الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحب الضرير
إذا هب نسيم الربيع، طاب الهواء، وانبتت الأرض فابتسم
ثغرها عن أزاهير شتى، وفاح عطرها وانبث في جنباتها. تلك
هي صورة شعر أبي شادي؛ فانك لا تسمع كلماته إلا تحس
بنسيم شعره يدب في فكرك، فيجول في خفاياه أو زواياه
ويحيي كل دفين فيها. فلله دره من شاعر مفلق، وساحر فاتن!
(ل. ع)
سلام عليك زمان (الشباب)
…
على أمل (الحب) والملتقى!
نكبت بعمر الجوى والفراق
…
فلما التقينا حرمت اللقا!
كأن لم تكن فترة للوصول
…
نسيت بها الخطر المحدقا!
عناء جديد، وقلب وحيد
…
يقطعه الدهر ما فرقا
وصفو تولى كموت (الربيع)
…
وقد شوق الروح ما شوقا
فيا جزعي للفؤاد العميد
…
يعود إلى نفيه مرهقا
ويفضي بآلامه للنظيم
…
فيجري به دمه مهرقا!
ويحسده في الشقاء الخلي
…
ويحسبه الشاعر المفلقا!
نشأت على (الحب) منذ الصبا
…
ودمت وإن شيب المفرقا
وأوذيت من اجله في الحياة
…
وما زلت أرعى له الموثقا
أدين له بمعاني (الجمال)
…
وكم ألهم الأمل الريقا
وكنت أراه الشفاء الأكيد
…
لروحي فأصبح لي مغرقا
وكنت أراه الهدى والندى
…
فضل وعشت به مخفقا!
فؤادي الحزين العصي المنى
…
تشجع! وعش في الأسى مشرقا!
لئن خانك (الحظ) طول الشباب
…
كما خانك (الحب) مستغرقا
فلا تنس أنك ملك الجمال
…
وقد ملأ (العالم) المطلقا
فنح أن تشأ من هموم (الغرام)
…
فكم كان في ظلمه محرقا
وذب أن تشأ (للوفاء) المضاع
…
فلن يستعاد ولن يشفقا
ولم ما استطعت فلن تنتهي
…
بلومك (للحظ) في مرتقى
إذا كنت ألف (الغرام) الضرير
…
فماذا تفيد المنى والرقى؟!
تشجع فؤادي! تشجع! فكم
…
تذوقت عمرا صنوف الشقا
وقد سامك (الدهر) شتى العذاب
…
فكنت به الساخر المشفقا!
فلا تلق حزمك يوم الأسى
…
وقد خذل (الحب) فيك (التقى)
تناس المنى والوصال القصير
…
وعهدا يظل لك المقلقا
وخل الهوى وبنات الهوى
…
ولذ (بالطبيعة) مستوثقا
حياتك (للكون) وهو الأمين
…
فناج السنا الشائق الشيقا
خفوقك نبض بشعر (الجمال)
…
وكم رف مبتسما رائقا
فعش (للجمال) الشريف العزيز
…
فما الكون في حسنه ضيقا
تسمع خرير المياه الشجي
…
يغني أغاني الهوى والبقا
وحصباءها وهي تصغي إليه
…
ببشر وتوشك أن تنطقا!
وراقب تودد (زهر) نضير
…
إليك و (طيرا) له زقزقا
وراقصة (النحل) بين الاشع
…
ة، و (الروض) من أنسها صفقا
وحالية من جموع (النخيل)
…
تعاف الهموم فلن تطرقا!
ولا تنس موجا لبحر دؤوب
…
يحاكي المفكر والأحمقا!
فيمضي بعسكره في هجوم
…
ويرجع في خيبة محنقا!
ويلبث طورا يناغي الرمال
…
فيغنم منها الذي نسقا!
ويصفو فيحظى بشكر (الحسان)
…
و (بالحسن) يكسبه رونقا!
وكم من جمال عزيز طروب
…
يراه البصير الذي حققا
وملك (السماء) بآياته
…
حياة حوت سرنا الأعمقا
إذا شئت مزقت هذا الستار
…
فشمت بعقلك ما مزقا
وإن عشت طوع الهوى والشجون
…
فأنت الضرير الذي ما ارتقى
جمال (الحياة) حياة (الجمال)
…
وفي الكون ما يشبع المنطقا
فودع هموم (الغرام) الضرير
…
وناج (السنا) الباسم المونقا
حياتك أولى بحسن (الخلود)
…
أضاء (الوجود) ولن يخلقا
وخفقك أجدى لبث (الصلاح)
…
فلا كنت أن لم تمت موبقا!
ولا تبتئس لخداع (الحياة)
…
ونل أنت ناموسها الأصدقا
وكن للضحية قبل الغني
…
مة كالنجم ضحى متى أشرقا!
وحسبك غنما بان (الممات)
…
يساوي المتوج والمملقا!
وأنك بعض لهذا (الوجود)
…
وفي مجده مجدك المنتقى!
وداعا إذا يا دموع (الشباب)
…
ويا من فتنت بها مغرقا
جدير بقلبي العظيم الهوى
…
بحب العظائم أن يخفقا
تجشمت منك ضروب العذاب
…
وآن لعزمي أن يشرقا
وقد عشت عبدا حزين الفؤاد
…
وها آن للعبد أن يعتقا!
الإسكندرية: أحمد زكي أبو شادي
القفتان
من غريب أغلاط تاج العروس انه صحف كلمة قفتان المشهورة بصورة قفنان بنون بعد الفاء. وليس ذلك من خطأ الطبع لأنه ذكرها في مادة ق ف ن. قال: القفنان؛ ما يخلفه الملك على خلاص وزرائه من التشاريف. رومية، وفي هذا الكلام وهم آخر وهو قوله رومية وهي فارسية الأصل من خفتان.