الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
89 -
الرواد
وهو الجزء الثاني من كتاب أعلام المقتطف
بقطع الثمن الكبير في 318ص طبع بمطبعة المقتطف والمقطم بمصر سنة 1927
من أمتع مصنفات العصر، مستل كله من شيخة المجلات العربية وهو (يشتمل على اكثر ما نشر في مجلدات المقتطف السابقة عن تقدم علم الجغرافية وتخطيط البلدان وكشف المجاهل وارتياد القطبين وتمهيد سبل المواصلات في البر والبحر والهواء وسير أشهر الرواد. وفيه فصل حافل خاص بجغرافيي الإسلام).
هذا السفر الجليل مع كثرة صفحاته وما جاء فيه من أعلام المدن والرجال يشينه أمران: الأول أن الأعلام الغربية لم تصور بحرف الأجانب. وهذا الأمر يعد نقصا في عهدنا هذا لأن حروف لغتنا لا تؤدي ما يرام أداؤه من حروف لغاتهم. - والثاني أن الفهرس الملحق بآخر الكتاب هو فهرس ضئيل غير كاف للباحث فيه عما ورد من الأعلام التي ذكرت في مطاوي تلك المباحث الشائقة، فعسى أن تردم هذه الفجوة في طبعته الثانية.
90 -
مجلة دار المعلمين
مجلة مدرسية جامعة تصدرها إدارة دار المعلمين في بغداد خمس مرات موقتا في السنة
مديرها المسئول (كذا) عبد الحميد الدبوني، مدير دار المعلمين بدل اشتراكها عن سنة واحدة في العراق ربيتان للتلميذ وثلاث ربيات لغيره وثلاث ربيات عدا أجرة البريد في خارج العراق - ثمن النسخة عشر أنات صدر الجزء الأول منها في 1 كانون الأول سنة 1927 في 70ص بقطع الثمن ليست هذه المرة الأولى نرى في حاضرتنا مجلة باسم (دار المعلمين) فلقد
كان ظهر فيها مجلة بهذا الاسم نفسه في أول تشرين الثاني سنة 1921. وهذا نص ما كان قد كتب على صدرها: (مجلة دار المعلمين تبحث في العلم والأدب والتاريخ والتربية وطرق التدريس الحديثة خاصة. - تصدرها نظارة المعارف في بغداد مرة في الشهر (في 16 صفحة) يقوم بتحريرها معلمو دار المعلمين وطلابها. - مديرها
المسؤول محمد السيد خليل - رئيس التحرير معروف الرصافي - نائب المدير المسؤول يوسف عز الدين الناصري - نائب رئيس التحرير طه الراوي - العدد 1 السنة الأولى - 1 تشرين الأول سنة 1921 الموافق 28 محرم سنة 1340 - بدل الاشتراك عن سنة كاملة 4 ربيات داخل القطر ومن نصف السنة ربيتان ونصف وفي خارج القطر 5 ربيات (عن سنة) وثلاث ربيات (عن نصف سنة). - عنوان المراسلات (مجلة دار المعلمين في بغداد) - لا تعاد الرسائل أصحابها أدرجت أو لم تدرج - طبعت بمطبعة العراق بغداد.
وكان كاغدها من أسوء الورق. وفي الجزء الثاني الذي ظهر في 1ت2 سنة 1921 حذفت أسماء المدير ونائبه واسم رئيس التحرير ونائبه - وفي الجزء 3 منها ارتفعت بدلات الاشتراك فصارت عن سنة 6 ربيات داخل القطر و7 ربيات خارج القطر - وفي الجزء 6 ارتفعت بدلات الاشتراك درجة أخرى فصارت 8 ربيات خارج عن سنة داخل القطر و 12 ربية ونصف خارج القطر. وبعد هذه المهزأة (ولا تقل المهزلة كما ينطق بها كثيرون) انقطعنا عن تتبع ذلك الارتفاع الذاهب صعدا في جو الغلاء. تم احتجبت عن الأنظار.
وفي سنة 1924 ظهرت في تلك المدرسة مجلة اتسمت بعنوان (مجلة المعلمين) وأمامنا الجزء الأول منها. ودونك ما كتب على صدره (مجلة علمية أدبية شهرية لصاحبها هاشم السعدي - العدد الأول السنة الأولى - 15 شباط سنة 924 - 10 رجب سنة 342 - محتويات العدد. . . طبعت في مطبعة دار السلام بغداد) - وقد وجدنا في الصفحة الثانية من الغلاف ما هذا نصه (مجلة المعلمين خاصة بالمعلمين والمتعلمين: تبحث في أصول التربية والتدريس نظريا وعلميا وفي جميع ما يجب ويحدث من نظريات الفنون - ولها صفحة للتلاميذ وصفحة للكشافة. تقبل مع الشكر جميع المقالات التي يتحفها بها المعلمون
والمتعلمون ومحبو المعارف (على أن تكون موافقة لمسلك المجلة العلمي) - الاشتراك السنوي ويدفع سلفا 9 ربيات في بغداد - 10 ربيات خارج بغداد - 8 ربيات لطلاب الدارس في بغداد وخارجها - المراسلات باسم صاحب المجلة: بغداد مدرسة المعلمين - ثم احتجبت بعد نحو سنتين على ما يخطر ببالنا.
والآن ظهرت هذه المجلة وفي صدرها ما ذكرناه فويق هذا من دون أن تشير بكلمة إلى أختيها السابقتين ثم رأينا في مفتتح الصفحة الأولى ما هذا نصه: مجلة المعلمين مجلة
تربيوية (كذا بحرفها) عملية أدبية أخلاقية - بغداد 1 كانون أول (كذا) 1927 و 6 جمادي (كذا) الثاني (كذا) 1346) اهـ. فعسى أن يعتني بإصلاح مباينها ومعانيها في أجزائها التالية.
91 -
جبل قاف
تأليف سماحة العلامة حجة الإسلام السيد هبة الدين، نشرته إدارة مجلة (المرشد) هدية للمشتركين، طبع في مطبعة النجاح - بغداد. سنة 1927 في 42 ص.
السيد هبة الدين الحسيني لا يطرق إلا المواضيع التي لا يعالجها غيره. فهو صاحب المبتكرات في كل ما يكتب ويدون. وهذا الكتاب من جملة الأدلة التي تثبت ما نقوله. فانه وضعه ليبين للقراء أن جبل (قاف) الشهير - الوارد ذكره في مصنفات الأقدمين والمحدثين - (على فرض صحته (أي انه جبل قوقاس) لا يكفل شرح المأثورات الإسلامية. . . ولا ينطق على هذا شيء من تلك الصفات. . . إلا بعض تلك المأثورات. . .) ص 11.
ولهذا لا يقبل سماحته هذا الرأي، بل يعرض على أرباب الرأي رأيا آخر وهو أن الجبل المذكور ليس إلا (صورة كرة الأرض مع ظلها الحادث من استتار الشمس خلفها)(كذا)(ص11). ولا نظن أن أحدا يوافقه على هذا التأويل إلا إذا سلم حضرته بان لجبل (قاف) معنيين حقيقي تاريخي وهو الجبل الذي صحف اسمه الغربيون بصورة قفقاس أو قوقاس. ومعنى مجازي ديني وهو الرأي الذي يراه حضرته. وإلا فالتسليم بما يذهب إليه يخالف إجماع علماء
العقل والنقل من العرب وأهل الغرب. ولو اطلع على ما كتبه المستشرقون في معلمة الإسلام لنقض بعض رأيه كله عن أخره.
ونلاحظ هنا أن في الكتاب أغلاط طبع غير قليلة ففي ص 11: بحيرة خزر - في جنوب روسيا - ويؤيد هذا الزعم بان كلمة - قوقاس منحولة من لفظ قوه قاف - واضح منها: بحر الخزر - في جنوبي روسية - ويؤيد هذا الزعم أن كلمة - قوقاس منحوتة. وعسى أن تكون الطبعة الثانية اصح من هذه!
تاريخ طوس أو المشهد الرضوي
بقلم الفقير إلى الله خادم العلم محمد مهدي العلوي، نشرته إدارية (المرشد) هدية للمشتركين،
مطبعة النجاح في بغداد سنة 1927 في 28 ص.
هذه الرسالة حسنة العبارة والتأليف إلا أننا نأخذ على المؤلف عدم موافقة العنوان للموضوع له. فالمشهور عند العلماء أن (طوسا أو طوس) مدينة قديمة لم يبق منها إلا بعض الأنقاض والمشهور على الألسنة أن طوس الجديدة تسمى (الشهد) أو (مشهد رضا) فكان يحسن بالمنصف أن يتخذ الاسم المشهور ويترك الاسم المهجور.
ومما كنا نحب أن نراه في هذه الرسالة وصف تصاوير داخل الحرم فأنها مما يفتخر بها ويود أصحاب الفنون الفاتنة أن يقفوا على بدائعها (راجع لغة العرب 5: 233). وقد أهمل وصف خزانة الكتب التي ترى فيها فأنها من اجل الخزائن (راجع بعض وصفها للشيخ العلامة عبد العزيز الجواهري 5: 210).
ولا جرم أن هذه النواقص تصلح في الطبعة الثانية.
93 -
الضعفاء
كتاب يحتوي على 7 قصص اجتماعية مؤثرة في 156 ص بقطع 16، بقلم يوسف هرمز. طبع في المطبعة الوطنية (عشار) البصرة.
أسفا على طبع هذا الكتيب وأمثاله إذ تذهب سدى نفقات طبعه وليس فيه أدنى منفعة لا من جهة المبنى ولا المعنى ولا تأدية الفكر. والرجل لا يكاد يعرف
مبادئ اللغة العربية فقد جاء مثلا في ص4 مما طبعه مثل هذا التركيب: كان في بغداد رجل سليمان تاجر صغير. . . وكلما ارتفع الإنسان بعظمة هكذا يكون سقوطه عظيما. . . وصلت حالة سلمان إلى أوج كمالهما. وهو يريد أن يقول: تاجرا صغيرا أو تويجرا. . . وكلما ارتفع. . . كان سقوطه عظيما. . . إلى أوج كمالهما (بالمفرد) فهذا في صفحة واحدة فكيف في ما بقي من الكتيب؟
فأمثال هذه الكتب تدفع إلى مصحح ضليع قبل أن تطبع لتفيد القارئ ويستفيد المؤلف من ريعها: وإلا لا يلتفت إليها وتعد من سقط المتاع بل من مفسدات المملكة العربية في المرء إذ تعوده الخطأ والخطل.
94 -
تاريخ الدول الفارسية في العراق
بقلم علي ظريف الأعظمي، طبع في مطبعة الفرات. بغداد. سنة 1927 في 124 ص.
لو كان عندنا طائفة من الشبان همتهم كهمة مؤلف هذا الكتاب لرأينا في البلاد رقيا عجيبا؛ لكن - ويا للأسف! - لا نرى منهم إلا عددا نزرا!
علي ظريف أفندي ألف كتاب تاريخ ملوك الحيرة - وتاريخ الدولة اليونانية في العراق - وتاريخ البصرة - وتاريخ بغداد. أذن فتاريخ الدول الفارسية في العراق هو الخامس في رتبة اخوته. وهو يفيد كل من ليس تحت يده مصنفات الإفرنج في هذا البحث؛ فهو ولا شك من انفع المؤلفات لطلبة المدارس ليقفوا على حقيقة تاريخ عراقنا المحبوب أيام كان في حكم أبناء إيران.
بيد أننا نرى حضرة الكاتب يروي بعض الأعلام نقلا عن التركية بدلا من أن تروى نقلا عن اصلها، فاوروق وشوشن (العاصمة) ونانا (المعبودة) وأسور بنيبال (ص5) صوابها أرك (كعنق) والسوس (أما الشوشن فهي العمل) وننا (بكسر الأول وفتح الثاني) وأشور بنبيل.
وهناك أغلاط طبع لا تنكر لو جمعت لعدت بالعشرات بل بالمئات من ذلك قوله في ص3: مادي وديوس بوليس (؟) والصواب ماذي أو ماذية (بذال معجمة) وفرسيبولس. لان ديوس بوليس لا وجود لها اسما ولا حقيقة. وجاء في
الحاشية أن السوس هي تسثر (كذا) والحق أن السوس غير تستر (وكلتا التاءين مثناة)(معجم ياقوت الحموي في السوس).
هذا فضلا عن أن المؤلف لم ينتفع من كتب الإفرنج العصرية - على أننا لا ننكر أن له يدا بيضاء على آداب البلاد وتاريخها إذ وضع سفرا لم يكن له مثيل في لغتنا. فنشكر على هديته هذه وعلى تصنيفه باسم عراقنا كله وعلمائه وأهاليه.
95 -
كتاب دولة الشجرة الملعونة (كذا)
أو دور ظلم بني أمية على (؟ كذا) العلوية، لمصنفه حجة الإسلام. مروج شريعة جدد سيد الأنام، العلامة العامل السيد محمد مهدي، خلف المرحوم السيد صالح القزويني الكاظمي الموسوي متع الله المسلمين، بطول حياته أمين، مطبعة دار السلام في بغداد سنة 1346 هـ.
أهدى أحد الأصدقاء الطيبين هذا الكتاب وهو في 160 صفحة بقطع الثمن الصغير. ومن عنوانه انه يعرف ما في باطنه من سب وقذف وطعن. كما يرى من النص الذي ذكرناه عن انه يصعب على القارئ مطالعة صفحاته لما فيها من أغلاط الطبع المتدفقة تدفق السيل
الجحاف. (مع انك إذا وقفت على نعوت مؤلفه كما تراها تحت العنوان يخيل إليك انك أمام بحر علم عجاج متلاطم بالأمواج وإذا حققت الأمر بنفسك: جعجعة بلا طحن. إذ الأجدر بالمرء أن لا يكبر نفسه بنفسه.
دروس في صناعة الإنشاء
كنا نشرنا في الجزء السابق مقدمة فيها نقد الجهبذ محمود الملاح لهذا الكتاب ووعدنا بإدراج تتمته في الأجزاء التالية. وبينما كنا ننتظر شروق شمسه علينا بأشعتها الذهبية الصافية. إذ وافانا حضرته باعتذار ما كنا ننتظره منه إذ لنا شفاها أن شؤونه المدرسية (!) وقفت عقبة في طريقه. فأسفنا كل الأسف! فحولنا نظرنا إلى ناقد بصير آخر ليس دون الأول علما ووقوفا على دقائق العربية
ولا دونه إصابة وتحقيقا ونزاهة، وها ننشره للقراء، حرصا على وعدنا أن تعروه شائبة خلف. وان لم نزل مترددين في قبول عذر الأستاذ الملاح (!).
وقد آثر صاحب النقد أن يطوي التصريح باسمه. واليك ما أتحفنا به ذلك الفاضل:
(لغة العرب)
تالله لو كان الكتاب موضوعا في غير هذه الصناعة كالفيزياء! لما كلفت نفسي عناء انتقاده لان مذهبي التسامح في لغة تدوين الفنون بالنظر إلى وضع اللغة الراهن في مدارسنا.
لكن الكتاب موضوع لغاية تهذيب الملكة الإنشائية في التلاميذ وتدريب أقلامهم على الكتابة باللغة الفصحى وتنزيهها عما يصم محاسنها ويلوث ساحتها فتفاقم البلاء وتضاعفت المصيبة.
إن المؤلف مع تهجسة في مسالك التعبير واعتياده الدبيب الخفي إلى مقاصده بحيث يظن انه كان يعد كلماته عدا لم يسلم قلمه من استهواء الركاكة له ولا تعابيره من معرة التعقيد حتى كتابه ناشزا على الفصاحة التي هي من أخص مزايا لغتنا ولعل المؤلف لا توغر صدره كلمة أريد أن ارضي بها سلطان الحقيقة وهي: أني لعلي شبهة من إتقان اللغة العربية مع إتقان لما سماه الفيزياء (!) وعسى أن يكون إتقان علمين متباينين مما يؤيده علم النفس! إذ (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. . .) الآية
وتعريب كتاب في علم لا يدل على ضلاعة المعرب فيه.
وقبل أن تدور رحى الانتقاد دورتها احب أن اعجل للقارئ لهوة من الكتاب المنقود لتكون لما سأقوم به من النقد إذ لا أود أن استقل بميزان من عندي كيلا اتهم بالبخس أو التطفيف أي أريد أن أكيله بمكياله حتى إذا عاتب وندد قلت له قبانك. وهذه ارطالك. ولم ادخل في قضيتك ألا إصبعين أو ثلاثا للقبض على عذبة الميزان.
فلينظر القارئ إلى ما قاله في ص 52: (وعلى الطالب أن يتجنب مطالعة الكتب الركيكة مباينها والسخيفة معانيها فان سوء صنعتها وفساد سبكها مما يضعف ملكة الإنشاء ويفسد ذوق مطالعها والمعنى الحقير - كما يقول الجاحظ - يعشش في القلب ثم يبيض ثم يفرخ ثم يستفحل الفساد لان اللفظ الهجين الرديء اعلق باللسان وآلف للسمع واشد التحاما بالقلب).
فارجوا من المطالع أن يشد يده على هذا الإرشاد الثمين يصحبني في هذه السياحة الجميلة لأطلعه على ما في مطاوي هذا الكتاب من ناقضاته وهادماته إلى أساسه. وسأتخذ في نقدي هذا الخطة التي اتخذها الأستاذ الملاح في نقده (أعلام العراق) أي على هيئة مواد متسلسلة كيلا ينتشر البحث بيني وبين المؤلف ولتكون سبل النقد سالمة من الوعث. وهذا أوان الشروع في المطلوب:
1 -
جهل لغة البلاد
لقد تحول أبو قيس من جنسيته السورية إلى الجنسية العراقية ولا نلومه على اتخاذه آهلين ولكن نلومه على تسرعه في الحكم وظنه انه بمجرد تجنسه بالعراقية يتم له للعراقي الصحيح من الخوض في لغة أهل العراق فكان من ذلك أن عزا إليهم إدخال (أل) على المضاف والمضاف إليه في نحو (اشتريت السبعة الأقلام) ص 140 وهو افتراء محض بل هم يدخلونها على المضاف فقط كالسوريين وما اكتفى بذلك حتى طرق بابا خطيرا من أبواب اللغة حيث قال ص144: (في العامية كثير من الكلمات الفصيحة فيجب استعمالها نحو حزر وزار وخمن) وما كنا لننازعه في رأيه لولا عطفه على ذلك قوله (وطمس أي غاص) مع أن الطمس هو ذهاب الأثر أو إذهابه يقال (طمست عينه) و (طمس عينه) وكل ذلك لا يفيد معنى الغوص وأي حاجة إلى هذا الاستهتار في أمر العربية؟ ومادتا الغوص
والغطس فاشتيان.
2 -
الخبط في النقل
ومن الأمور البديهية أن المؤلف في علم إذا لم يكن ضليعا فيه خبط في النقل لا محالة فمن ذلك قوله في ص 149: (إن لم لنفي الماضي مطلقا ولما لنفية ممتدا إلى ما بعد زمن التكلم ولن لنفي الاستقبال) نعم ولكن ما باله أضاف إلى هذه العبارة قوله (ويختص بالموقع) فلينظر الأدباء والنحاة وأهل البصر بالعربية هل عثروا على نص في أن (لن) تختص بالمتوقع!؟ أم أن ذلك من خصائص لما!!!
فهذا نموذج من خبطة في قواعد اللغة وأما خبطه في علم البلاغة فكقوله في ص 125: (إن الجاز إذا أطلق لا ينصرف إلى اللغوي) مع أن المعروف أن المجاز إذا أطلق ينصرف إلى اللغوي فتدبر واحكم. . .؟!
3 -
الطامة الكبرى؟!
من المصائب العظمى تحرش المؤلف بأمور خطيرة حشوها (الديناميت) الناسف كقوله في ص 133 (ومن الأصوات المكروهة المثنيات المتتابعة ومثلها جموع المذكر السالمة) وفاته أن القرآن المجيد مزدان بما كرهه سمعه! كقوله تعال في سورة التوبة (التائبون العابدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين).
فيا سماء اسقطي كسفا! أن تلك البدائع التي تفككت عنها أزرار الحقيقة الأزلية. وكان الروح الأمين يصدح بها عند طية معارج ذات الحبك، والتي كان افصح من نطق بالضاد يترنم بها في حضن جبرائيل. ويتلوها على صناديد قريش فتخفض أجنحتها مهابة وإجلالا، يمجها صماخ عز الدين ويعافها ذوقه! على ما يظهر من كلامه!
ومما أكد المصيبة تصدي متعمم لتأييد الكتاب بشهادته الزائفة مرتكبا اليمين الغموس تعصبا للمؤلف حيث قال: (والله لو وجدت فيه ما لا يصح السكوت عنه لما حالت الصداقة (!) دون نقده). فتدبر!؟
تأتي البقية
(أ. د)