المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب المشارفة والانتقاد - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٥

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 45

- ‌سنتنا الخامسة

- ‌تصاوير عربية وإسلامية

- ‌صور وأنغام

- ‌الأمثال العامية البغدادية

- ‌خواطر في اسم الآلة

- ‌مشيخة آل سعدون في المنتفق وسبب انحلالها

- ‌كتب في خزائن إيران

- ‌فَوائِد لُغَوِيَّةُ

- ‌باب المُكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلةٌ وأجوبةٌ

- ‌بابُ المُشَارفَة والانتقَادِ

- ‌باب التقريظ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 46

- ‌بسمى أو أدب

- ‌مخطوطة في تراجم علماء الموصل

- ‌الأمثال العامية البغدادية

- ‌مشيخة آل سعدون في المنتفق وسبب انحلالها

- ‌كنوز أور الكلدان

- ‌الفعل المهموز

- ‌فَوائِدْ لُغَوَيَةٌ

- ‌بابُ المكَاتَبَة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌بابُ المُشَارفَةَ وَالانتَقاد

- ‌بابُ التَقْريظِ

- ‌تاريخُ وَقَائع الشَهرِ في العِرَاقِ وَما جَاوَرَهُ

- ‌العدد 47

- ‌الحركات العربية المجهولة

- ‌قشعم في التاريخ

- ‌أصل علامة الاستفهام عند الإفرنج

- ‌بعض مدن البطائح القديمة وقراها

- ‌تسلط الفرس على الهند القديمة

- ‌الفعل المعتل في لغة عوام العراق

- ‌الشيخ محمد رضا الخزاعي

- ‌أصل الحرف الإفرنجي في الرياضيات

- ‌كتاب خط في الحماسة

- ‌كتاب المقامات لابن الألوسي

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارقة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق ولما جاوره

- ‌العدد 48

- ‌علم القوميات العراقية

- ‌بدر القرن العشرين

- ‌راوندوز

- ‌حضوضى

- ‌أهم خزائن كتب إيران

- ‌العمادية

- ‌ابن الجوزي

- ‌ثأر الموت

- ‌سر عمادية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المذاكرة والكتابة

- ‌نظرة في مقالة وردت في مجلة المسرة

- ‌حول مخطوطة دمشق

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 49

- ‌أسرة ترزي باشي

- ‌السحر الحلال

- ‌بنجوين

- ‌أوابد الولادة

- ‌تاريخ الطباعة العراقية

- ‌أصل علامة الفصل عند الغربيين

- ‌صروف

- ‌اتقاء البيضة

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌المفترجات

- ‌أبرطيلات ليس من أصنام العرب

- ‌الهيرغليف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 50

- ‌سعد زغلول

- ‌مأتم أمة

- ‌اصل بيت لحم

- ‌القلم

- ‌الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة التاسعة

- ‌المضارع في لغة العوام

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 51

- ‌نيرب ومكشوفاتها

- ‌الحب الضرير

- ‌الخرز ومعتقداته

- ‌مقتطفات من كتاب الحوادث الجامعة لابن الفوطي

- ‌الوفاء الحي

- ‌تحقيق مواقع بعض المواضع القديمة

- ‌غادة بابل

- ‌إلى سعد

- ‌فوائد لغوية

- ‌الأفصح من كلام العرب

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة واجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 52

- ‌حريم دار الخلافة وباب التمر في التاريخ

- ‌في سجن الثورة

- ‌أخبار ملوك قدماء العرب

- ‌السفن والمراكب في بغداد

- ‌الأيام في المعتقدات

- ‌تحقيق بعض أعلام مدن قديمة

- ‌السليفانية

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 53

- ‌الشعر العامي وأنواعه

- ‌الأبوذية في اللغة العامية

- ‌خزائن إيران

- ‌تاريخ مطبعة الحكومة في الموصل

- ‌أشهر مدن البطائح الحالية

- ‌اعتراف

- ‌كتب على وشك الظهور

- ‌تصريف المضارع السالم

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق والمجاورة

- ‌العدد 54

- ‌إلى القراء

- ‌رواية ليلى وسمير

- ‌كتب تطبع

- ‌أسماء البصرة

- ‌فَوائِد لُغَويَةُ

- ‌بابُ المُكَاتَبَة والمذاكرَة

- ‌رسالة السواك

- ‌أسَئلةٌ وَأجْوبةٌ

- ‌بابُ التَقريظ

- ‌بابُ المُشَارفَةَ والانتقاد

- ‌تاريخُ وَقائِعِ الشَهرِ في العِرَاقِ وَما جَاوَرَهُ

الفصل: ‌باب المشارفة والانتقاد

‌بابُ المُشَارفَةَ والانتقاد

دروس في صناعة الإنشاء

تتمة

4 -

تعمية الحقيقة

إن الكتاب مشتمل على آراء مختلفة منها الصحيح ومنها السقيم ومنها الناهض ومنها الساقط وبعضها للمؤلف نفسه وبعضها للكاتب الفرنسي وبعضها مستنسخ من الكتب العربية بعد مسخه! ولم يعز كل شئ إلى مصدره مع إنا نعلق على معرفة المصادر أهمية كبرى إذا نحن حاولنا تقدير قيمة الكتاب وقيمة تعب المؤلف والمنة التي حملها عاتق الأدب العربي أو - بعبارة أوضح - عاتق العراق!!!

كما يتوقف على ذلك وضع سعر لكل نوع من تلك الآراء الملفقة التي يقودها عدم الاختصاص ويزعها ضعف الملكة في العربية وآدابها.

لكن شاء عز الدين أن يطمس الحقيقة لأمر في نفسه ولم يعز لنا إلَاّ النادر. وإليك نموذجاً مما ترجم عن نيقول مثلاً ص27 (رجل لم يرع حرمة لرجل آخر: (إنه. قال بعضهم لمتكبر سفيه) ولربما ذلك لنسيان طرأ عليه وقد يدل على الخجل أو التأمل كما قد يدل على العي أو البلاهة أحياناً) هذا نص عبارته بعجرها وبجرها. فانظروا بالله عليكم أيعز على عامتنا - بله خاصتنا - أن يأتوا بصورة من مثله؟

ومنه ما جاء في ص17 قال (بوالو) صاحب صناعة الشعر ما تعريبه نثراً (يتأثر البيت من الشعر بسفالات القلب دائماً) كأن هذا التركيب الركيك لا مثيل له أو أحسن منه وفي أمثالنا (الكلام صفة المتكلم) مع ظهور وجازة هذا ومتانته وحشو ذاك وفجاجته وأحسن من عبارة (بوالو) أن يقال

ص: 627

(إن الشعر ليشرف بشرف القلب ويخس بخسته) فأن كلمات هذه الجملة مساوية لكلمات الجملة الأولى مع مضاعفة المعنى وبهاء التركيب وهذا مما يشجعنا على أن لا نقلد الغربيين تقليداً أعمى.

5 -

قيمته الإدراكية

إدراك الكاتب ينبوع لآثاره الصادرة عن قلمه فلا غرو أن تكون معرفة قيمة ذلك الإدراك سبيلاً إلى معرفة قيمة تلك الآثار لذلك أود أن أزن أدارك المؤلف لتكون هذه المادة نبراساً يستضاء به في ممارسة بقية المواد في ص39:

(ويكون مثله مثل ذلك الرجل الذي. . . بدا له طريقان فسلك أشدهما ظلمة وترك أوضحهما نوراً. . .)

وههنا أشكال وهو أنه: هل يجوز أن يقال (زيد أسخى من عمرو وعمرو أبخل من زيد) لأن الجملة الأولى تقتضي إسناد شديد إلى زيد وإشراك عمرو فيه فإذا قيل على أثرها (عمرو أبخل من زيد) كان إسناداً لبخل شديد إلى عمرو الذي وصفناه بالسخاء آنفاً وإشراكاً لزيد في البخل بعد وصفه بالسخاء الشديد ولا يخفى ما في ذلك من تناقض. وأن استطاع التملص من هذا لم يستطع التملص مما يأتي فقد قال في ص43 (ولنقابل بين مطالعتنا وتجاربنا. - ولماذا لا نلتذ أحياناً بمطالعة كتب بعيدة الشهرة؟ إنها لم تمتعنا إلَاّ لأنا لم نهتد للفائدة العامة منها) فيكون مآل العبارة: إنها أمتعتنا لعدم اهتدائنا للفائدة! ومعيار ذلك أن النفي إذا نقض بإلا، كان إثباتاً فإذا قلت (لم أكرمك إلَاّ لأنك لم تكذب) كان المعنى: إني أكرمتك لعدم كذبك فإذا وضعنا (لم تصدق) مكان (لم تكذب) كان المعنى: إني أكرمتك لعدم صدقك ولا يخفى ما فيه!

6 -

التلفيق دون تبصر

من ذلك قوله في ص13 (ومن السليقية أن لا يميل الكاتب الحضري إلى التقعر واستعمال الغريب) فيقال: ما الغرض من التقييد بالحضري؟ وليس عندنا بدوي فيحترز منه الظاهر أنه نقل هذه العبارة من كتاب ألف أبان

ص: 628

دخول العرب في طور الحضارة فكان مجددو ذلك العصر ينهون الكتاب عن استعمال ما علق بأذهانهم من الغريب لقرب عهدهم بالبداوة فنقلها المؤلف على علاتها ذاهلاً عن كونه يؤلف في العصر الحاضر. فما أجدره أن يبدل بكلمة (الحضري) كلمة (العصري)!

ومن ذلك قوله في ص20 (ولا ريب في أن أحرار التلاميذ الالباء لا يرضون أن يكون لهم منطق العبيد والإماء) وأدراج هذه العبارة على النسق المشهود الذي لا يلائم ذوق العصر

الجديد لا بد أن يكون ناشئاً عن السبب الذي قدمناه.

ومما له علاقة بالمادة قوله في ص59 (ومنها إلغاء خبر لوثقة بفهم المخاطب كما جاء في القرآن (ولو أن قرأنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض، أو كلم به الموتى، بل لله الأمر جميعا) فالخبر هنا مضمر) ومراده جواب الشرط وهو اصطلاح قديم غريب بالنسبة إلى التلاميذ غرابة الاصطلاحات الفيزيائية!!!

7 -

التقليد الأعمى

وهو مما لا يناسب مقام أستاذ في مدرسة راقية في عاصمة ذات شأن وليس غرضي منع التقليد فيما لا مجال للرأي فيه بل في الأمور التي للروية فيها مجال مثال ذلك أنه نبه في ص116 على نبذة من عثرات الأقلام ناقلاً إياها - بالطبع - عن بعض الباحثين المحدثين ومنها (لا يقال رضخ لأمر معلمه بل يقال خضع أو ائتمر بأمر معلمه) وصواب العبارة خضع للأمر معلمه أو ائتمر به لكنه نقلها كما وجدها على ما يظهر من سياق تعبيره.

ومنها: (لا يقال مما يؤسف له أن. . . بل يقال مما يؤسف عليه. . .)

ولم يشعر بأن المقلد (بالفتح) نفسه كان مخطئاً لأن الأسف إنما يتعدى بعلى إلى الأمر المحبوب الذي جرى عليه أمر مكروه أما الأمر المكروه فينبغي أن يقرن باللام. فتأمل.

8 -

سوء هضمه للعربية

إذا قيل أن الأستاذ عز الدين قد هضم العربية فليس معنى ذلك أنه أغتذى بها بل. . . وأن خامرك الشك فالصق ركابك بركابي في هذه الحملة المباركة

ص: 629

التي يراد بها إعلاء كلمة الأدب وإنقاذه من براثن التصنع! وقف معي على هضبة الصفحة 144 - 145 حيث تشرف على قوله (للاستفهام لفظتان الهمزة وهل. أما الهمزة فيستفهم بها عن التصور و. . . حكمها أن يليها المستفهم عنه مطلقاً. . . ولك أن تذكر معها معادلاً. . . وأما هل فلا يطلب بها إلَاّ التصديق وحده ولذلك لا يذكر معها معادل. . . فيمتنع أن تقول هل جميل نجح أم خليل. . . لأن المراد تعيين أحد الأمرين. . . والجمع بينهما بأم يؤدي إلى التناقض) اهـ. المقصود ملخصاً وأن شئت مزيد إيضاح فراجع الأصل.

ثم قف معي على ص14 و54 و83 تجد المؤلف نفسه يقول في الأولى: (هل التأني في

الكتابة أنفع أم الاستعجال؟) ويقول في الثانية: (هل هي حق أم تشبه الحق؟) ويقول في الثالثة: (أهو بين أهله أم مكفول في أسرة أخرى؟) مع أن السؤال عن الظرف. فهل يحتاج الباحث بعد هذا إلى شاهد أخر على ما تقاسيه العربية في مهدها؟ فكيف لو علم أن الأستاذ! ينتصب لامتحان بعض المرشحين للتدريس الثانوي؟!!!

9 -

قيمته الأدبية

قال في ص13 قال أحد شعرائنا المطبوعين على الشعر:

ولست بنحوي يلوك لسانه

ولكن سليقي أقول فأعرب

فأقول هذا البيت يشرح نفسه بنفسه لوضوحه، ويترجم عن صاحبه إنه إنما أراد الانطباع على الإعراب لا على الشعر كما يدل عليه قوله (بنحوي) وقوله (فأعرب) ولم يقل (عروضياً) ولا فأوزن).

10 -

قيمته اللغوية

جاء في ص5 قوله (مما يمليه في رسالته) والإملاء الإلقاء على أخر للكتابة وهو يقتضي وجود شخصين متغايرين ملق وملقى عليه. أما المؤلف فأستعمل الإملاء استعمال ساذجي كتاب الدواوين إذ يقول أحدهم أمليت الدفتر وذلك بحكم وراثة الاصطلاحات التركية.

وفي ص12 قوله (استقرى) بالنقص بمعنى أستقرأ المهموز ذهاباً منه إلى أن الهمزة في الاستقراء منقلبة عن حرف علة كالاستخذاء مثلاً.

ص: 630

وفي ص142 (بسبب الضعف المنهك) بالزيادة والصواب التجريد لأن الإنهاك بمعنى المبالغة في العقوبة.

وفي ص155 (متأملين أن تهديهم) بمعنى مؤملين وهو من استعمال عوام الكتاب! ومن المضحكات؛ ولكنه ضحك كالبكا. . . و. . . قوله في ص115 (وعلى الطالب أن يضيف إلى الجدول التالي ما يؤشر عليه معلمه) ك (يقشر).

وشرح ذلك أن (أشر) لا مادة لها في العربية إلَاّ إذا كانت من (الأشر) أي البطر أما (أشار) فلو جاز أن يقال منها (أشر) لجاز أن يقال (أرد) من (راد) و (أقم) من (أقام) و (أعد) من (أعاد) و (أفد) من (أفاد) الخ.

بتشديد الحروف الثانية من الجميع.

وإذا وزنا (أشر) وجب أن تكون (أفل) بالتشديد لأن الهمزة زائدة والشين فاء الكلمة والعين محذوفة ولا يخفى ما فيه! فاللهم تدارك لغة كتابك كما تتدارك أفلاذ أكباد الأمة.

وتالله أن الأغلاط الشائنة لفاشية في الكتاب فاقتصرنا منها على ما تيسر.

11 -

قيمته النحوية

جاء في ص3 قوله (جمة تكاد لا تحصى) ولم يرد في القرآن وهو الأمام في مثل هذا الشأن إلَاّ تقديم حرف النفي على كثرة الورود كقوله تعالى (إذا أخرج يده لم يكد يراها) وقوله (ولا يكاد يبين) وقوله (لا يكادون يفقهون قولاً) وقوله (لا يكادون يفقهون حديثاً).

وفي ص39 (قال الفضل بن سهل للمأمون وهو بدمشق مشرف على غوطتها والصواب (مشرفاً).

وفي ص49 (والطلاب الذي يريدون) بأفراد أسم الموصول! وفي ص140 (وأن كان العدد مضافاً أدخلت أداة التعريف على التمييز المضاف) فلعل حضرته يظن حتى اليوم أن المضاف هو الكلمة الثانية على الطريقة التركية أو الإنكليزية!

وقال في ص150 (والعطف لا يجتمع مع الاستثناء) ومفاد كلامه أنه لا يصح أن يقال (خرج التلاميذ إلَاّ علياً وجميلاً) فتأمل.

فإذا تغلغلت هذه الأغلاط المخزية في أذهان تلاميذ الصف المنتهي فأين - ليت شعري - يغسلون عنها الأدران بعد تخرجهم؟

حاشية: وههنا أسأل أهل الأنصاف: أيجوز لمن لا يفرق بين المقصور والمنقوص أن

ص: 631

يتعرض لشؤون العربية وآدابها، بل يتصدى لامتحان معلمي الثانوية، وهو الذي يقول في مقالة منشورة في الجزء الأول من مجلة الحرية المحتجبة ص77:(من تلك الشوائب إهمال تنقيط المقصور للتفريق بين أمثال الاسم علي والحرف على (ومراده بالمقصور المنقوص ولم يكتف بهذه المأساة حتى مثل بالاسم (علي) الذي ليس منقوصاً ولا مقصوراً. أن هذا لما تنشق له مرائر الأحرار!

وفي ص102 (ويعربوا فقط عن إحساسهم) بتقديم فقط مع اقترانها بالفاء المقتضية للترتيب وهذا من محاك دعوى التضلع من علم النحو. . .

وفي ص70 وأن غمض عليك ما هو سبب الغموض. دون ربط الجواب وأمثال ذلك كثير.

12 -

قيمته الصرفية

إذا أردت أن تعرف طول باع عز الدين في الصرف فعليك أن تراجع ص120 و 103 لتجد حضرته يصوغ من (سر) أسم فاعل على (مسر) حيث جاء في الأولى قوله (فقد تكون كما رأيناها مسرة) وجاء في الثانية قوله (وهي مسرة جداً) فلتسكب عينك العبرات يا أيها القارئ الشهم.

13 -

التحريف

التحريف قبيح وأقبحه ما كان في القرآن كنقله قوله تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) بإسقاط الظرف.

وكنقله قوله تعالى (ص146)(وأن قيل لكم أرجعوا فأرجعوا) بإسقاط الفاء الرابطة لجواب الشرط وأنكى من ذلك وضع ما يسمونه بالإفرنجية (الوركول) أي الفاصلة مكانها فيالله للمسلمين.

مع إنا لو عرضنا الآية. على رجل غير مسلم وكان عنده المام بسيط بالعربية لشعر بالفراغ الحاصل من حذف الفاء.

14 -

درجته في البلاغة

يتبين ذلك من خبطه في الأمثلة كقوله في ص123 في بحث المجاز المرسل: (وهذه العلاقات كثيرة منها السببية من قولك لك عندي يد بيضاء أي نعمة لأن سبب

ص: 632

النعمة هي اليد) وليته اكتفى بذلك بل عطف عليه قوله (ومثله: (على العربي في العراق ومصر أن يلبس القطن الذي يزرعه). ولعل أساتذة الفلسفة لا تقر له هذا التمثيل لأن القطن مادة الملبوس فهل يجوز أن يكون السبب داخلاً في قوام المسبب؟ وليس من غرضي التعرض لصحة التعبير.

15 -

قيمته الإملائية

جاء في ص39 (باليل) بلام واحدة وفي ص3 (المنشئ) والصواب المنشئ وفي ص4 أن (ينشئي) والصواب أن ينشئ. وفي حاشية ص5 (آثارها للزراعة) والصواب أثارها

بالهمزة لا بالمد في ص70 (بني المجد بيتاً فاستقرت عماده علينا فأعيى الناس أن يتحولا) والصواب فأعيا بالألف لاجتماع ياءين وفي ص58 (الكلاء) بتأخير الهمزة عن الألف والصواب أجلاسها عليه وعكس ذلك ما في ص133 (جأني) بإجلاس الهمزة على الألف مع أنه قال في ص111 (ومما نشدد أيضاً به تجنب أغلاط الرسم التي ترتكب أحياناً) فتأمل يا أيها الرجل. . .

16 -

قيمته التاريخية

ما أدري ماذا قصد عز الدين من دس بعض نكات دقيقة في كتبه التي يؤلفها لأجل العراق! كقوله في حاشية ص19 (ولم يحفظ القرآن من الخلفاء سوى عثمان بن عفان والمأمون) فحصر حفظ القرآن في خليفتين وما أدري كيف أستقرأ أحوال الخلفاء واحداً واحداً حتى قطع بهذا الحكم وأقدم على هذا الحصر فأما أن يكون مقلداً تقليداً أعمى وأما أن يكون له في ذلك مآرب أخرى!

17 -

درجته في البيان

يمكنك أن نفهم درجة المؤلف في البيان من نحو قوله في ص69 في قسم التمارين (وكان الذي عصر الخمر طويل النجاد) ولا مناسبة بين عصر الخمر وطول النجاد ومثل هذه الدقائق مما لا ينبغي أن يذهل عنها أو يجهلها معلمو الإنشاء.

ومما يؤكد دعوانا ما أورده للقارئ مستطرداً - من مقالة للمؤلف منشورة في الجزء الأول من مجلة الحرية المحتجبة وهو قوله (بأسلوب عذب مذاقه

ص: 633

مطرد سياقه تدفأ بمثله القلوب الشيمة) فقوله (تدفأ بمثله القلوب الشيمة) كناية عن الارتياح والاطمئنان وهو مما ينافي الذوق العربي لأن العرب يكنون عن الارتياح والاطمئنان بقولهم (ثلج صدره)

18 -

تفخيم الكتاب بمسائل ابتدائية

لا يكاد الطفل يجتاز الصف الرابع الابتدائي إلَاّ وهو واقف على أن (أن) تضمر في خمسة مواضع وجوباً وموضع واحد جوازاً وذلك بعد لام الجحود وحتى واو وفاء السببية وواو المعية ولام التعليل على التفصيل المعروف في محله أما الأستاذ المؤلف فأنه ظن هذه البسائط من الأمور القصية المنال فتكلف التنبيه عليها لغير طائل راجع ص141.

19 -

خاتمة

قد هديت بحمد الله تعالى إلى فلي الكتاب والتقاط ما أنبث فيه من الجراثيم الفاتكة بلغتنا العزيزة وآدابها، بملقط دقيق، بأنامل رفيقة، واقتصرت من ذلك على ما تسنى للقلم الكسير حصره ورده إلى إحدى المواد السابقة. أما ما لم يمكن حصره من الحشو وسوء السبك ومخالفة الفصيح الأمور المفسدة للذوق المخلة باللهجة فأعرضت عنه لأن هذا الجزء خاتمة المجلة والوقت أضيق وأغلى ثمناً من أن أؤلف كتاباً ثانياً في تفنيد هذا التصنيف وتزييفه وأني لأرجو أن يكون ما هيئ لي كافياً لأن يتخذ معياراً - في تقويم الكتاب ووضعه في منزلته اللائقة به! وكيفما كان فأن كتاباً يرمى به إلى تثقيف أذهان التلاميذ وإسباغ حلة قشيبة على رشيق البيان لا يستغنى عن تفويضه إلى رجل ذي بصر في العربية ليقوم بتنقيحه وتشذيبه وإلاً كان وبالا على الأقلام وأرباب الأقلام من النشء العزيز. بصر الله أولياء الأمور طريق واجب البلاد وسدد خطاهم في توسيد شؤون العربية إلى أربابها قبل أن تقوم ساعتها.

أ. د

ص: 634