الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الجنائز
(189)
قال الإمام أحمد (1): ثنا عبد الله بن نُمَير، عن مُجالِد، عن عامر، عن جابر بن عبد الله قال: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب يقول لطلحةَ بن عبيد الله رضي الله عنهما: ما لي أَراك قد شَعِثْتَ واغْبَرَرْتَ مُذ تُوفي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ لعلَّك ساءك إمارةُ ابنِ عمِّك؟ قال: معاذَ الله، إنِّي لأَجْدَرُكم ألا أفعلَ ذلك، إنِّي سَمِعتُ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إنِّي لأعلمُ كلمةً لا يقولُها رجلٌ عند حضرةِ الموتِ إلا وَجَد رُوحُه لها رَوْحًا حين تخرجُ من جسدِه، وكانت له نورًا يومَ القيامةِ» . فلم أَسأَل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم / (ق 74) عنها، ولا أَخبَرَني بها، فذلك الذي دَخَلني. فقال عمرُ: فأنا أَعلمُهُ. قال: فللَّهُ الحمدُ. قال: فما هي؟! قال: هي الكلمةُ التي قالها لعمِّه: لا إلهَ إلا اللهُ. قال: صَدَقتَ.
وكذا رواه النسائي في «اليوم والليلة» (2)، عن يحيى بن موسى، عن عبد الله بن نُمَير، به.
وهذا إسناد حسن (3).
(1) في «مسنده» (1/ 28 رقم 187).
(2)
(ص 590 رقم 1098).
(3)
في هذا نظر؛ فمُجالِد، وهو: ابن سعيد الهَمْداني قال عنه الحافظ في «التقريب» : ليس بالقوي، وقد تغيَّر في آخر عمره.
وقد اختُلف فيه على الشعبي، كما هو ظاهر من سياق الروايات. ولذا قال الدارقطني في «العلل» (4/ 212): رواه مُجالِد، عن الشَّعبي، واختُلف عنه، فقال ابن نُمَير: عن مُجالِد، عن الشَّعبي، عن جابر بن عبد الله قال: سَمِعتُ عمرَ يقول لطلحة. وخالَفَه أبو أسامة، فرواه عن مُجالِد، عن الشَّعبي: سأل عمرُ طلحةَ، ولم يَذكر بينهما أحدًا.
قلت: وهذا الاختلاف دلَّ على اضطِّراب مُجالِد.
ولكن رواه أحمد -أيضًا- (1)، عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل، عن الشَّعبي، عن عمر، به.
وهذا منقطع، وفيه مبهم.
طريق أخرى
(190)
قال أبو يعلى الموصلي (2): ثنا هارون بن إسحاق الهَمداني، ثنا محمد بن عبد الوهاب القنَّاد، عن مِسْعَر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعبي، عن يحيى بن طلحة، عن أُمِّه سُعدى المُريَّة قالت: مرَّ عمرُ بطلحةَ بعد وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مالَكَ مُكتَئِبٌ، أَساءَتكَ (3) إمْرَةُ ابنِ عمِّكَ؟ قال: لا
…
، وذَكَر الحديث.
وقد رواه النسائي في «اليوم والليلة» -أيضًا- (4)، وابن ماجه (5). جميعًا عن هارون بن إسحاق، به.
وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (6)، عن عبد الله بن محمد بن سَلْم، عن هارون بن إسحاق.
(1) في «مسنده» (1/ 63 رقم 252).
(2)
في «مسنده» (2/ 14 رقم 642).
(3)
قوله: «ما لك مُكتئب، أساءتك» كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «ما لي أراك مُكتئبًا؟ أيسوؤك» .
(4)
(ص 592 رقم 1101).
(5)
في «سننه» (2/ 1247 رقم 3795) في الأدب، باب فضل لا إله إلا الله.
(6)
(1/ 434 رقم 205 - الإحسان).
واختاره الضياء في كتابه (1).
وقال علي ابن المديني: حدَّثنا بهذا الحديث أصحابنا، عن محمد بن عبد الوهاب الكوفي (2) -وكان رجلاً صالحًا ثقة-، عن مِسْعَر، عن إسماعيل، عن الشَّعبي، عن يحيى بن طلحة، / (ق 75) عن سُعدى بنت عوف المُريَّة، امرأة طلحة، عن طلحة، عن عمر
…
، فذَكَره، بنحوه.
قال: ورواه شعبة (3)، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعبي، عن رجل، عن سُعدى امرأة طلحة، عن طلحة: أنَّ عمرَ مَرَّ به
…
، فذَكَر نحوه.
قال: وكذا حدَّثناه يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعبي، به.
قال: وحدَّثناه محمد بن عبيد، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل، عن الشَّعبي، وأرسله.
قال عليّ: وإنما أراد محمد: عن الشَّعبي، عن رجل. فقال: عن رجل، عن الشَّعبي؛ لأنَّ يحيى من أثبت مَن روى عن ابن أبي خالد، وكان يتتبَّع السماع من الفقهاء، ويَشدُّه رواية شعبة -أيضًا- كذلك.
ثم رواه علي، عن المعلَّى الرازي، وعَبثر بن القاسم. كلاهما عن مُطرِّف، عن الشَّعبي، عن يحيى بن طلحة، عن طلحة قال: مَرَّ بي عمر
…
، فذَكَره.
ورواه، عن جرير بن عبد الحميد، عن مُطرِّف، عن عامر، عن ابنٍ لطلحةَ: أنَّ عمرَ مَرَّ على طلحةَ
…
، فذَكَره (4).
(1)«المختارة» (1/ 226 - 229 رقم 121 - 126).
(2)
وروايته عند المحاملي في «أماليه» (ل 9/أ -رواية ابن مهدي).
(3)
وروايته عند المحاملي في «أماليه» (ل 9/أ -رواية ابن مهدي).
(4)
وأخرجها - أيضًا - المحاملي في «أماليه» (ل 8/ب -رواية ابن مهدي).
طريق أخرى
(191)
قال أحمد (1): ثنا أسباط، ثنا مُطرِّف -يعني: ابن طَريف-، عن عامر -هو: الشَّعبي-، عن يحيى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيد الله، عن عمرَ بن الخطاب، به.
ورواه النسائي في «اليوم والليلة» (2)، عن علي بن حُجر، عن عليِّ بن مُسْهِر، عن مُطرِّف، به.
ورواه أحمد بن مَنيع، وأبو يعلى الموصلي في «مسنديهما» (3) من حديث مُطرِّف، به.
واختاره الضياء في كتابه (4) من هذا الوجه (5).
(1) في «مسنده» (1/ 161 رقم 1384).
(2)
(ص 591 رقم 1100).
(3)
(2/ 22 رقم 655).
(4)
«المختارة» (3/ 38 رقم 837).
(5)
وهذا الحديث -كما ترى- قد اختَلَف فيه الرواة اختلافًا كثيرًا، وقد ساق الدارقطني في «العلل» (4/ 210 - 213) وجوه هذا الاختلاف، ثم قال: وأحسنها إسنادًا حديث علي بن مُسْهِر ومن تابَعَه، عن مُطرِّف، عن الشَّعبي، عن يحيى بن طلحة، عن أبيه. وحديث مِسْعَر، عن إسماعيل بن أبي خالد حسن الإسناد -أيضًا-، فإن كان محفوظًا؛ فإنَّ يحيى بن طلحة حفظه عن أبيه، عن أمِّه.
وقال في «الأفراد» ، كما في «أطرافه» لابن طاهر (1/ 309): غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعبي، عن يحيى بن طلحة، عن أمِّه سُعدى، عن طلحة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، تفرَّد به مِسْعَر بن كِدَام، عن إسماعيل، وهو غريب من حديث مِسْعَر، تفرَّد به محمد بن عبد الوهاب القنَّاد، وتفرَّد به هارون بن إسحاق، عن القنَّاد.
وانظر: «تحفة الأشراف» (4/ 212 رقم 4995) و «المطالب العالية» (3/ 240 رقم 2877).
/ (ق 76) طريق أخرى
(192)
روى أبو بكر الإسماعيلي من حديث عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يَسَار، عن حُمران، عن عثمان، عن عمرَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلَمُ كلمةً، لا يقولها عبدٌ حقًا من قلبِه فيموتُ على ذلك؛ إلا حرَّمه اللهُ على النَّارِ: لا إلهَ إلا اللهُ» (1).
وهذا إسناد جيد.
حديث آخر
(193)
قال الإمام أحمد (2): ثنا مؤمَّل، ثنا حماد، ثنا زياد بن مِخراق، عن شَهر، عن عُقبة بن عامر، حدَّثني عمر: أنَّه سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من مات يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، قيل له: اُدخُلِ الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ الثمانيةِ شئتَ» .
هذا إسناد حسن (3)، وليس في شيء من الكتب السِّتة.
(1) وأخرجه -أيضًا- أحمد (1/ 63 رقم 447) وابن خزيمة في «التوحيد» (2/ 774) وابن حبان (1/ 434 رقم 204 - الإحسان) والحاكم (1/ 172، 351) وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 296) والضياء في «المختارة» (1/ 361، 457 - 458 رقم 250، 332، 333) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به.
وقد توبع عبد الوهاب بن عطاء، تابَعَه يزيد بن زُرَيع، كما عند الضياء في «المختارة» (1/ 360 رقم 249).
وانظر: «علل الدارقطني» (2/ 7 رقم 82) و (3/ 29 رقم 264).
(2)
في «مسنده» (1/ 16 رقم 97).
وأخرجه -أيضًا- إسحاق بن راهويه في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (3/ 241 رقم 2880) عن مؤمَّل، به.
(3)
في إسناده: شَهْر، وهو: ابن حَوشب، وهو كثير الأوهام والإرسال، ولم أجد من نصَّ على سماعه من عُقبة، وقد قال الحافظ في «المطالب العالية»: حديث عُقبة عن عمرَ في «الصحيح» [«صحيح مسلم» 1/ 209 رقم 234] بغير هذا السِّياق.
حديث آخر
(194)
قال ابن ماجه (1): ثنا جعفر بن مُسَافر، حدثني كثير بن هشام، ثنا جعفر بن بُرقان، عن ميمون بن مِهران، عن عمرَ بن الخطاب قال: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذا دَخَلتَ على مريضٍ، فمُرْهُ يَدعُو لكَ، فإنَّ دعاءَه كدعاءِ الملائكةِ» .
إسناده حسن، ولكن ميمون بن مِهران لم يُدرك عمرَ بن الخطاب (2).
حديث آخر
(195)
قال الإمام أحمد (3): ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب: قال سالم: فسَمِعتُ عبد الله بن عمر يقول / (ق 77): قال عمرُ: أَرسِلُوا إليَّ طبيبًا يَنظُرُ إلى جُرحي هذا. قال: فأَرسَلُوا إلى طبيبٍ من العرب، فسقى عمرَ نبيذًا (4)، فشَبِهَ النبيذُ بالدَّم حين خَرَج من الطعنة التي تحت السُّرَّة. قال: فدَعَوتُ طبيبًا من الأنصار من بني معاوية،
(1) في «سننه» (1/ 463 رقم 1441) في الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض.
(2)
تنبيه: جاء بحاشية الأصل تقيِّيد بخط الحافظ ابن حجر، هذا نصُّه: له علَّة خفية، رواه الحسن بن عرفة، عن كثير بن هشام، فأدخل بينه وبين جعفر رجلاً ضعيفًا جدًّا، وهو: عيسى بن إبراهيم، أخرجه ابن السُّني، والبيهقي من طريق الحسن بن عرفة، والحسن أتقن من جعفر بن مُسافِر، وكان كثير بن هشام حدَّثه بالعنعنة، ولكن جعفر بن مُسافِر أسقط الضعيف، فقال: عن كثير: حدَّثنا! وخفي عليه أن بينهما واسطة، وأكَّد ذلك عنه أن كثير بن هشام ذكر الرواية عن جعفر بواسطة.
وانظر: «النكت الظِّرَاف» (8/ 111) و «السلسلة الضعيفة» (3/ 53 رقم 1004).
(3)
في «مسنده» (1/ 42 رقم 294).
(4)
النبيذ: ما يُعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحِنطة والشَّعير وغير ذلك. «النهاية» (5/ 7).
فسقاه لبنًا، فخَرَج اللَّبنُ من الطعنة يَصلِدُ (1) أبيض. فقال له الطبيب: يا أميرَ المؤمنين، اعهَدْ. فقال عمرُ: صَدَقني أخو بني معاوية، ولو قلتَ غيرَ ذلك كذَّبتُك. قال: فبكى عليه القومُ حين قال ذلك، فقال: لا تَبكوا علينا، مَن كان باكيًا؛ فليَخرُجْ، ألم تَسمعوا ما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:«يُعذَّبُ الميِّتُ ببكاءِ أهلِه عليه» . فمن أجل ذلك كان عبد الله لا يُقِرُّ أن يُبْكى عنده على هالكٍ من ولده ولا غيرهم.
ورواه الترمذي (2)، عن عبد الله بن أبي زياد.
والنسائي (3)، عن سليمان بن سيف الحرَّاني.
كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
طريق أخرى
(196)
قال أحمد (4): ثنا يحيى، ومحمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة، ثنا قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عمرَ، عن عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:«الميِّتُ يُعذَّبُ في قبره بالنياحةِ عليه» .
وقال محمد بن جعفر: «بما نِيحَ عليه» .
ورواه أحمد -أيضًا- (5)، عن يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمرَ، عن عمر، به.
(1) يَصلِدُ: أي يَبرُقُ ويَبِصُّ. انظر: «النهاية» (3/ 46).
(2)
في «سننه» (3/ 326 رقم 1002) في الجنائز، باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت.
(3)
في «سننه» (4/ 314 رقم 1849) في الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت.
(4)
في «مسنده» (1/ 26، 50 رقم 180، 354).
(5)
في الموضع السابق (1/ 36 رقم 248).
وقد رواه مسلم (1)، عن بُندَار، عن غُندَر.
وابن ماجه (2)، عن بُندَار، ومحمد بن الوليد.
/ (ق 78) كلاهما عن غُندَر، عن شعبة، به.
ورواه النسائي (3) عن الفلَاّس، عن يحيى بن سعيد -وهو: القطَّان-، عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (4)، عن عَبدان، عن أبيه، عن شعبة.
قال: وقال آدم، عن شعبة:«الميِّتُ يُعذَّبُ ببكاءِ الحيِّ» .
قال: وتابَعَه عبد الأعلى -يعني: ابن حماد-، عن يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة.
ورواه ابن ماجه -أيضًا- (5)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أسود بن عامر -شاذان-.
وعن نصر بن علي، عن عبد الصمد، ووهب بن جرير. كلُّ هؤلاء عن شعبة، بإسناده، نحوه.
وقد رواه الإمام أحمد -أيضًا- (6)، عن غُندَر، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، بإسناده، مثله.
(1) في «صحيحه» (2/ 638 رقم 927)(17) في الجنائز، باب الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه.
(2)
في «سننه» (1/ 508 رقم 1593) في الجنائز، باب ما جاء في الميت يُعذَّب بما نِيح عليه.
(3)
في «سننه» (4/ 315 رقم 1852) في الجنائز، باب النياحة على الميت.
(4)
في «صحيحه» (3/ 161 رقم 1292 - فتح) في الجنائز، باب ما يُكره من النياحة.
(5)
في «سننه» (1/ 508 رقم 1593) في الموضع السابق.
(6)
في «مسنده» (1/ 51 رقم 366).
وهكذا رواه مسلم (1)، عن محمد بن المثنَّى، عن محمد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، به.
ورواه أحمد -أيضًا- (2)، عن عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب (3): أنَّ عمرَ قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الميِّتُ يُعذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليه» .
وهذا منقطع.
ورواه أحمد -أيضًا- (4)، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب قال: لما مات أبو بكرٍ بُكِيَ عليه، فقال عمرُ: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الميِّتَ يُعذَّبُ ببكاءِ الحيِّ» .
قلت: ورواه همام (5)، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لم يَذكر عمرَ، لكن قال في عقبه: قال قتادة: وأخبرني يحيى بن رُؤبة قال: قلت لابن عمر: يُعذَّبُ هذا / (ق 79) الميِّتُ ببكاء هذا الحيِّ؟ قال: حدَّثنيه عمرُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ووالله ما كَذَبتُ على عمرَ، ولا كَذَب عمرُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
طريق أخرى
(197)
قال أحمد (6): ثنا عفان، ثنا همام، عن قتادة، عن قَزَعة قال: قلت لابن عمر: يُعذِّبُ اللهُ هذا الميِّت ببكاء هذا الحيِّ؟ فقال: حدَّثني
(1) في «صحيحه» (2/ 639 رقم 927)(17).
(2)
في «مسنده» (1/ 45 رقم 315).
(3)
ضبَّب عليه المؤلِّف لانقطاعه بين سعيد بن المسيّب وعمر.
(4)
في الموضع السابق (1/ 47 رقم 334).
(5)
لم أقف على هذه الطريق.
(6)
في «مسنده» (1/ 38 رقم 264).
عمرُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ما كَذَبتُ على عمرَ، ولا كَذَب عمرُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا إسناد صحيح على شرط الجماعة، ولم يخرِّجه أحد منهم إلا من هذا الوجه، وقَزَعة هذا هو: ابن يحيى، أخرجوا له كلُّهم.
طريق أخرى
(198)
قال أحمد (1): حدثنا يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمرَ، عن عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:«يُعذَّبُ الميِّتُ ببكاءِ أهلِه عليه» .
وهكذا رواه النسائي (2) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى -وهو: ابن سعيد القطَّان-، به.
وأخرجه مسلم (3)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمَير. كلاهما عن محمد بن بِشر، عن عبيد الله -وهو: ابن عمر العُمَري-، به.
طريق أخرى
(199)
قال أحمد (4): ثنا إسماعيل، ثنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة قال: كنت عند عبد الله بن عمرَ، ونحن ننتظر جنازة أمِّ أَبَان بن (5) عثمان، وعنده عمرو بن عثمان، فجاء ابن عباس يقوده قائده، قال: فأُراه
(1) في الموضع السابق (1/ 36 رقم 248).
(2)
في «سننه» (4/ 314 رقم 1847) في الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت.
(3)
في «صحيحه» (2/ 638 رقم 927)(16) في الجنائز، باب الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه.
(4)
في «مسنده» (1/ 41 رقم 288).
(5)
كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «ابنة» ، وهو الصواب.
أُخبِرَ بمكان ابن عمر، فجاء حتى جلس إلى جنبي، وكنتُ بينهما، فإذا صوتٌ من الدَّار، فقال ابن عمر: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الميِّتَ يُعذَّبُ ببكاءِ / (ق 80) أهلِه عليه» . فأرسلها عبد الله مرسلة (1).
قال ابن عباس: كنَّا مع أمير المؤمنين عمرَ، حتى إذا كنَّا بالبيداء إذا هو برجلٍ نازلٍ في ظلِّ شجرةٍ، فقال لي: انطلِق، فاعلَمْ مَن ذاك. فانطلقتُ، فإذا هو صهيبٌ، فرَجَعتُ إليه، فقلت: إنك أمرتني أن أَعلَمَ لك مَن ذاك، وإنَّه صهيبٌ. قال: مُرْه (2) فليَلحَق بنا. فقلتُ: إنَّ معه أهلُه. فقال: وإنْ كان معه أهلُه -وربما قال أيوب: مُرْه فلْيَلْحَق بنا-، فلمَّا بَلَغنا المدينةَ، لم يَلبَثْ أميرُ المؤمنين أنْ أُصيبَ، فجاء صهيب، فقال: واأَخاهُ! واصاحِباهُ! فقال عمرُ: ألَمْ تَعلَمْ، أو: ألَمْ تَسمعْ -أو قال: أَوَ لَمْ تَعلَمْ، أَوَ لَمْ تَسمعْ (3) -: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الميِّتَ ليُعذَّبُ ببعضِ بكاءِ أهلِه عليه» .
فأما عبد الله فأرسَلَها مرسَلَةً، وأما عمرُ فقال:«ببعض» ، فأتيت عائشة، فذَكَرتُ لها قولَ عمرَ، فقالت: لا والله ما قاله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الميِّتَ ليُعذَّب ببكاءِ أحدٍ، ولكنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:«إنَّ الكافرَ لَيَزيدُهُ اللهُ ببكاءِ أهلِه عذابًا» . وإنَّ اللهَ لهو أضحك وأبكى، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (4).
(1) سيأتي تفسيرها قريبًا في كلام ابن عباس رضي الله عنهما.
(2)
كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «مُرُوه» .
(3)
تنبيه: هكذا جاءت هذه العبارة، وهي موافقة للمطبوع من «المسند» ، إلا أن المؤلِّف وضع فوقها علامة التضبيب، ولم يظهر لي وجهه.
(4)
الأنعام: 164، والإسراء: 15، وفاطر: 18، والزمر: 7
قال أيوب: وقال ابن أبي مُلَيْكَة: حدَّثني القاسم، قال: لمَّا بَلَغ عائشةَ قولُ عمرَ وابنِ عمرَ، قالت: إنكم لتُحدِّثونني عن غير كاذِبَين، ولا مكذَّبَين، ولكنَّ السمعَ يُخطئُ (1).
ثم رواه أحمد (2)، عن عبد الرزاق (3)، عن ابن جريج، عن ابن أبي مُلَيْكَة، قال: تُوفيت ابنة عثمان بن عفان بمكَّة
…
، وساق الحديث، بنحوه.
ورواه البخاري (4)، ومسلم (5)، والنسائي (6) من طرق، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عنه.
طريق أخرى
(200)
قال مسلم (7): / (ق 81) ثنا علي بن حُجر، ثنا علي بن مُسْهِر، عن الشَّيباني، عن أبي بُرْدة، عن أبيه قال: لما أُصيبَ عمرُ جعل صهيبٌ يقول: وا أخاهُ! فقال له عمر: يا صهيبُ، أَمَا عَلِمتَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:«إنَّ الميِّتَ ليُعذَّبُ ببكاءِ الحيِّ» .
(1) انظر وجه اعتراض عائشة رضي الله عنها والجواب عنه في «فتح الباري» (3/ 153 - 156) و «أحكام الجنائز» للشيخ الألباني (ص 41 - 42).
(2)
في «مسنده» (1/ 42 رقم 290).
(3)
وهو في «المصنَّف» (3/ 554 رقم 6675).
(4)
في «صحيحه» (3/ 151 رقم 1286 - فتح) في الجنائز، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم يعذَّب الميت ببعض ببكاء أهله عليه.
(5)
في «صحيحه» (2/ 640 رقم 928) في الجنائز، باب الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه.
(6)
في «سننه» (4/ 317 رقم 1856، 1857) في الجنائز، باب النياحة على الميت.
(7)
في «صحيحه» (2/ 639 رقم 927)(19) في الموضع السابق.
وهكذا رواه البخاري (1)، عن إسماعيل بن الخليل، عن علي بن مُسْهِر، عن أبي إسحاق الشَّيباني، به.
ثم رواه مسلم (2)، عن علي بن حُجر، عن شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عُمَير، عن أبي بُرْدة بن أبي موسى، عن أبيه، به.
طريق أخرى
(201)
قال الحافظ أبو يعلى الموصلي (3): ثنا هُدبة، ثنا حماد بن سَلَمة، عن ثابت، عن أنس: أنَّ عمرَ لما طُعِنَ أَعوَلَتْ عليه حفصةُ، فقال: يا حفصةُ، أَمَا سَمِعتِ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:«إنَّ المُعوَّلَ عليه يُعذَّبُ» .
ورواه مسلم (4)، عن عمرو بن محمد النَّاقد، عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سَلَمة، به، وزاد (5): وأَعوَلَ عليه صهيبُ
…
، وذَكَر الحديث.
فهذه الطرق تفيد التوكيد عند كثيرين من أئمَّة هذا الشأن وغيرهم عن عمرَ رضي الله عنه وأرضاه.
(1) في «صحيحه» (3/ 152 رقم 1290 - فتح) في الجنائز، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم يعذَّب الميت ببعض ببكاء أهله عليه.
(2)
في «صحيحه» (2/ 639 رقم 927)(20) في الجنائز، باب الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه ..
(3)
في «مسنده» (1/ 201 رقم 233).
(4)
في «صحيحه» (2/ 640 رقم 927)(21) في الموضع السابق.
(5)
لم أجد هذه الزيادة في «صحيح مسلم» .