الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في رمي الجمرة
(354)
قال أبو بكر الإسماعيلي: ثنا علي بن الحسين بن حبَّان - صاحب التاريخ -، ثنا ابن بكَّار، ثنا حُدَيج بن معاوية، ثنا أبو إسحاق الهَمْداني، عن عمرو بن ميمون قال: رأيتُ عمرَ رضي الله عنه رَمَى الجمرةَ من بطنِ الوادي، فقال: والذي أَنزَلَ على عبدِهِ سورةَ البقرةِ؛ لقد رأيتُهُ صلى الله عليه وسلم / (ق 137) رَماَها ببطنِ الوادي.
قال: ورَمَى رجلٌ الجمرةَ، فأصاب رأسَ عمرَ، فوالله ما أَخطأتِ الصَّلعةَ، فَشَجَّتهُ، فرأيتُهُ رَفَع يدَه إلى رأسِهِ، ثم نَظَر، فإذا الدَّم قد سال، فواللهِ ما أَرسَلَ إلى أحدٍ ولا سَبَّ أحدًا (1).
وقد روى من حديث يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب: أنَّه لما شجَّه ذلك الرجلُ قال بنو لهب -وكانوا يَعتَافون (2) -: والله لا يَرْمِها بعد عامِهِ هذا. فكان كذلك (3).
(1) وفي إسناده: حُدَيج بن معاوية: قال أحمد: لا أعلم إلا خيرًا. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرَّة: لا يُكتب حديثه، ليس بشيء، ليس بثقة. وقال البخاري: يتكلَّمون في بعض حديثه. وضعَّفه النسائي، وابن سعد، وأبو زرعة، والدارقطني، والبزَّار. انظر:«تهذيب الكمال» (5/ 488 - 490).
ورَمْيه صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة من بطن الوادي ثابت في «الصحيحين» من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. انظر: «صحيح البخاري» (3/ 580 رقم 1747 - فتح) في الحج، باب رمي الجمار من بطن الوادي، و «صحيح مسلم» (2/ 942 رقم 1296) في الحج، باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادي.
(2)
يعتافون: من العيافة، وهي صِدق الحَدَس والظنِّ. «النهاية» (3/ 330).
(3)
وهذا منقطع، وله طريق أخرى: أخرجها ابن سعد (3/ 333) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري. وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1/ 102 رقم 81) والبلاذُري في «أنساب الأشراف» (ص 336) من طريق معمر. وعمر بن شبَّة في «تاريخ المدينة» (3/ 875) من طريق إبراهيم بن سعد. ثلاثتهم (إبراهيم بن إسماعيل، ومعمر، وإبراهيم بن سعد) عن الزهري، عن محمد بن جُبير، عن جُبير بن مُطعِم قال: بينما عمرُ واقفٌ على جبال عرفة، سمع رجلاً يصرخ، يقول: يا خليفة، يا خليفة، فسمعه رجل آخر -وهم يعتافون- فقال: ما لك؟ فكَّ الله لهواتك! فأقبلتُ على الرجل، فصخبتُ عليه، قلت: لا تَسبنَّ الرجل. قال جُبير بن مُطعِم: فإني الغد واقف مع عمرَ على العقبة يرميها، إذ جاءت حصاة عائرة، فنَقَفَت رأس عمر، ففَصَدت، فسمعتُ رجلاً من الجبل يقول: أُشْعِرتَ، وربِّ الكعبة، لا يقفُ عمرُ هذا الموقفَ بعد العام أبدًا. قال جبير بن مطعم: فإذا هو الذي صرخ فينا بالأمس، فاشتدَّ ذلك عليَّ.
وهذا إسناد صحيح.
أثر آخر
(355)
قال أبو عبيد (1):
ثنا هشيم، أنا حجَّاج، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن ابن الزُّبير، عن عمرَ قال: مَن لبَّد، أو عَقَصَ، أو ضَفَرَ؛ فعليه الحَلْقُ.
(1) في «غريب الحديث» (4/ 276).
وفي إسناده: الحجَّاج (وهو: ابن أرطاة) صدوق، كثير الخطإ والتدليس، إلا أنه لم يتفرَّد به، فقد تابَعَه عبيد الله بن موسى، وروايته عند ابن أبي شيبة (3/ 298 رقم 14508) في الحج، باب من قال: إذا لبَّد، أو عَقَص، أو ضَفَر؛ فعليه الحَلْق، عن ابن أبي مُلَيْكَة قال: وَضَعتُ على رأسي طيبًا قبل أنْ أُحرِمَ، فلَقِيتُ ابنَ الزبير، فقال: أمَّا عمرُ، فكان يرى الحَلقَ على من لبَّدَ، وأمَّا أنا، فلا أرى إلا ما نَويتَ.
وأخرج مالك (1/ 532) في الحج، باب التلبيد، -واللفظ له- عن نافع. وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (2/ 947 رقم 2727) من طريق أبي الزبير. كلاهما (نافع، وأبو الزبير) عن ابن عمرَ: أنَّ عمرَ بن الخطاب قال: مَن ضَفَر رأسَه فلْيَحلِقْ، ولا تشبَّهوا بالتلبيدِ.
وهذه أسانيد صحيحة.
ثم روى مثلَه عن عليٍّ (1)، وابن عمرَ (2).
قوله: لبَّد: يعني: أن يجعل في رأسه شيئًا من صَمغ أو عسل لِيَتَلبَّدَ فلا يَقْمَل.
هكذا فسَّره يحيى بن سعيد، وسألته عنه.
وقال غيره: إنما التَّلبيد بُقْيًا على الشَّعر لئَّلا يَشعَثَ في الإحرام، فلذلك وَجَبَ عليه الحَلْقُ شبيهًا بالعقوبة له.
وكان سفيان بن عيينة يقول بعضَ هذا.
وأما العَقص والضَّفر فهو: فَتلُهُ ونَسجُهُ، وكذلك: التجمير.
قال إبراهيم النَّخَعي: العاقِصُ، والضَّافِرُ، والمُجمِّرُ: عليهم الحَلْقُ.
(1) وإسناده هكذا: حدثنا هشيم، حدثنا حفص بن غياث، عن جعفر، عن أبيه، عن علي.
وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (3/ 298 رقم 14505) في الموضع السابق، عن حفص بن غياث، به.
وهو منقطع؛ والد جعفر هو محمد بن علي بن الحسين لم يُدرك جدَّه عليّ. قاله أبو زرعة. انظر: «تحفة التحصيل» (ص 282).
(2)
وإسناده هكذا: حدثنا هشيم، أخبرنا ليث، عن مجاهد، عن ابن عمرَ.
وليث هو: ابن أبي سُليم: صدوق اختَلَط.
لكن له طريق أخرى: أخرجها ابن أبي شيبة (3/ 298 رقم 14503) عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمرَ قال: مَن ضَفَر أو لبَّدَ أو عَقَصَ؛ فلْيَحلِقْ. وقال ابن عباس: ما نَوَى.
وهذا إسناد صحيح.