المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحاديث في فضل الحرمين الشريفين زادهما الله تعظيما - مسند الفاروق لابن كثير ت إمام - جـ ١

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الأول: التعريف بالمؤلِّف

- ‌مولده:

- ‌حياته العلمية:

- ‌مشايخه:

- ‌عقيدته:

- ‌تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المبحث الثاني: إثبات صحة نسبة الكتاب إلى المؤلِّف

- ‌المبحث الثالث: منهج المؤلِّف في كتابه

- ‌المبحث الرابع: مزايا الكتاب

- ‌المبحث الخامس: موارد المؤلِّف في كتابه

- ‌المبحث السادس: الملحوظات على الكتاب

- ‌أحاديث فاتت المصنِّف

- ‌من كتاب الطهارة:

- ‌ومن كتاب الصلاة:

- ‌ومن كتاب الجنائز:

- ‌ومن كتاب الزكاة:

- ‌ومن كتاب الصيام:

- ‌ومن كتاب الحج:

- ‌ومن كتاب البيوع:

- ‌ومن كتاب الفرائض:

- ‌ومن كتاب النكاح:

- ‌ومن كتاب الحدود والديات:

- ‌ومن كتاب الجهاد:

- ‌ومن كتاب الإيمان:

- ‌ومن كتاب فضائل القرآن:

- ‌ومن كتاب التفسير:

- ‌من سورة البقرة:

- ‌ومن سورة آل عمران:

- ‌ومن سورة النساء:

- ‌ومن سورة الأنعام:

- ‌ومن سورة براءة:

- ‌ومن سورة الحج:

- ‌ومن سورة النور:

- ‌ومن سورة المؤمنون:

- ‌ومن سورة الطور:

- ‌ومن سورة القمر:

- ‌ومن سورة الرحمن:

- ‌ومن سورة الجن:

- ‌ومن سورة الانفطار:

- ‌ومن سورة قريش:

- ‌المبحث السابع: وصف النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق

- ‌المبحث الثامن: منهج التحقيق

- ‌المبحث التاسع: نقد الطبعة السابقة للكتاب

- ‌شكر وعرفان

- ‌إسنادي إلى الحافط ابن كثير

- ‌نماذج خطية

- ‌كتاب الطهارة

- ‌أثر في انتقاض الوضوء من المذي

- ‌أثر في الاستطابة بالماء

- ‌حديث في الأمر بغسل الجمعة وتأكيده

- ‌كتاب الصلاة

- ‌وقت الصلاة

- ‌أثر في النهي عن السَّمَر بعد العشاء

- ‌في الأذان

- ‌في ستر العورة

- ‌في المساجد ومواطن الصلاة

- ‌حديث في كراهة دخول المسجد لآكل الثوم والبصل

- ‌صفة توسيع عمر في المسجد

- ‌صفة الصلاة

- ‌قنوت عمر

- ‌تشهد عمر رضي الله عنه

- ‌حديث آخر في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث في الأدعية

- ‌حديث في صلاة التَّطوع

- ‌ أثر في قيام الليل

- ‌صلاة التراويح

- ‌حديث في سجود التلاوة

- ‌حديث يُذكر في سجود الشكر

- ‌أثر فيمن ترك القراءة في الصلاة ناسيًا أنَّه لا تبطل صلاته، وأنَّه لا يسجد

- ‌حديث في سجود السَّهو

- ‌حديث في النهي عن الصلاة في أوقات

- ‌حديث في فضل الجماعة

- ‌ حديث في موقف الإمام والمأموم

- ‌حديث في قصر الصلاة

- ‌ حديث في اللِّباس

- ‌أثر فيه جواز اتخاذ الخِلَع التي يعطيها الإمام للأمراء ونحوهم

- ‌أثر عن عمر فيه إرشاد إلى التدبير في اللِّباس

- ‌ حديث في غسل الجمعة

- ‌ أحاديث الاستسقاء

- ‌خبر نيل مصر

- ‌كتاب الجنائز

- ‌أثر في جواز البكاء من غير صوت

- ‌حديث في كلام الميِّت على سريره

- ‌حديث في بعث الأجساد ليوم الحشر والمعاد

- ‌أثر عن عمر في المرأة إذا ماتت وفي جوفها وَلَد ترجى حياته

- ‌كتاب الزكاة

- ‌حديث في زكاة العسل

- ‌أثر في قيام الإمام على نَعَم الصدقة، وخدمتها، وحياطتها

- ‌أثر في زكاة العروض

- ‌حديث في جواز سَلَف الإمام الزكاة

- ‌حديث في غُلُول الصدقة

- ‌حديث في الفقراء

- ‌حديث في العامل

- ‌أثر في أن العامل يستعمل بعض ظَهْر الصَّدقة لمصلحته في العمالة

- ‌حديث في المؤلَّفة قلوبهم

- ‌حديث فيه أنَّه إذا فضل عند الإمام فاضلة من مال الزكاة أو الفيء أنَّ الأولى المبادرة إلى إنفاذها في محالِّها

- ‌حديث في الأمر بكثرة الإعطاء

- ‌حديث في جواز الصَّدقة بجميع المال لمن أطاق الصبر على الفاقة

- ‌حديث آخر في الحثِّ على مواساة الفقراء من الجيران وغيرهم

- ‌ كتاب الصيام

- ‌أثر فيه استحباب أمر الصبيان بالصيام

- ‌حديث في رؤية الهلال

- ‌أثر في حكمه إذا رؤي نهارًا

- ‌حديث في استحباب تأخير السَّحور

- ‌حديث فيمن أصبح جُنُبًا

- ‌أثر فيمن أكل قبل الغروب، هل عليه قضاء أم لا

- ‌حديث في القُبلة للصائم

- ‌حديث في حكم الصيام في السَّفر والإفطار

- ‌أثر فيمن تعمَّد إفطار يوم من رمضان، بماذا يقضيه

- ‌أثر في كراهية السَّفر في أواخر الشهر إذا لم يكن ثَمَّ ضرورة

- ‌ أثر في قضاء رمضان في عشر ذي الحجَّة

- ‌حديث في كراهة الصوم يومي العيدين

- ‌حديث آخر في كراهة صوم الدَّهر

- ‌أثر عن عمر في تأديبه مَن صام الدَّهر

- ‌أثر آخر فيه أن عمر صام الدَّهر

- ‌أثر في كراهة صيام رجب كلّه

- ‌حديث في استحباب صيام أيام الليالي البيض

- ‌ حديث في ليلة القَدر

- ‌حديث في الاعتكاف

- ‌كتاب الحجِّ

- ‌أثر عن عمر في وجوب الحجِّ

- ‌حديث في فرضية الحجِّ والعمرة

- ‌أثر في فضل الحجِّ والعمرة والجهاد

- ‌أثر في استحباب الحجِّ عامًا والغزو عامًا

- ‌حديث في جواز الحُدَاء في السَّفر من حجٍّ وغيره

- ‌أثر في قلة الكلفة في طريق الحج

- ‌أثر آخر في خروج المرأة في الحجِّ مع من تأمن معه على نفسها

- ‌حديث في المواقيت

- ‌أثر في كراهية الإحرام قبل الميقات

- ‌ حديث في أفضلية القِران

- ‌حديث آخر في نهي عمر عن المتعة في الحج والنكاح

- ‌حديث فيه النهي عن الطِّيب للمُحرِم

- ‌أثر فيه جواز الاغتسال للمُحرِم، وانغماره بالماء حتى يغيب فيه

- ‌حديث في كفَّارات الإحرام

- ‌حديث في النهي عن قطع حشيش الحَرَم

- ‌حديث في دخول مكة

- ‌أثر في القول عند رؤية البيت

- ‌حديث في استلام الحَجَر عند افتتاح الطَّواف

- ‌حديث في الاضطِّباع والرَّمَل في الطَّواف

- ‌حديث آخر في ترك الصلاة بين الطوافين

- ‌أثر عن عمر في تأخير صلاة الطَّواف

- ‌أثر عن عمر فيما جُدِّد عند الكعبة

- ‌حديث في السَّعي

- ‌حديث في الدفع من المزدلفة

- ‌حديث في رمي الجمرة

- ‌أثر آخر في بيان ما يَحِلُّ بالتحلُّل الأوَّل

- ‌حديث في توصية الحاج أو المعتمر بالدُّعاء

- ‌أحاديث في فضل الحَرَمين الشريفين زادهما الله تعظيمًا

- ‌حديث في فضل بيت المقدس

- ‌أثر في كون الأضحية غير واجبة

- ‌حديث يُذكر في باب العقيقة، فيه الدلالةعلى تغيير الاسم لمصلحة راجحة

- ‌حديث آخر فيه الدلالة على استحباب تغيير الاسم القبيح

- ‌أثر في كيفية الذَّبح

- ‌حديث في الأطعمة

- ‌أثر آخر في إجادة العجن

- ‌حديث في نذر اللَّجَاج والغضب

- ‌حديث آخر في النَّذر

الفصل: ‌أحاديث في فضل الحرمين الشريفين زادهما الله تعظيما

‌أحاديث في فضل الحَرَمين الشريفين زادهما الله تعظيمًا

(361)

قال الحافظ أبو بكر البزَّار (1): ثنا محمد بن يحيى بن السَّكَن (2)، ثنا حَبَّان بن هلال -وأملاه علينا من كتابه-، عن همام، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدٍ: مسجدِ الحرامِ، ومسجدي هذا، ومسجدِ الأقصى» .

وهذا إسناد جيد، لكن قال البزَّار عقيب روايته له: أخطأ فيه حِبَّان؛ لأنَّ همامًا وغيره إنما يروونه عن قتادة، عن قَزَعة بن يحيى، عن أبي سعيد (3).

(362)

قلت: وروى الإسماعيلي من حديث الثوري، عن أبي سنان ضرار، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: سَمِعتُ عمرَ خَطَبنا بالرَّوْحاء (4)، فقال: لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى البيتِ العتيقِ (5).

(1) في «مسنده» (1/ 291 رقم 187).

(2)

قوله: «محمد بن يحيى بن السكن» كذا ورد بالأصل. والذي في مطبوع «المسند» : «يحيى بن محمد بن السَّكن «، وهو الصواب، الموافق لما في كُتُب الرجال. انظر: «تهذيب الكمال» (31/ 518).

(3)

ومن هذا الوجه: أخرجه البخاري (3/ 70 رقم 1197) في فضل الصلاة في مسجد الكوفة والمدينة، وباب مسجد بيت المقدس، و (4/ 73، 420 رقم 1864، 1995 - فتح) في جزاء الصيد، باب حج النساء، وفي الصوم، باب صوم يوم النحر، ومسلم (2/ 975 رقم 827) عقب حديث (1338) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره.

(4)

الرَّوحاء: قرية على ليلتين من المدينة. «الفتح» (1/ 569).

(5)

وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (2/ 152 رقم 7539) في الصلاة، باب في الصلاة في بيت المقدس ومسجد الكوفة، عن يحيى بن يمان. وابن سعد (6/ 115) والفاكهي في «أخبار مكة» (2/ 102 رقم 1217) من طريق عبيد الله الأشجعي. كلاهما (يحيى بن يمان، وعبيد الله) عن سفيان، به.

وهذا إسناد صحيح، لكن قال البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 223): وقال صلى الله عليه وسلم: «إلا إلى ثلاثة» ، وحديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم أولى.

ص: 522

هكذا رواه موقوفًا على عمرَ رضي الله عنه.

حديث آخر

(363)

قال أبو داود الطيالسي في «مسنده» (1): ثنا سوَّار بن ميمون أبو الجرَّاح العَبدي قال: حدَّثني رجل من آل عمرَ، عن عمرَ رضي الله عنه قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن زار قبري -أو قال: / (ق 139) مَن زارني - كنتُ له شهيدًا -أو شفيعًا-، ومَن مات في أحدِ الحَرَمين، بَعَثَهُ اللهُ في الآمنينَ يومَ القيامةِ» .

قال الحافظ أبو بكر البيهقي (2):

هذا إسناد مجهول، وقد اختُلف فيه، فقيل: ميمون بن سوَّار، وقيل: سوَّار بن ميمون.

(1)(1/ 66 رقم 65).

وقد خولف الطيالسي في روايته، خالَفَه وكيع، فرواه عن ميمون بن سوَّار، عن هارون بن قَزَعة، عن رجلٍ من آل حاطب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ومن هذا الوجه: أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير «، كما في «الصارم المنكي» (ص 97) و «شعب الإيمان «(8/ 91).

قال ابن عبد الهادي: هكذا سماه البخاري ميمون من رواية وكيع عنه، ولم يَذكر فيه عمرَ، وزاد فيه ذِكر هارون، وقال:«عن رجلٍ من ولد حاطب» ، وفي هذا مخالفة لرواية أبي داود من وجوه.

(2)

انظر: «السُّنن الكبرى» (5/ 245) و «شعب الإيمان» للبيهقي (8/ 90).

وقال الشيخ الألباني في «إرواء الغليل» (4/ 333): وهذا إسناد واهٍ من أجل الرَّجل الذي لم يُسمَّ، وسوَّار بن ميمون أغفلوه، فلم يَذكره ابن أبي حاتم، ولا الذهبي، ولا العسقلاني، نعم قَلَبه بعض الرواة، فقال: «ميمون بن سوَّار «، ومع ذلك لم يوردوه فيمن اسمه ميمون، وهذا يدلُّ على أنه رجل مغمور، مجهول.

وقال العقيلي: والرواية في هذا الباب ليِّنة.

وقال الحافظ ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي في الرد على السُّبكي» (ص 97): وسوَّار بن ميمون شيخ يقبله (كذا؟ والصواب: يقلبه) بعض الرواة، ويقول:«ميمون بن سوَّار «، وهو شيخ مجهول، لا يُعرَف بعدالة ولا ضبط، ولم يشتهر بحمل العلم ونقله. وأما شيخ سوَّار في هذه الرواية، رواية أبي داود، فإنه شيخ مُبهَم، وهو أسوأ حالاً من المجهول، وبعض الرواة يقول فيه: «عن رجلٍ من آل عمر» ، كما في هذه الرواية، وبعضهم يقول:«عن رجلٍ من ولد حاطب «، وبعضهم يقول: «عن رجل من آل الخطاب» .

وأخرجه العقيلي (4/ 362) والبيهقي في «شعب الإيمان» (8/ 91 رقم 2856) من طريق شعبة، عن سوَّار بن ميمون، عن هارون بن قَزَعة، عن رجل من آل حاطب -وعند العقيلي: عن رجل من آل الخطاب- عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

قال ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي في الرد على السُّبكي» (ص 97 - 98): هكذا في هذه الرواية: «عن رجلٍ من آل حاطب «، وهو يوافق رواية الطيالسي: «عن رجل من آل عمرَ» ، وكأنه تصحيف من حاطب، والذي في «تاريخ البخاري»:«عن رجلٍ من ولد حاطب» ، وليس في هذه الرواية التي ذكرها العقيلي ذِكر عمرَ، كما في رواية الطيالسي، وكذلك رواية وكيع التي ذكرها البخاري، ليس فيها ذكر عمر -أيضًا-، فالظاهر أن ذِكره وَهْم من الطيالسي، وكذلك إسقاطه هارون من روايته وَهْم أيضًا.

ص: 523

ثم قال (1): أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا ابن عُقدةَ، حدثني داود بن يحيى، ثنا أحمد بن الحسن الترمذي، ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّى، ثنا شعبة، عن سوَّار بن ميمون، عن هارون بن قَزَعة، عن رجل من آل الخطاب (2)، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه

(1) أي: البيهقي في «شعب الإيمان» (8/ 91 رقم 3856).

(2)

كَتَب المصِّنف فوقها: «كذا» ، وكَتَب بجوارها في حاشية الأصل:«حاطب» ، ووضع فوقها:«خ» ، إشارة إلى وروده في نسخة.

ص: 524

قال: «مَن زارني متعمدًا، كان في جِوَاري يومَ القيامةِ، ومَن مات في أحدِ الحَرَمينِ، بعَثَه اللهُ في الآمنينَ يومَ القيامةِ» .

وهكذا رواه الحافظ ابن عدي (1)،

عن محمد بن موسى، عن أحمد بن الحسن الترمذي

، فذَكَره.

أورده في ترجمة هارون بن قَزَعة، وحكى عن البخاري أنَّه قال: لا يُتابَع عليه.

(1) لم أجد هذا الحديث في مطبوع «الكامل» ، وراجعت له نسختين خطيتين، فلم أجده فيهما، ولم يَذكره ابن طاهر في «تذكرة الحفَّاظ» .

ووجدته عند العقيلي في «الضعفاء» (4/ 362) بالإسناد الذي ذكره الحافظ ابن كثير، فلعل قوله:«وهكذا رواه الحافظ ابن عدي» سبق قلم.

والذي في مطبوع «الكامل» لابن عدي (7/ 128): سَمِعتُ ابن حماد يقول: قال البخاري: هارون أبو قَزَعة روى عنه ميمون بن سوَّار، لا يُتابَع عليه. ثم قال ابن عدي: وهارون أبو قَزَعة لم يُنسَب، وإنما روى الشيء اليسير الذي أشار إليه البخاري.

وقد قال ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي في الرد على السُّبكي» (ص 97 - 98): ومدار الحديث على هارون، وهو شيخ مجهول، لا يُعرَف له ذِكر إلا في هذا الحديث، وقد ذكره أبو الفتح الأَزدي، وقال: هو متروك الحديث، لا يحتج به.

ثم قال: وقد تفرَّد (يعني: هارون) بهذا الحديث، عن هذا الرَّجل المُبهَم، الذي لا يُدرَى مَن هو، ولا يُعرَف ابن مَن هو؟ ومثل هذا لا يحتجُّ به أحدٌ ذاق طعم الحديث، أو عَقَل شيئًا منه، هذا مع أن راويه عن هارون شيخ مختَلَف في اسمه، غير معروف بحمل العلم ولا مشهور بنقله، ولم يوثِّقه أحدٌ من الأئمَّة، ولا قوَّى خبره أحدٌ منهم، بل طعنوا فيه، وردُّوه، ولم يَقبلوه.

وقال -أيضًا- (ص 102): هذا الحديث ليس بصحيح، لانقطاعه، وجهالة إسناده، واضطِّرابه، ولأجل اختلاف الرواة في إسناده، واضطِّرابهم فيه

، وهو حديث واحد، ساقط الإسناد، لا يجوز الاحتجاج به، ولا يصلح الاعتماد على مثله.

ص: 525

وكذا قال ابن حبان، والأزدي (1).

ثم رواه الدارقطني (2)، والقاسم ابن عساكر (3) من طرق صحيحة (4)،

(1) انظر: «لسان الميزان» (7/ 237 رقم 8951).

(2)

في «سننه» (2/ 278).

(3)

لم أقف عليه في مظانِّه من «تاريخ دمشق» ، فلعلَّه في كتاب آخر، ومن طريقه: أخرجه أبو اليُمن ابن عساكر في «إتحاف الزائر» (ص 25).

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا: أن محقِّق كتاب أبي اليُمن، حسينُ محمد علي شكري لم يتعرَّض لما في هذه الروايات من علل، وجعل جُلَّ همِّه منصرفًا إلى الترجمة للأعلام!! واكتفى بإحالة القارئ في تخريج أحاديث الكتاب إلى كتاب السُّبكي «شفاء السِّقام في زيارة خير الأنام» !! ونسي أو تناسى ردَّ ابن عبد الهادي عليه، وهذا إن دلَّ على شيء؛ فإنما يدل على نَفَس صوفي قبوري، نسأل الله السلامة من الأهواء.

(4)

لعل مراد المؤلِّف رحمه الله صحة أسانيد الدارقطني وابن عساكر إلى محمد بن الوليد، وإلا فهذه الطرق التي عند الدارقطني وابن عساكر هي واحدة من تلك الطرق التي شملها الاضطراب، وقد تلخَّص لنا مما سبق أن مدار الحديث على هارون بن قَزَعة، وقد اضطَّرب فيه:

فمرَّة قال: عن رجلٍ من آل حاطب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم!

ومرَّة قال: عن رجلٍ من آل حاطب، عن حاطب!

ومرَّة قال: عن مولى حاطب بن أبي بلتعة، عن حاطب! كما عند الدِّينوري في «المجالسة «(1/ 441 رقم 130).

تنبيه: قال الحافظ البوصيري في «إتحاف الخيرة» (3/ 258) بعد ذكره لهذا الحديث: وله شاهد من حديث سُبيعة، أخرجه أبو يعلى، والطبراني في «الكبير» بسند صحيح (!)

قلت: وفي هذا نظر؛ لأمرين:

الأمر الأول: أن لفظ حديثها: «من استطاع أن يموتَ بالمدينةِ فليمت، فإنه لن يموتَ بها أحدٌ إلا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يومَ القيامةِ» : أخرجه أبو يعلى في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (2/ 67 رقم 1336) والطبراني في «الكبير» (24/ 294 رقم 747) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن عكرمة، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن سبيعة، به.

وهذا اللفظ ليس فيه تعرُّض للفظ الزيارة.

الأمر الثاني: أن البوصيري نفسه أعلَّ إسناده، فقال في (3/ 253): رواه أبو يعلى، والطبراني في «الكبير «، ورجاله محتجٌّ بهم في الصحيح، إلا عبد الله بن عكرمة روى عنه جماعة، ولم أر مَن تكلَّم فيه، وقال البيهقي: هو خطأ، إنما هو عن صُميتة.

وقال الحافظ في «المطالب العالية» : هذا حديث معروف من هذا الوجه، لكن عن صميتة الليثية بدل سبيعة الأسلمية، أخرجه النسائي.

قلت: حديث صُميتة: أخرجه النسائي في «الكبرى» (2/ 488 رقم 4285) وابن حبان (9/ 58 رقم 3742 - الإحسان) من طريق يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن صُميتة، عن صفية بنت أبي عبيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. كلفظ حديث سُبيعة. فتأمَّل!

ص: 526

عن محمد بن الوليد البُسري: ثنا وكيع، ثنا خالد بن أبي خالد وابن عَون، عن الشَّعبي، والأسود بن ميمون، عن هارون بن قَزَعة (1)، عن رجل من آل حاطب، مرفوعًا:«مَن زراني بعد موتي، فكأنَّما زارني في حياتي» .

وهذه الطريق والتي قبلها أمثلُ من رواية أبي داود الطيالسي، والله أعلم.

وقد روي هذا الحديث من طرق أخر عن جماعة من الصحابة، قد أَفرَدتُ في ذلك جزءًا على حِدَة، والله سبحانه وتعالى أعلم.

/ (ق 140) أثر عن عمر

(364)

قال ابن ماجه -في كتاب الجنائز- (2): ثنا عمر بن شَبَّة، ثنا عبيد بن الطُّفيل المقرئ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مُلَيْكَة

(1) كَتَب المؤلِّف فوقها: «كذا» .

(2)

من «سننه» (1/ 497 رقم 1558) باب في الشق.

وفي إسناده عبيد بن الطُّفيل، وهو مجهول، تفرَّد بالرواية عنه عمر بن شبَّة. انظر:«التقريب» لابن حجر.

وعبد الرحمن بن أبي بكر قال عنه النسائي: ليس بثقة. وقال مرَّة: متروك الحديث. وقال أحمد والبخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث. وضعَّفه ابن معين. انظر: «تهذيب الكمال» (16/ 553 - 555) مع الحاشية.

ومع ذلك؛ فقد صحَّح إسناده البوصيري في «مصباح الزجاجة» (2/ 39)، وحسَّنه الشيخ الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (2/ 33 رقم 1275).

ص: 527

-وهو: المُلَيكي-، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن عائشةَ رضي الله عنه قالت: لمَّا مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اختَلَفوا في اللَّحدِ (1) والشَّقِّ، فتَكَلَّموا في ذلك، حتى ارتَفَعَتْ أصواتُهُم، فقال عمرُ رضي الله عنه: لا تَضجُّوا (2) عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حيًّا، ولا ميتًّا.

حديث آخر

(365)

قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (3): ثنا عبد الله بن جعفر، أنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا محمد بن سليمان القرشي، ثنا مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عمرَ، حدثني عمرُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:«وَضَعتُ مِنبَري على تُرعةٍ من تُرَعِ الجنَّةِ» .

(1) اللَّحْد: الشَّق الذي يُعمل في جانب القبر لموضع الميت؛ لأنه قد أُميل عن وسط القبر إلى جانبه. «النهاية» (4/ 236).

(2)

كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «لا تَصْخَبوا» .

والضجيج: الصِّياح عند المكروه والمشقة والجزع. «النهاية» (3/ 74).

(3)

في «الحلية» (3/ 264) و (6/ 341).

وأخرجه -أيضًا- العقيلي (4/ 72) وابن الأعرابي في «معجمه» (3/ 931 رقم 1970) والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (7/ 314 رقم 2871) والدارقطني في «غرائب مالك» ، كما في «لسان الميزان» (5/ 185) من طريق محمد بن سليمان القرشي، به، ولفظه:«ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنة» .

وعند ابن الأعرابي: «ما بين قبري ومنبري

».

وعند الطحاوي: «وُضع منبري على ترعة من ترعات الجنة، وما بين بيتي ومنبري

». الحديث.

تنبيه: لفظ رواية أبي نعيم الذي ساقه المؤلِّف مخالف لما في المطبوع من «الحلية» ، ففي الموضع الأول:«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» .

وفي الموضع الثاني: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وإن منبري على حوضي» .

وكذا ورد في «تقريب البغية في ترتيب أحاديث الحلية» للهيثمي (2/ 105 رقم 1768، 1769).

وما ذكره المؤلِّف هو لفظ رواية الضياء في «المختارة» .

ص: 528

ذَكَره الحافظ الضياء في «المختارة» (1)، وحكى عن ابن أبي حاتم أنَّه قال (2): محمد بن سليمان بن معاذ القرشي، عن مالك بن أنس وعثمان بن طلحة القرشي، سَمِعَ منه أبي في أيام الأنصاري، وروى عنه عبَّاد بن الوليد الغُبَري، ولم يَذكر فيه جرحًا (3).

(1)(1/ 303 - 304 رقم 194).

(2)

انظر: «الجرح والتعديل» (7/ 269 رقم 1469).

(3)

وقال العقيلي: منكر الحديث. وقال الدارقطني في تعليقه على «المجروحين» لابن حبان (ص 246): وهذا حديث منكر -أيضًا- عن مالك، لم يُتابَع عليه.

وقال أبو نعيم عقب روايته: غريب من حديث مالك وربيعة، تفرَّد به محمد بن سليمان.

وقال ابن عبد البر في «التمهيد» (17/ 180): لم يُتابِعه (يعني: محمد بن سليمان) أحدٌ على هذا الإسناد عن مالك، ومحمد بن سليمان هذا ضعيف.

تنبيه: هذا الحديث مما يعاب على الضياء إخراجه له في «المختارة» ، لما فيه من النكارة، وقد رواه ثقات أصحاب مالك عنه هكذا:«عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنهما» ، ولفظه:«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» . =

ص: 529

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وليس في رواية أحد منهم: «ما بين قبري ومنبري» .

وممن رواه عن مالك على هذا الوصف:

1 -

يحيى الليثي: في روايته لـ «الموطأ» (1/ 272) في الصلاة، باب ما جاء في مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

2 -

أبو مصعب الزهري: في روايته لـ «الموطأ» (1/ 201 - 202 رقم 518).

3 -

سُوَيد بن سعيد: في روايته لـ «الموطأ» (ص 147 رقم 168).

4 -

القَعْنبي: في روايته لـ «الموطأ» (ص 238 - 239 رقم 291).

5 -

إسحاق بن عيسى الطبَّاع: وروايته عند أحمد (2/ 465).

6 -

عبد الرحمن بن مهدي: وروايته عند أحمد (2/ 465، 533).

7 -

ابن وهب: وروايته عند الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (7/ 316 رقم 2875).

8 -

مُطرِّف بن عبد الله المدني: وروايته عند الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (2876).

ورواه ابن مهدي، عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة وحده. وروايته عند البخاري (7335) في الاعتصام، باب ما ذَكَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وحضَّ على اتفاق أهل العلم، وأحمد (2/ 236) وابن عبد البر في «التمهيد» (2/ 286).

ورواه جماعة عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخُدْري جميعًا، وهم:

1 -

رَوْح بن عُبادة: وروايته عند أحمد (3/ 4) والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (2876).

2 -

مَعْن بن عيسى: وروايته عند ابن عبد البر في «التمهيد» (2/ 285).

وتابع مالكًا على روايته عن أبي هريرة وحده:

1 -

عبيد الله بن عمر: وروايته عند البخاري (1196) في فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب فضل ما بين القبر والمنبر، ومسلم (1391) في الحج، باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة. =

ص: 530

طريق أخرى

(366)

قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي: أخبرني أحمد بن محمد بن الجَعْد، ثنا عبد الملك بن عبد ربِّه، ثنا عطاء بن زيد، حدثني سعيد، عن عمرَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين قبري ومنبري واسطوانةِ التوبةِ روضةٌ من رياضِ الجنَّةِ» (1).

= 2 - عبد الله بن عمر العُمَري: وروايته عند عبد الرزاق (5243) وأحمد (/401).

3 -

محمد بن إسحاق: وروايته عند أحمد (2/ 397، 528) والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (2878).

تنبيه: أورد الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» (9/ 323 رقم 12267) حديث أبي هريرة هذا، وعزاه لـ «الصحيحين» بلفظ:«ما بين قبري ومنبري» ، فرجعت إلى النسخة اليونينية لـ «صحيح البخاري» (3/ 23 - ط دار طوق النجاة) فوجدت في حاشية النسخة ما يبين أن هذه الرواية هي لفظ رواية ابن عساكر فقط، فرجعت إلى «فتح الباري» (4/ 100) فإذا بالحافظ يقول: ووقع في رواية ابن عساكر وحده: «قبري» ، بدل:«بيتي» ، وهو خطأ، فقد تقدم هذا الحديث في كتاب الصلاة قبيل الجنائز بهذا الإسناد، بلفظ:«بيتي» ، وكذلك هو في «مسند مُسدَّد» شيخ البخاري فيه.

قلت: ومما يبين بطلان رواية من رواه بلفظ: «ما بين قبري ومنبري» : ما قاله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في «قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة» (ص 141): والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنة» ، هذا هو الثابت الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى، فقال:«قبري» ! وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا لم يكن قد قُبر بعدُ صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا لم يحتج بهذا أحدٌ من الصحابة لما تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم؛ لكان هذا نصًّا في محل النزاع، ولكن دُفن في حجرة عائشة، في الموضع الذي مات فيه.

(1)

قال ابن عبد البر في «التمهيد» (17/ 180): هذا حديث كذب، موضوع، منكر، وضَعَه عبد الملك هذا، والصحيح فيه: ما في «الموطأ» عن عبد الله بن زيد المازني: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري رَوضةٌ من رياض الجنَّة» .

قلت: حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه هذا: أخرجه مالك (1/ 273) في الصلاة، باب ما جاء في مسجد النبيِّ، والبخاري (3/ 70 رقم 1195) في فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب فضل ما بين القبر والمنبر، ومسلم (2/ 1010 رقم 1390) في الحج، باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة.

وأما أثر ابن عمرَ رضي الله عنهما في إحفاء الشَّارب، فله طريق أجودُ من هذه: ذَكَرها البخاري في «صحيحه» (10/ 334 - فتح) معلَّقًا بصيغة الجزم، فقال: وكان ابن عمر يَحفي شاربَه، حتى ينظرَ إلى بياض الجلد، ويأخذ هذين. يعني بين الشَّارب واللحية. ووَصَله الأثرم، كما في «تغليق التعليق» (5/ 72) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عَوَانة، عن عمرَ بن أبي سَلَمة، عن أبيه قال: رأيتُ ابن عمر يَحفي شاربَه، حتى لا يتركُ منه شيئًا.

وهذا إسناد صحيح.

ص: 531

قال عطاء: ورأيت ابن عمر يحفي شاربه.

(367)

/ (ق 141) وبهذا الإسناد عن عمرَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن حُدِّث حديثًا فعُمِلَ به، أُعطِيَ ذلك، وإن كان باطلاً» .

فيه نكارة شديدة جدًّا، والحديث الأوَّل له شاهد في «الصحيحين» (1)،

والله أعلم.

حديث آخر

(368)

قال الحافظ أبو بكر البزَّار (2): ثنا محمد بن المثنىَّ، ثنا

(1) يشير إلى حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه المتقدم.

تنبيه: جاء بحاشية الأصل تقييد بخط الحافظ ابن حجر، هذا نصُّه: وللثاني: شاهد ضعيف في «جزء الحسن بن عَرفة» .

قلت: وقد راجعت المطبوع من «جزء الحسن بن عرفة «، فلم أجده فيه.

(2)

في «مسنده» (1/ 430 رقم 303).

وفي إسناده اضطراب:

فقيل كما سبق. =

ص: 532

إبراهيم بن أبي الوزير، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن إسحاق بن المستورد، عن عبد الرحمن بن عمرو بن حارثة الأنصاري: أن عمر رضي الله عنه كان يأتي مسجدَ قُباءَ يوم الإثنين ويوم الخميس، فجاء يومًا، فلم يَجد فيه أحدًا من الناس، فقال: والذي نفسي بيده، لقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكرٍ، وأناسًا من أصحابه، ونحن نَنقُلُ حجارتَهُ على بطوننا، وأنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لهو أسَّسَهُ بيدِهِ، وجبريلُ يؤُمُّ له الكعبةَ.

إسناده غريب.

وسيأتي في كتاب النكاح في باب الوليمة حديث مرفوع في فضل المدينة (1).

أثر آخر

(369)

قال البخاري في آخر كتاب الحج من «صحيحه» (2): ثنا يحيى بن بُكَير، ثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمرَ رضي الله عنه أنَّه قال: اللهمَّ ارزقني شهادةً في سبيلك، واجعل موتي في بلدِ رسولِكَ.

= وقيل: عن عبد العزيز بن محمد، عن المستورد، عن عبد الرحمن بن جارية، عن أبي غزية. ليس فيه عمر!

وقيل: عن عبد العزيز بن محمد، عن المستورد، عن عبد الرحمن بن جارية، عن فلان بن غزية، عن عمر!

وقيل: عن عبد العزيز بن محمد، عن إسحاق بن المستورد، عن محمد بن عبد الرحمن بن جارية، عن أبي غزية!

أخرج هذه الطرق البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 401 - 402).

(1)

انظر (2/ 67 رقم 532).

(2)

(4/ 100 رقم 1890 - فتح) باب منه.

ص: 533

وقال ابن زُرَيع: عن رَوْح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن أُمِّه، عن حفصة بنت عمرَ قالت: سَمِعتُ عمرَ

، نحوه.

وقال هشام: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن حفصة قالت: سَمِعتُ / (ق 142) عمرَ رضي الله عنه. انتهى ما ذَكَره البخاري.

(370)

وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (1): ثنا سليمان بن أحمد (2)، ثنا إبراهيم بن هاشم، ثنا أُميَّة بن بسطام، ثنا يزيد بن زُرَيع، عن رَوْح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن أُمِّه (3)، عن حفصةَ قالت: سَمِعتُ عمرَ يقول: اللهمَّ قَتْلاً في سبيلِكَ، ووفاةً في بلدِ نبيِّكَ صلى الله عليه وسلم. قلتُ: وأنَّى يكونُ هذا؟! قال: يأتي اللهُ به إذا شاءَ.

قال الحافظ الدارقطني (4): رواه رَوْح بن القاسم، وحفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن أُمِّه، عن حفصة.

ورواه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن حفصة.

والصحيح: قول من قال: عن أُمِّه.

قلت: وسنذكر باقي الكلام على هذا المعنى في وفاة عمر من «سيرته» ، إن شاء الله تعالى.

والغرضُ ههنا إنما هو سؤالُهُ رضي الله عنه الوفاةَ ببلدِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، وقد استجاب اللهُ دعاءَه وتَقبَّلَ منه وجَعَلَهُ من أقربِ الخلائقِ إليه.

(1) في «الحلية» (1/ 53).

(2)

هو: الطبراني، والحديث في «معجمه الأوسط «(3/ 159 رقم 2795).

(3)

قوله: «عن أمِّه» تحرَّف في المطبوع إلى: «عن أبيه» ! وجاء على الصواب في «المعجم الأوسط» .

(4)

في «العلل» (2/ 140).

ص: 534