الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أثر عن عمر في المرأة إذا ماتت وفي جوفها وَلَد ترجى حياته
(219)
قال ابن أبي الدُّنيا في كتاب «من عاش بعد الموت» (1):
ثنا محمد بن الحسين، حدثني عبيد بن إسحاق، حدثني عاصم بن محمد العُمَري، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: بينا عمرُ يَعرِضُ الناسَ، إذ مَرَّ به رجلٌ معه ابنٌ له على عاتقِهِ، فقال عمرُ: ما رأيتُ غُرابًا بغُرابٍ أشبهُ من هذا بهذا! فقال الرجل: أما واللهِ يا أميرَ المؤمنين، لقد وَلَدَتهُ أُمُّه وهي ميتةٌ! قال: وَيْحكَ! ما هذا؟! وكيف ذلك؟! قال: خَرَجتُ في بَعثِ / (ق 85) كذا وكذا، وتَركتُها حاملاً، فقلت: أَستَودِعُ اللهَ ما في بطنِكِ. فلمَّا قَدِمْتُ من سفري أُخبِرْتُ أنها قد ماتت، فبينا أنا ذاتَ ليلةٍ قاعدٌ في البقيع مع بني عمٍّ لي، إذ نَظَرتُ، فإذا ضوءٌ شبيهٌ بالسِّراج في المقابر، قلت لبني عمِّي: ما هذا؟ قالوا: لا ندري، غير أنَّا نرى هذا الضوءَ كلَّ ليلةٍ عند قبرِ فلانةٍ، فأَخَذتُ معي فأسًا، ثم انطَلَقتُ نحو القبرِ، فإذا القبرُ مفتوحٌ، وإذا هو في
(1)(ص 44 رقم 25).
وأخرجه -أيضًا- في «القبور» (ص 125 رقم 135) وفي «مجابو الدعوة» (ص 57 - 58 رقم 47).
وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (2/ 1183 رقم 824) والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (2/ 776 رقم 859) من طريق عبيد بن إسحاق، به.
وهو منكر، قال ابن أبي حاتم في «العلل» (2/ 303 رقم 2422): قال أبي: هذا الحديث الذي أَنكروا على عبيد، لا أعلم رواه غير عبيد، وعاصم ثقة، وزيد بن أسلم ثقة.
وقال الحافظ ابن حجر، كما في «الفتوحات الربانية» (5/ 114): هذا حديث غريب موقوف.
حِجْرِ أُمِّهِ، فدَنَوتُ، فناداني منادٍ: أيها المستَودِعُ ربَّهُ، خُذْ وَديعَتَكَ، أَمَا لو استَودَعتَهُ أُمَّهُ، لوَجَدتَها. فأَخَذتُ الصبيَّ، وانضمَّ القبرُ.
قال أبو جعفر (1): سألت عثمان بن زُفَر عن هذا الحديث؟ فقال: لقد سَمِعتُهُ من عاصم (2).
حديث آخر
(220)
قال الإمام أحمد (3): ثنا يونس بن محمد، ثنا داود -يعني: ابن أبي الفُرَات-، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن أبي الأسود أنَّه قال: أتيتُ المدينةَ، فوافقتُها (4)، وقد وقع فيها مرضٌ، فهم يموتون موتًا ذريعًا، فجَلَستُ إلى عمرَ بن الخطاب، فمَرَّت به جنازةٌ، فأُثْنِيَ على صاحبها خيرٌ، فقال: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ (5). ثم مُرَّ بأُخرى (6)، فأُثْنِيَ شرٌّ، فقال عمرُ: وَجَبَتْ. فقال أبو الأسود: ما وَجَبَتْ يا أميرَ المؤمنين؟ قال: قلتُ كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّما مسلمٍ شَهِدَ له أربعةٌ بخيرٍ أَدخَلَهُ اللهُ الجنَّةَ» . قال: فقلنا: وثلاثةٌ؟ قال: فقال: «وثلاثةً» . قال: فقلنا: واثنان؟ فقال: «واثنان» . / (ق 86) قال: ثم لم نسأله عن الواحد.
ثم قال أحمد (7): ثنا عبد الصمد، وعفَّان قالا: ثنا داود بن أبي الفُرَات
…
، وذَكَره.
(1) هو: محمد بن الحسين البُرْجُلاني، شيخ ابن أبي الدُّنيا.
(2)
وهذه متابعة حسنة لعبيد بن إسحاق.
(3)
في «مسنده» (1/ 21 رقم 139).
(4)
كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «فوافيتُها» .
(5)
زاد في المطبوع: «ثم مُرَّ بأخرى، فأُثْنِيَ على صاحبها خيرٌ، فقال عمرُ: وَجَبَتْ» .
(6)
في المطبوع: «بالثالثة» .
(7)
في الموضع السابق (1/ 45 رقم 318).
وكذا رواه البخاري في كتاب الجنائز (1)، فقال: وقال عفان (2).
وفي الشهادات (3): عن موسى بن إسماعيل.
كلاهما عن داود بن أبي الفُرَات، به.
ورواه الترمذي (4) من حديث أبي داود الطيالسي (5)، عن داود بن أبي الفُرَات، به، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه النسائي (6)، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هشام بن عبد الملك، وعبد الله بن يزيد المقرئ. كلاهما عن داود بن أبي الفُرَات، به.
وقد رواه علي ابن المديني، عن عبد الصمد بن عبدالوارث، عن داود بن أبي الفُرَات، به، وقال: لا نحفظه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده بعض الانقطاع؛ لأنَّ عبد الله بن بُرَيدة يُدخل بينه وبين أبي الأسود يحيى بن
(1) في «صحيحه» (3/ 229 رقم 1368 - فتح) باب الثناء على الميت.
(2)
كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «حدثنا عفان» !
قال الحافظ في «الفتح» : كذا للأكثر [يعني: بصيغة التحديث] وذكر أصحاب الأطراف [انظر: تحفة الأشراف 8/ 33 رقم 10472] أنه أخرجه قائلاً فيه: «قال عفان» ، وبذلك جزم البيهقي [سنن البيهقي 4/ 75]، وقد وَصَله ابن أبي شيبة في «مسنده» [وهو في «المصنَّف» 3/ 49 رقم 11995]، عن عفان، به، ومن طريقه: أخرجه الإسماعيلي، وأبو نعيم.
وقال في «النكت الظِّراف» : قوله: «وقال عفان» : قلت: وقع في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة: «حدثنا عفان» ، وكذا في سماعنا من رواية أبي الوقت.
(3)
(5/ 252 رقم 2643) باب تعديل كم يجوز؟
(4)
في «سننه» (3/ 373 رقم 1059) في الجنائز، باب ما جاء في الثناء الحسن على الميت.
(5)
وهو في «مسنده» (1/ 26 رقم 22).
(6)
في «سننه» (4/ 352 - 353 رقم 1933) في الجنائز، باب الثناء.
يَعمَر، وقد أدرك أبا الأسود، ولم يقل فيه: سَمِعتُ أبا الأسود. وهو حديث حسن الإسناد؛ إن كان سَمِعَه من أبي الأسود. انتهى كلامه (1).
وقد رواه الإمام أحمد -أيضًا- (2)، عن وكيع، عن عمر بن الوليد الشَّنِّي، عن عبد الله بن بُرَيدة قال: جَلَس عمرُ مجلسًا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَجلِسُهُ تَمرُّ عليه الجنائزُ
…
، وذَكَر الحديث، هكذا منقطعًا (3).
حديث آخر
(221)
قال أبو بكر الإسماعيلي: أخبرني الحسن بن سفيان، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبي، عن مِسْعَر، عن عمرو بن مُرَّة، / (ق 87) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرة قال: كان معي رجلٌ من المدينة، فذَكَر عبد الله بن أُبَيٍّ، وما أُنزِلَ فيه، وأخذ يَشتمُهُ وأنا ساكتٌ، ثم حكى لعمرَ، فطَلَبني، فقلت: يا أميرَ المؤمنين، بيني وبين عبد الله قرابةٌ وصِهرٌ، وظَنَنُتُه إنما يريدني بذاك. فقال عمرُ للرَّجل: أما عَلِمتَ أنَّه نُهي أنْ يؤذَى الأحياءُ بسبِّ الأمواتِ؟! ثم قال: ألا رَفَعتَ يدَكَ فكَسَرتَ أنفَهُ!
(1) وقال الحافظ في «الفتح» (3/ 230): ولم أره من رواية عبد الله بن بُرَيدة عنه إلا معنعنًا، وقد حكى الدارقطني في كتاب «التتُّبع» عن علي ابن المديني: أنَّ ابن بُرَيدة إنما يروي عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود، ولم يقل في هذا الحديث: سَمِعتُ أبا الأسود. قلت [أي: ابن حجر]: وابن بُرَيدة وُلِدَ في عهد عمرَ، فقد أدرك أبا الأسود بلا ريب، لكن البخاري لا يكتفي بالمعاصرة، فلعلَّه أخرجه شاهدًا، واكتفى للأصل بحديث أنس الذي قبله، والله أعلم.
(2)
في «مسنده» (1/ 54 رقم 389).
(3)
وأعلَّ هذه الطريق الدارقطني، فقال في «العلل» (2/ 248): رواه عمر بن الوليد، عن عبد الله بن بُرَيدة مرسلاً عن عمرَ، لم يَذكر بينهما أحدًا، والمحفوظ من ذلك: ما رواه عفَّان، ومَن تابَعَه، عن داود بن أبي الفُرَات.
هذا غريب من هذا الوجه، ورجاله كلُّهم ثقات إلا سفيان بن وكيع؛ فإنهم تكلَّموا فيه من جهة وَرَّاق له كان يُدخل في أحاديثه المنكرات ويقال له في ذلك فلا يُغيِّر، فضُعِّف حديثه (1)،
والله أعلم.
(1) لكن له طريق أخرى: أخرجها ابن أبي شيبة (6/ 193 رقم 30594) في الأمراء، باب ما ذُكر من حديث الأمراء والدخول عليهم، عن ابن إدريس، عن مِسْعَر، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: جاء رجل إلى كعب بن عُجرة، فجعل يَذكر عبد الله بن أُبَي، وما نزل فيه من القرآن، ويسبُّه، وكان بينه وبينه حرمة وقرابة، وكعب ساكت، قال: فانطلق الرجل إلى عمر
…
، فذكره.
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن صورته صورة المرسل؛ لأن ابن أبي ليلى لم يسمع من عمر.