرة والكتابة

- ‌نظرة في مقالة وردت في مجلة المسرة

- ‌حول مخطوطة دمشق

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 49

- ‌أسرة ترزي باشي

- ‌السحر الحلال

- ‌بنجوين

- ‌أوابد الولادة

- ‌تاريخ الطباعة العراقية

- ‌أصل علامة الفصل عند الغربيين

- ‌صروف

- ‌اتقاء البيضة

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌المفترجات

- ‌أبرطيلات ليس من أصنام العرب

- ‌الهيرغليف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 50

- ‌سعد زغلول

- ‌مأتم أمة

- ‌اصل بيت لحم

- ‌القلم

- ‌الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة التاسعة

- ‌المضارع في لغة العوام

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 51

- ‌نيرب ومكشوفاتها

- ‌الحب الضرير

- ‌الخرز ومعتقداته

- ‌مقتطفات من كتاب الحوادث الجامعة لابن الفوطي

- ‌الوفاء الحي

- ‌تحقيق مواقع بعض المواضع القديمة

- ‌غادة بابل

- ‌إلى سعد

- ‌فوائد لغوية

- ‌الأفصح من كلام العرب

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة واجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 52

- ‌حريم دار الخلافة وباب التمر في التاريخ

- ‌في سجن الثورة

- ‌أخبار ملوك قدماء العرب

- ‌السفن والمراكب في بغداد

- ‌الأيام في المعتقدات

- ‌تحقيق بعض أعلام مدن قديمة

- ‌السليفانية

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 53

- ‌الشعر العامي وأنواعه

- ‌الأبوذية في اللغة العامية

- ‌خزائن إيران

- ‌تاريخ مطبعة الحكومة في الموصل

- ‌أشهر مدن البطائح الحالية

- ‌اعتراف

- ‌كتب على وشك الظهور

- ‌تصريف المضارع السالم

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق والمجاورة

- ‌العدد 54

- ‌إلى القراء

- ‌رواية ليلى وسمير

- ‌كتب تطبع

- ‌أسماء البصرة

- ‌فَوائِد لُغَويَةُ

- ‌بابُ المُكَاتَبَة والمذاكرَة

- ‌رسالة السواك

- ‌أسَئلةٌ وَأجْوبةٌ

- ‌بابُ التَقريظ

- ‌بابُ المُشَارفَةَ والانتقاد

- ‌تاريخُ وَقائِعِ الشَهرِ في العِرَاقِ وَما جَاوَرَهُ

الفصل: ‌ ‌فَوائِد لُغَويَةُ البستان للبستاني - البستان وما أدراك ما البستان؟ البستان: معجم (لغوي)

‌فَوائِد لُغَويَةُ

البستان للبستاني

-

البستان وما أدراك ما البستان؟ البستان: معجم (لغوي) تأليف الشيخ عبد الله البستاني اللبناني، طبع بالمطبعة الأميركية في بيروت وظهر جزأه الأول في أواخر سنة 1927. وعدد صفحاته 1381 بقطع الربع وكل صفحة في عمودين. وكلمة كل مادة جديدة مكتوبة بحرف مشبع حبراً يتقدمها نجم وما تفرغ من تلك المادة مكتوب بذلك الحرف وموضوع في رأس السطر. والشرح متأخر عن الكلمة بشيء ليظهر الفرق بينها وبينه والورق والطبع والحبر من أجود ما يكون. هذه مزاياه الخاصة به دون غيره.

وهل هو أحسن مما ألف في هذا الموضوع؟ - ذلك سؤال لا نريد أن نجيب عنه إلَاّ بكل إخلاص فنقول:

تصفحنا هذا السفر الضخم بسرعة البرق لأن أحد الأدباء أعارنا إياه ومع تصفحنا إياه بهذه السرعة وجدنا صاحبه لم يأتنا إلَاّ بنسخة ثالثة من محيط المحيط للمعلم بطرس البستاني (لأن النسخة الثانية هي أقرب الموارد للشيخ سعيد الشرتوني) لكنها نسخة متوسطة الحجم وأحسن طبعاً من النسخة الأم. وقلنا: نسخة ثالثة من محيط المحيط لأن أغلاط هذا المعجم موجودة، أو أغلبها موجود في نسخة (البستان) وقد نزع منها بعض الأوهام، لكنه سقط في أوهام أخرى. إذن لا يجد أرباب البحث شيئاً طريفاً في المعجم الجديد، مع كل ما سمعنا عنه تزميراً وتطبيلاً، فقد جاءت الحقيقة نازعة كل أمل من الصدور، ونحن نذكر هنا ما بدا لنا أنه يخالف العلوم وما أثبتته. ولو ذكرنا كل ما عثرنا عليه من الأوهام في بضع ساعات لوجب علينا أن نضع كتاباً ضخماً ككتابه لإثبات ما رأيناه منها، لكننا نجتزئ بما ينطوي على غر هذه المجلة. فنقول:

ص: 612

1 -

مخالفته لأصول الصرف

ذكر في مادة زرف: الزرافة وجمعها على زرافي (كبراري) أو زرافى (كسكارى) (بإهمال

الياء) وزرافات وزرائف. قلنا: وقد تبع في ذلك كله صاحب محيط المحيط الذي تأثر في هذا الجمع الغريب فريتغ في معجمه، وفعالة لا تجمع على فعالي بتشديد الياء أو بإهمالها. إلَاّ أنها وردت في كتاب عن تاريخ الحبشة ألفه أحد العوام فعثر عليه فريتغ فقرأها بالصورتين اللتين ذكرناهما أما الزرافات والزرائف فمن المقيسات وصاحب محيط المحيط كان يؤمن إيماناً أعمى بما كان يكتبه فريتغ فهفا هفواته وجاء شيخنا عبد الله فلم يصلح ما أفسده نسيبه.

وذكر في س ن و: المسناة ج مسنوات وهو شاذ والقياس مسنيات. قلنا: ما قال أحد هذا القول سوى البستاني نسيبه وهو غلط ظاهر والصواب مسنيات كما هو مشهور وفي الأسفار مذكور.

وقال في مادة صنع: قوم صنعي الأيدي (كسكرى) وصنعي الأيدي (كمعزى) وصنعي الأيدي (بضمتين) وصنعي الأيدي (بفتحتين) وأصناع الأيدي (كأحمال) أي حذاق في الصنيعة ثم فسر الصنيعة بالإحسان. ولم يذكر مفرد الجموع الخمسة المذكورة. - قلنا كل ذلك منقول بحرفه وغلطه وسقمه عن محيط المحيط ثم زاد من عنده غلطاً جديداً لم يكن في الأصل الذي نقل عنه وهو قوله: في الصنيعة والصواب في الصنعة أي الصناعة لا الإحسان ولا معنى للحذق في الإحسان. وأما تصحيح العبارة فيجب أن يكون هكذا: (رجل صنع اليدين بالكسر وبالتحريك وصنيع اليدين وصنعهما: حاذق في الصنعة من قوم صنعي الأيدي، بضمة، وبضمتين، وبفتحتين، وبكسرة، وأصناع الأيدي)(عن الفيروزابادي وابن مكرم والسيد مرتضى في التاج). ونحن لا نريد أن نتسع في هذا المجال لأن لا تخلو صفحة من مثل هذه الأوهام التي يؤسف على وجودها في مثل هذا السفر.

2 -

زيادته أغلاطاً على أغلاط نسيبه

لم يكتف حضرته بأغلاط محيط المحيط فجاءنا بأغلاط جديدة لا تخلو صفحة من كتابه. فقد ذكر البستاني الكبير البرنجاسف (بالسين) فقال هو

ص: 613

برنجاشف بالشين المعجمة. وبفتح الأول والثاني وما ذلك إلَاّ لأنه رآها في تاج العروس حيث وردت بالشين المعجمة حقيقة. لكن وردت هناك من باب الخطأ في الطبع. والدليل إن صاحب التاج يقول بعد مادة برنف: برنجاسف بالكسر ويقال باللام بدل الراء: ضرب من القيصوم. . . وقد ذكره المصنف في

ح ب ق. اهـ. وفي مادة حبق يقول؛ حبق الراعي: البرنجاسف. وضبطها بالقلم بفتح الأول والثاني وإسكان الثالث وبكسر السين المهملة. وكذا وردت في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة من القاموس. ولذا تراه غلط ثلاث غلطات في كلمة واحدة الأولى إيراد الكلمة بالشين المعجمة وهي بالسين المهملة. الثانية: ذكرها بفتح الأول والصواب بكسره - الثالثة: ضبطه السين بالفتح والصواب بكسرها، نعم أن بعض نسخ القاموس ذكرت البرنجاسف بفتح الأول لكن نص صاحب التاج يفسد تلك الرواية لأنه ضبطها بالكلام لا بالقلم وضبط الكلام أوثق من ضبط القلم، ومما يجب أن يلاحظ هنا أن بطرس البستاني ذكرها بالسين فلم يتبعه هذه المرة بل اتبع الشرتوني الذي ذكر اللفظة في ذيل معجمه بالشين وقال إنه نقلها عن التاج فتبعه في هذا النقل شيخنا عبد الله، فكأنه يريد أن يجمع في معجمه معايب جميع كتب اللغة - وهذا الباب واسع وقد عددنا له نحو مائتي (غلط من هذا الضرب).

3 -

إتباعه أغلاط نسيبه إتباعاً أعمى

قال البستاني: البزرك (وضبطها كقنفذ) أي العظيم. . . والبزرك (وضبطها كجعفر) ضرب من الألحان. . . اهـ. وكل ذلك من أغلاط البستاني القديم. والصواب ما جاء في القاموس. قال بزرك: بضم الباء والزاي. أعجمية. . . اهـ. قلنا: وكذا يجب ضبط الكلمة الثالثة ولو جاءت بمعنى آخر لأن المغنين ضبطوها أيضاً في كتبهم.

وقال في بزر: تبزر: أنتسب إلى الأبزاريين وهم جماعة من المحدثين وهي عبارة نسيبه. والصواب: أنتسب إلى بني بزري وهم بنو بكر بن كلاب. كذا قال جميع أصحاب الدواوين. - وهذا الباب واسع لأننا عددنا له مثل هذا الغلط نحو خمسمائة وفي جميعها يقلد نسيبه فكيف لو تتبعناه مادة مادة وكلمة كلمة.

ص: 614

4 -

حذفه معاني الألفاظ

هذا لا نتعرض له لأنه أكثر من أن يحصر ولعله فعل ذلك توخيا للاختصار لكننا نراه يدون أشياء غير معروفة ولا حاجة لطلبة المدارس إلى أن يعرفوها. كذكره في مادة ز ب ب: زب القاضي فقال في شرحه: (من عيوب المبيع فسره الفقهاء بما يقع ثمره سريعاً) -

ونحن كنا نود أن يسكت عنها إذ يجهلها أغلب فقهاء هذا العصر.

5 -

جهله المعرب من الألفاظ

ذكر الأسطوانة في مادة أس ط. . . ولم يذكر أنها معربة مع أنها أشهر من أن تذكر - وقال في مادة أس ف ن ط: الأسفنط: ضرب من الأشربة فارسي معرب والصواب أنه يوناني معرب. ومثل هذا الجهل مئات!

6 -

روايته معاني لا حقيقة لها

قال في مادة أوش ن: الأوشن الذي يزين الرجل ويقعد معه على مائدته يأكل طعامه. . . ذكر هذا الحرف هنا سهواً وموضعه في باب الواو. اه.

قلنا: هذا كلام ذكره جميع اللغويين لكنه في غير محله. فالأوشن يجب أن يذكر هنا لا في وشن كما فعل بعضهم. ثم ما معنى قوله أنه ذكر سهواً هنا أفما كان يجب حذفه من هذا المحل وإثباته في الموطن الذي يشير إليه، أو لا أقل من أن يقول مثلاً: أثبت بعضهم هذه اللفظة هنا والصواب إثباتها في وشن. وعلى كل حال إن الكلمة مصحفة تصحيفاً قبيحاً عن الأبش (كأجش بشد الأخير) وهي تعريب اليونانية هذا هو الأصل. وقد ذكر اللغويون الأبش في موطنها وذكروها بصورة آبش أيضاً أي كفاعل. ومن الغريب أنهم قرءوا الباء واواً كما هو الأمر في اللغة اليونانية وكما ترد مثله في لغتنا وزادوا على ذلك أنهم قرءوا بطن الشين نوناً فصارت أوشن. وأمثال قراءة بطن السين والشين والصاد والضاد نوناً كثيرة في العربية كالغس (بتشديد السين المهملة) فأنهم قرءوها الغسن بنون في الآخر وأثبتوها في دواوينهم بالوجهين المذكورين - ومن غريب ما وقع لكلمة الأبش إن بعضهم عربها بصورة الأحبش جرياً على أصلها اليوناني ولم يتذكروا أن غيرهم عربها بصور أخرى واختلفوا في معانيها.

ص: 615

والصواب إن معنى الأبش والآبش والأوشن والأحبش: ما يزين به فناء الرجل ودار طعامه وشرابه، وهو ضرب من الزليج (أي الأجر العريض المربع الملون بألوان مختلفة وهو المعروف اليوم في بغداد بالكاشي وعند السوريين بالقاشاني) تزين بها صدور المنازل ولا سيما دار طعام الرجل. فلم يفهم بعضهم هذا المعنى فذهبوا فيه مذاهب لا يقبلها العقل ولا تأتلف والحقيقة. ثم جاء حضرة الشيخ عبد الله ونقل

كل ذلك بقلب مطمئن ونفس سمحة، كأنه يكتب لقوم من القرون الأولى للميلاد أو للهجرة ونسي نفسه أننا في عصر التدقيق والتحقيق.

فكتب في مادة آب ش. الآبش: الذي يزين فناء الرجل وباب داره بطعامه وشرابه. والصواب: ما يزين به فناء الرجل وباب داره وطعامه وشرابه أي باب داره وغرفة طعامه وشرابه كما نقول اليوم. وأعاد مثل هذا التعبير في مادة ب ش ش. وقال في مادة ح ب ش: الاحبش بفتح الهمزة والباء الذي يأكل طعام الرجل ويجلس على مائدته ويزينه. وقد ذكرنا لك ما قال عن الاوشن. على أن اللغويين قالوا أن حروف الكلم المعربة كلها أصول، فكان يجب على جميع اللغويين أن يذكروا كل هذه الألفاظ في المواضع المناسبة لها من غير أن يعتبروا والابش (المشددة الآخر) في أب ش ش، والأوشن في أوش ن، كما فعله حضرة الشيخ الجليل، وما كان يحسن به أن يقول ما قال، على أن اللغويين جميعهم خالفوا هذه القاعدة بل لم يفهم أغلبهم معناها على ما هي، ومن ثم نشأ الخبط والخلط فأحفظه.

7 -

زيادة أغلاط من عنده على أغلاط محيط المحيط وأقرب

الموارد

حضرة الشيخ عبد الله بحث عن جميع ما ورد من الهفوات في محيط المحيط وأقرب الموارد، أو قل: كأنه بحث عنها فيهما ودونها في سفره البديع، ثم زاد عليها أوهاماً جديدة، فأجتمع عندنا ثلاثة أجبل من الخطأ: جبل بني في محيط المحيط وجبل بني في أقرب الموارد إلينا، وجبل وضع في أزهى بستان لنا.

ذكر هذه الأغلاط - ونسميها أغلاط طبع، وأن لم يكن في آخر الديوان تصويب لما وقع فيه - يطول سردها لكثرتها ووقوعها في كل صفحة من الصفحات،

ص: 616

إنما نذكر بعض الأمثلة منها لكي لا نرمي بالبهتان والافتئات:

قال حرسه الله في الربيز هو (الكبير في فنه، والصواب الكثير في فنه، كما نص عليها جميع اللغويين. - وقال الرباح: دويبة كالسنور وهي قطعة الزباد لأنه يحتلب منها، والصواب قطة الزباد وأصح منها سمور الزباد. وعد بين الرياح الصائبة (كذا) وقال عنها

هي: (بين الجنوب والدبور). اهـ ولم يذكر هذا المعنى للصائبة في صبأ ولا في صبو ولا في صبي ولا في صبب ولا في أي مادة كانت؛ لكنه وجدها بهذه الصورة في محيط المحيط وأقرب الموارد فتابعهما في هذا الغلط والصواب الصابية من مادة ص ب و - وقال عن الجلفاط: ساد دروز السفن الجدد (وضبطها ضبط قلم بضم ففتح) والصواب الجدد (بضمتين) - وقال الجوالق، وضبطها مثلثة الأول أي بضمه وكسره وفتحه: وضبط الجيم بالفتح غلط صريح للمفرد، إنما هو جمع ما كان بضم الأول وكسره ونسي أن ليس في كلام السلف مفرد على فعالل بتحريك الأولين. - وقال عن الجليق:. . . له في رؤوسه. وضبط الهمزة الجالسة على رأس الواو بضمة والصواب برؤوسه أي بواوين على الأولى منهما الهمز والثانية ساكنة، لأن رؤوس على وزن فعول وفي فعول أربعة حروف لا ثلاثة. - ونحن لا نريد أن نتتبع المؤلف في جميع سطور كتابه ففيها الغلط الجم والضبط السيئ.

8 -

جهله للأقوام

ذكر في مادة س ب ج: السابجة. فقال عنهم: قوم من السند. . . والتاء فيه للنسب. قال يزيد بن مفرغ الحميري:

وطماطيم من سوابج خزر،

يلبسوني مع الصباح القيودا.

قلنا: وفي هذا الكلام الوجيز عدة أغلاط: الأول، أنه ذكر السابجة بباء واحدة وهذه اللفظة لم ترد في ديوان من دواوين اللغة والذي ذكروه هو السبابجة بباءين الأولى بعد السين والثانية قبل الجيم. هذه رواية جميع اللغويين. والذي حققناه من تصانيف السلف من المؤرخين هو السيابجة بياء مثناة بعد السين وبباء موحدة قبل الجيم وليس هنا محل ذكر التحقيق لطول شرحه أو بسطه. - أما الغلط الثاني فهو قوله: والتاء فيه للنسب. والصواب أن يقول: والتاء فيه للعجمة والنسب لأنه يكون الاسم منسوباً ولا تكون فيه الهاء في الآخر علامة جمع. أما إذا اجتمعت العجمة والنسب لحقت الهاء آخر الجمع على ما صرح به جماعة

ص: 617

اللغويين. والغلط الثالث أنه قال: يزيد بن مفرغ والصواب المفرغ بال. - وقال - وهذا هو الغلط الرابع -: قال يزيد بن مفرغ وهو يذكر شاهداً. والمنتظر أن يكون ذاك الشاهد ما يثبت قوله أن السابجة (والأصح السيابجة) هي بالهاء والحال أنه جاءنا بشاهد ينقضه

وليس له أدنى اتصال بما ذكره من الكلام، إذ لم يصرح بوجود السوابج عندهم، فإذن ما معنى هذا الشاهد، ولتقوية أي جمع أورده في كتابه؟ والغلط الخامس أنه ذكر السوابج وهي كلمة لم ينطق بها أحد من اللغويين الثقات، لا صاحب لسان العرب ولا صاحب التاج ولا ولا ولا؛ إنما ذكرها صاحب محيط المحيط وحده وهو البحر المحيط بجميع الأغلاط. أما صاحب أقرب الموارد (كلا. بل أبعد الموارد) فقد ذكرها بصورة سبابج والصواب سيابيج بياء مثناة تحتية قبل الجيم.

فأنظر بعد هذا، أيليق بنا أن نتصفح مثل هذا المعجم؟ فكيف إذا قيل لنا هذا الديوان هو (من أجل ما قام به الشيخ عبد الله حديثاً من الخدم النافعة (؟ كذا) لأبناء بلاده، معجمه الموسوم بالبستان! (مجلة الكلية 14: 151) أهكذا يخدع أناس أناساً؟ أن هذا لأثم لا يغتفر. فيا كتبة أرفقوا بالناطقين بالضاد ولا تخدعوهم هذا الخداع الذي فيه الغبن ظاهر لكل ذي عين، فكيف لذي عينين؟

9 -

جهله لعلم النبات

عرف البلبوس بما هذا حرفه: البلبوس بالفتح بصل الرند، يشبه ورقه ورق السذاب. اهـ وهي عبارة أقرب الموارد بحرفها نقلاً عن التاج ونسي كلاهما أن في التاج أغلاط طبع غير قليلة. ومن جملتها هذه. لأن الرند - على ما ذكره في البستان (زاد الله أزاهيره): شجر بالبادية طيب الرائحة يستاك به وليس بالكبير وله حب يسمى الغار واحدته رندة، وربما سموا العود الذي يتبخر به رندا. اهـ فأين هذا البلبوس وهو البصل. وليس للبصل رائحة طيبة، وليس له عروق تصلح لأن تكون سواكاً؟ وليس له حب. والصواب: بصل الزير بزاي وياء وراء، وهو المعروف أيضاً ببصل الفار؛ لكن حضرته لم يعرف الزير في موضع البلبوس ولا في موضعه الحقيقي أي في مادة ز ي ر، بل عرف الزير بزايين بهذا المعنى. وهذا خطأ صريح، إذ يقول في مادة ز ي ز:

ص: 618

الزيز: بصل الفار و - دويبة تطير وتقف طويلاً على الشجرة. اهـ. والصواب أن بصل الفار هو الزير براء مهملة في الآخر والدويبة التي يشير إليها هي بزايين والزيز لهذه الدويبة من كلام عوام الشام لا من ألفاظ الفصحاء. وفي كل ذلك قد جارى صاحب محيط المحيط. أما صاحب أقرب الموارد فقد ذكر الزيز بمعنى بصل الفار فقط والمعنى الثاني لم يذكره وقد ذكر بصل الفار في مادة

س ق ل فقال: السيقل (كزبرج) والسيقل (بتشديد اللام) بصل الفار وهو المعروف بالعنصل وقال أيضاً: الاسقال والاسقيل بالكسر في كليهما: العنصل. قلنا أما الاسقال والاسقيل فهما العنصل حقيقة أي بصل الفار أو بصل الزير؛ وأما السيقل (كزبرج) والسيقل (كزبرج وبتشديد الآخر) فلا وجود لهما بالعربية، وقد ذكرهما فريتغ عن نسخة سقيمة مغلوطة من كتاب ديسقوريدس فنقلها عنه محيط المحيط وعن هذا أقرب الموارد ثم جاء شيخنا فأثبت هذين الحرفين في كتابه من دون أن يراجع الأمهات الكبرى. أفهذا هو التحقيق؟

10 -

جهله للجغرافية وأسماء البلدان

قال في ب ل خ ش: البلخش كجعفر: جوهر يجلب من بلخشان وهي بلد بأرض الترك. اهـ. وهي عبارة ذيل أقرب الموارد الذي ختمها بذكر الكتاب الذي نقل عنه إذ وضع بين هلالين قوله: (شفاء الغليل) وقد راجعنا هذا الكتاب فرأيناه يقول ما حرفه: بلخش (ولم يضبطها بخلاف قول الناقل والمنقول عنه إنها وزان جعفر) جوهر يجلب من بلخشان، والعجم تقول بذخشان بذال معجمة وهي من بلاد الترك. اه.

قلنا هذا هو الكلام الصحيح، أي أن بلخشان غير معروفة عند فصحاء العرب بل عند عوامهم. وأما الفصحاء فلا يقولون إلَاّ كما ينطق به أهل إيران والترك أي بذخشان. وهذتتا ما صرح به ياقوت في معجمه فأنه لم يذكر بلخشان بل بذخشان، وأما بلخشان فمن تصحيف العوام فكان عليه أن يعرف ذلك.

وأما ضبط بلخش وبذخشان وبلخشان فبفتح الأول والثاني وإسكان الثالث كما ذكرها ياقوت في معجمه (1: 528 من طبعة الإفرنج) فلتراجع وراجع معجم دوزي ولغة العرب 5: 534.

ص: 619