الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في قصر الصلاة
(145)
قال الإمام أحمد (1): ثنا ابن إدريس، ثنا ابن جريج، عن ابن أبي عمَّار، عن عبد الله بن بابَيْه، عن / (ق 55) يَعلى بن أُميَّة قال: سألتُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، قلت:{فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (2)، وقد أَمِنَ الناس؟ (3) فقال لي عمر: عَجِبتُ مما عَجِبتَ منه، فسألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال:«صدقةٌ، تصدَّقَ اللهُ بها عليكُم، فاقبَلُوا صدقتَه» .
ورواه مسلم (4)، وابن ماجه (5) من حديث عبد الله بن إدريس، به.
ورواه مسلم -أيضًا- (6)، عن محمد بن أبي بكر المُقدَّمي، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، به.
ورواه أبو داود (7)، عن أحمد بن حنبل (8) ومُسدَّد. كلاهما عن يحيى بن سعيد -وهو: القطَّان- عن ابن جريج، به.
وعن أحمد، عن عبد الرزاق (9)، ومحمد بن بكر. كلاهما عن ابن جريج، به.
(1) في «مسنده» (1/ 25 رقم 174).
(2)
النساء: 101
(3)
كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «وقد آمن اللهُ الناسَ» .
(4)
في «صحيحه» (1/ 478 رقم 686) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها.
(5)
في «سننه» (1/ 339 رقم 1065) في إقامة الصلاة، باب تقصير الصلاة في السفر.
(6)
في الموضع السابق.
(7)
في «سننه» (2/ 149 رقم 1200) في الصلاة، باب صلاة المسافر.
(8)
وهو في «مسنده» (1/ 36 رقم 244، 245).
(9)
وهو في «المصنَّف» (2/ 517 رقم 4275).
وأخرجه الترمذي (1)، والنسائي (2) من حديث ابن جريج، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقد رواه علي ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، به، وقال: صحيح من حديث عمر، ولا يُحفظ إلا من هذا الوجه، ورجاله معروفون، ثم تكلَّم عليهم واحدًا واحدًا.
قلت: ابن أبي عمَّار هذا: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمَّار كان أحدَ الثقاتِ النبلاءِ (3)، وكان يقال له: القَسّ؛ لكثرة عبادته وتنسُّكه.
حديث آخر
(146)
قال الإمام أحمد (4): ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة: سَمِعتُ يزيد بن خمير يحدِّث عن حبيب بن عُبيد، عن جُبَير بن نُفَير، عن ابن السِّمط: أنَّه أتى أرضًا، يقال لها: دَومين -من حمص على ثمانيةَ عشرَ / (ق 56) ميلاً، فصلَّى ركعتين، فقلتُ له: أتصلِّي ركعتين؟ فقال: رأيتُ عمرَ بن الخطاب بذي الحليفة يصلِّي ركعتين، فسألتُهُ، فقال: إنما أفعلُ كما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَفعلُ.
ورواه مسلم (5)، عن محمد بن مثنَّى، عن غُندَر.
وعن زُهَير بن حرب وبُندَار. كلاهما عن ابن مهدي.
(1) في «سننه» (5/ 227 رقم 3034) في التفسير، باب: ومن سورة النساء.
(2)
في «سننه» (3/ 131 - 132 رقم 1432) في تقصير الصلاة في السفر.
(3)
انظر: «تهذيب الكمال» (17/ 229).
(4)
في «مسنده» (1/ 29 رقم 198).
(5)
في «صحيحه» (1/ 481 رقم 692) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها.
والنسائي (1) عن إسحاق بن إبراهيم، عن النَّضر بن شُمَيل.
ثلاثتهم عن شعبة، به.
ورواه علي ابن المديني، عن غُندَر، عن شعبة، وقال: هذا من صالح حديث أهل الشَّام.
قلت: وابن السِّمط هذا هو: شُرَحبيل بن السِّمط الكندي، وهو صحابي أيضًا (2).
حديث آخر
(147)
قال أحمد (3): ثنا وكيع، وسفيان (4)، وعبد الرحمن، ثنا سفيان (5)، عن زُبيد الإيَامي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمرَ رضي الله عنه قال: صلاةُ السَّفرِ ركعتان، وصلاةُ الأضحى ركعتان، وصلاةُ الفطرِ ركعتان، وصلاةُ الجمعةِ ركعتان، تمامٌ غيرُ قصرٍ، على لسانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
ورواه النسائي (6)، وابن ماجه (7) من حديث شريك القاضي.
والنسائي -أيضًا- (8) من حديث سفيان الثوري، وشعبة.
(1) في «سننه» (3/ 133 رقم 1436) في تقصير الصلاة في السفر.
(2)
انظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 445) و «الإصابة» (5/ 61).
(3)
في «مسنده» (1/ 37 رقم 257).
(4)
هو: ابن عيينة.
(5)
هو: الثوري.
(6)
في «سننه» (3/ 123 رقم 1419) في الجمعة، باب عدد صلاة الجمعة.
(7)
في «سننه» (1/ 338 رقم 1063) في إقامة الصلاة، باب تقصير الصلاة في السفر.
(8)
في «سننه» (3/ 133، 203 رقم 1439، 1565) في تقصير الصلاة في السفر، وفي العيدين، باب عدد صلاة العيدين.
ثلاثتهم عن زُبَيد الإيَامي، به.
وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (1)، عن أبي يعلى (2)، عن أبي خيثمة، ثنا وكيع، عن سفيان الثوري، به.
ورواه ابن ماجه -أيضًا- (3)، عن محمد بن عبد الله بن نُمَير، عن محمد بن بِشر، عن يزيد بن زياد بن أبي الجَعْد، عن زُبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمرَ بن الخطاب، به.
وهذا أشبه بالصواب، فإن عبَّاسًا / (ق 57) الدُّوري قال (4): سُئل يحيى بن معين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر؟ قال: لم يره. فقلت له: الحديث الذي يُروى عنه قال: كنَّا مع عمر نتراءى الهلال؟ فقال: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم الرازي (5): لا يصحُّ له سماع من عمر.
وقال النسائي (6): لم يَسْمعه من عمر.
ويؤيِّد ما قاله النسائي: ما رواه الحافظ أبو يعلى (7)، عن القَوَاريري، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن زُبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الثقة، عن عمر، فذَكَر هذا الحديث.
(1)(7/ 22 رقم 2783 - الإحسان).
(2)
وهو في «مسنده» (1/ 207 رقم 241).
(3)
في «سننه» (1/ 338 رقم 1064) في الموضع السابق.
(4)
«تاريخ ابن معين» (2/ 356 - رواية الدُّوري).
(5)
كما في «المراسيل» لابنه (ص 125 رقم 450).
(6)
في «سننه» (3/ 123).
(7)
لم أجده في المطبوع من «مسنده» ، وهو من رواية ابن حمدان، فلعله في مسنده الكبير.
وأخرجه الطحاوي (1/ 422) عن ابن أبي داود، عن القَوَاريري، به.
وأما مسلم بن الحجَّاج فأثبت سماع ابن أبي ليلى من عمر في مقدمة كتابه «الصحيح» (1)، فقال: وأسند عبد الرحمن بن ليلى (2)، وحفظ عن عمر.
ويؤيِّد ما ذهب إليه:
(148)
ما رواه الهيثم بن كُلَيب في «مسنده» (3) حيث قال: ثنا عيسى بن أحمد العسقلاني، عن يزيد بن هارون، عن سفيان الثوري، عن زُبيد، عن عبد الرحمن بن ليلى (4) قال: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب
…
، فذَكَره.
لكن قال الدارقطني (5): لم يُتابَع يزيد بن هارون على قوله: سَمِعتُ عمرَ.
قلت: يزيد بن هارون أحد أئمَّة الإسلام فيُقبل تفرُّده (6).
(1)(1/ 34).
(2)
كذا ورد بالأصل. والصواب: «ابن أبي ليلى» .
(3)
ليس في القسم المطبوع من «مسنده» ، ومن طريقه: أخرجه الضياء في «المختارة» (1/ 347 رقم 240).
(4)
كذا ورد بالأصل. والصواب: «ابن أبي ليلى» ، وكذا جاء على الصواب في «المختارة» .
(5)
في «العلل» (2/ 116).
(6)
هذا هو الأصل، إلا إذا قامت قرينة تدل على خلاف ذلك، وهنا وُجد ما يمنع من قبول هذه الزيادة، إذ في الإسناد إليه مَن هو متكلَّم فيه، ألا وهو عيسى بن أحمد العسقلاني، راوي القصَّة عن يزيد بن هارون، فهو وإن كان ثقة؛ إلا أن له غرائب وإفرادات، كما قال الخليلي. انظر:«تهذيب التهذيب» (8/ 206).
زد على هذا: تصريح الحفاظ بعدم ثبوت سماع ابن أبي ليلى من عمر، ومثل هذا التصريح لا يمكن دفعه إلا بحجة أقوى، وهذا منتفٍ هنا، والرواية التي ساقها المؤلِّف من طريق ابن ماجه وأبي يعلى، وفيها رواية ابن أبي ليلى عن عمرَ بواسطة؛ حجة ظاهرة يستدل بها المحدِّثون في مثل هذه المواضع على عدم ثبوت السماع.
وأما قول الإمام مسلم عن ابن أبي ليلى أنه أسند وحفظ عن عمرَ، فليس صريحًا في إثبات السماع، والله أعلم.
وسماع عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر قد ثبت في غير هذا الحديث:
(149)
كما قال الحافظ أبو يعلى الموصلي (1):
ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، سَمِعتُ أبي، ثنا الحسين بن واقِد، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت: أنَّ عبد الرحمن بن أبي ليلى حدَّثه قال: خَرَجتُ مع عمرَ إلى مكةَ، قال: فاستَقبَلَنا أميرُ مكةَ نافعُ بن علقمة، فقال له عمرُ: مَن استَخلفتَ / (ق 58) على مكةَ؟ فقال: ابنُ أَبزَى
…
، وذَكَر الحديث، كما سيأتي في تفسير المجادلة (2).
وهذا صريح في ذلك (3)، وقد أُثبت سماعُ جماعة من الصحابة بدون هذا، والله أعلم.
(1) في «مسنده» (1/ 186 رقم 211).
(2)
انظر ما سيأتي (2/ 472 - 474 رقم 877 - 879).
(3)
له علَّة؛ وهي عنعنة الأعمش، وقد تفرَّد بروايته عنه الحسين بن واقِد دون بقيَّة أصحابه المتقنين، كالثوري، وشعبة، ووكيع، وأبي معاوية.
ولذا أعلَّه الحافظ ابن حجر، فقال في «المطالب العالية» (2/ 380): رجاله ثقات، وفيه نظر؛ لأن عبد الرحمن يصغر عن ذلك، وقد أخرجه مسلم [1/ 559 رقم 817] من طريق الزهري، عن أبي الطُّفيل، عن عمرَ رضي الله عنه بغير هذا السياق، وفيه القصة بالمعنى، وقال فيه: فتلَّقاه نافع بن عبد الحارث الخزاعي، وهو المحفوظ.