الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أثر في كيفية الذَّبح
(379)
قال الثوري (1): عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن فُرافصَة الحنفي، عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال: الذَّكاةُ في الحَلْقِ واللَّبَّةِ، ولا تُعجِلُوا الأَنفُسَ أنْ تَزهَقَ.
أثر آخر
(380)
قال أبو عبيد (2):
ثنا مروان بن معاوية الفَزَاري، عن هشام
(1) ومن طريقه: أخرجه البيهقي (9/ 278).
وفي إسناده فُرافصة الحنفي، وهو مجهول الحال، روى عنه اثنان، وذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 141 رقم 634) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 92 رقم 525) وابن حبان في «الثقات» (5/ 299) وقالوا: روى عن عثمان -زاد ابن حبان: وعمر- روى عنه القاسم بن محمد، وعبد الله بن أبي بكر.
وذكره بعضهم في الصحابة، ورَدَّه الدارقطني. انظر:«الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة» لمُغلَطاي (2/ 86).
(2)
في «غريب الحديث» (4/ 152).
ومن طريقه: أخرجه البيهقي (9/ 279).
ومداره على المعرور الكلبي، وهو مجهول الحال، روى عنه ثلاثة، وذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 39 رقم 2074) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 416 رقم 1896) وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/ 457).
وقد نصَّ أبو حاتم الرازي على أن رواية معرور الكلبي عن عمرَ مرسلة. انظر: «الجرح والتعديل» (8/ 416 رقم 1896).
ولم أقف على ما يدل على سماعه من عثمان، وعلى كلٍّ؛ فالرجل مجهول.
لكن صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: الذَّكاة في الحَلق واللبَّة. علَّقه البخاري في «صحيحه» (9/ 640 - فتح) جازمًا به، ووَصَله سعيد بن منصور، كما في «تغليق التعليق» (4/ 519) والبيهقي (9/ 278) من طريق أيوب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس
…
، فذكره.
وصحَّح إسناده الحافظ في «الفتح» (9/ 641) والشيخ الألباني في «مختصر صحيح البخاري» (3/ 454).
الدَّستَوائي، وحجَّاج بن أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن المعرور الكلبي، عن عمرَ: أنَّه نهى عن الفَرْسِ في الذَّبيحةِ.
قال: وحدَّثناه عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن المعرور الكلبي، عن عثمان بن عفان، بذلك.
قال أبو عبيد: ولا أرى المحفوظَ إلا هذا.
قال أبو عُبيدة: والفَرْسُ هو: النَّخعُ، وذلك أن ينتهي بالذَّبح إلى النُّخاع، وهو عظم في الرَّقَبة.
قال أبو عبيد: أما النَّخعُ؛ فهو كما قال، وأما الفَرْسُ؛ فهو كَسر رقَبَة الذَّبيحة قبل أن تَبرُدَ، وممَّا يبيِّن ذلك أن في الحديث:«ولا تُعجلوا الأنفس حتى تَزهَقَ» .
أثر في النهي عن الحذف، والأمر [بالذَّبح](1) بالمحدَّد
(381)
قال أبو عبيد (2):
ثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن زرٍّ قال: قَدِمْتُ المدينةَ في يوم عيدٍ، فإذا رجلٌ مُتلبِّب (3)، أعسَر أيسَر (4)، يمشي مع الناس كأنَّه راكب، وهو يقول: هاجِرُوا، ولا تَهَجَّرُوا، واتَّقوا الأرنبَ أن يَحذِفَهَا أحدُكُم بالعَصا، ولكنْ ليُذَكِّ لكم الأَسَلُ: الرِّماحُ والنَّبلُ.
قال أبو عبيد: قوله: ولا تَهَجَّرُوا: أي: لا تَشبَّهوا بالمهاجرين في الصُّورةِ الظاهرةِ من غير إخلاصٍ، كما يقال: تَحَلَّمَ وتَكَرَّمَ وتَشَجَّعَ، وليس كذلك.
قال: والأَسَل: إنما يطلق غالبًا على الرِّماح، ولكن قد احتمل ههنا فيها، وفي النَّبل أيضًا.
(1) ما بين المعقوفين مطموس بعضه بالأصل، وهذا ما استظهرته.
(2)
في «غريب الحديث» (4/ 209).
وقد توبع ابن عياش على روايته، تابَعَه جماعة، وهم: إسرائيل، والثوري، وحماد بن زيد، وأبو عَوَانة، وشعبة، وشيبان، ومِسْعَر. انظر رواياتهم في «الطبقات الكبرى» لابن سعد (3/ 322) و «مصنَّف عبد الرزاق» (4/ 477 رقم 8533) و «مصنَّف ابن أبي شيبة «(4/ 260 رقم 19818) في الصيد، باب من قال: إذا أنهر الدم فكُل
…
، و «أنساب الأشراف» للبلاذُري (ص 325) و «معرفة الصحابة» لأبي نعيم (1/ 44 رقم 164) و «المستدرك» للحاكم (3/ 81).
وصحَّحه الذهبي في «تلخيص المستدرك» .
(3)
مُتلبِّب: أي مُتحزِّم بثوبه عند صدره. انظر: «النهاية» (5/ 297).
(4)
أعسَر أيسَر: هو الذي يعمل بيديه جميعًا. انظر: «النهاية» (4/ 223).