الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في الاضطِّباع والرَّمَل في الطَّواف
(1)
(337)
قال أحمد (2): ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب يقول: فيمَ الرَّمَلانُ الآن، والكشفُ عن المناكب، وقد أَطَّأَ اللهُ الإسلامَ، ونَفَى الكفرَ وأهلَهُ، ومع ذلك لا نَدَعُ شيئًا كنَّا نَفعلُهُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه أبو داود في الحجِّ من «سننه» (3)، عن أحمد بن حنبل، به.
(1) الاضطِّباع: هو أن يأخذ الإزار أو البُرد فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن، ويلقي طرفيه على كتفه الأيسر من جهتي صدره وظَهْره، ويسمَّى بذلك لإبداء الضَّبعَين. والرَّمَل: هو أن يَهُزَّ مَنكبيه، ولا يسرع. انظر:«النهاية» (2/ 265) و (3/ 73).
(2)
في «مسنده» (1/ 45 رقم 317).
(3)
(2/ 477 رقم 1887) باب في الرَّمَل.
وأخرجه ابن ماجه (1)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، / (ق 134) عن جعفر بن عَون، عن هشام بن سعد، به.
طريق أخرى
(338)
قال مُسدَّد في «مسنده» : ثنا يزيد، عن يحيى، عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة قال: جاء عمرُ إلى الحَجَر، فقال: عَلَامَ نُبدي مناكبنا وقد جاء اللهُ بالإسلامِ؟ ثم قال: لأَرمُلَنَّ، كما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَرمُلُ.
إسناد حسن.
(339)
وقال ابن عباس: رَمَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّته، وفي عُمَرِهِ كلِّها، وأبو بكرٍ، وعمرُ، والخلفاءُ.
رواه أحمد (2).
(1) في «سننه» (2/ 984 رقم 2952) في المناسك، باب الرمل حول البيت.
وصحَّحه ابن خزيمة (4/ 211 رقم 2708) والحاكم (1/ 454) ووافقه الذهبي.
وقد روى البخاري في «صحيحه» (3/ 471 رقم 1605) في الحج، باب الرَّمَل في الحج والعمرة، من حديث عمر رضي الله عنه أنه قال: فما لنا وللرَّمَل، إنما كنَّا راءينا به المشركين، وقد أهلكهم اللهُ، ثم قال: شيءٌ صَنَعَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فلا نُحِبُّ أنْ نتركَهُ.
(2)
يَرويه ابن جريج، واختُلف عليه في وَصْله وإرساله:
فقيل: عنه، عن عطاء، عن ابن عباس!
وقيل: عنه، عن عطاء مرسلاً!
أما الوجه الأول: فأخرجه أحمد (1/ 225 رقم 1972). وأبو يعلى (4/ 374 رقم 2492) عن ابن أبي شيبة. كلاهما (أحمد، وابن أبي شيبة) عن أبي معاوية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس
…
، فذكره.
وأما الوجه الثاني: فأخرجه أبو داود في «المراسيل» (ص 150 رقم 142) من طريق يحيى القطان. والشافعي في «الأم» (2/ 174) عن سعيد بن سالم. وابن أبي شيبة (3/ 205 رقم 13546) في الحج، باب في العمرة يرمل فيها أم لا؟ عن أبي خالد الأحمر. والفاكهي في «أخبار مكة» (2/ 221 رقم 1394) من طريق عبد المجيد بن أبي روَّاد. جميعهم عن ابن جريج، عن عطاء، مرسلاً.
وقد صرَّح ابن جريج بالسماع في رواية أبي داود، فانتفت شبهة تدليسه.
وصوَّب هذا المرسل الإمام أبو داود، فقال عقب روايته: وقد أُسندَ هذا الحديث، ولا يصح، وهذا هو الصحيح. أي: المرسل.
قلت: ولم يتنبه لعلَّة هذه الرواية محقِّقو «مسند الإمام أحمد» (3/ 435 - ط مؤسسة الرسالة)، فقالوا بعد ذكرهم للرواية المتَّصلة:«إسناده صحيح على شرط الشيخين «! كما أنهم عزوه إلى «مصنَّف ابن أبي شيبة» (ص 407 - ط العمروي)، وبالرجوع إلى هذا الموضع تبيَّن أن المتن مختلف!
أثر آخر
(340)
قال أبو عبيد (1):
ثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن حبيب بن صُهبان: أنَّه رأى عمر يطوفُ بالبيت وهو يقول: ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً، وفي الآخرةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عذابَ النَّارِ. ما لَهُ هِجِّيرَى غيرُها.
(1) في «غريب الحديث» (4/ 216).
وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (6/ 44 رقم 29332) في الدعاء، باب من كان يحب إذا دعا أن يقول:
…
، وعبد الله بن أحمد في زوائده على «الزهد» لأبيه (ص 173 رقم 608) والخطيب في «الموضح لأوهام الجمع والتفريق» (2/ 408) من طريق أبي بكر بن عيَّاش، به.
وقد خولف ابن عيَّاش في روايته، خالَفَه الثوري، فرواه عن عاصم، عن المسيّب بن رافع، عن حبيب بن صُهبان، به. فزاد في إسناده المسيّب بن رافع. ومن هذا الوجه: أخرجه مُسدَّد في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (2/ 34 رقم 1233) و «مصنَّف ابن أبي شيبة» (6/ 44 رقم 29333) في الموضع السابق.
وهذا الوجه أصح؛ لأن الثوري أثبت من أبي بكر بن عيَّاش، لا سيَّما وابن عيَّاش متكلَّم في حفظه.
قال أبو عبيد: قال الكسائي وأبو زيد وغير واحد: هِجِّيرَاه: كلامُهُ ودَأْبُهُ وشأنُهُ.
قال أبو عبيد: والهِجِّيرى: كالخِليِّفى، والخِطِّيبى، والرِمِّيى، والهِزِّيمى، والحِجِّيزى، والرِدِّيدى من الردِّ، والمِنِّينَى من المِنَّة. وكلُّها مقصورة.