الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الصلاة
وقت الصلاة
(50)
قال الدارقطني (1): ثنا محمد بن مَخلد، ثنا محمد بن عبد الملك بن زَنْجويه، ثنا زيد بن الحُبَاب، عن موسى بن عُبيدة، حدثني هود بن عطاء، عن أنس بن مالك: أنَّ عمرَ بن الخطاب قال: نهانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب المصلِّين.
إسناده فيه غرابة (2).
(1) في «سننه» (2/ 54).
(2)
اختُلف في إسناده:
فقيل: عن زيد بن الحُبَاب، عن موسى بن عُبيدة، عن هود بن عطاء، عن أنس، عن عمرَ!
وقيل: عن زيد بن الحُبَاب، عن موسى بن عُبيدة، عن هود بن عطاء، عن أنس، عن أبي بكر!
أما الوجه الأول: فأورده المؤلِّف من رواية محمد بن عبد الملك بن زَنْجويه.
وقد تابع زيد بن الحُبَاب على هذا الوجه: محمد بن الزّبرقان، فيما أخرجه أبو يعلى (1/ 90 رقم 90) و (7/ 168 رقم 4143) والدارقطني (2/ 54).
وأما الوجه الثاني: فأخرجه ابن أبي شيبة في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (1/ 168 رقم 355) و (5/ 54 رقم 4442) وأبو بكر المروزي في «مسند أبي بكر» (ص 119 رقم 75).
وقد تابع زيد بن الحُبَاب على هذا الوجه: الضحاك بن مَخلد، وأبو تميلة، وإسحاق بن سليمان، فيما أخرجه البزار في «مسنده» (1/ 100، 194 رقم 39) ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (1/ 336 رقم 330) و (2/ 921، 922 رقم 969، 970) وأبو يعلى (1/ 89 رقم 89) و (7/ 169 رقم 4144).
قلت: ومداره على موسى بن عُبيدة، وهود بن عطاء، أما موسى بن عُبيدة؛ فقد قال عنه أحمد: ما تحلُّ الرواية عنه. وقال هو وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن معين: لا يحتج به. وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، يحدِّث بأحاديث مناكير. وضعَّفه مسلم، والنسائي، والترمذي، وأبو زرعة. انظر:«تهذيب الكمال» (29/ 104) و «الجرح والتعديل» (8/ 151 رقم 686) و «البحر الزخار» (1/ 75).
وأما هود بن عطاء، فقال عنه ابن حبان: لايحتج به، منكر الرواية على قلَّته، يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، والقلب من مثله إذا أكثر المناكير عن المشاهير ألا يحتج فيما انفرد، وإن اعتُبر بما وافق الثقات، فلا ضير. «المجروحين» (3/ 96).
وفي الباب عن أبي أُمَامة رضي الله عنه: أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (ص 66 رقم 163) وأحمد (5/ 250، 259) ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/ 922 رقم 971، 972) والطبراني في «الكبير» (8/ 275 رقم 8057) وابن عدي (2/ 455 - ترجمة أبي غالب) من طريق حماد بن سَلَمة. والطبراني في «الكبير» (8/ 286 رقم 8100) والبيهقي في «شعب الإيمان» (6/ 87 رقم 2542) من طريق الحسين بن واقِد. كلاهما (حماد بن سَلَمة، والحسين بن واقِد) عن أبي غالب صاحب أبي أُمَامة، عن أبي أُمَامة رضي الله عنه قال: أقبل النبيُّ صلى الله عليه وسلم معه غلامان، فوَهَبَ أحدهما لعلي، وقال: لا تَضربه، فإني نُهيتُ عن ضرب أهل الصلاة، وإنِّي رأيته يصلِّي منذ أقبَلْنا
…
، الحديث.
قال الشيخ الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/ 414): وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي غالب، وهو حسن الحديث.
حديث آخر
(51)
قال الهيثم بن كُلَيب الشَّاشي رحمه الله (1): ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، ثنا داود بن رشيد، ثنا الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذِئب، عن مسلم بن جُندب، عن الحارث الهُذَلي: أنَّ عمرَ بن الخطاب كَتَب إلى أبي موسى الأشعري: إنَّ أحقَّ ما تعاهدَ المسلمون دينُهم، وقد / (ق 21) رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي، حَفِظتُ من ذلك ما حَفِظتُ، ونسيتُ ما نسيتُ، فصلِّ الظهرَ بالهجير (2)، والعصرَ والشمسُ حيَّةٌ.
الحارث بن عمرو الهُذَلي: ذَكَره ابن أبي حاتم، ولم يَذكر فيه جرحًا (3).
(1) ليس في القسم المطبوع من «مسنده» ، ومن طريقه: أخرجه الضياء في «المختارة» (1/ 202 رقم 105).
وأخرجه -أيضًا- إسحاق بن راهويه في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (1/ 138 رقم 262) عن عثمان بن عمر. والبيهقي (1/ 456) من طريق الضحاك بن مَخلد. كلاهما (عثمان بن عمر، والضحاك بن مَخلد) عن ابن أبي ذِئب، به.
(2)
الهجير: اشتداد الحَرِّ نصف النهار. «النهاية» (5/ 246).
(3)
انظر: «الجرح والتعديل» (3/ 82 رقم 376).
وله طريق أخرى: أخرجها مالك في «الموطأ» (1/ 37) في الصلاة، باب وقوت الصلاة، -ومن طريقه: عبد الرزاق (1/ 536 رقم 2036) وابن المنذر في «الأوسط» (2/ 375 رقم 1047) - عن عمِّه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه: أنَّ عمرَ بن الخطاب كَتَب إلى أبي موسى: أنْ صلِّ الظهرَ إذا زاغتِ الشمسُ، والعصرَ والشمسُ بيضاءُ نقيَّةٌ قبل أن يَدخُلَها صُفرةٌ، والمغربَ إذا غربتِ الشمسُ، وأخِّر العشاءَ مالم تَنَمْ، وصلِّ الصبحَ والنجومُ باديةٌ مشتبكةٌ، واقرأ فيها بسورتين طويلتين من المُفصَّل.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، أبو سهيل هو نافع بن مالك بن أبي عامر ثقة روى له الجماعة. وأبوه مالك ثقة -أيضًا- روى له الجماعة، وقد ثبت سماعه من عمر، كما في «التقريب» .
وقال الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه «المختارة» (1): لهذا الحديث شاهد في «الصحيح» من حديث أبي بَرزة الأَسلميِّ رضي الله عنه (2).
أثر
(52)
قال الإمام أحمد في «الزهد» (3): ثنا أسباط، ثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمرَ، قال: خَرَج عمرُ رضي الله عنه إلى حائطٍ له، فرَجَع وقد صلَّى الناسُ العصرَ، فقال: إنما خَرَجتُ إلى حائطي، فرَجَعتُ، وقد صلَّى الناسُ، حائطي على المساكين صدقةٌ.
قال ليث: إنما فاتته في الجماعة.
أثر آخر
(53)
قال عبد الله بن المبارك (4):
أنا حَيوة بن شُريح، ثنا الحسن بن
(1)(1/ 203).
(2)
أخرجه البخاري (2/ 22، 72، 251 رقم 541، 599، 771 - فتح) في مواقيت الصلاة، باب وقت الظهر عند الزوال، وباب ما يكره من السَّمَر بعد العشاء، وفي الأذان، باب القراءة في الفجر، ومسلم (1/ 447 رقم 647) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح، من حديث أبي بَرزة رضي الله عنه قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلِّي الهجيرَ التي تَدْعونها الأُولى حين تَدحضُ الشمسُ، ويصلِّي العصرَ ثم يَرجعُ أحدُنا إلى رَحْله في أقصى المدينة والشمسُ حيَّةٌ
…
، الحديث.
(3)
لم أجده في المطبوع منه، وفي إسناده ليث بن أبي سُليم: صدوق اختَلَط.
(4)
في «الزهد والرقائق» (ص 187 رقم 529).
وأخرجه -أيضًا- البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 151) وابن المنذر في «الأوسط» (2/ 335 رقم 957) من طريق الحسن بن ثوبان، به.
وإسناده ضعيف؛ محمد بن عبد الرحمن بن أبي مسلم مجهول الحال، أورده البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 151 رقم 448) ولم يَذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في «الثقات» (7/ 410).
وأبو مسلم لم أقف له على ترجمة، إضافة إلى جهالة من حدَّثه، والشك الواقع في روايته.
ثوبان: أنَّ محمد بن عبد الرحمن بن أبي مسلم الأزدي أَخبَرَه، عن جدِّه أبي مسلم، أنَّه صلَّى مع عمرَ بن الخطاب، أو حدَّثه عمَّن صلَّى مع عمرَ بن الخطاب المغربَ، فمسَّى بها، أو شَغَله بعضُ الأمر حتى طلع نجمان، فلمَّا فرغ من صلاته تلك أعتَقَ رقبتين.
قلت: معناه: أنَّه أخَّر ابتداءَها حتى أمسى، لا أنَّه مدَّها، فإنَّه قد ثبت في «الصحيح» جواز ذلك (1)، والله أعلم.
أثر آخر
(54)
قال أبو نعيم الفضل بن دُكَين في «الصلاة» له (2): ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جُبَير بن مُطعِم قال: كَتَب عمرُ إلى أبي موسى: أنْ صلِّ العشاء أيَّ الليلِ شئتَ، ولا تُغفلها.
هذا منقطع، إن لم يكن سَمِعَه نافع بن جُبَير من أبي موسى الأشعري.
ويُحتج به لمذهب الشافعي (3): أنَّ وقت العشاء ممتدٌّ إلى طلوع الفجر الثاني.
(1) لعلَّه يشير إلى: ما أخرجه البخاري (2/ 246 رقم 764) في الأذان، باب القراءة في المغرب، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب بطُولَى الطُّولَيَين.
(2)
لم أجده في المطبوع منه، ومن طريقه: أخرجه الطحاوي (1/ 159).
(3)
انظر: «روضة الطالبين» (1/ 293) و «المجموع» (3/ 39).