الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 51
- بتاريخ: 20 - 09 - 1927
نيرب ومكشوفاتها
تمهيد
في شهر نيسان من العام المنصرم (1926) في أثناء المؤتمر الأثري الأممي، المنعقدة جلسات دوره الفلسطيني في معهدنا الكتابي والأثري الفرنسي في القدس الشريف، كان المحفي الفرنسي للرقم والفنون الفتانة قد أعرب عن رغبته بلسان العلامة المسيو دوسو ممثلة في المؤتمر، في أن يرسل أرباب شؤون المعهد بعثة إلى نيرب لتقوم فيها بأعمال حفرية فنية، فنزولا على متمني هذا المحفى الجليل وبرعايته العالية، شرع في هذا التنقيب في المحل المذكور من 24 أيلول إلى 5 تشرين الثاني من سنة 926 على يد بعثة أوفدت من هذا المعهد الدومنكي كان رئيسها ومعاونه أبوين من الرهبانية وهما حضرة الأب كاريير أحد الأساتذة الماهرين في مثل هذه المشاريع وحضرة الأب باروا المتفرغ للأثريات. وكان معهما بعض المؤازرين.
وقد نشرت الصحف حين ذاك أخبار هذا التنقيب وشفعتها بكلمة موجزة
على ما وجد فيه من اللقى - ثم صدرت في ذا الشان مقالة في مجلتنا الكتابية بقلم الأب باروا، كما أن حضرة الأب كايير ألقى في ذا الموضوع محاضرة ثمينة كانت حلقة من سلسلة محاضرات هذا العام التي ألقيت في معهدنا.
على أن هذا الحفر الحديث لم يكن الوحيد الذي أسفر عن آثار عتيقة بل كان قد اكتشف شيء سابقا غير هذا بطريق المصادفة اقتنته متحفة اللوفر، في باريس وبحث عنه بحثا مدققا الأثري الشهير كليرمون كانو.
وإذا كانت أشباه هذه المواضيع خطيرة ممتعة فضلا عما فيها من اللذة العقلية، أحببنا بعد استطلاع مصادر البحث أن نطلع ببعض التفاصيل على هذه المكشوفات أبناء لغتنا وعساهم أن يرغبوا في مثل هذه العلوم والفنون المختصة ببلادهم اكثر من غيرها بها.
نيرب الحالية
إذا خرج المسافر من حلب، وقبلته الجهة الجنوبية الشرقية، لا يعتم - بعد سيره مسافة لا
تزيد على 7 كيلومترات - أن يصادف، غير بعيد عن الطريق المؤدية إلى مسكنة والفرات، قرية غريبة المنظر لشكل بيوتها الظاهرة للعيان كأنها كوائر جسيمة مقلوبة على فمها؛ ودور هذه الضيعة قد التفت أو تكاد تلتف بتل قديم يتراوح علوه بين 10و11 مترا. وقمته المسطحة تشرف على كل السهل المجاور لها أما طرفه الجنوبي فمتهدم وجهتاه الشمالية والشمالية الشرقية فقد أنزلهما السكان إلى مستوى السهل بأخذهم منهما التراب لصنع الطين اللازم لبناء دورهم.
ورود أسماء في الآثار القديمة
اسم نيرب عريق في القدم. جاء ذكره في لائحة الكرنك في جملة المدن السورية التي افتتحها تحوتمس الثالث فرعون مصر وذلك بصورة (نيروب ونيريب ونيرب) وورد أيضاً في إحدى رسائل تل العمارنة، إذ يقرأ فيها بجانب اسم ملك حتى اسم ملك (نيريبا) نجده كذلك في رقيم كبير (لأشور نصير أبال) بصورة (نيربي أو نيريبي أو نيريبو) وأما المؤرخ اسطيفانس البوزنطي فقد دعاها (نيريبوس) نقلا عن نقولا الدمشقي. ولهذا الاسم ذكر
في (الدر المنتخب في تاريخ حلب) لابن شحنة، بعبارة (باب النيرب) وهو أحد أبواب حلب سمي بذلك لان الناس تخرج منه للذهاب إلى هذه القرية ثم في كتاب كمال الدين المدرج في المجموعة العربية للحروب الصليبية بهذه التسمية (ارض النيرب وجبرين) أخيرا تراه في كتاب المشترك لياقوت الحموي، ودونك نص ما يهمنا منه:(النيرب قرية بغوطة دمشق في وسط بساتينها. . . والنيرب قرية من قرى حلب بينهما فرسخ. والنيرب قرية من قرى حلب أيضاً قرب سرمين).
اصل اسمها واشتقاقه
نيرب كلمة آشورية معناها على الرأي الأعم والأصح (المدخل والمجاز) وهي مركبة من النون بمنزلة متوجة ومن (يرب) وسبب التسمية هذه هو إما لأنها كانت ولا تزال الطريق المؤدية إلى سورية للمقبل من بين النهرين والعراق عابرا نهر الفرات. وأما لأنها بمثابة مدخل للمدينة التي هي في جوارها، وهذا ما يستدل عليه من أل التعريف الداخلة عليها في النصوص العربية الواردة آنفا وتعدد القرى المسماة بها كما ذكرها ياقوت. إلا أن هذا
التأويل الثاني قد لا يصح على نيرب في الأعصر القديمة.
لمادة نيرب وجود في جميع اللغات السامية وبعض فروعها مع شيء من التفاوت في المدلول الائل كله إلى أصل واحد معناه الدخول - وهذه المادة مع كونها ثلاثية يسوغ ردها إلى مادة ثنائية وهي (ع ب) الدالة على شيء من هذا المعنى. لك دليل على ذلك كلمة (عب) العربية ومؤداها: شرب الماء وكرعه أي ادخله دون نفس. وفي (عب) السريانية ومعناها الدخل. وكذلك (عب) السريانية بمعنى الغابة. سميت بذلك لتداخل أشجارها وفي (عابا) العبرية ويراد بها الكشف أي المتداخل بعضه ببعض. وكذا الشان في اللفظة الحبشية (عبي) ومفهومها العبل أي الضخم أو المتداخل العضلات. ومنها أيضاً كلمة (غاب) العربية المراد بها: بعد محتجبا أي داخلا.
وإنما أقحمت الراء في هذه المادة الثنائية لمبالغة في معنى الدخول عملا بالمبدأ اللغوي القائل: (الزيادة في المبنى زيادة في المعنى) وفي اللغة العربية تجد
أثر المادة الثلاثية في لفظة (غرب) التي اشتقت منها الغرب والغروب وهو نزول الشمس إلى الأفق أي دخولها فيه مما يظهر غاية الظهور في البحر إذ ترى الشمس داخلة فيه حين غروبها. ومن هذه الكلمة جاء اسم أوربة أي بلاد الغرب أو الغروب. وفي الارمية القديمة والسريانية كلمة (عرب) وهي بمعنى (غرب) العربية. ومن عرب اشتق (معربا) أي مغرب أو غروب اعني دخول الشمس وراء الأفق. ومن ذلك حرف (عروبتا) التي عربت بلفظة (عروبة) وهي اسم ليوم الجمعة إذ تدل على الغروب ومن ثم على المساء وعلى ليلة السبت - وفي السبإية (معربم) أي مغرب - والميم (للتمييم) بدل نون التنوين العربي الشمالي. وفي رقيم زنجيرلي (معرب) مغرب. وفي الحبشية (عريب) أي نزول. وهو مستعمل خاصة للدلالة على سقوط الأجرام الجوية كالنيازك. وفي العبرية (عرب) الغروب أو المساء.
قلنا أن الكلمة على لفظها الحالي آشورية أو قل أكدية ونعني بالاكدية الفرع الشمالي الشرقي من اللغات السامية وهو قسم ينطوي على لهجتين وهما الآشورية والبابلية وقد دعيت أكدية نسبة إلى (أكد) الشهيرة عاصمة المنطقة البابلية الشمالية المقابلة للربوع البابلية الجنوبية أي الشمرية. فاللفظة إذا أكدية وذلك ليس لأنها وجدت في نصوصها المسمارية فحسب، بل لان فيها قد جرت التطورات الخاصة بهذا اللسان. فهي آتية من فعل
أربو ومعناه في هذه اللغة كما سبق التباين (دخل أو جاز) والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما هذا نقله بالحرف الإفرنجي وتعريبه:
- في البيت الذي دخل ليس نار (أو النار مبعدة) حين تدخل بيت أحد الناس (أو إنسان ما) - ومن ذلك أيضا: أي دخول الشمس وهو غروبها.
وقد رأيت من الأمثلة المتقدمة أن اللفظ مبتدئ بحرف حلقي، سواء أكان عينا أم عينا في كل اللغات السامية ما خلا الاكدية. ولا يأخذك
العجب إذا عرفت أن الاكدية - وعلى شاكلتها طائفة من اللغات السامية، كالجعزية (الحبشية القديمة) والامحرية (الحبشية الحالية) والمندائية (لغة الصبة) والسورث (الكلدانية العامية) - قد سقطت منها الحلقيات بكثرة أو قلة واستحالت همزة.
فالفعل إذا هو (عرب أو غرب) وفي الاكدية بحذف الحرف والاستعاضة عنه بالهمزة - إلا أن سقوط الحلقيات في الاكدية لا يخلو من التأثير في الحركات الخاصة بها أو المجاورة لها. وعليه فكل كلمة حذفت منها الحاء أو العين أو الغين وقامت مقامها الهمزة فحركة الحلقي وحركة ما يتبعه. إذا كانت فتحة أو كسرة. تتحول إلى حركة إمالة.
مثال أول - (حدشو) ومعناه جديد ويقابله في العربية: حدث. وفي السريانية (حادث) وفي العبرية (خادش) وفي الحبشية (هدس) حذفت منه الحاء وقامت مقامها الهمزة فصار (أدشو) ثم طبقت عليه قاعدة الحركات فانقلبت الفتحتان امالتين فأصبح (ادشو)
مثال ثان - (عربو) وهي الكلمة الدائر البحث عليها وقد رأيت ما يقابلها في بقية الألسن السامية. أسقطت منها العين فعوض عنها بالهمزة فأضحت (أربو) ثم تحولت الفتحتان إلى امالتين فأصبحت (اريبو)
وهذا التأثير سقوط الحلقيات لا يشمل الحركات الخاصة بها فقط بل يتصل بحركات المقاطع القريبة منها نفسها مثاله:
(سمع) عوض (زرع) بدل (أعمال) عوض
وأما النون المتوجة لكلمة نيرب فاصلها ميم كما هو الشان في جميع اللغات السامية التي يقال فيها مثلا: مغرب - ومعربا ومعرب الخ. وإنما قلبت الميم نونا طبقا لقاعدة أخرى مطردة أو كالمطردة في الاكدية - ولا تخلو العربية من اثر لها - وهي مشهورة بين أهل
النحو الاكدي بقاعدة (بارت) وهو المستشرق الألماني الذي كان سبق الجميع في تحقيقها وتدوينها - والقاعدة ها هي ذي: أن الميم الداخلة على الأسماء المستعملة غالبا للدلالة على المكان
أو الزمان أو الآلة تقلب نونا كلما توجت ألفاظا أحد أصولها حرف من الحروف الشفهية كالميم والياء (والباء المثلثة الفارسية). مثال ذلك:
(مركبة) و (ملك) و (عامة الأشياء) عوض
وووأنت ترى من هذه المقابلة الألسنية السامية ما كان أصل نيرب وكيفية وصولها إلى لفظها الحالي وقد علمت أن معنييها المطلق والمحصور وهما الدخول وغياب الشمس قد ثبتا في الاكدية وحدها ولم يبق إلا المدلول المحصور في بقية اللغات السامية الأخوات.
أول مكشوفاتها
قلنا في سياق كلامنا عن نيرب الحالية أن أهل القرية قد انزلوا إلى الحضيض قسما من التل القديم وانهم لا يزالون يرفعون التراب من ثم لبناء دورهم.
هذا واعلم أن هناك قد حدث أمر غالب الوقوع في باب الأثريات. إلا وهو اكتشاف لقي قديمة بطريق المصادفة على يد قوم ليسوا من أرباب الفن
ففي سنة 1891 كان الفلاحون يحفرون في التل على عادتهم لأخذ التراب، فإذا بهم قد وجدوا نصبين عليهما نقوش وكتابة بالخط الارمي. كما انهم قبل ذاك الأوان بسنتين كانوا قد وقعوا في المحل عينه على ناووس حاو صقلين (هيكلين) بشريين وعلى اسطوانة مطوقة بالذهب. فالناووس لم يزل في موضعه وأما الاسطوانة فبعد أن جردها من الذهب الذي ظفر بها باعها في الأستانة. وقد وقفوا هناك أيضاً قرب هذه الحجارة على تمثال متعدد الأشخاص مصنوع من نحاس والظاهر انه يمثل آله الفينيقيين وآلهتهم. أما النصبان فقد وجدا منتصبين مطمورين في التراب في نحو الجهة الشمالية من الناووس وهما منحوتان نحتا متقنا بخلاف الناووس فانه خشن النحت وغطاؤه من حجر ابيض خال من كل نقش أو كتابة. وأما تمثال النحاس فخشونة صنعته دليل واضح على قدمه.
وإذ كان النصبان من أهم اللقى القديمة، فلا باس من أن نشبع الكلام عن وصفهما مخلصين ما جاء عنهما في كتاب كليرمون كانوا.
النصب - أ
هذا النصب مصنوع من حجر اسود وصلب منحوت وهو من جنس الحجر البركاني. على وجهه منقوشة نقشا ناتئا صورة رجل منتصب متجه الوجه نحو اليمين ومتشح بثوب طويل ينحدر إلى عقبه ورجلاه محتذيتان وركبتاه راكبة الواحدة على الأخرى وفي ثوبه طيات كطيات الرداء الذي فوقه على الزي الآشوري البابلي وعمرته ذات شكل خاص لشبهها بعرقية دائرة نصف دائرة وهي تغطي رأسه كله مسترسلة إلى اسفل الرقبة ساترة الأذنين ومنوط بها من الوراء شرائط قصيرة ودقيقة وذراع الشخص اليمنى مرتفعة ويده اليمنى مبسوطة للضراعة والعبادة ويده اليسرى متصلة بمرفق اليمنى ووجهه ضخم خلو من الشعر أو محلوقه وظواهره ظواهر الشباب وعليه ملامح الجنس السامي المعروف. وفي المحل المجاور لهذه الصورة يرى رقيم ذو 14 سطرا شكل حروفه فنيقي قديم والكتابة مقسومة إلى قسمين القسم الأول في أعلى الصورة وهو مؤلف من 8 اسطر مكتوبة على طرفي الرأس والقسم الثاني في أدناه وقوامه 6 اسطر عابرة على الجزء التحتاني من القميص.
النصب - ب
هذا النصب مصنوع من الحجر الأول نفسه وهو مثله منقوش من فوق ومكتنف بكفاف من تحت. في قسميه الأعلى رقيم ذو 10 اسطر حروفه كحروف رقيم (النصب أ) وأما كتابته فلا إطار حولها وهي منتشرة على كل الوجه دون فاصل وفي جزأه الأدنى صورة رجل أمرد أو محلوق اللحية ثيابه وعمرته كثياب وعمرة الشخص الأول وهو جالس على كرسي أو عرش لا متكأ له ووجه الرجل متجه نحو اليمين ورجلاه المكشوفتان موضوعتان على موطئ ذراعه اليسرى مبسوطة ويده مفتوحة وأما ذراعه اليمنى فمرتفعة وفي يده أناء شبه الكاس أو الطاسة قد أدناه من فيه. بين يدي الرجل مذبح على شكل مائدة تماثل دعائمه دعائم العرش وعلى المائدة (الطاولة) العليا مصورة ضروب من التقادم ومن وراء المذبح مقابل الرجل الجالس يرى شخص آخر قائم ووجهه نحو اليسار وقامته أصغر من قامة الأول ولباسه قميص مربوط
بمنطقة ومنحدر إلى الركبة.
أما رأسه فان لم يكن مكشوفا فهو مغطى بعرقية بسيطة وإذناه مطلقتان وشعره مجزوز
وركبتاه ورجلاه مكشوفات.
يتبادر إلى الذهن لدى رؤية هذا المشهد انه مشهد حفلة مأتم مصري إلا أن الثياب وهيئة الأشخاص وطرز الأشياء الأخرى تظهر عليها الخصائص الآشورية، فضلا عن أن الرقيم الذي يدلنا على أن هذه الحفلات هي من حفلات الموتى. والبائن أن الشخصين المصورين في هذين النصبين كانا من فئة الأحبار والفرق بين الاثنين أن هيئة الأول هيئة شاب وسمت الثاني يدل على الشيخوخة ويؤيده نص الرقيم عينه. هذا وان كانت المشابهة للآشوريات ظاهرة غاية الظهور إلا أن كليرمون كانوا يرى أن العهد الذي يمكن أن يرقى إليه بالنصبين هو العهد الاشوري، أي القرن السادس (ق. م) الذي فيه دالت دولة السلالة السرجونية. ولنا في منطوق الرقيم ما يؤيد التحقيق الأثري، فان أسماء الآلهة المدرجة فيه هي من مصاف آلهة الزون الآشوري. ويضيف العلامة المذكورة إلى قوله انه إذا أردنا الزيادة في التخصيص لاق بنا إبداء الرأي بان النصبين من العهد البابلي الثاني أو الحديث. وهو الفترة الواقعة بين سقوط السرجونيين وظهور كورش أي من سنة 625 إلى سنة 538 ق. م وبنوع أخص في زمن آخر ملوك بابل وهو نبونيد الذي عاش بين 555 و 535 ق. م.
الأب أ. س مرمرجي الدمنكي
أحد أساتذة المعهد الكتابي والأثري الفرنسي في القدس الشريف دخل حكومة العراق ونفقاتها
بلغ دخل حكومة العراق في تموز الماضي 4. 400. 668 ربية، وبلغت نفقاتها في ذلك الشهر 3. 956. 415 ربية، وبلغ مجموع الدخل منذ ابتداء السنة المالية إلى آخر تموز 16. 890. 469 ربية، وبلغ مجموع النفقات في هذه المدة 15. 966. 456 ربية.
(صورة)
من ينظر إلى هذه الصورة. يتحقق أن صاحبها، هو صاحب الشعر المبتكر، البديع المعاني، الطريف الأسلوب، ناقل أفكار الغرب، إلى ديار العرب: الدكتور احمد زكي أبو شادي وهو في الخامسة والثلاثين من عمره.
من رسم الأستاذ الفنان عنايت الله إبراهيم النقاش المصري الشهير في مصر القاهرة.