الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صور وأنغام
أمتعت من الفجر (الربيع) الهامي
…
قلبي المشوقَ لفتنة الإلهام
ورنوت للام (الطبيعة) بلسماً
…
فإذا الحنو بثغرها البسام
رفعت نقاب الليل عنها وازدهت
…
ببدائع النقاش والرسام
وبدت تغرد للخواطر والنهى
…
بمنوع الفتان من أنغام
الطير كان مؤذناً بصلاتها
…
ثم أستزاد هدى فكان إمامي!
فتلوت من قلبي القرير عبادتي
…
وشربت باللحظ الأسير مدامي!
وختمت مقبول الصلاة بنظرة
…
تهدي إلى طرف المروج سلامي!
ثم أستقل الصح في ملوكته
…
بعواطف القلب الشجي الدامي
يأسو جراحات الفؤاد مجدداً
…
نعما تزيل دفينة الآلام
فإذا الأشعة كالرجاء ليائس
…
تختال في صور الجمال أمامي!
وإذا الندى فوق الأزاهر عابث
…
بالنور لا يخشى أقل ملام!
ويذيب مهجته بغير تردد
…
ما بين ثغر لثنات وجسام
والنحل ترقص حوله في ملعب
…
وتقص نجوى الحب والأحلام
أوحت لشعر (البحتري) جماله
…
وشدا بما غنت (أبو تمام)
واستاف (ماترلنك) من أنغامها
…
صفو الغناء العذب للإلهام
والجدول الجاري بلحن دائم
…
يرعى الحقول رعاية الأيتام
ويبوح حينا بالغرام لزهره
…
وهنيهة يأبى فصيح كلام
ومموج الزهر النضير مقبل
…
في الماء صورة حسنه المترامي
ورقيقة النسمات تعبق بالهوى
…
وتبث ما حمُلت إلى الأكمام
عطفت علّي كأنما شعرت بما
…
يبدي وما يخفي أصيل غرامي
وكأن شعري عاد (بأبن خفاجة)
…
أو (بأبن حمديس) فقام مقامي!
أو أن (رمني) قد أباح لخاطري
…
في الوصف سحر الناقش الغلام
فحنت علّي وأكرمت بري بها
…
ونضت عن الآيات كل لثتم
فإذا المشاهد فتنة لا تنتهي
…
وبكل مسموع دليل هيامي
وتكاد أذني تدرك الهمس الذي
…
تفضي به الأعشاب بين رغام
وعواطفا شتى وأن خفيت، فما
…
تخفى أمام نوافذ الأحلام
في كل مشهود أراها حية
…
حتى بمخضل من الآكام
وأنا الصغير وإنما حسي الذي
…
ناجى وقفات الكابر المتعامي
فجميع ذرات (الطبيعة) ملجأ
…
لهواي أو لحجاي أو لسلامي
فأبثها ظمأى وأنهل برها
…
وأعد في إكرامها إكرامي!
أحمد زكي البوشادي