الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث آخر فيه الدلالة على استحباب تغيير الاسم القبيح
(375)
قال الإمام أحمد (1): ثنا أبو النَّضر، ثنا أبو عَقيل، ثنا مُجالِد بن سعيد، أنا عامر، عن مسروق بن الأَجدع قال: لَقِيتُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لي: مَن أنت؟ قلت: مسروقُ بنُ الأَجْدَع. فقال عمرُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «الأَجْدعُ شيطانٌ» ، ولكنَّك مسروقُ بن عبد الرحمن. قال عامر: فرأيتُهُ في الدِّيوان: مسروقُ بن عبد الرحمن، فقلت: ما هذا؟! فقال: هكذا سمَّاني عمرُ بن الخطاب.
ورواه أبو داود (2)، وابن ماجه (3) جميعًا في الأدب، عن أبي بكر بن أبي شيبة (4)، عن أبي النَّضر -وهو: هاشم بن القاسم-، عن أبي عَقيل -واسمه: عبد الله بن عَقيل الثَّقَفي الكوفي-، عن مُجالِد بن سعيد.
وقد تكلَّموا فيه، ولكنه أخرج له مسلم في المتابعات.
وقد رواه علي ابن المديني، عن أبي النَّضر، به، وقال: هذا حديث صالح الإسناد وليس بالصَّافي، وهو حديث كوفي، لا نحفظه إلا من هذا / (ق 145) الوجه، وأبو عَقيل: ضعَّفه أبو أسامة. انتهى كلامه رحمه الله (5).
(1) في «مسنده» (1/ 31 رقم 211).
(2)
في «سننه» (5/ 336 رقم 4957) في الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح.
(3)
في «سننه» (2/ 1229 رقم 3731) في الأدب، باب ما يُكره من الأسماء.
(4)
وهو في «المصنَّف» (5/ 263 رقم 25893) في الأدب، باب ما يُكره من الأسماء.
(5)
وقال الدارقطني في «العلل» (2/ 220 رقم 232): يَرويه جابر الجُعفِي، عن الشعبي، عن مسروق، عن عمرَ قولَه. وخالَفَه مُجالِد، فرَفَعه، وزاد فيه: حدَّثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أنَّ الأجدعَ شيطانٌ» .
حديث آخر
(376)
قال أبو يعلى (1): ثنا موسى، ثنا أبو أحمد الزُّبيري، ثنا سفيان، عن أبي الزُّبير، عن جابر، عن عمرَ قال: إنْ عِشتُ -إنْ شاءَ اللهُ-؛ لأُخْرِجَنَّ اليهودَ من جزيرةِ العربِ.
قال: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَئِن عِشتُ -إنْ شاءَ اللهُ- لأَنهينَّ أن يُسمَّى رَبَاحًا، ونَجِيحًا (2)، وأَفلَحَ، ويَسَارًا» .
ورواه الترمذي (3)، وابن ماجه (4) بدون قصَّة إخراج اليهود والنصارى من حديث أبي أحمد الزُّبيري.
ثم قال الترمذي: غريب، وهكذا رواه أبو أحمد، وهو ثقة حافظ، والمشهور عند الناس في هذا الحديث: عن جابر. ليس فيه عمر (5).
(1) لم أجده في المطبوع من «مسنده» ، وهو من رواية ابن حمدان، فلعلَّه في مسنده الكبير.
(2)
كذا ضبطها المؤلِّف.
(3)
في «سننه» (5/ 122 رقم 2835) في الأدب، باب ما يُكره من الأسماء.
(4)
في «سننه» (2/ 1229 رقم 3729) في الأدب، باب ما يُكره من الأسماء.
(5)
وقال الدارقطني في «العلل» (2/ 95): رواه أبو أحمد الزُّبَيري، عن الثوري، عن أبي الزُّبير، عن جابر، عن عمرَ هذا الحديث، وألحق به كلامًا آخر، أدرجه فيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:«لأَنَهينَّ أن يُسمَّى رَبَاحًا، ونَجِيحًا» ، ووَهِمَ في إدراجه هذا الكلام عن عمرَ، وغيره يَرويه عن الثوري، عن أبي الزُّبير، عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح.
قلت: وحديث جابر رضي الله عنه: أخرجه مسلم (3/ 1686 رقم 2138) في الآداب، باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة، وبنافع، ونحوه، من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير: أنه سَمِعَ جابر بن عبد الله يقول: أراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ ينهى عن أن يُسمَّى بـ «يعلى» ، وبـ «بركة» ، وبـ «أفلح» ، وبـ «يَسَار» ، وبـ «نافع» ، وبنحو ذلك، ثم رأيتُهُ سَكَتَ بعدُ عنها، فلم يقل شيئًا، ثم قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولم ينه عن ذلك، ثم أراد عمرُ أن ينهى عن ذلك، ثم تَرَكَهُ.
قلت: وقد ورد النهي صريحًا، وذلك فيما أخرجه مسلم (3/ 1685 رقم 2136) من حديث سَمُرة بن جندب رضي الله عنه قال: نهانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ نُسمِّيَ رَقِيقَنَا بأربعةِ أسماءٍ: أفلحَ، ورباحٍ، ويَسَارٍ، ونافعٍ.
وفي لفظ: «لا تُسمِّ غلامَكَ رَبَاحًا، ولا يَسَارًا، ولا أفلحَ، ولا نافعًا» .
حديث آخر
(377)
قال أبو داود (1): ثنا هارون بن زيد بن أبي الزَّرقاء، ثنا أبي، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أنَّ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه ضَرَبَ ابنًا له تكنَّى أبا عيسى، وأنَّ المغيرةَ بن شعبة تكنَّى بأبي عيسى، فقال له عمر: أَمَا يَكفيكَ أنْ تكتني بأبي عبد الله؟ فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كنَّاني. فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، وإنَّا في جَلْجَبَتِنَا (2)، فلم يَزَل يكنى بأبي عبد الله حتى هَلَكَ.
وهكذا رواه حبيب بن الشَّهيد، عن زيد بن أسلم (3)، به.
وهو إسناد حسن.
لكن قال الدارقطني (4): رواه حماد بن سَلَمة وغيره، عن زيد بن أسلم مرسلاً، وهو أشبه.
قلت: هكذا أورده أصحاب الأطراف (5) في مسند عمر، وهو مناسَب أن يُذكر في مسند المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
(1) في «سننه» (5/ 339 رقم 4963) في الأدب، باب فيمن يكنى أبا عيسى.
(2)
كذا ورد بالأصل. وفي مطبوع: «جَلجَلَتِنَا «، وما في الأصل موافق لنسخة الخطيب، كما في حاشية «سنن أبي داود» .
(3)
ومن هذا الوجه: أخرجه الضياء في «المختارة» (1/ 179 رقم 87).
(4)
في «العلل» (2/ 144).
(5)
انظر: «تحفة الأشراف» (8/ 8 رقم 10398).
حديث آخر
(378)
قال أسد بن موسى في «فضائل الشيخين» : حدثنا قيس بن الربيع، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين قال: جاءت امرأةٌ إلى عمرَ، فقالت: إنَّ اسمي عاصية، فسمِّني باسمٍ غيره، فقال: اسمُكِ جميلة. فغَضِبتْ، وقالت: سمَّيتني اسمَ الولائدِ! قال: فأَتَتْ رسولَ الله، فذَكَرتْ ذلك له، فقالت: يا رسولَ الله، إنَّ اسمي عاصية، فحوِّل اسمي. قال:«أنتِ جميلةٌ» ، فضَحِكتْ، وقالت: أتيتُ ابنَ الخطاب، فقال مثلَ ذلك! فقال:«أَمَا عَلِمتِ أنَّ اللهَ تعالى عند يدِ عُمرَ ولسانِهِ؟!» (1).
وقد تقدَّم في كتاب الطهارة مثلُه من وجه آخر (2)، والله أعلم.
(1) وإسناده ضعيف؛ لضعف قيس بن الربيع، وانقطاعه بين ابن سيرين وعمر.
وله طريق أخرى، أخرجها ابن أبي عمر العَدَني في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (3/ 217 رقم 2820) -ومن طريقه: أبو نعيم في «الحلية» (8/ 301) - عن بِشر بن السَّري، عن حماد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه: إنَّ أَمَةً لعمرَ رضي الله عنه كان لها اسمٌ من أسماءِ العجمِ، فسمَّاها عمرُ رضي الله عنه جميلةً، فقال عمرُ رضي الله عنه: بيني وبينكِ النبيَّ، فأتينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لها:«أنتِ جميلةٌ» ، فقال عمرُ رضي الله عنه: خُذيها على رغمِ أنفِكِ.
قال أبو نعيم: غريب بهذا اللفظ، لم يروه عن حماد إلا بِشر.
(2)
انظر (ص 131).