الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أثر عن عمر فيما جُدِّد عند الكعبة
(344)
قال البخاري (1): ثنا أبو النعمان: ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، وعبيد الله بن أبي يزيد قالا: لم يكن حولَ البيتِ على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حائطٌ، كانوا يُصلُّون حولَ البيتِ، حتى كان عمرُ، فبَنَى حولَهُ حائطًا.
قال عبيد الله: جَدرُهُ قصيرٌ، فبَنَاهُ ابنُ الزُّبير رضي الله عنه (2).
/ (ق 135) أثر آخر
(345)
قال الحافظ أبو بكر البيهقي (3): أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السُّلمي، ثنا أبو ثابت، ثنا الدَّرَاوَردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ المَقَامَ كان في زمانِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وزمانِ أبي بكرٍ، مُلتَصقًا بالبيتِ، ثم أَخَّره عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه.
هذا إسناد صحيح (4).
(1) في «صحيحه» (7/ 146 رقم 3830 - فتح) في مناقب الأنصار، باب بنيان الكعبة.
(2)
قال الحافظ: هذا مرسل، وقيل: منقطع؛ لأن عمرو بن دينار، وعبيد الله بن أبي يزيد من أصاغر التابعين، وأما قوله: «حتى كان عمرُ «، فمنقطع؛ فإنهما لم يُدركا عمر -أيضًا-
…
، وقوله: «فبناه ابن الزُّبير «. هذا القدر هو الموصول من هذا الحديث.
(3)
لم أقف عليه في مظانِّه من مصنَّفاته المطبوعة، وأخرجه -أيضًا- ابن أبي حاتم في «العلل» (1/ 298 رقم 896) عن أبي زرعة، عن أبي ثابت محمد بن عبيد الله المَدِيني، به.
(4)
يَرويه الدَّرَاوَردي، واختُلف عليه:
فقيل: عنه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة!
وقيل: عنه، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أُراه عن عائشة!
أما الوجه الأول: فقد ذكره المؤلِّف.
وأما الوجه الثاني: فأخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (1/ 455 رقم 998) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن الدَّرَاوَردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه. قال: أُراه عن عائشة رضي الله عنها!
وقد أَعلَّ هذه الرواية المعلِّمي اليماني في رسالته «مقام إبراهيم» (ص 75) فقال: يعقوب بن حميد متكلَّم فيه، ووثَّقه بعضهم، والاعتماد على حديث أبي ثابت.
قلت: وروي من وجه آخر مرسلاً، وذلك فيما أخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (1/ 454 رقم 997) والأزرقي في «أخبار مكة» (2/ 35) من طريق عيسى بن يونس، وابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه. ليس فيه: عائشة!
ورجَّح هذا الوجه المرسلَ أبو زرعة، فقال: لا يروونه عن عائشة، إنما يروونه عن هشام، عن أبيه فقط. انظر:«علل ابن أبي حاتم» (1/ 298 رقم 896).
وقد وقع في مطبوع «العلل» تحريف، صوَّبته من الطبعة المحقَّقة (1/ 631 - ط دار الرشد).
(346)
وهكذا روى عبد الرزاق (1)، عن معمر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: أوَّل مَن أَخَّرَ المَقَامَ إلى موضعِهِ الآن عمرُ بن الخطاب.
(347)
وقال عبد الرزاق -أيضًا- (2)، عن ابن جريج: حدَّثني عطاء وغيره من أصحابنا قالوا: أوَّلُ مَن نَقَلَهُ عمرُ.
أثر آخر فيه غرابة
(348)
قال الحافظ أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي (3) في
(1) في «المصنَّف» (5/ 47 رقم 8953)
وهو منقطع بين مجاهد وعمر.
(2)
في «المصنَّف» (5/ 48 رقم 8955).
وهذا -أيضًا- معضل، لا يصح.
(3)
هو الإمام العلَاّمة شيخ خراسان أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السَّرَخسي الدَّغولي، قال عنه الحاكم في كتاب «مزكِّي الأخبار «: كان أبو العباس أحد أئمَّة عصره بخراسان في اللغة والفقه والرواية. توفي عام 325 هـ. من تصانيفه: «الآداب» ، و «فضائل الصحابة». انظر:«سير أعلام النبلاء» (14/ 557) و «شذرات الذهب» (2/ 307).
كتابه «الآداب» : ثنا محمد بن المهلَّب، ثنا علي بن جرير، ثنا حماد، عن ثابت، عن عبد الله بن عُبيد بن عُمَير (1) قال: قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: المؤمنُ أكرمُ على اللهِ من الكعبةِ.
وهذا منقطع.
(349)
لكن روي مثلُه عن ابن عمرَ (2)،
وابن عباس (3)، وعبد الله بن عمرو (4): أنَّ كلاًّ منهم نَظَرَ إلى الكعبة، فقال: ما أَعظمَ حُرْمتَكِ! والمؤمنُ أعظمُ حُرْمةً منكِ.
(1) ضبَّب عليه المؤلِّف لانقطاعه بين عبد الله بن عُبيد بن عُمَير وعمر.
(2)
أخرجه الترمذي (4/ 331 رقم 2032) في البر والصلة، باب ما جاء في تعظيم المؤمن، وابن حبان (13/ 75 رقم 5763 - الإحسان) والبغوي في «شرح السُّنة» (13/ 104 رقم 3526) من طريق الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقِد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع: أنَّ ابنَ عمرَ نظر يومًا إلى البيت، فقال: ما أعظمكَ! وأَعظمَ حُرمتكَ، وللمؤمنُ أعظمُ عند اللهِ حُرمةً منكَ.
قال الترمذي: حسن غريب.
وحسَّنه الشيخ الألباني في «غاية المرام» (ص 197).
(3)
أخرجه ابن وهب في «كتاب الجامع» (1/ 326 رقم 225) عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحر، عن ليث بن أبي سُليم (وتحرَّف في المطبوع إلى: ليث بن سُليم!) عن سعيد بن جُبَير، أو غيره: أنه دخل مع ابن عباس البيت، فقال: واهًا لك! ما أطيبكَ! وأعظمَ حُرمتكَ! والمؤمنُ أعظمُ حُرمةً منكَ.
وهذا إسناد ضعيف؛ ليث بن أبي سُليم، ومَن دونه ضعفاء.
(4)
أخرجه عبد الرزاق (5/ 139 رقم 9186) عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن عثمان: أنَّ سعيد بن مِيناء أَخبَرَه قال: إنِّي لأطوف بالبيت مع عبد الله بن عمرو بعد حريق البيت، إذ قال: أي سعيد! أَعظَمتُم ما صُنِعَ بالبيت؟ قال: قلت: وما أعظمَ منه؟! قال: دمُ المسلمِ يُسفَكُ بغيرِ حقِّهِ.
وهذا إسناد حسن، وعبد الله بن عثمان، وهو ابن خُثَيم، صدوق، كما قال الحافظ في «التقريب» .
وأسانيد ذلك جيِّدة، والله أعلم.
(350)
وقال سفيان الثوري: عن واصل الأَحدب، عن أبي وائل قال: جَلَستُ مع شيبةَ على الكرسي في الكعبة، فقال: لقد جَلَس هذا المجلسَ عمرُ، فقال: لقد هَمَمتُ ألا أَدعَ فيها صَفراءَ ولا بيضاءَ إلا قَسَمتُها. قلتُ: إنَّ صَاحِبَيكَ لم يَفْعلا. قال: هما المرآنِ أَقتدِي بهما.
رواه البخاري (1).
وسيأتي (2) بتمامه في مسند شيبة بن عثمان الحَجَبي رضي الله عنه.
(1) في «صحيحه» (3/ 456 رقم 1594) في الحج، باب كسوة الكعبة، و (13/ 249 رقم 7275 - فتح) في الاعتصام بالكتاب والسُّنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
انظر: «جامع المسانيد والسُّنن» (4/ 258 رقم 5235، 5236).