الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في جواز الصَّدقة بجميع المال لمن أطاق الصبر على الفاقة
(248)
قال الإمام عَبد بن حميد رحمه الله (1): ثنا أبو نعيم، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سَمِعتُ عمرَ رضي الله عنه قال: أَمَرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ نَتَصدَّقَ، ووافَقَ ذلك مالاً عندي، فقلت: اليومَ أَسبِقُ أبا بكرٍ رضي الله عنه إنْ سَبَقْتُهُ / (ق 100) يومًا، فجئتُ بنصفِ مالي، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«ما أَبقيتَ لأهلكَ؟» ، فقلتُ: مثلَه. وأتى أبو بكرٍ رضي الله عنه بكلِّ ما عنده، فقال له:«يا أبا بكرٍ، ما أَبقيتَ لأهلكَ؟» ، فقال: أَبقيتُ لهم اللهَ ورسولَهُ. قلت: لا أُسابِقُكَ إلى شيءٍ أبدًا.
وهكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة (2) عن أبي نعيم.
ورواه أبو داود (3)، عن أحمد بن صالح وعثمان بن أبي شيبة.
ورواه الترمذي في المناقب (4)، عن هارون بن عبد الله.
ثلاثتهم عن أبي نعيم، به.
وقال الترمذي: صحيح (5).
(1) في «المنتخب من مسنده» (1/ 49 رقم 14).
(2)
لم أجده في «المصنَّف» ، ومن طريقه: أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنة» (2/ 565 رقم 1240) وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 32).
(3)
في «سننه» (2/ 379 رقم 1678) في الزكاة، باب الرخصة في ذلك.
(4)
من «سننه» (5/ 574 رقم 3675) باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
(5)
وصحَّحه الحاكم (1/ 414) على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (6/ 413): وهو حديث صحيح.
وأشار إلى صحَّته الإمام البخاري، فقال في «صحيحه» (3/ 294): باب لا صدقة إلا عن ظَهْر غنىً
…
، إلا أن يكون معروفًا بالصَّبر، فيؤثر على نفسه، ولو كان به خصاصة، كفعل أبي بكر رضي الله عنه حين تصدَّق بماله.
وقال البزَّار في «مسنده» (1/ 394): هذا الحديث لا نعلم رواه عن هشام بن سعد، عن زيد، عن أبيه، عن عمرَ، إلا أبو نعيم، وهشام بن سعد حدَّث عنه عبد الرحمن بن مهدي، والليث بن سعد، وعبد الله بن وهب، والوليد بن مسلم، وجماعة كثيرة من أهل العلم، ولم نر أحدًا توقَّف عن حديثه، ولا اعتلَّ عليه بعلَّة توجب التوقُّف عن حديثه.
وأما قول الحافظ في «الفتح» (3/ 295): «تفرَّد به هشام بن سعد، عن زيد، وهشام صدوق، فيه مقال من جهة حفظه» ؛ فيجاب عنه بأن هشام من أثبت الناس في زيد بن أسلم، كما قال أبو داود، فلا يضرُّ تفرُّده. انظر:«تهذيب الكمال» (30/ 208).
طريق أخرى
(249)
قال الحافظ ابن عساكر (1): أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا رَشَأ بن نظيف، أنا الحسن (2) بن إسماعيل، ثنا أحمد بن مروان، ثنا محمد بن مسلمة الواسطي، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا يحيى بن محمد بن حكيم، ثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَمَر بالصَّدقة، فقال عمرُ بن الخطاب -وعندي مالٌ كثيرٌ- فقلت: والله لأَفضُلَنَّ أبا بكرٍ هذه المرَّة، فأَخَذتُ نصفَ مالي، وتَرَكتُ نصفَهُ، فأتيتُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:«هذا مالٌ كثيرٌ، فما تَرَكتَ لأهلكَ؟» ، قال:
(1) في «تاريخه» (30/ 63 - 64).
(2)
قوله: «أنا الحسن» تحرَّف في المطبوع إلى: «أنا الحسين» ! وجاء على الصواب في «تاريخ ابن عساكر» (ص 154 - ط مجمع اللغة العربية بدمشق -ترجمة أبي بكر الصديق).
تَرَكتُ له (1) نصفَهُ. وجاء أبو بكرٍ بمالٍ كثيرٍ، فقال رسولُ الله:«ما تَرَكتَ لأهلكَ؟» ، قال: تَرَكتُ لهم اللهَ ورسولَهُ.
فيه ضعف.
طريق أخرى
(250)
قال ابن عساكر -أيضًا- (2): أنا أبو بكر ابن المزرَفي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصَّيدلاني، عن يعقوب بن إبراهيم البزَّاز (3)، ثنا عبيد الله بن الحجَّاج بن المنهال، ثنا أبي، ثنا حماد بن سَلَمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب: أنَّ عمرَ بن الخطاب قال: ما سَابَقتُ أبا بكرٍ إلى شيءٍ إلا سَبَقَني إليه، فأَمَر رسولُ الله ذاتَ يومٍ بالصَّدقة، وحَضَّ عليها. فقلت: هذا اليومُ أَسبِقُ فيه أبا بكرٍ، فقلت: يا رسولَ الله، عندي كذا وكذا، فهو في سبيل
…
(4) أبو بكر، فقال: يا رسولَ الله، عندي كذا وكذا فهو في سبيلِ اللهِ عز وجل، ولِي عند الله معادٌ. فقال رسولُ الله:«يا عمرُ، ما وتَرْتَ القوسَ بوَتَرِها (5)» .
فيه انقطاع، وعلي بن زيد بن جُدعان فيه كلام، لكن هذا له شواهد، فهو صحيح.
(1) كذا ورد بالأصل. وفي «تاريخ دمشق» : «لهم» ، وهو الموافق للسِّياق.
(2)
في «تاريخه» (30/ 66).
(3)
قوله: «البزاز» تحرَّف في المطبوع إلى: «البراء» ! وجاء على الصواب في «تاريخ ابن عساكر» (ص 156 - ط مجمع اللغة العربية بدمشق -ترجمة أبي بكر الصديق).
(4)
في هذا الموضع طمس بالأصل، وفي «تاريخ ابن عساكر»:«فهو في سبيل الله، ولِي عند الله معاد، ثم قام» .
(5)
أي: نَقَصت حظَّك. انظر: «النهاية» (5/ 149).