الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث آخر في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
(106)
قال أبو القاسم الطبراني (1): ثنا محمد بن عبدالرحيم بن بحير بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن رَيسان، ثنا يحيى بن أيوب (2)، حدثني عبيد الله بن عمر، عن الحكم بن عُتيبة، عن إبراهيم النَّخَعي، عن الأسود بن يزيد، عن عمرَ بن الخطاب قال: خَرَج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لحاجتِهِ، فلم يجد أحدًا يَتبعُهُ، ففَزِعَ عمرُ، فأتاه بمِطهرةٍ من خلفِهِ، فوَجَد النبيَّ صلى الله عليه وسلم ساجدًا في شَرَبةٍ (3)، فتنحَّى عنه من خلفِهِ، حتى رَفَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رأسَهُ، فقال:«أَحسنتَ يا عمرُ حين وَجَدتني ساجدًا فتَنحَّيتَ عنِّي، إنَّ جبريلَ أتاني، فقال: مَن صلَّى عليك مِن أمَّتكَ واحدةً، صلَّى اللهُ عليه عشرًا، ورفَعَه بها عشرَ درجاتٍ» .
ثم قال الطبراني: تفرَّد به يحيى بن أيوب، ولم يروه / (ق 42) عنه
(1) في «معجمه الأوسط» (6/ 353 رقم 6602) و «الصغير» (2/ 90) ومن طريقه: أخرجه الضياء في «المختارة» (1/ 186 - 187 رقم 93).
(2)
قوله: «ثنا محمد بن عبد الرحيم بن بحير بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن رَيسان، ثنا يحيى بن أيوب» كذا ورد بالأصل، والصواب:«ثنا محمد بن عبد الرحيم بن بحير بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن رَيسان، نا عمرو بن الربيع بن طارق، ثنا يحيى بن أيوب» بإثبات عمرو بن الربيع بن طارق بين محمد بن عبدالرحيم، ويحيى بن أيوب، كما في «معجمي الطبراني» ، و «المختارة» للضياء، وقد ضبَّب الحافظ ابن حجر على هذا الموضع، وكَتَب بحاشية الأصل:«سَقط» .
(3)
كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع من «معجمي الطبراني» : «مشربة» ، وما في الأصل موافق لما في «المختارة» للضياء.
والشَرَبة: حوض يكون في أصل النَّخلة وحولها، يملأ ماءً لتشربه. «النهاية» (2/ 455).
إلا عمرو بن الربيع (1).
وقد اختاره الحافظ الضياء من هذا الوجه (2).
قلت: وله شواهد عن غير واحد من الصحابة مرفوعة (3)،
والله أعلم.
(1) وشيخ الطبراني أورده الذهبي في «الميزان» (3/ 621 رقم 7840) وسمَّاه: «محمد بن عبد الرحمن بن بحير بن عبد الرحمن بن معاوية بن بحير بن ريسان» ، وقال: اتَّهمه أبو أحمد ابن عدي، وقال ابن يونس: ليس بثقة. وقال أبو بكر الخطيب: كذَّاب.
تنبيه: حسَّن محقِّق «المختارة» هذا الحديث، وقال: إن شيخ الطبراني لم يضعِّفه الذهبي في «الميزان» ، ومن كان هذا حاله فهو ثقة أو صدوق (!)
قلت: كذا قال، وقد سبق نقل كلام الذهبي في شيخ الطبراني هذا.
وانظر للفائدة: «مجمع البحرين في زوائد المعجمين» للهيثمي (2/ 328 رقم 1145).
(2)
تقدم تخريجه (ص 148، تعليق رقم 5).
(3)
منها: ما أخرجه مسلم في «صحيحه» (1/ 306 رقم 408) في الصلاة، باب الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:«مَن صلَّى عليَّ واحدةً، صلَّى الله عليه عشرًا» .
ومنها: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
وهو حديث يَرويه عاصم بن عبيد الله، ومع ضعفه، فقد اضطَّرب فيه:
فقيل: عنه، عن عامر بن ربيعة، عن عمرَ!
وقيل: عنه، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، ليس فيه عمر!
أما الوجه الأول: فأخرجه ابن أبي عاصم في «فضل الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم» (ص 35 رقم 38) من طريق شعبة. وابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» (1/ 85 رقم 13) من طريق عبد الله بن شريك. كلاهما (شعبة، وعبد الله بن شريك) عن عاصم بن عبيد الله، عن عامر بن ربيعة، عن عمرَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلَّى عليَّ صلاةً، صلَّى الله عليه بها عشرًا» .
وأما الوجه الثاني: فأخرجه ابن ماجه (1/ 294 رقم 907) في إقامة الصلاة، باب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، من طريق خالد بن الحارث. والطيالسي (2/ 460 رقم 1338). وابن المبارك في «الزهد والرقائق» (ص 363 رقم 1026). وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (1/ 476 رقم 896) عن علي بن الجَعْد. وأحمد (3/ 445) عن محمد بن جعفر، ووكيع، وحجَّاج بن محمد. جميعهم (خالد بن الحارث، والطيالسي، وابن المبارك، ومحمد بن جعفر، وعلي بن الجَعْد، ووكيع، وحجَّاج بن محمد،) عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، به، ليس فيه: عمر بن الخطاب!
قلت: ومع هذا الاضطِّراب في رواية عاصم بن عبيد الله، فقد حسَّنه المنذري في «الترغيب والترهيب» (2/ 498 رقم 2480) وابن القيم في «جلاء الأفهام» (ص 142) وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص 118).
ومنها: حديث أنس رضي الله عنه:
وهو حديث يَرويه سَلَمة بن وَرْدان، وقد اضطَّرب فيه:
فقيل: عنه، عن أنس بن مالك!
وقيل: عنه، عن مالك بن أوس، عن عمرَ!
وقيل: عنه، عن مالك بن أوس وأنس!
أما الوجه الأول: فأخرجه إسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم» =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (ص 98 رقم 4) عن عبد الله بن مسلمة. وأبو بكر الإسماعيلي في «مسند عمر» ، كما في «جلاء الأفهام» (ص 136) من طريق أبي ضَمرة أنس بن عِياض. وابن أبي شيبة في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (4/ 7 رقم 3344) عن أبي نعيم الفضل بن دُكَين. والبزَّار (4/ 46 رقم 3159 - كشف الأستار) من طريق جعفر بن عَون. جميعهم (عبد الله بن مسلمة، وأنس بن عياض، وأبو نعيم، وجعفر بن عَون) عن سَلَمة بن وَرْدان، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خَرَج النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتبرَّز، فلم يجد أحدًا يتبعه، فهرع عمر، فاتَّبعه بمِطهرة، فوَجَده ساجدًا في شَرَبة، فتنحَّى عمرُ فجلس وراءَه حتى رفع رأسَه، قال: فقال: أحسنتَ يا عمرُ حين وَجَدتَني ساجدًا فتَنَحيتَ عني، إنَّ جبريلَ عليه السلام أتاني، فقال: مَن صلَّى عليك واحدةً صلَّى اللهُ عليه عشرًا، وَرَفَعَهُ عشرَ درجاتٍ.
وأما الوجه الثاني: فأخرجه إسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم» (ص 99 رقم 5) وابن أبي عاصم في «فضل الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم» (ص 33 رقم 33) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن أبي ضَمرة أنس بن عياض، عن سَلَمة بن وَرْدان، عن مالك بن أوس بن الحَدَثان، عن عمرَ رضي الله عنه
…
، فذكره.
وأما الوجه الثالث: فأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في «مسند عمر» ، كما في «جلاء الأفهام» (ص 136) من طريق يعقوب بن حميد. والبخاري في «الأدب المفرد» (ص 220 رقم 642) وأبو بكر الإسماعيلي في «مسند عمر» ، كما في «جلاء الأفهام» (ص 137) من طريق أبي نعيم. كلاهما (يعقوب بن حميد، وأبو نعيم) عن سَلَمة بن وَرْدان، عن أنس بن مالك، ومالك بن أوس كليهما.
قلت: ومع اضطراب سَلَمة بن وَرْدان فيه، فقد حسَّنه الحافظ العراقي في «الأربعين العُشَارية» (ص 204).
وقال ابن القيم في «جلاء الأفهام» (ص 135): وهذا الحديث يحتمل أن يكون في مسند أنس، وأن يكون في مسند عمر، وجَعْله في مسند عمر أظهر لوجهين: أحدهما: أنَّ سياقه يدل على أنَّ أنسًا لم يحضر القصة، وأن الذي حضرها عمر. والثاني: أن القاضي إسماعيل قال: حدثنا يعقوب بن حميد: حدثني أنس بن عِياض، حدثني مالك بن أوس بن الحَدَثان، عن عمرَ بن الخطاب
…
، فذكره. فإن قيل: فهذا الحديث الثاني علَّة الحديث الأول؛ لأن سَلَمة بن وَرْدان أخبر أنه سَمِعَه من مالك بن أوس بن الحَدَثان، قيل: ليس بعلَّة له، فقد سَمِعَه سَلَمة بن وَرْدان منهما. انتهى كلام ابن القيم.
قلت: الأظهر -والله أعلم- أن الحديث منكر؛ لتفرَّد سَلَمة بن وَرْدان به، وقد قال عنه أبو حاتم: ليس بقوي، تدبَّرت حديثَه فوَجَدتُ عامَّتها منكرة، لا يوافِق حديثُه عن أنس حديثَ الثقات إلا في حديث واحد، يُكتب حديثه. وقال ابن عدي: وفي متون بعض ما يَرويه أشياء منكرة، يخالِف سائر الناس. وضعَّفه النسائي، وأبو داود. انظر:«الجرح والتعديل» (4/ 174 رقم 761) و «تهذيب الكمال» (11/ 326)
والحديث الذي شُورك فيه سَلَمة بن وَرْدان ذكره أبو حاتم، وأبو زرعة، وهو حديث أنس عن معاذ:«من مات لا يشرك بالله شيئًا» .