الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ المكَاتَبَة والمذاكرة
نظرة في كتابين
سيدي الفاضل صاحب مجلة لغة العرب المحترم
ذكرتم في (ص: 136) من كتابكم الجليل (خلاصة تاريخ العراق):
(على أن الشيعة لم يحرموا التصوير والتمثيل لأنهم لم يروا في القرآن آية تدل على تحريمهما إلَاّ أنهم حرموا صنع التماثيل لقربها من هيئة الأصنام والأوثان) اه
قلنا: لا يخفى أن أدلة الشيعة وحججهم في استنباط فروع الدين والأحكام أربعة: القرآن والسنة (الأحاديث النبوية والأخبار الواردة عن آل البيت) والعقل وإجماع العلماء.
ولذلك لا نرى وجهاً لكلامكم: (لأنهم لم يروا في القرآن آية تدل على تحريمهما) أما صنع التماثيل فقد ورد تحريمه في أخبار آل البيت عليهم السلام فالصحيح أن يقال (على أن الشيعة لم يحرموا التصوير والتمثيل لأنهم لم يجدوا عندهم دليلاً على تحريمهما إلَاّ إنهم حرموا صنع التماثيل ولعله لقربها من هيئة الأصنام والأوثان)
(لغة العرب: نحن نشكر الشيخ العلوي على تنبيهه هذا)
وذكرتم في ص: 195 من الكتاب المذكور (الشاه اسمعيل بن حيدر بن جنيد) والصواب (الشاه اسمعيل بن حيدر بن صفي بن جنيد)
(لغة العرب: لك الشكر ثانية)
وقلتم في (ص: 195) أيضاً (لكن لما مات الشاه اسمعيل وملك بعده أخوه محمد خدابنده. . .)
ولا يخفى أن الذي ملك بعد الشاه اسمعيل هو ولده الشاه طهماسب ثم ولده الشاه اسمعيل الثاني، وانتقل الأمر من بعده إلى أخيه محمد خدابنده. وربما يقال أن المؤلف قصد بالشاه اسمعيل: الثاني دون الأول.
قلنا: إن الذي دخل العراق وفتح كثيراً من البلاد هو الشاه اسمعيل الأول أما الشاه اسمعيل الثاني فقد كان ضعيف الرأي ليست له معرفة بشؤون المملكة ولا بالسياسة ولم يدخل العراق ولم يتيسر له فتح البلاد.
(لغة العرب: هنا نشكر الشيخ ثالثة)
وذكرتم في كتابكم الآخر الفوز بالمراد (ص: 19) ما نصه:
(وقد ذكر بعض المؤرخين من الفرس كلمة خربنده مصحفة بصورة خدابنده والأصح الرواية الأولى وإن تابعهم في غلطهم هذا البستاني في دائرة المعارف في مادة بغداد في (5: 515) وإنما صحفوها بصورة خدابنده تعصباً لا طلباً للحقيقة لأن معنى خربنده عبد الحمار أو خادم الحمار وأما خدابنده فمعناه عبد الله أو خادم الله راجع تاج العروس في مستدرك مادة خرد تره يقول: (وخربنده ملك العراق فارسية أي عبد الحمار) اهـ وأزيد على ذلك كلمة خربنده معروفة إلى يومنا هذا في بغداد ومنها بستان خربنده). اهـ نص ما في كتاب الفوز بالمراد
فأقول: إن مؤرخي الفرس قد أجمعوا على أن الكلمة (خدابنده) ووافقهم مؤرخو العرب في ذلك ولم يخالفهم سوى القليلين المعدودين على الأصابع.
أما التعصب الذي ذكرتموه فيندر وجوده بين المؤرخين (والنادر كالمعدوم) هذا الحسن بن يوسف بن المطهر العلامة الحلي المعاصر للملك خدابنده المغولي
ألف رسالة في جواب سؤاله عن حكمة وقوع النسخ في الأحكام، وذكر فيها (وفي بعض رسائله) اسمه بصورة خدابنده.
أما شهرة هذه الكلمة في بغداد بصورة خربنده فلا ينافي كلامنا (فرب شهرة لا أصل لها). وهناك ألفاظ كثيرة قد اشتهرت بصورة قمتم بتصحيحها أداء للواجب وخدمة للغة.
هذا ما أردت التنبيه عليه ومن الله التوفيق.
سبزوار (إيران) في 3 أيار 1927
محمد مهدي العلوي
(لغة العرب) ليس هنا محل إظهار ما بعض التأليف من الغايات الدالة على مكنونات الصدور، إلَاّ أن الذي يحب الوقوف عليها ليرجع إلى مصنفات الإفرنج الذين بينوا ما هناك من آيات التحزب والتعصب.
جواب عن استفسار
أشكر حضرة الكيماوي عبد الوهاب القنواتي على حُسن ظنه بي ولا سيما أشكره على تنبيهه إياي أن المرقشيثا غير المسماة بالفرنسية بل هي اليرموث (راجع مجلة المعهد الطبي العربي 4: 25)
قلنا: لما كتبنا ما نبهنا عليه في وقته من الخواطر كان اعتمادنا على ما هو شائع في اصطلاح الفرنسيين لأن صاحب المقالة كان قد قابل الألفاظ العربية بالألفاظ الفرنسية فقلنا: إذا كان الأمر على هذا الوجه فالمرقشيثا لا يقابلها في لغة أبناء الغاليين إلَاّ لا غير؛ وأما أن هذه اللفظة المنقولة عن العرب تبين غير ذلك في سائر اللغات فهذا محتمل ونحن لا نناقش أحداً فيه إذ لا مشاحة في الاصطلاح. وعليه فهذا جوابنا:
1 -
ليست مرقشيثا (بالثاء المثلثة) عربية البتة وإن كان أبناء الغرب أخذوها عنا، وليس لها أدنى صلة بالألفاظ العربية، إنما مرقشيثا كلمة أرميه
(كيفاقاشيثا) أي الحجر القاسي أو الصلب أو الصلد أو ما شابه هذه المعاني، ثم أقحمت الراء بين الميم والقاف لتسهيل النطق بها (والراء من أحرف الذلاقة) فصارت ما ترى، وقد ذكرها ابن البيطار في مفرداته قبل أن يخلق اغريقلا ونقلها الحكيم لكلير إلى الفرنسية باسم أو فالمرقشيثا ضرب من البوريطس أو الكبريتور.
2 -
أما أن المحدثين نقلوها اليوم إلى معنى (البزموث) فهذا لا يعنينا، فأن المرقشيثا يبقى معناها عندنا العرب كما كانت وستبقى بمعناها إلى ما شاء الله ولا يهمنا تحريف أبناء الغرب لها وإخراجها عن مألوف معناها الذي وضع لها.
3 -
أما قول حضرة الكيماوي أن كاشفه سماه في سنة 1539 فنظن أن هناك خطأ طبع لأن كشفه كان في سنة 1529.
4 -
إن الإفرنج صرحوا بأنهم لا يعرفون أصل كلمة بزموث وعندنا أنها عربية منقولة عن (أثمد) المجرورة بالباء أي (باثمد) فقرءوها أي قرءوا الثاء المثلثة سينا كما قالوا في خبث وقلبوا الدال كما قالوا في العود واصلوا باء الجر لأنهم وجودها متحدة بها فاعتبروها كلمة واحدة فكان منها ذلك الوهم. هذا رأينا وإن كنا نحترم رأي الغير
ولكي ننفي عن حضرة المستفسر كل شك وريبة ويتأكد جد التأكد أن المرقشيثا هي البيريت نفسها أي نحيله على أن يلقي نظرة في مفردات ابن البيطار فقد قال في 127: 1 من
مفرداته طبعة مصر: بوريطش هو حجر المرقشيثا وقد ذكرته في حرف الميم اهـ. أي في مرقشيثا، فلقد قطعت جهيزة قول كل خطيب وليس لنا حاجة إلى أن نقول أن بوريطش هي قراءة كلمة على الطريقة اليونانية مع جعل السين شيئاً كما قال بعضهم أوغشطش وهو يريد أوغسطس، إلى غيرها. وقد جاءت أيضاً بمعنى كبريتور لأن المرقشيثا لا تخلو من كبريت فأحفظ كل ذلك تصب إن شاء الله.