الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في جواز الحُدَاء في السَّفر من حجٍّ وغيره
(301)
قال الإمام محمد بن عبد الرحمن المخلِّص: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا محمد بن يحيى بن كثير الحرَّاني بها، ثنا محمد بن موسى بن أَعْين، ثنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: قال عمرُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة: «لو حَرَّكتَ بنا الرِّكابَ» . فقال: لقد تَرَكتُ قولي. فقال له عمر: اسمَعْ وأَطِعْ. فقال:
اللهمَّ لولا أنت ما اهْتَدَينا
…
ولا تَصدَّقنا ولا صَلَيْنا
فأَنْزِلَنْ سكينةَ علينا
…
وثبِّتِ الأقدامَ إن لَاقَيْنا
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ ارْحَمْهُ» . فقال عمرُ: وجَبَتْ.
ورواه النسائي (1)، عن محمد بن يحيى بن كثير الحرَّاني، به.
واختاره الضياء في كتابه (2).
(1) في «سننه الكبرى» (5/ 69 رقم 8250).
(2)
«المختارة» (1/ 381 رقم 264)
ولهذا الخبر علَّة ذكرها الدارقطني في «العلل» (2/ 199 رقم 218) فقال: رواه محمد بن موسى بن أَعْين، وسعيد بن عبد الملك بن واقِد، عن ابن إدريس، عن إسماعيل، عن قيس، عن عمرَ. ورواه عمر بن علي المُقدَّمي، عن إسماعيل، عن قيس: أنَّ عبد الله بن رواحة. وغيرهما يَرويه عن إسماعيل، عن قيس قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة. مرسلاً، وهو أشبه بالصواب.
أثر في ذلك عن عمر
(302)
قال الإمام أحمد (1):
ثنا أبو النَّضر، ثنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر قال: سَمِعَ عمرُ رضي الله عنه صوتَ ابن المُغتَرِف الحادي في جوف الليل، ونحن منطلقون إلى مكةَ، فأَوْضَعَ عمرُ راحلتَهُ حتى دخل مع القوم، فإذا هو مع عبد الرحمن -يعني: ابن عوف-، فلما طلع الفجرُ، قال عمرُ: الآن اسْكُتْ، الآن قد طلع الفجرُ، اذكروا اللهَ.
أثر آخر
(303)
قال أبو عبد الله ابن بطَّة رحمه الله: ثنا ابن أبي العقب، ثنا أبو زرعة، أنا ابن أبي مريم، أنا أسامة بن زيد، عن أبيه، / (ق 120) عن
(1) في «مسنده» (1/ 192 رقم 1668).
ومن طريقه: أخرجه الضياء في «المختارة» (3/ 131 رقم 933)!
وإسناده ضعيف؛ لضعف شريك، وعاصم.
وله طريق أخرى: أخرجها البيهقي (5/ 69) وابن عبد البر في «الاستيعاب» (3/ 210) من طريق يونس بن محمد المُؤدِّب، عن فليح، عن ضَمرة بن سعيد، عن قيس بن أبي حذيفة، عن خوَّات بن جُبَير قال: خَرَجنا حجَّاجًا مع عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فسِرنا في ركبٍ فيهم أبو عُبيدة بن الجرَّاح، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، قال: فقالوا: غَنِّنَا من شِعر ضِرَار. فقال عمرُ رضي الله عنه: دعوا أبا عبد الله يتغنَّى من بُنيَّاتِ فؤاده -يعني من شِعره-. قال: فما زلت أغنيِّهم حتى إذا كان السَّحَر، فقال عمرُ رضي الله عنه: ارفع لسانَك يا خَوَّات، فقد أسحرنا.
وفي سنده قيس بن أبي حذيفة، -ويقال: قيس بن حذيفة-: مجهول الحال، ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 151 رقم 675) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 95 رقم 544) وسكتا عنه.
وفليح بن سليمان: صدوق، كثير الخطإ، كما قال الحافظ في «التقريب» .
وبمجموع هذين الطريقين يحسَّن الأثر.
جدِّه قال: خَرَجنا مع عمرَ للحجِّ، فسَمِعَ رجلاً يغنِّي، فقيل: يا أميرَ المؤمنين، إنَّ هذا يغنِّي، وهو مُحرِمٌ! فقال: دَعُوهُ، فإنَّ الغناءَ زادُ الراكبِ (1).
أسامة بن زيد بن أسلم قد تكلَّموا فيه.
أثر آخر
(304)
قال يعقوب بن سفيان (2):
ثنا ابن بَشَّار، ثنا محمد بن عبد الله بن الزُّبير، ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد قال: كان عمرُ ينهى أن يُعرِّضَ الحادِي بذِكرِ النساءِ، وهو مُحرِمٌ.
هذا منقطع.
(1) وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (3/ 244 رقم 13953) في الحج، باب في الحُدَاء للمُحرِم، والبيهقي (5/ 68) من طريق أسامة بن زيد، به.
(2)
في «المعرفة والتاريخ» (2/ 171).
وهذا الأثر يَرويه الثوري، واختُلف عليه، فرواه محمد بن عبد الله بن الزُّبير -كما هنا- وتابَعَه كل من:
1 -
وكيع: وروايته عند أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (2/ 7 - رواية عبد الله).
2 -
أبو نعيم: وروايته عند الفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 170).
وخالَفَهما يحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي، وعبد الرزاق، فرَوَوه عن الثوري، عن منصور، عن مجاهد قال: كان ابن عمر يقول للحادي: لا تُعرِّض بذكر النساء. فجعلوه من مسند ابن عمر. ومن هذا الوجه: أخرجه الطبري في «تفسيره» (2/ 264) والفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 171) والبيهقي (5/ 67).
وقد عزا الإمام أحمد هذا الاختلاف إلى الثوري، فقال أبو داود: سَمِعتُ أحمد ذكر حديث سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قول عمر، واختلافهم على سفيان، قال: أراه من سفيان، يعني حديثه: أنه سَمِعَ رجلاً يتغنى، فقال: لا تُعرِّض بذكر النساء. انظر: «مسائل أحمد» (ص 441 رقم 2017 - رواية أبي داود).