الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
/ (ق 122)
حديث في أفضلية القِران
(310)
قال الإمام أحمد (1): ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، أنَّ يحيى بن أبي كثير حدَّثه عن عكرمة مولى ابن عباس قال: سَمِعتُ ابن عباس يقول: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب يقول: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول -وهو بالعقيق (2) -: «أتاني الليلةَ آتٍ من ربِّي عز وجل، فقال: صَلِّ في هذا الوادي المُبارَكِ، وقُل: عمرةً في حجَّةٍ» .
قال الوليد: يعني: ذا الحُلَيفة (3).
ورواه البخاري في الحجِّ (4)، عن الحميدي، عن الوليد بن مسلم وبِشر بن بكر.
وفي المزارعة (5)، عن إسحاق بن إبراهيم، عن شعيب بن إسحاق.
وأبو داود في الحج (6)، عن النُّفَيلي، عن مسكين بن بُكَير.
وابن ماجه (7)، عن دحيم، عن الوليد بن مسلم.
وعن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن مصعب القُرْقُسَاني.
خمستهم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به.
(1) في «مسنده» (1/ 24 رقم 161).
(2)
العقيق: واد بناحية المدينة. «معجم البلدان» (4/ 138).
(3)
ذو الحُلَيفة: ميقات أهل المدينة، بينه وبين المدينة ستة أميال أو سبعة. «معجم البلدان» (4/ 138).
(4)
من «صحيحه» (3/ 392 رقم 1534 - فتح) باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «العقيق واد مبارَك» .
(5)
(5/ 20 رقم 2337 - فتح) باب منه.
(6)
من «سننه» (2/ 444 رقم 1800) باب الإقران.
(7)
في «سننه» (2/ 991 رقم 2976) في المناسك، باب التمتع بالعمرة إلى الحج.
ورواه البخاري -أيضًا- في كتاب الاعتصام (1)، عن سعيد بن الرَّبيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وقد رواه علي ابن المديني، عن الوليد بن مسلم، به، وقال: هذا حديث جيِّد الإسناد، وهو صحيح من حديث عمر.
حديث آخر
(311)
قال الإمام أحمد (2): ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن أبي وائل: أنَّ الصُّبَيَّ بن مَعبَد كان نَصرانيًا تَغْلِبيًا أَعرابيًا، فأَسلَمَ، (فقال) (3): أيُّ العملِ أفضلُ؟ فقيل له: الجهادُ في سبيل الله عز وجل. فأراد أن يجاهدَ، فقيل له: حَجَجتَ؟ فقال: لا. فقيل: حُجَّ واعتَمر، ثم جاهِد في / (ق 123) سبيل الله. فانطَلَق، حتى إذا كان بالحوائطِ أَهَلَّ بهما جميعًا، فرآه زيد بن صُوْحَان، وسلمان بن ربيعة، فقالا: لَهُوَ أَضلُّ من جَمَلِهِ. أو: ما هذا بأَهدى من ناقتِهِ. فانطَلَق إلى عمرَ، فأَخبَرَه بقولهما، فقال له: هُدِيتَ لسُنَّة نبيِّكَ صلى الله عليه وسلم.
قال الحكم، فقلت لأبي وائل: أحدَّثك الصُّبَيُّ؟ فقال: نعم.
ثم رواه أحمد (4)، عن سفيان (5)، عن منصور، عن أبي وائل. وعن سفيان (6)، عن عَبدة بن أبي لُبَابة، عن أبي وائل، به.
(1)(13/ 303 رقم 7343 - فتح) باب ما ذَكَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وحضَّ على اتفاق أهل العلم.
(2)
في «مسنده» (1/ 14 رقم 83).
(3)
في المطبوع: «فسأل» .
(4)
في «مسنده» (1/ 37 رقم 256).
(5)
قوله: «أحمد، عن سفيان» كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «أحمد، عن عبد الرزاق، عن سفيان» ، وهو الموافق لما في «إطراف المُسنِد المُعتَلِي» (5/ 36 رقم 6569).
(6)
(1/ 25 رقم 169).
وهو عند ابن عيينة في «جزئه» (ص 84 رقم 20 - رواية زكريا المروزي).
وفي آخره: قال عَبدة: قال أبو وائل: كثيرًا ما ذهبتُ أنا ومسروق إلى الصُّبَيِّ نسألُهُ عنه.
ورواه أبو داود (1)، والنسائي (2) من حديث جرير -زاد النسائي: وزائدة-. كلاهما عن منصور، عن أبي وائل -واسمه: شقيق بن سَلَمة-، قال: قال الصُّبَيُّ بن مَعبَد
…
، فذَكَره.
ورواه النسائي -أيضًا- (3) من حديث ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن مجاهد وغيره، عن رجلٍ من أهل العراق، يقال له: شقيق، بمعناه.
ورواه ابن ماجه (4)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمَّار. كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عَبدة بن أبي لُبَابة، عن أبي وائل، به.
وعن علي بن محمد، عن وكيع، وأبي معاوية، ويعلى بن عبيد. ثلاثتهم عن الأعمش، عن شقيق، بمعناه.
وقال الإمام أحمد -أيضًا- (5): ثنا يحيى، عن الأعمش، ثنا شقيق، ثنا الصُّبي بن مَعبَد -وكان رجلاً نَصرانيًا من بني تَغْلِب- قال: كنتُ نصرانيًا، فأَسلَمْتُ، فاجتَهَدتُ، فلم آلُ، فأَهلَلتُ بحجَّةٍ وعمرةٍ، فمَرَرتُ بالعُذَيبِ (6) على سلمان بن ربيعة، وزيد بن صُوْحَان، فقال أحدهما: أبهما جميعًا؟! فقال له صاحبه: دَعْهُ، فلَهُوَ أَضلُّ من بعيره.
(1) في «سننه» (2/ 443 رقم 1799) في المناسك، باب في الإقران.
(2)
في «سننه» (5/ 160 رقم 2718) في المناسك، باب القِران.
(3)
في «سننه» (5/ 161 رقم 2720).
(4)
(2/ 989 رقم 2970) في المناسك، باب من قرن الحج والعمرة.
(5)
في «مسنده» (1/ 37 رقم 254).
(6)
العُذَيب: اسم ماء لبني تميم على مرحلة من الكوفة. «النهاية» (3/ 195).
قال: فكأَنما بعيري / (ق 124) على عُنُقي، فأَتيتُ عمرَ رضي الله عنه، فذَكَرتُ ذلك له، فقال لي عمر: إنهما لم يقولا شيئًا، هُدِيتَ لسُنَّةِ نبيِّكَ صلى الله عليه وسلم.
ورواه أحمد بن مَنيع في «مسنده» (1)، عن هشيم، عن سيَّار، عن أبي وائل، به.
قلت: فهو محفوظ، بل متواتر إلى أبي وائل، وقد صرَّح فيه بالتحديث عن الصُّبَيِّ بن مَعبَد، فهو على شرط البخاري ومسلم، فعَجَبًا لهما إذ لم يخرجاه! والظاهر أنهما عَدَلا عنه، لأنَّه لم يَرو عن الصُّبي بن مَعبَد إلا أبو وائل وحده، لكن في «الصحيحين» من هذا الضرب من الأحاديث قطعة، ثم قد سَمِعَه منه مسروق.
ولهذا قال الإمام علي ابن المديني: لا أعلم أحدًا رواه عن الصُّبَيِّ بن مَعبَد غير أبي وائل، ومما حسَّن الحديثَ: أنَّ مسروقًا سأل الصُّبَيَّ بن مَعبَد عن هذا الحديث، ثم أَسنَدَ ذلك، كما تقدَّم، ثم قال: وهو عندي حديث صحيح، ثم قال:
(312)
ثنا يزيد بن زُرَيع، ثنا سعيد، عن أبي مَعشر، عن إبراهيم النَّخَعي: أنَّ عمرَ بن الخطاب أمَرَ الصُّبَيَّ أنْ يَذبَحَ شاةً.
ثم قال: فهذا مما يقوِّي حديث الصُّبَيِّ، لأن إبراهيمَ من الفقهاء.
قلت: وقد روى هذا الحديث الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان البُستي في كتابه «الصحيح» (2).
وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني رحمه الله (3)، وقد سُئل عن هذا
(1) وأخرجه -أيضًا- أحمد (1/ 34 رقم 227) عن هشيم، به.
(2)
(9/ 219 رقم 3911،3910 - الإحسان).
(3)
في «العلل» (2/ 164 رقم 192).
الحديث: رواه عن أبي وائل منصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش، والحكم بن عُتيبة، وحماد بن أبي سليمان، وحبيب بن أبي ثابت، وعمرو بن مُرَّة، ومغيرة، وسَلَمة بن كُهَيل، وجندب بن حسان، وسيَّار، وثُوَير / (ق 125) بن أبي فاخِتَة، ويزيد بن أبي زياد، وعاصم بن أبي النَّجود، ومجاهد بن جَبْر.
وقال في آخره شيئًا حسنًا لم يَذكره غيره: قال أبو وائل: كنتُ أختلفُ أنا ومسروقُ بن الأجدع إلى الصُّبَيِّ بن مَعبَد نَستذكره هذا الحديث.
ثم قال الدارقطني: وهو حديث صحيح، وأحسنها إسنادًا حديث منصور، والأعمش، عن أبي وائل، عن الصُّبَيِّ، عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه.
قلت: وقد تقدَّم في رواية عنه عن أبي وائل كما قال مجاهد عنه من ذهابه هو ومسروق إلى الصُّبَيِّ بن مَعبَد في هذا الحديث.
وهو في «مسند أحمد» ، ولم يطَّلع عليه الدارقطني رحمه الله.